شريك في الدوريات
اللواء بحري محمد يوسف العسم، قائد سلاح البحرية الملكي البحريني، من مؤيدي التحالفات البحرية الإقليمية
التحقاللواء بحري محمد يوسف العسم بقوة دفاع البحرين في عام 1979 كمرشح ضابط وابتُعث إلى الأكاديمية البحرية الباكستانية بمدينة كراتشي، حيث تخرج بمرتبة الشرف وحصل على شهادة بكالوريوس في العلوم البحرية، وتدرج في عدة مناصب على متن السفن الصاروخية كضابط ملاحة وضابط عمليات وصولاً إلى تعينه لأول مرة قائداً للسفينة الصاروخية «الجابري» في عام 1993.
وتقلَّد عدة مناصب قيادية على متن السفن، ومنها قيادة الفرقاطة «صبحا»، حتى وصل إلى قيادة المجموعة البحرية الخاصة في عام 2009. وتولى بعد ذلك بعامين منصب رئيس شعبة التدريب، وعُيِّن في عام 2012 مساعد قائد سلاح البحرية الملكي البحريني. ثمَّ وصل إلى أعلى المناصب بقيادة سلاح البحرية في عام 2017.
عزَّز اللواء محمد خبراته البحرية العملية بالدورات الدراسية في عدد من الأكاديميات البحرية المرموقة في العالم، أبرزها دورة الاتصالات الدولية من المملكة المتحدة في عام 1986، ودورة القيادة والأركان من المملكة المتحدة في عام 1990، ودبلوم عالٍ في القانون البحري من اليونان في عام 1990، ودورة الحرب البحرية في كلية الحرب البحرية الأمريكية في عام 2008.
تمَّ تكريم اللواء محمد العسم خلال خدمته العسكرية العريقة بعدة أوسمة وأنواط: وسام البحرين من الدرجة الأولى، ووسام البحرين من الدرجة الثانية، ووسام حوار الدرجة الأولى، ووسام الخدمة العسكرية، ووسام القوة، ووسام الخدمة الميدانية، ونوط الشهامة، ووسام الكفاءة، ونوط الخدمة الطويلة.
يونيباث: ما مسؤوليات القوات البحرية الملكية البحرينية؟
اللواء محمد: تقع مسؤوليات سلاح البحرية الملكي البحريني ضمن منظومة قوة دفاع البحرين والتي أسسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظة الله ورعاه. وقد كان من نظرة جلالته الاستراتيجية أن يكون لمملكة البحرين قوة بحرية حديثة تحمي مكتسبات الوطن والنهضة التي شهدها خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وتكمن مهمة سلاح البحرية الرئيسية في الدفاع عن مياه المملكة الإقليمية والاقتصادية والحفاظ على استقلالها وسيادتها والتصدي لأي عدوان محتمل.
يونيباث: ما الإجراءات التي اتبعتها مملكة البحرين لتحديث قواتها البحرية؟
اللواء محمد: اهتمام قيادتنا الرشيدة بتطوير قوة دفاع البحرين والتي تعتبر سلاح البحرية عنصر أساسي لها ويعمل بصورة دائمة مع القوات البرية والجوية لتحقيق التكامل في منظومتها الدفاعية. واليوم في القرن الحادي والعشرين نرى أنَّ القوات العسكرية يجب أن تشكل قواتها بمزيج من المنظومات والقطع البحرية والطيران والقوى البشرية لتحقيق المهمة المناطة بها. وفي المجال البحري، وبناءً على الاستراتيجية العسكرية العليا، تبنَّى سلاح البحرية الملكي البحريني نهج التطوير المستمر لمواكبة هذه التحديات. وترتكز استراتيجية تحديث وتطوير سلاح البحرية الملكي البحريني على عدة محاور؛ أهمها وأبرزها العنصر البشري، ومن ثمَّ اقتناء القطع البحرية الحديثة وتطوير السفن الحالية بأحدث المنظومات التي تجعل البحرية تواكب القوات البحرية الحديثة في المنطقة. ويتمثل المحور الآخر في المنظومات الحديثة التي تساند القطع البحرية في مناطق العمليات مثل منظومات الرادارات والمستشعرات والإنذار المبكر وبالإضافة الى الطائرات والقوارب المسيَّرة التي توفر الجهد في القوى البشرية وتحقق معرفة تامة بالمسرح البحري.
يونيباث: ما العوامل التي دفعت البحرين إلى استضافة القوات البحرية المشتركة والمشاركة فيها؟
اللواء محمد: طبيعة مملكة البحرين الجغرافية وكونها أرخبيل من الجزر التي تتوسط الخليج العربي وارتباطها التاريخي بالبحر والتجارة العالمية جعل البحرين تتميز كمركز استراتيجي بحري في الشرق الأوسط، فتنجذب لها التجارة العالمية والصناعات البحرية. وأصبحت البحرين منذ القرن الماضي تقدم دعم الإمداد والتموين والدعم الإداري للعديد من السفن في المنطقة، وهذا جعل منها مركزاً بحرياً مناسباً لبحريات الدول الشقيقة. وذلك يتماشى مع سياسة مملكة البحرين المسالمة والحفاظ على السلام في المنطقة والأمن والاستقرار لخدمة النمو الاقتصادي. وبما أنَّ التجارة العالمية تعتمد اعتماداً أساسياً على البحار والمحيطات – حيث إنَّ نسبة 80% من التجارة العالمية تستخدم المجال البحري – فكان من الطبيعي أن تطلب الدول الصديقة والحليفة أن يكون لمملكة البحرين مقر لخدمات الإمداد والتموين وتقديم الدعم البحري لهذه السفن. وبعد التجارب التي مرَّت بها المنطقة، أدرك العالم ككل ضرورة تكاتف جميع الدول لحماية خطوط الملاحة الدولية والممرات المائية الاستراتيجية؛ فلا تستطيع دولة واحدة تأمينها بدون تحالفات وجهود دولية.
يونيباث: ما أهمية التدريب بين القوات البحرية الملكية البحرينية والقوات البحرية الأمريكية؟
اللواء محمد: بما أنَّ الأهداف العليا مشتركة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية وهي الحفاظ على الأمن البحري الإقليمي واستمرار تدفق التجارة العالمية عبر الممرات المائية الاستراتيجية، وكما أنَّ القوات البحرية البحرينية والأمريكية تعملان في المياه الدولية وفي مناطق عمليات مشتركة وبالقرب من بعضهما البعض، فمن المهم أن توجد حالة من الانسجام بين القوات البحرية، وللتدريب المستمر بين القوات أهمية قصوى من حيث توحيد المفاهيم بين الجميع. ونفتخر اليوم بوصول مستوى التدريب بين البحريتين إلى كفاءة عالية ومستمرة على مدار السنة، ونحن اليوم شركاء في العمل لتحقيق الأمن البحري الإقليمي. فسلاح البحرية الملكي البحريني هو الداعم الرئيسي للقوات البحرين المشتركة كدولة مستضيفة للتحالف، ونحن اليوم نعمل بعمليات فعلية ولا نقتصر على التدريبات فقط. فلدينا سفن في البحر تقوم بدوريات مشتركة مع مختلف قوات الواجب ومن ضمنها قوة الواجب «الحارس». وندعم جميع هذه القيادات بقوى بشرية من ضباط وأفراد. ونحن اليوم شركاء في الأمن البحري الإقليمي في المنطقة وبصمة سلاح البحرية الملكي البحريني تمتد من الخليج العربي إلى البحر الأحمر.
التعليقات مغلقة.