صوت مخيف للتطرف العنيف
الفريق أول سيد عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، يقود سفينة الأمن في باكستان وسط أمواج عاتية
القوات المسلحة الباكستانية
لسوف يكتب التاريخ اسم الفريق أول سيد عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، بحروف من نور في صفحات القادة الذين وهبوا أنفسهم لأمن باكستان واستقرارها ورخائها. فقد تولى قيادة الجيش في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، ورسم من يومئذ مساراً جمع بين العمل العسكري الحاسم للنيل من الجماعات المتطرفة، والدبلوماسية العسكرية الحكيمة.
تخرج الفريق منير من دورة تدريب الضباط الـ 17 في مانغلا، وحصل على «سيف الشرف» المرموق، وأُلحق بفوج قوات الحدود/23، وشغل مناصب مرموقة في تكليفات عملياتية وقيادية شتى.
وكان له الشرف أن يشغل منصب المدير العام لإدارة المخابرات المشتركة والمدير العام لجهاز الاستخبارات العسكرية وقائد قيادة قوات المناطق الشمالية. وكان يتولى مهام قائد الإمداد العام في القيادة العامة قبل أن يُكلف بقيادة الجيش. وواجه تحديات لا حصر لها منذ أن صار على رأس الجيش، منها التهديدات الأمنية الخطيرة وخطر التطرف المتزايد وهجمات الحرب الهجينة الشعواء.
واتخذ إجراءات حاسمة ضد حركة طالبان باكستان، وهي فرع من أفرع طالبان ينشط داخل باكستان ويُعرف فيها بـ ”فتنة الخوارج.“ وأُجريت تحت إمرته، وحتى تموز/يوليو 2024، 22,409 عملية استخبارية على الإرهابيين وأعوانهم، تم بسببها القضاء على 398 إرهابياً، منهم 31 من القياديين البارزين.
وقال للحضور من قادة القبائل في مجلس جركة في بيشاور يوم 7 آب/أغسطس 2023: ”لا سبيل أمام هؤلاء الإرهابيين سوى الانصياع لحكم دولة باكستان، وإلا سنقضي عليهم، إن لم يرجعوا عن ضلالهم.“
وأضاف قائلاً: ”لن تألو باكستان جهداً لتفكيك الشبكات الإرهابية وحماية مواطنيها بأي ثمن.“
وتواجه باكستان أيضاً تحدياً جسيماً في شكل حرب الجيل الخامس، وهي مزيج معقد من التكتيكات التقليدية وغير التقليدية غايتها هدم أركان المجتمع. وقال الفريق منير إنه عازم على أن تكون القوات المسلحة الباكستانية، بدعم من الدولة وشعبها، على أتم استعداد للدفاع عن سلامة أراضي الوطن والذود عن سيادته من كل ما يهدده.
وتعرضت سيادة باكستان للخطر يوم 16 كانون الثاني/يناير 2024، وذلك حين نفذت إيران سلسلة من الضربات الصاروخية وبالطائرات المسيَّرة داخل إقليم بلوشستان الباكستاني، أسفرت عن مقتل طفلين بريئين. فأرتها باكستان بأسها واستعادت كرامتها بأن نفذت يوم 18 كانون الثاني/يناير سلسلة من الضربات العسكرية على الإرهابيين في إقليم سيستان وبلوشستان في إيران، واتسمت هذه الضربات بحُسن التخطيط ودقة التوجيه مسترشدة بمعلومات استخبارية موثوقة، وسُميت بعملية «مارج بار سارماشار»، وأسفرت عن القضاء على العديد من الإرهابيين.
ويدرك الفريق منير أن توفير فرص العمل من السبل المهمة للحد من الميول المتطرفة بين الشباب. وإيماناً بهذه الفكرة، يعاون الجيش الحكومة في إدارة «مجلس تيسير الاستثمار الخاص» و«مبادرة باكستان الخضراء» لجذب الاستثمار الأجنبي وضمان الأمن الغذائي.
ويقوم الفريق منير بجهود استباقية بإقامة شراكات اقتصادية، مع دول الخليج والولايات المتحدة مثلاً، تعزز الثقة داخل مجتمع الأعمال وتشجعهم على المشاركة الجادة في التقدم الوطني.
ويشجع روح التسامح والوئام الديني، فأدان حادثة جارانوالا حين قام حشد من الناس بتخريب عدة كنائس وعشرات المنازل وإحراقها، على إثر اتهام رجلين يعيشان بها بتدنيس القرآن الكريم، وقال: ”لا يجوز لأي طائفة من طوائف المجتمع أن تقوم بمثل هذه الافعال من التعصب والتطرف ضد أي شخص، وخاصة ضد الأقليات.“
وحين أنقذت الضابطة شهربانو نقوي، مساعدة مفتش الشرطة، امرأة من حشد كان يقذفها بتهمة الكفر ، أشاد بها الفريق منير لشجاعتها وكرَّمها في مكتبه.
أما الدبلوماسية العسكرية، فهي ركن من أركان رؤية القائد الأعلى للجيش، فزار الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 2023، وكانت تلك الزيارة لحظة محورية في العلاقات العسكرية والدبلوماسية المتوسعة بين باكستان والولايات المتحدة وكان لها طابعٌ رمزيٌ وعمليٌ في خضم أوضاع العالم سريعة التغير والتبدل، إذ شهدت فعاليات رفيعة المستوى سلطت الضوء على طبيعة العلاقات متعددة الجوانب بين البلدين.
كما أجرت باكستان في عام 2023 تمارين عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة الماليزية والقطرية والسعودية والإماراتية. وكذلك في حفل ختام النسخة الـسابعة من تمرين «روح الفريق للجيش الباكستاني» التدريبي الذي شارك فيه 15 فريقاً، ومنها فرق من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية، أكد الفريق منير على أهمية التمرين في تعزيز روح الفريق ورفع الاستعداد لمواجهة التهديدات المتغيرة، ولا سيما في مكافحة الإرهاب.
وأشاد بالأواصر التي تجمع الجيش الباكستاني مع الجيوش الأخرى، ويرى أنها خير مثال على الدبلوماسية العسكرية. وليس الجيش الباكستاني تحت إمرته حارساً لحدود الدولة فحسب، بل ويهب لنجدة الشعب أثناء الكوارث مثل الفيضانات والزلازل، ولا يُستغنى عنه في
تيسير عملية الانتخابات الوطنية.
وتتميز الفترة التي يقضيها في قيادة الجيش بعدم التهاون مع التطرف، واتخاذ التدابير الاستباقية للتصدي للتحديات الأمنية، والحرص على تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
ولا تقتصر ثمار نهج الدبلوماسية العسكرية الذي يتبعه على تعزيز علاقات باكستان مع الشركاء العالميين الرئيسيين، وإنما تشمل أيضاً التأكيد على دور باكستان في نشر السلام والاستقرار في المنطقة. وبينما تمخر سفينة باكستان عُباب أمواج جيوسياسية عاتية وتحديات داخلية جسام، يقود الفريق منير دفة الجيش والدولة صوب مستقبلٍ منيرٍ بالمهنية والاحترافية والصمود والرخاء والوحدة.
التعليقات مغلقة.