حلف الناتو يساعد أفغانستان
دور التدريب وإسداء المشورة يفيد الأمن الأفغاني عن طريق المساعدة في تهميش المتطرفين المنتهجين للعنف
أحمد مريد بارتو، الممثل الأفغاني الأقدم السابق لدى القيادة المركزية الأمريكية
منذ سقوط نظام طالبان في عام 2001، تمكنت أفغانستان من المشاركة بشكل إيجابي في جوانب مختلفة مع الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي (حلف الناتو) والمجتمع الدولي الأوسع نطاقاًً.
ورغم أن المهمة الأولية للتحالف العسكري الذي أطاح بطالبان كانت اعادة السلام والاستقرار، سعت فصائل مختلفة داخل المجتمع الدولي إلى إعادة بناء الدولة الأفغانية بناءاً على رؤاها ودوافعها الخاصة. وأدى ذلك إلى إعادة إعمار البلد الذي مزقته الحرب في العديد من المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وكانت مشاركة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بعد طالبان جهداً مشتركاً لإقامة شراكة دائمة مع الحكومة الأفغانية وقوات الأمن التابعة لها. وتحقيقاً لهذه الغاية، أنشأ التحالف القوة الدولية للدعم الامني في ديسمبر 2001 بما يتوافق بشكل وثيق مع قرار مجلس الأمن رقم 1386.

وتتمثل المهمة الرئيسية للقوة الدولية للمساعدة الأمنية في تعزيز القوات المحلية وتحقيق الاستقرار في البلد بعد سقوط الطالبان. ونتيجة لذلك، تمكنت بعثة القوة الدولية للدعم الامني من بناء أكبر تحالف في تاريخ منظمة حلف شمال الأطلسي يشارك به أكثر من 140,000 جندي من 51 من دول منظمة حلف شمال الأطلسي ومن الدول غير الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي يخدمون في أفغانستان. ونفذ ذلك بالتعاون مع الحكومة الأفغانية المؤقتة لتقديم الدعم الأمني والتدريب لقوات الأمن الوطنية الأفغانية المنشأة حديثاً.
وعلى مدى سنوات عديدة، اضطلعت القوة الدولية للدعم الامني بدور قيادة القتال للمساعدة في حماية الحكومة الأفغانية. وفي البداية اضطلعت بدور نشط في العاصمة، ولكنها توسعت تدريجياً في مهمتها نحو الأجزاء الشرقية والجنوبية من البلاد.
في عام 2003، وبناء على طلب حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية، تولت منظمة حلف شمال الأطلسي القيادة الرئيسية للقوة الدولية للدعم الامني من أجل توفير الأمن خارج العاصمة كابل. ومع انتشار تمرد طالبان وزيادة حدته في المناطق الريفية خلال عامي 2007 و 2008، استُحدثت تكتيكات مكافحة تمرد جديدة لمحاربة الراغبين في زعزعة استقرار المجتمع الأفغاني. ونتيجة لذلك، فقدت طالبان زخمها وطُردت من معظم المراكز السكانية.
وبعد عملية الإنتقال في عام 2014، حولت القوة الدولية للدعم الامني دورها الأمني من الدور القتالي إلى دور بعثة للتدريب وإسداء المشورة بهدف إعداد القوات الوطنية الأفغانية المسلحة لتولي القيادة في توفير الأمن للبلد.
وبناءاً على ذلك، تمكنت القوات الوطنية الأفغانية المسلحة المدربة تدريباً أفضل من أي وقت مضى، من تحمل مسؤولية الأمن في جميع أنحاء البلد. ومنذ ذلك الحين، أظهرت قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية كفاءة وبسالة في الدفاع عن وطنها.
وعلاوة على ذلك، أظهرت القوات الوطنية الأفغانية المسلحة أيضاً مرونة ملحوظة في مواجهة هجمات طالبان، وأثبتت قدرتها على هزيمة المتمردين. ولهذا السبب، لم تتمكن طالبان وغيرها من الجماعات المتمردة من الاحتفاظ بأي مراكز حضرية أو سكانية رئيسية منذ انسحاب قوات الولايات المتحدة الأمريكية/حلف شمال الأطلسي.
وعندما انتهت بعثة القوة الدولية للدعم الامني بعد انتقال المسؤولية الأمنية إلى القوات الوطنية الأفغانية المسلحة في عام 2014، ظلت منظمة حلف شمال الأطلسي مصممة على الحفاظ على علاقة طويلة الأجل مع الحكومة الأفغانية من خلال تبنيها لدور استشاري. وتحقيقا لهذه الغاية، أطلقت منظمة حلف شمال الأطلسي في كانون الثاني/يناير 2015 مهمة حاسمة أخرى لدعم أمن الشعب الأفغاني اسمها الدعم الثابت (RS).
وتهدف مهمة الدعم الثابت إلى تدريب قوات الأمن الأفغانية وإسداء المشورة لها ومساعدتها في مكافحة جماعات المتمردين المتعددة التي تعمل في أفغانستان وفي المنطقة الأوسع نطاقاً. تم اتخاذ القرار خلال مؤتمر قمة حلف شمال الأطلسي عام 2016 في وارسو ومؤتمرات القمة اللاحقة في بروكسل، حيث وافق قادة حلف شمال الأطلسي على تمديد مهمة الدعم الثابت، وأعادوا تأكيد التزامهم بدعم أفغانستان في سعيها لتحقيق السلام والاستقرار لغاية عام 2024.

التعليقات مغلقة.