تعزيز قدرات الاستخبارات
قادة الاستخبارات العسكرية يركزون على بناء العلاقات وتبادل المعرفة
أسرة يونيباث | الصور من قبل القيادة المركزية الأمريكية
كأهمية تصفيف القطع لفهم الأحجية، يؤكد خبراء الاستخبارات العسكرية على أهمية جمع المعلومات وتبادلها لفهم الصورة الكاملة. والهدف من ذلك هو منع الهجمات الإرهابية وتوقع أعمال العدو وتعزيز الأمن الوطني.
في إطار تناولهم للتحديات الأمنية المشتركة، التقى قادة الاستخبارات العسكرية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة من 31 أذار/مارس إلى 3 نيسان /أبريل 2019 في المؤتمر الاول لمديري الاستخبارات العسكرية في الشرق الأوسط الذي عقدته القيادة المركزية الأمريكية.
شارك في المؤتمر الذي استغرق ثلاثة أيام، الذي عقد في الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، خبراء أمنيون وقادة عسكريون من الجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن والولايات المتحدة.
ومثل هذا الحدث فرصة فريدة لقادة الاستخبارات العسكرية وخبرائها لمناقشة تحديث الاستخبارات والمهنية، والنجاحات والفشل في مجال الاستخبارات، وتبادل المعلومات، والتدريب، والابتكار التكنولوجي، والعمليات الإعلامية، والعمل مع وسائط الإعلام.
وقال اللواء أحمد محسن اليافعي، رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع في وزارة الدفاع اليمنية: “إن هذا المحفل عنصر بالغ الأهمية لتعزيز علاقاتنا والعمل معا”.
وأوضح خلال كلمته كيف أن النفوذ الإيراني الخبيث في اليمن قد قوض الاستقرار وأدى إلى الدمار. وشكر القيادة المركزية الامريكية لاستضافتها المؤتمر وجميع البلدان التي حضرت وشاركت بخبرتها.
وقال اللواء أحمد، “عندما أنظر إلى المستقبل، اتطلع إلى قيامنا بمواصلة تبادل المعلومات والخبرات في هذه المجالات”.
وتحدث مسؤولون من الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية الأمريكية والقيادة السيبرانية الأمريكية عن التحديات المتزايدة المتعلقة بتخزين وتتبع وتحليل فيض البيانات الافتراضي — نتيجة لعالم يعتمد على التكنولوجيا بشكل متزايد. ويؤثر ذلك أيضا على التدريب لأنه يجب على العاملين في مجال الاستخبارات أن يتكيفوا مع الاتجاهات والتقنيات الجديدة.
وأوضح العميد الركن فهد الطريجي، مدير الاستخبارات العسكرية بالقوات المسلحة الكويتية، أن الكويت ترغب في اجتذاب مثل هؤلاء الفنيين المتخصصين في مجال تحليل الاستخبارات وتحسين التنسيق مع الدول الحليفة من خلال زيادة التدريب والتمارين والمؤتمرات المشتركة.
وقال العميد فهد، “مثل هذا المؤتمر فرصة رائعة للتركيز على وضع حلول عملية”. “وآمل أن يركز الاجتماع المقبل على الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط حتى نتمكن من مواصلة تبادل رؤانا”.
وكان تطوير القوى العاملة — توظيفها وتدريبها والمحافظة عليها — محور تركيز مسؤولين من مركز التميز في استخبارات الجيش الأمريكي وجامعة الاستخبارات الوطنية. إن وجود مجموعة متنوعة من الخلفيات ومستويات الخبرة يعزز المنظمة، ولكن يجب على الجميع مشاركة سمات مثل التفكير النقدي والحماس والفضول التحليلي والعمل الجماعي والأخلاقيات المهنية.
وفيما يتعلق بمسألة الأخلاقيات، شدد الضباط على الحاجة إلى الموضوعية عند جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها.
ويقول النقيب جوشوا هيمز، آمر مركز الاستخبارات المشترك التابع للقيادة المركزية الأمريكية “العدو لا يتبع نفس القواعد، و حرفية الاوساط الاستخباراتية يجب ان تعزز المبادئ الأساسية للاستخبارات. . يجب أن نكون موضوعيين وشفافين وأن نقدم تقييمات لا تبنى على النتائج”.
إن وجود فهم أفضل للبيئة الأمنية يمكن المتخصصين في الاستخبارات من تقديم تحليل وتقييم سليمين. وقدم العميد د. ماجد الدراوشة، مفتي القوات المسلحة الأردنية، عرضا مفصلا للعوامل التي تجتذب الشباب إلى المنظمات المتطرفة العنيفة، استنادا إلى دراسة أجريت في الأردن. أحد العوامل الشائعة هو الجهل بالدين أو سوء فهمه.
وقال د. ماجد، “يجب علينا تحصين هؤلاء الشباب بالمعرفة لنشر الفكر الإسلامي الصحيح في القوات المسلحة”. “يجب علينا أيضا أن نعززالتفاهم بين الجنود وأن نحصن شعور الانتماء للقوات المسلحة لدى الجنود والضباط على حد سواء”.
وقال د. ماجد أنه ينبغي على ضباط الاستخبارات أن يتمتعوا بسمات أخلاقية مثل الجدارة بالثقة والأمانة. الإسلام يسمح بجمع المعلومات الاستخباراتية، شريطة أن تساعد المعلومات الدولة في الدفاع عن نفسها في منع وقوع الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وقال قائد وحدة الاستخبارات والأمن بالقوات المسلحة القطرية العميد عبد الله محمد الدوسري إن المؤتمر كان الأول من نوعه لمديري الاستخبارات العسكرية من دول الخليج.
وعلى غرار العديد من نظرائه، تبادل العميد عبد الله المعلومات المتعلقة بالمهمة المعقدة والتحديات المتصلة بتوفير الاستخبارات والتحليلات الآنية لدعم العمليات العسكرية وحماية الأمن القومي. وأعرب عن أمله في أن تتعاون دول الخليج لإنشاء مركز إقليمي للاندماج/الانصهار الاستخباراتي.
وعلى الرغم من أن التكنولوجيا تجلب فرصًا جديدة، إلا أنها تجلب أيضًا نقاط ضعف. يمكن للخصوم الوصول إلى معلومات لم تكن لديهم من قبل. على سبيل المثال، أصبحت الصور التجارية للمناطق النائية التي كان الوصول إليها متعذراً ذات يوم متاحة الآن للجمهور على خدمات مثل خرائط جوجل.
وكان الابتكار وتبادل المعلومات من بين الطرق الرئيسية التي نوقشت لزيادة الفعالية. ويحاول الكثيرون التركيز على بناء علاقات داخلية بين الوكالات الحكومية ومع الشركاء الأكاديميين والصناعيين والدوليين.
ويقول العميد أنطوان منصور، مدير مديرية الاستخبارات التابعة للجيش اللبناني، إن الجيش اللبناني، على سبيل المثال، يعقد دورة مدتها أسبوع واحد حتى يتمكن ضباط الاستخبارات العسكرية من كشف التهديد الإرهابي على نحو أكثر فعالية.
واضاف العميد أنطوان، “كلما استطعنا القيام بهذه الأنواع من الأنشطة معًا، كلما زادت الفائدة لنا جميعًا”.
وأعرب مدير الاستخبارات في القيادة المركزية الأمريكية، العميد ديميتري هنري، عن رغبته في أن تنظم الدول بانتظام مثل هذه المؤتمرات لمعالجة المشاكل المشتركة، وتحسين التطوير المهني لهيئة الاستخبارات، واكتشاف حلول عملية.
واضاف العميد هنري، “شكرًا لكم على بصيرتكم وتحليلكم للتحديات التي نواجهها بشكل جماعي، والأهم من ذلك، في تلك المجالات التي تعمل فيها دولنا بالفعل معًا لحل المشاكل المعقدة التي تواجه كل واحد منا في المنطقة”.
نظرة الاسلام للعمل الاستخباري
العميد الدكتور ماجد الدراوشة، مفتي القوات المسلحة الأردنية
لما لمفهوم الاستخبارات من أهمية كبرى في بيئة اليوم الأمنية، يتوجب على العاملين في مجال الاستخبارات العسكرية جمع المعلومات حول العدو بسرية تامة وتحليلها بطريقة تساعد القادة والسياسيين على وضع الخطط التي تضمن إستتباب الأمن والسلام في الوطن.
في الإسلام، ثمة تعليمات حول التجسس الذي يتمثل بتتبع عورات الناس، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون، وإما بالاطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم دون إذن منهم.
نهى الإسلام عن التجسس على الناس ما داموا لا يشكّلون خطرًا واضحًا، إذ قال الله تعالى في كتابه العزيز زيا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا.س
إن الأصل في العمل الاستخباري محرم لأنه مخالف للقواعد العامة للشريعة الإسلامية، لكن إتباعا للقواعد الشرعية في العمل الاستخباري، فالضروروات تبيح المحظورات وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وعليه فاذا كان التجسس طريقًا لدفع مفسدة عن الوطن أو تحقيق مصلحة له فهو مسموح به من أجل كشف أخبار العدو، ووضع الخطط المناسبة التي تضمن أمن الوطن والمواطنين. [رأي الجمهور]
تكمن أهمية العمل الاستخباري في كونه يعتمد التخطيط الصحيح والناجح والانذار المبكر لمنع الاعداء من مفاجئتنا وهذا بدوره يؤدي الى تخفيف الخسائر في الارواح والممتلكات.
لكن على العاملين في مجال الاستخبارات أن يتقيدوا باخلاق المهنة، وفيما يلي بعض الصفات والمميزات التي يجب تعزيزها في الوسط الاستخباري الأوساط العسكرية الاخرى:
الصلاح والاستقامة (إن خير من إستأجرت القوي الأمين)
عدم استخدام العنف والإكراه؛ فما يؤخذ باللين أهم مما يؤخذ بالقوة.
تحصيل المعلومات بقدر الحاجة فقط.
أن يكون العامل في مهنة الاستخبارات أميناً على أعراض الناس ويحفظ الاسرار.
أن يكون صادقاً، فلايكذب ولايشوه الحقائق.
لايكره الأشخاص، إنما يكره تصرفاتهم.
أن يراعي العدالة.
ذكر العميد الركن انطوان سليمان منصور مدير المخابرات في الجيش اللبناني أن مديرية مخابرات الجيش اللبناني تقدم دورة مدتها أسبوع واحد، وهي مفتوحة ويحضرها ضباط مخابرات من مختلف الدول لفهم أفضل للتهديدات الإرهابية. وقال العميد انطوان: زكلما تمكنا من القيام بمثل هذه الأنشطة سوياً، كلما استفدنا جميعًا من تبادل خبراتنا.س
أشار اللواء أحمد محسن سالم اليافعي، رئيس هيئة الاستخبارات و الاستطلاع اليمنية أن مؤتمر الاستخبارات يُعد عنصراً مهماً جداً لتعزيز العلاقات المشتركة. وأوضح اللواء أحمد خلال كلمته الآثار المدمرة التي أفرزها النفوذ الإيراني الخبيث في اليمن وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وشكر اللواء أحمد القيادة المركزية الأمريكية لاستضافتها المؤتمر وجميع البلدان التي حضرت وشاركت تجربتها. وقال: زعندما أنظر إلى المستقبل، أتطلع إلى مواصلة تبادل المعلومات والخبرات في شتى المجالات العسكرية.س
أوضح مدير مديرية الإستخبارات الكويتية العميد الركن فهد الطريجي أن مديرية الاستخبارات تحرص على اجتذاب الفنيين المتخصصين في مجال تحليل الاستخبارات، وتحسين التنسيق مع الدول الحليفة من خلال زيادة التدريبات والتمارين المشتركة والمؤتمرات وغيرها من الفعاليات ذات العلاقة بالعمل العسكري والأمني المشترك. وقال العميد فهد: زهذا المؤتمر كان فرصة رائعة للتركيز على تطوير حلول عملية وأشكر منظمي المؤتمر. وآمل أن يركز الاجتماع القادم على الأزمات الحالية في الشرق الأوسط حتى نتمكن من مواصلة تبادل وجهات نظرنا لمواجهة التحديات والأزمات.س
أشار قائد وحدة الاستخبارات والأمن القطرية العميد الركن عبد الله بن محمد الدوسري؛ إن المؤتمر كان الأول من نوعه لمديري المخابرات العسكرية من دول الخليج. وقال: زالمحاضرات كانت مفيدة جداً،س وأوصى باستمرار انعقاد المؤتمر في المستقبل. ومثل العديد من نظرائه قادة المخابرات العسكرية، أكد العميد عبدالله على ضرورة تبادل المعلومات المشتركة المتعلقة بالمهام المعقدة والتحديات الخاصة بتوفير معلومات وتحليلات آنية لدعم العمليات العسكرية وحماية الأمن القومي. واقترح العميد عبداالله فرصاً للتعاون المستقبل مثل إنشاء مركز إقليمي مشترك للاستخبارات.
التعليقات مغلقة.