عيون شاخصة لتأمين الحدود
قيادة قوات الحدود العراقية تستخدم التقنيات الحديثة لمنع الإرهاب والتهريب
بعد هزيمة داعش العسكرية في العراق، وتجفيف مصادر تمويله، اتجهت الجماعات الإرهابية للتمويل الذاتي بتصنيع المخدرات وتهريبها، إذ شهدت المنطقة حالة غير مسبوقة من تعاطي المخدرات والاتجار بها فأصبحت هاجساً مقلقاً في المنطقة ما جعل موضوع ضبط الحدود أمراً ملحاً لدى الأجهزة الأمنية. فأنجز العراق مشاريع مهمة لتأمين حدوده مع سوريا، وقد كانت سوريا سبباً رئيسياً في اجتياح عصابات داعش الإرهابية العراق في عام 2014. التقت مجلة يونيباث بالفريق محمد سكر السعيدي، قائد قوات الحدود العراقية، ليحدثنا عن أمن الحدود وما أُنجز من مشاريع لمنع التسلل والتهريب.
يونيباث: بصفتك قائد قوات الحدود، كيف تعاملت مع قضية أمن الحدود؟
الفريق السعيدي: لدينا خطط كبيرة لضبط الحدود مع كل دول الجوار، تتضمن الاستفادة من التقنيات المستخدمة في أغلب دول العالم، ومنظومة حدود ذكية تعتمد على الكاميرات والطائرات المسيَّرة والمستشعرات، فتوفر الجهد البشري وتؤمن مراقبة الحدود بدقة مع دول الجوار. أما الجانب الثاني، فيكمن في إكمال التحصينات المتمثلة في السياج الأمني (الأسلاك الشائكة) الذي أثبت فاعليته مع الجدار الخرساني والخنادق. وتتعلق النقطة الثالثة للحدود العراقية بالطرق. وهذه النقاط الثلاث تنطبق على كل الحدود. والنقطة المهمة هي التركيز على ضبط الحدود العراقية السورية إذ تمثل محور التهديد للبلاد، يليها الانتهاء من تأمين الحدود العراقية الإيرانية إذ إنها مصدر تسلل الأفراد والمخدرات.
يونيباث: ما التهديدات الأمنية التي تواجه قوات الحدود العراقية؟
الفريق السعيدي: تُعد الحدود العراقية السورية شمال الفرات، من القائم إلى ربيعة، محور التهديد الأول لأمن الحدود العراقية لأسباب كثيرة، أهمها عدم وجود دولة سورية فاعلة في الجانب السوري من الحدود لتضبط الشريط الحدودي من جانبها؛ وما يوجد هو قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي غير قادرة على تحمل مسؤوليتها في ضبط الشريط الحدودي، ويبلغ طول هذه المنطقة نحو 340 كيلومتراً. وتشهد المحافظات العراقية المواجهة للحدود حالة من غياب الأمن والاستقرار وتحرك عناصر داعش الإرهابية بحرية فيها، ووجود مخيمات لعائلات داعش، والسجون الموجودة، وكذلك الجانب الاقتصادي المتردي في سوريا، والسوريين الذين يحاولون اللجوء إلى العراق؛ فكل هذه الأمور تجعل هذه المنطقة محور الاهتمام الأول لنا.
يونيباث: ما علاقة مخيم الهول بأمن الحدود مع سوريا؟
الفريق السعيدي: يبعد مخيم الهول والمخيمات الأخرى الموجودة عن الحدود العراقية نحو 7 إلى 8 كيلومترات. وهذه مسافة قليلة جداً في ضوء عدم وجود سلطة قوية في سوريا. وشطر كبير من سكان مخيم الهول عراقيون، والشطر الآخر من جنسيات مختلفة، وحسب المعلومات، توجد عائلات داعش وأشخاص من ذوي الفكر المتطرف؛ وبالتالي يشكل المخيم مدرسة للمتطرفين والمتشددين الراغبين في مغادرة المخيم والوصول إلى الحدود إذا أصبح الوضع الأمني داخل المخيم غير مستقر. والسيطرة محكمة عليه الآن، ولكن توجد حالات تسلل وخروج من المخيم من الجانب السوري. علماً بأننا اتخذنا إجراءات كثيرة لضبط الحدود، وتزيد نسبة ضبط الحدود على 95%، إلا أن وجود متشددين بهذه الأفكار ينتج جيلاً من المتطرفين داخل المخيمات يمثل تهديداً أمنياً للعراق وللمنطقة جمعاء، وبالتالي تقع على المجتمع الدولي مسؤولية تفكيك هذه المخيمات وإنهاء وجودها وإعادة إدماج اللاجئين في المجتمع، ويجدر بالدول أن تقبل إعادة رعاياها ومواطنيها، لا سيما وأن العراق نقل أعداداً كبيرة من مواطنيه إلى مخيم الجدعة في الموصل.
يونيباث: ما التقنيات التي يأمل العراق الحصول عليها لتأمين الحدود؟
الفريق السعيدي: نأمل الحصول على تقنيات متطورة، مثل ما هو موجود في دول المنطقة مثل المملكة العربية السعودية والأردن من كاميرات التصوير بالأشعة تحت الحمراء المتطورة، ورادارات لكشف الأهداف الأرضية على مسافات بعيدة. فأما التقنية الأولى، فهي خاصة بكشف الأفراد والسيارات وكل جسم يتحرك حتى الحيوانات. وأما التقنية الثانية، فهناك رادارات تتعامل مع الأهداف الأرضية بدقة، بحيث تمسك وتوجه الكاميرات وتختصر الجهد البشري. فالمطلب الأول هو الكاميرات ثم الرادارات تليهما الطائرات المسيَّرة والمستشعرات. فلدى الكثير من الدول والمناطق حدود ذكية ومستشعرات تتحسس الحركة، ولكن تكمن أولويتنا في تغطية حدودنا بكاميرات متطورة. والطائرات المسيرة تؤمن مسافة كبيرة، بحيث تكشف مساحة واسعة من الحدود عمقاً وعرضاً.
يونيباث: هل تشغل قيادة قوات الحدود الطائرات المسيَّرة أم أن هذه المهمة توكل لطيران الجيش أو القوة الجوية؟
الفريق السعيدي: نحن نتحدث عن طائرات مسيَّرة صغيرة تغطي مسافة بسيطة يصل أقصاها إلى 25-30 كيلومتراً، وهذه جزء من قيادة قوات الحدود؛ فلدينا تكنولوجيا معلومات، ولدينا شعبة الطائرات المسيَّرة، ولدينا طائرات مسيَّرة، لكن بمديات بسيطة تتراوح من 5 إلى 6 كيلومترات، لكننا بحاجة إلى طائرات مسيرة مداها أبعد ومدة طيرانها أطول وبالتالي يمكن أن تؤمن العمق العراقي، وتستطلع وتمسك وترصد أهدافاً بالجانب السوري أو على الشريط بين المراكز الحدودية البعيدة.
يونيباث: ما مدى قربكم من الحصول على مثل هذه التقنيات؟
الفريق السعيدي: يوجد جهد كبير من الدولة العراقية ومن رئيس الوزراء ووزير الداخلية في دعم قيادة قوات الحدود وإكمال مستلزمات ضبط الحدود العراقية وتأمين هذه المتطلبات، وأُجزم أن ما حدث العام المنصرم على الحدود العراقية من مشاريع تحصينات لم يحدث في تاريخ الدولة العراقية. وتُبذل جهود كبيرة وجاري تنفيذ مشاريع مهمة على الحدود لأول مرة، خاصة الحدود العراقية السورية. ونبذل جهداً كبيراً وغطينا الحدود العراقية السورية بمنظومة موانع مثالية، بمسافة 340 كيلومتراً تقريباً، تحتوي على خندق بعرض 3 أمتار وعمق 3 أمتار، وساتر ترابي بارتفاع 3 أمتار، يليها موانع بأسلاك شائكة. وتضم كل 1,000 إلى 1,500 متر نقاط محصنة وأبراج خرسانية. ووُضعت كاميرات حرارية على طول الشريط الحدودي السوري، الواحدة تتلاحق مع الثانية، وتغطي كل الحدود. أما المشروع الحالي المهم، فهو نصب جدار خرساني على الحدود العراقية السورية، وهذا الجدار هو حاجز مثالي لمنع التسلل والتهريب وتحصين الموضع الدفاعي الذي سيصبح لدينا بعد أن يكتمل أكثر من 140 كيلومتراً على طول الحدود العراقية السورية. كما أود أن أذكر نقطة مهمة، وهي أننا نمتلك معملاً خرسانياً جاهزاً ينتج الحواجز الخراسانية، خاص بقيادة قوات الحدود وبجهودنا الذاتية، والعمل مستمر في الشريط الحدودي من جبل سنجار باتجاه ربيعة. فهذه منظومة التحصينات التي أقمناها على الحدود السورية، وهي نفس المنظومة التي نعمل عليها حالياً على الجانب الإيراني، إذ وضعنا كاميرات حرارية من منطقة رأس البيشة في البصرة إلى محافظة السليمانية، وغطينا هذ المنطقة بأكملها بكاميرات تتداخل تغطية بعضها البعض، ولدينا أبراج خرسانية على طول هذه المنطقة، وشرعنا في بناء مخافر وملاحق للحدود العراقية، ويمكن أن نوزعها في ثلاثة اتجاهات: أولها حدودنا مع تركيا وإيران؛ وقد أبرم العراق عقوداً مع شركات لبناء هذه المخافر والملاحق الشرطية، وعددها 240 مخفراً وملحقاً، على مجمل الحدود العراقية مع كل دول الجوار، وهذا منجز كبير. أما حدودنا مع إيران، فلدينا في محافظة ميسان مشروعان بطول 200 كيلومتر، أولهما مانع الأسلاك الشائكة، والآخر سياج «بي آر سي»، وصلا إلى نسب متقدمة من التنفيذ. وأنشأنا مساراً على طول الحدود العراقية الإيرانية من الشيب إلى السليمانية بطول 650 كيلومتراً، وأزلنا آلاف الألغام من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية، وننصب تحصينات عليه اليوم. فالجهد كبير على كل الحدود.
يونيباث: ما التدريبات المتخصصة التي يتلقاها منتسبو قوات الحدود؟
الفريق السعيدي: يلتحق خريج كلية الشرطة أو المعهد العالي، بعد أن يكمل دوراته، بدورة تخصصية، تليها عدة دورات خلال فترة خدمته وبعد كل ترقية، وكذلك التحق كل منتسبينا بدورات الصنف. فلدينا أربع مدارس في قيادة قوات الحدود تعمل على تدريب الدورات الجديدة، وعلى تدريب الدورات التطويرية، والدورات الموجودة في منهج التدريب التخصصي، وبالتالي فإن عملية إعداد وتطوير ضباط قوات الحدود ومنتسبيها مستمرة على مدار السنة.
يونيباث: كيف تتبادل قوات الحدود المعلومات الاستخبارية الداخلية مع سائر أجهزة الدولة الأمنية؟
الفريق السعيدي: لا شك أن قيادة قوات الحدود جزء من منظومة الدولة الأمنية، ولدينا تنسيق عالٍ، ولدينا مرجع لقيادة الحدود أسوة بباقي الصنوف، وهي الوزارة والعمليات المشتركة، وبالتالي تردنا أغلب التقارير الاستخبارية التي تخص الحدود عن طريق مرجعنا وعن طريق استخبارات العمليات المشتركة، وتردنا تقارير من كل الأجهزة الاستخبارية.
يونيباث: هل استعنتم بمعلومات استخبارية من أجهزة أخرى لاعتراض عمليات تهريب المخدرات أو الأسلحة؟
الفريق السعيدي: بالتأكيد أن الحدود السورية مراقبة من باقي الأجهزة الاستخبارية مثل الأمن الوطني والمخابرات. وأُجريت الكثير من العمليات الناجحة في ضوء معلومات استخبارية مسبقة. فعلى سبيل المثال، كان لدينا واجب على الحدود الإيرانية بناءً على تقارير استخبارية دقيقة أعدها الأمن الوطني عن شحنة من الحشيش، فأُحبطت محاولة التهريب من إيران عن طريق شط العرب بواجب مشترك مع جهاز الأمن الوطني في البصرة، فقد وردت المعلومات من جهاز الأمن الوطني، وكانت القوة المنفذة هي قوات الحدود، وهذا التنسيق العالي والمهني يثمر دائماً عمليات ناجحة بملاحقة مهربي المخدرات أو مواد أخرى يحاول المهربون نقلها عبر الحدود.
يونيباث: هل لك أن تحدثنا عن بعض الإنجازات المهمة في التصدي للإرهابيين والمهربين على الحدود؟
الفريق السعيدي: كان مصدر التهديد الأول هو الحدود السورية، من القائم إلى ربيعة. فوصلنا اليوم إلى نسبة مثالية في ضبط هذه الحدود ومنع التهريب والتسلل إلى العراق ومنه، وجدير بالذكر أن السنتين الأخيرتين شهدتا نسبة نجاح كبيرة في ضبط الحدود. نتلقى دعم كبير من الشركاء ونتطلع إلى الحصول على دعم من وكالة الدفاع الأمريكية المعنية بخفض التهديدات لتجهيزنا بمشروع كاميرات بالأشعة تحت الحمراء بطول 162 كيلومتراً لتغطية جزء كبير من هذه الحدود، وسيسهم ذلك في تحقيق نتائج كبيرة على حدودنا مع سوريا وأيضاً على حدودنا مع إيران؛ فقد حققنا نتائج كبيرة هذا العام بفضل التحصينات والإجراءات اللي تحدثنا عنها مثل الكاميرات ونصب أبراج المراقبة وبناء المخافر، وتقوية الوحدات، والتدريب والاستعداد القتالي، ومتابعة الجاهزية. وبالتالي، حققنا نجاحاً كبيراً في ضبط الحدود من دخول المتسللين والمهربين.
يونيباث: أحبطت قوات الحدود الأردنية محاولات تهريب مخدرات وأسلحة عن طريق الطائرات المسيَّرة والطيران الشراعي؛ فهل أحبطت قوات الحدود العراقية مثل هذه المحاولات؟ وهل تستطيع المستشعرات اكتشافها؟
الفريق السعيدي: نحن على اطلاع على هذا النوع من العمليات القادمة من سوريا ونجح الأردن في إحباطها، فهذه الطائرات المسيَّرة أشبه بلعب الأطفال، يطلقونها من البيوت، وتُعد من الأسلحة التي يصعب متابعتها وإسقاطها بسبب سرعتها وصغر حجمها. وربما تنفع هذه الوسيلة في المناطق السكنية المتقاربة، ويندر عندنا وجود قرى محاذية للحدود الدولية. فهذه الطائرة المسيَّرة صغيرة الحجم، تحمل كيلوغراماً أو أقل، وتحتاج إلى تقارب البيوت. ولدينا منطقتان قريبتان من الحدود مع سوريا: وهما مدينة ربيعة والقائم، ونحن نركز على الجهد الاستخباري، كما شرعنا في بناء جدار خرساني بطول 12 كيلومتراً في الشمال والجنوب من نهر الفرات في منطقة الباغوز لمنع التهريب والتسلل بحكم تقارب القرى العراقية مع القرى السورية. أما موضوع استخدام الطائرات المسيَّرة، فلم يشكل لنا أي تهديد حتى هذه اللحظة.
يونيباث: ما دور القوة الجوية العراقية وطيران الجيش في دعم قوات الحدود؟
الفريق السعيدي: لدينا بالتأكيد تنسيق كبير عن طريق قيادة العمليات المشتركة، التي تضم جميع الأجهزة الأمنية، ووقتما نطلب دعماً نحصل عليه، خصوصاً للعمق العراقي في مناطق الأنبار والجزيرة باتجاه الشريط الحدودي، وهذه مناطق صحراوية واسعة تظهر فيها عناصر داعش من حين لآخر، تسهم القوة الجوية وطيران الجيش من خلال العمليات المشتركة في تقديم الإسناد لوحداتنا في الوقت المناسب.
يونيباث: ما أوجه تعاونكم الأمني مع دول المنطقة؟
الفريق السعيدي: تُعامل الحدود العراقية بنهج اتحادي، وأُنشئ مقر قيادة قوات الحدود للإشراف على القيادة والسيطرة على كل قطاعات الحدود مع جميع دول جوار العراق، فلدينا حدود بطول 3,700 كيلومتر مع ست دول جوار. وفيما يخص تعاونا مع دول الجوار، فلدينا آلية عمل خاصة بالحدود مع قادة وآمري حدود تلك الدول. تبدأ من ضابط الاتصال صعوداً، فلديهم اتصال آني عن أي حادث يحصل على الحدود، ويمكن أن يطلبوا لقاءً فورياً في أقرب نقطة لمعالجة أي ثغرة تحصل، ويعقد ضابط الاتصال بالمنطقة الحدودية مؤتمراً كل ستة أشهر مع نظيره في دولة الجوار. وهذا ما يحدث على مستوى قائد المنطقة الحدودية، إذ يعقد القادة مؤتمرات سنوية في حالات متبادلة، مرة في الدولة الأخرى ومرة عندنا، بالإضافة إلى اتصالنا المستمر مع قادة حدود دول الجوار لمعالجة أي مشكلة تخرج عن سيطرة آمر اللواء وقائد المنطقة، ومستوى التنسيق عالٍ جداً، وتوجد نية صادقة لدى هذه الدول للعمل مع العراق. ويجد كل مسؤول عن ضبط الحدود، بدءاً من إيران إلى الكويت والسعودية والأردن، وكذلك جنوب سوريا، مستوى عالٍ من التنسيق.
يونيباث: ما انطباعك عن زيارتك مقر قيادة إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في توسون بولاية أريزونا؟
الفريق السعيدي: زرنا أكثر من موقع ومن ضمنها أحد المنافذ الحدودية، وكانت زيارة مفيدة جداً، فأطلعونا على آلية عملهم في المنفذ الحدودي، وكان منفذاً حدودياً للأفراد والبضائع على الحدود الأمريكية المكسيكية، وأطلعونا على آلية تفتيش المركبات والبضائع، وخصوصاً الخضروات التي تدخل من هذا المنفذ، وأيضاً آلية تفتيش الأفراد. وقد استفدنا كثيراً من تجربتهم. وزرنا في أريزونا مقر القيادة والسيطرة المسؤول عن حدود يصل طولها إلى 400 كيلومتر، حيث قدموا لنا شرحاً وافياً عن دور المركز. ثم زرنا في الشريط الحدودي إحدى النقاط ضمن حدود أريزونا، وأطلعونا على آلية عملهم، كما تعرفنا على التصميم الهندسي للجدار الفاصل وطريقة العمل، كما زرنا مركز التحكم الميداني الذي يشرف على مسافة 30 كيلومتراً. وأطلعونا على نظام السيطرة ومنظومة الكاميرات وطريقة عملها. كما شرح لنا الفريق طرق التعامل مع أنفاق التهريب التي زرنا أحدها قرب المنفذ الحدودي. فقد تعلمنا الكثير من إجراءاتهم على الشريط الحدودي: تجربة كبيرة، وإمكانيات كبيرة، واعتماد كبير على التقنيات الحديثة. كما أطلعونا على آلية تعاملهم مع المهاجرين واللاجئين ومكان الحجز. ولمسنا مهنية عالية وعمل قانوني بحت لدى العاملين.
يونيباث: هل لك أن تحدثنا عن شراكتكم مع الولايات المتحدة في دعم قوات الحدود؟
الفريق السعيدي: في الحقيقة، يضطلع برنامج التمويل العسكري الأجنبي ووكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات الأمريكيان بدور كبير في دعم قيادة قوات الحدود، إذ تمثل قيادة قوات الحدود خط الدفاع الأول عن حمى الوطن. فلا يقل عملها بالتالي عن عمل أي جهاز أمني، وربما تُعد أهم الأجهزة الأمنية في البلاد. فبدون ضبط الحدود، لا يستقر أي بلد، لا أمنياً ولا اقتصادياً، وبالتالي هذه الرؤية موجودة لدى الجانب الأمريكي. وما قُدم من دعم لقيادة قوات الحدود كبير جداً. أولاً، تدريب منتسبينا في نحو 11 دورة تدريبية في الأردن، كما جهزت الوكالة والبرنامج الحدود بمعدات هندسية ممتازة مثل الجرافات وشاحنات نقل المعدات وصهاريج الإسقاء. وفي الأفق هناك مشروع مع الوكالة لتغطية 162 كيلومتراً من الحدود العراقية السورية بالكاميرات، فنحن نقدر الموارد التي تخصصها الولايات المتحدة، ونحن في حاجة ماسة لها. وما جرى تخصيصه من معدات يسهم إسهاماً كبيراً في ضبط الحدود السورية والإيرانية، ونتطلع إلى تطوير الشراكة بما يخدم مصالح البلدين.
التعليقات مغلقة.