خدمة اليمن
القائد العسكري الأعلى في اليمن يبذل مجهودا من أجل إحلال السلام ونشر الاستقرار في وطنه
العميد الطيار الركن فيصل الجماعي، المندوب الوطني لليمن لدى القيادة المركزية الأمريكية
الصور بعدسة وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي
يقف اليوم الفريق الركن صغير حمود بن عزيز على رأس هرم الجيش اليمني كقائد عام للقوات المسلحة، رئيساً لهيئة الأركان العامة، متوجاً مسيرته العسكرية التي بدأها يافعاً منذ دراسته في الثانوية العامة في عام 1983، وخاض مسيرة ثرية بين الحياة العسكرية والحياة المدنية في محافظة عمران شمال الجمهورية اليمنية.
ينحدر الفريق الركن بن عزيز من قبيلة «سفيان» التي تعد من أهم ركائز قبيلة «بكيل» اليمنية، ووُلد فيها في عام 1967، وكان أبوه شيخاً لواحد من أكبر أفخاذ قبيلة «حرف سفيان» وأحد أعمدة مشايخ قبيلة «بكيل».
وعندما انتقل صغير بن عزيز إلى العاصمة صنعاء لدراسة الثانوية بسبب عدم وجود مدرسة مناسبة في منطقته، التحق بالجيش اليمني في 1983 وترقى في عام 1990 إلى رتبة «ملازم ثانٍ»، واشترك في معارك الدفاع عن الوحدة اليمنية بعد ذلك بأعوام قليلة.
وقرر في عام 1997 خوض السباق الانتخابي لعضوية البرلمان اليمني عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم آنذاك، وبالفعل أحرز الفوز في دائرته الانتخابية عن حرف سفيان، ثمَّ خاض الانتخابات للمرة الثانية في عام 2003 وفاز بعضوية البرلمان مجدداً، وخلال تلك الفترة كان صغير بن عزيز يخرج من قاعات البرلمان في نهاية اليوم ليذهب إلى مقاعد الدراسة في معهد في صنعاء لتعلُّم اللغة الإنجليزية.
كمقاتل، تقلد القائد ابن عزيز عدة مهام وتدرج في السلم العسكري، وقاد عدة تشكيلات عسكرية، وشغل منصب نائب كبير المعلمين بمعسكر طارق بن زياد بقوات الحرس الجمهوري اليمنية، ثم عُيِّن رئيساً لعمليات معسكر طارق.
حدث التحول الأهم في حياة الفريق الركن ابن عزيز في عام 2008 حين قرر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران التوسع في حربهم ضد الدولة اليمنية انطلاقاً من صعدة نحو مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وهناك تصدى لهم ابن عزيز بصفته برلمانياً وشيخاً للقبيلة وضابطاً في الجيش اليمني، وقام بتحشيد القبائل مع الدولة للتصدي للحوثيين وخاض معركة قاسية هو ومن معه من رجال القبيلة، وفجر الحوثيون منزله وصادروا أملاكه وقدَّم الكثير من الشهداء والجرحى من أصحابه وقبيلته.
وهذا جعل من الفريق الركن ابن عزيز أحد أبرز الأعداء للحوثيين، ووجوده على رأس المؤسسة العسكرية لخوض المعركة مجدداً ضد الحوثيين بعد انقلابهم واحتلالهم عاصمة الدولة اليمنية في عام 2014 يمثل رمزية كبيرة.
وعُيِّن في عام 2016 نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة لشؤون التدريب وترقى إلى رتبة لواء، وبعد سنة حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية من جمهورية السودان الشقيقة. ثمَّ حصل في عام 2018 على شهادة زمالة كلية الدفاع الوطني في أكاديمية نميري العسكرية العليا بجمهورية السودان في الدراسات الاستراتيجية.
وعاد إلى واجهة الأحداث الوطنية اليمنية عقب اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة، في محافظة الحديدة على البحر الأحمر، حين عُيِّن رئيساً للفريق الحكومي لتنفيذ الاتفاق ومراقبة عملية إعادة الانتشار.
وفي منتصف عام 2019 أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قراراً بتعيين اللواء صغير بن عزيز قائداً للعمليات، وانتقل إلى محافظة مأرب التي تعد مقراً مؤقتاً للجيش اليمني، واشترك في خوض المعارك هناك، وتولى التنسيق مع تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وفي شباط/فبراير 2020 أصدر الرئيس هادي قراراً بتعيين اللواء صغير بن عزيز رئيساً لهيئة الأركان العامة وترقيته إلى رتبة «فريق» وهي الرتبة التي لم يصل إليها إلا عددٌ محدود جداً من الجنرالات اليمنيين في تاريخ الجيش اليمنى. ومنذ ذلك الوقت وهو في ميادين الحرب يخوض المعارك مع جنوده في جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وتتركز المعارك منذ عامين في محيط محافظة مأرب الاستراتيجية.
يتخذ الفريق الركن ابن عزيز من المتارس والثكنات العسكرية المتقدمة مقراً لنشاطه في قيادة المعركة، وتستهدفه مليشيا الحوثي باستمرار بالصواريخ والطائرات المسيَّرة على يد الخبراء الإيرانيين الذين يديرون العمليات النوعية للحوثيين. وفي أيَّار/مايو 2020 استُشهد نجل الفريق ابن عزيز مع سبعة من مرافقيه بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون.
كما استهدف الحوثيون منزله شمالي مدينة مأرب بثلاثة صواريخ ودمروه كلياً في تشرين الأول/أكتوبر 2021، بالإضافة إلى استهداف المقرات العسكرية التي يتردد عليها أحياناً، وقُتل العديد من أقاربه ومرافقيه سواء في المعارك أو في عمليات الاستهداف، إلا أنَّ كل ذلك لم يزد القائد إلا عزماً وإقداماً في ميدان الحرب.
كل مَن يعرف الفريق الركن ابن عزيز يجمع على حنكة الرجل، ويلمس عن قرب القيم الأصيلة التي يتحلَّى بها، إذ إنَّ موروث مكانته الاجتماعية ونشأته القبلية امتزجت مع منظومة القيم العسكرية فشكلت من شخصيته خلطة فريدة للقائد المتواضع والمحارب الصلب.
يعد وجود الفريق الركن ابن عزيز المطمئن لجنوده على الخطوط الأمامية مصدر إلهام لأولئك الذين يقاتلون من أجل سلام يمني عادل.
التعليقات مغلقة.