تحت المجهر المساهمة العشائرية بواسطة Unipath آخر تحديث يونيو 10, 2019 شارك Facebook Twitter مقاتلو العشائر الأبطال لعبوا دوراً كبيراً في المساعدة على تحرير البلدات والمدن في شمال العراق أسرة يونيباث الشيخ خالد الصباح الجبوري عندما اجتاحت داعش الموصل في 2014 استهدفت وجهاء المدينة الرافضين للفكر المتطرف منذ ظهور الإرهاب في العراق. حيث جاؤوا بقائمة تحتوي أسماء شيوخ ووجهاء ورجال دين، مع كلمة للبغدادي يقول فيها “أن هؤلاء المرتدين سنقتص منهم وإن تعلقوا بأستار الكعبة.” وكان على رأس هذه الأسماء اسم الشيخ خالد الصباح الجبوري، شيخ عشيرة الجبور في منطقة النمرود والحمدانية جنوب الموصل. وقد أحرق الإرهابيون منزله ومضيفه، لكن هذا العمل الجبان لم يثن المواقف المشرفة للشيخ الذي تفانى في الدفاع عن كرامة وشرف مدينته. التقت مجلة يونيباث بالشيخ خالد الصباح وكان لنا معه هذا اللقاء. يونيباث: أين كنت يوم سقوط الموصل؟ الشيخ خالد: كنت في منطقة السلامية في الموصل الى اللحظات الأخيرة في ليلة السادس من اكتوبر/تشرين الأول 2014 اخذت عائلتي وتركت الموصل تمام الساعة الثالثة والنصف فجراً من منطقة النمرود الى قضاء الحمدانية الذي لم يسقط بعد بيد داعش. لأني كنت مطلوب من قبل التنظيمات الإرهابية لمواقفي السابقة ضد الإرهاب. يونيباث: لماذا كان الدواعش يبحثون عنك؟ الشيخ خالد: منذ ان ظهرت التنظيمات الإرهابية في العراق عام 2004 كنا نعرف أهدافهم المريضة ونعرف بأنهم قتلة ومجرمين جاءوا للعراق تحت ذريعة “قتال الاحتلال” و “الجهاد” و “رفع الظلم عن اهل السنة” وذرائع وشعارات فارغة يرفعونها ليحققوا أجنداتهم الخبيثة. كانت منطقة النمرود منبع للجماعات الإرهابية حيث كانت قياداتهم الذين نعرفهم جيدا، والغريب في الأمر انهم لم يعرف عنهم التدين. وهم خليط من أزلام النظام السابق ومجموعة انتهازية تلهث خلف الدولارات وبعض الأشخاص من المنبوذين بالمجتمع. وتحالفوا مع شخص يدعى “الملا مهدي” المعروف بأفكاره التكفيرية بعد ان بايع الزرقاوي. وفي غضون أسابيع تحول الملة مهدي من شخص تكفيري معزول الى زعيم جناح تنظيم التوحيد والجهاد الإرهابي ويتبعه 150 شخص عراقيين وعرب ولديه أموال طائلة. يونيباث: ذكرت بأن هناك تمويل ودولارات وصلت للملة مهدي، من هو الممول؟ الشيخ خالد: كما تعرف ان هناك دول إقليمية دخلت بالموضوع، والملة مهدي ذهب الى سورية لفترة من الزمن، وعاد محملا بالأموال من هناك. وهذه معلومة مؤكدة لنا. يونيباث: متى بدأت العشائر في الموصل بالمواجهة المسلحة ضد الإرهاب؟ الشيخ خالد: كما ذكرت بأن مقاومتنا للإرهاب بدأت في 2004، وانا فخور بما قمت به لإنقاذ مدينتي وعائلتي من مخاطر الإرهاب. وقد عملنا مع القوات الأمريكية التي كانت تمسك الملف الأمني آنذاك وكنا نعمل مع الشرطة المحلية والجيش في المدينة. وقد قمنا بعمل كبير لطرد العصابات الإرهابية وقد تعرضت بسبب مواقفي لعشرات محاولات الاغتيال وقدمت من اخواني ورجال عشيرتي اكثر من 50 شهيدا من 2004 الى 2014. برغم الضغوطات التي مارسها بعض السياسيين ضد الصحوات وقطع الدعم المادي لنا بعد انسحاب القوات الأمريكية، لكننا استمرينا بعملنا وعدم السماح لعصابات الإرهاب من العودة، لأننا ندافع عن كرامتنا ومستقبل أطفالنا. هناك الكثيرون ممن ساوموا الإرهاب على حساب دماء الأبرياء وبالمقابل سهل لهم الإرهابيون مغادرة العراق والعيش في دول الجوار كالأمراء. لكننا رفضنا ان نضع يدنا باليد التي قتلت أبناء شعبنا، وقدمنا تضحيات وحققنا ازدهار اقتصادي في مناطقنا، وهذا ما لمسه الجميع على أرض الواقع ولو قدر لنا الأستمرار في مسك الأرض في قرانا بعد 2010 لما استطاع داعش احتلال الموصل، لكن للأسف خذلنا بسبب الصفقات السياسية الغير منصفة من قبل الحكومة السابقة خاصة الذين كانوا ينتفعون من الخطاب الطائفي، الذي جر البلاد في دهاليز مظلمة. الشيخ خالد يقف على مشارف الموصل مع مقاتلي العشائر من الفوج الثالث والأربعين.فوج مقاتلي العشائر 43 يونيباث: متى بدأتم التحرك لقتال داعش بعد سقوط الموصل؟ الشيخ خالد: بعد ان خرجت من الموصل تلك الليلة المشؤومة، جئت لبغداد مع عائلتي لكي أأمن وضعهم ولأكون قريبا من موقع القرار في العاصمة. وعندما تشكل التحالف الدولي التقيت بالجنرال جون ألن في بغداد. كنت انا الشيخ الوحيد من محافظة نينوى في ذلك الأجتماع، وحضر الأجتماع الشيخ وصفي العاصي، شيخ العبيد من كركوك، والشيخ علي البرهان العزاوي من ديالى والشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي من الرمادي والشيخ مروان آل جبارة من صلاح الدين. بدأنا العمل ببناء شبكة استخبارية من السكان الرافضين لداعش، وتمكنا من الحصول على معلومات دقيقة عن تحركات داعش داخل المدينة. وكنت على تواصل مع الأخوة في دائرة المخابرات العراقية وهم بدورهم يزودون القوة الجوية العراقية وقوات التحالف بالمعلومات لغرض معالجتها. وهذه كانت بداية مسيرة طويلة لتحرير مدننا من رجس الإرهاب. وقد قصفت العشرات من الأهداف بناءاً على المعلومات التي قدمناها. ولي الفخر ان أقول بأننا استطعنا احباط اكثر من عملية اختراق لمصفى بيجي المحاصر آنذاك. حيث كنا نعطي معلومات دقيقة عن تحرك ارتال لداعش من الموصل باتجاه مصفاة بيجي، وكانت الطائرات تدمرها قبل وصولها. وتدمير أهداف كثيرة داخل الموصل من تجمعات لمراكز قيادة ومستودعات أسلحة تابعة لداعش. وكنت أحضر اجتماعات دورية مع الأصدقاء في التحالف الدولي في قيادة العمليات المشتركة. يونيباث: هل اشتركتم كقوات عشائر في معركة تحرير الموصل؟ الشيخ خالد: نعم، تشرفنا بالمشاركة الفعلية مع فوج 43 الحشد العشائري من خلال دخولي مع قطعات الفرقة التاسعة المدرعة من معبر الكوير بإتجاه منطقة النمرود جنوب شرقي نينوي حيث كان معنا فوج مغاوير الفرقة 17 وعملت مع الفريق الركن عبد الأمير يارالله، معاون قائد القوات المشتركة والفريق الركن قاسم نزال قائد الفرقة التاسعة واللواء نجم الجبوري قائد عمليات نينوى. واعتز بأني عملت مع قادة مهنيين ووطنيين في الجيش العراقي. يونيباث: هل هناك موقف معين جعلك تعتقد بأن وجود رجال العشائر مهم لحسم المعركة؟ الشيخ خالد: في احدى القرى بمركز مدينة النمرود، كانت منطقة مفتوحة وتحتوي على 800 بيت حيث اتخذها الإرهابيون خط صد وحفروا الأنفاق وزرعوا العبوات والقناصين ونشروا الأنتحاريين والمفخخات لعرقلة تقدم القوات، عندما بدأت معركة التحرير في شهر نوفمبر كنت واقفا مع الفريق يارالله وكنا على بعد حوالي كيلو ونصف عن خطوط القتال وبسبب شراسة المعركة قدم المغاوير خسائر كبيرة وطلبوا تعزيزات لكن القطعات جميعها كانت منشغلة ولاتوجد أية قوة جاهزة للاستجابة، فطلب مني الفريق يارالله المساعدة وكنت سعيدا جدا لهذا الطلب. دخلنا لقلب المعركة الساعة الثامنة مساءاً وتوزعنا مع القطعات العسكرية هناك. رفع تواجدنا الروح المعنوية لدى الجنود حين رأوا أبناء الموصل يساندونهم لتحرير المدينة. وقد حسمت المعركة صباح اليوم الثاني. وقد شكرنا شخصيا الفريق يارالله وأثنى على موقفنا السيد رئيس الوزراء في حسم المعركة اثناء المؤتمر الصحفي الأسبوعي. وأستمرينا بالقتال الى ان دخلنا الأحياء الجنوبية الشرقية للمحافظة مثل حي السلام وحي الأنصار وتوقفنا عن القتال فقط حين كلفنابمسك الأرض المحررة. يونيباث: كيف ساعد وجودكم برفع معنويات الجنود؟ الشيخ خالد: لأننا أبناء المدينة ونعرف طرقها ومخابئها، لقد اشتركنا بتحرير حوالي 37 قرية في محورنا وكان مقاتلونا يصعدون على ظهر الدبابات مع الجنود ويتقدمون القطعات نحو القرى، وكانوا يوجهون الجنود بأن يتجنبوا بعض الأزقة ويدخلوا الأزقة الأكثرامانا لمعرفتهم بالمنطقة. فما يعرفه أبناء العشائر عن القرى افضل بكثير مما تعكسه الخرائط. لذلك شاركنا فريق التخطيط في رسم الخرائط وإعداد خطة تحرير مناطقنا وتحديد افضل الطرق لدخول المدينة. ولدينا معلومات عن كل بيت، ونعرف بيوت الإرهابيين ونعرف اماكن الناس الأبرياء. يونيباث: في تلك الفترة كان الوضع خطرا ولا يمكن ان تعرف الصديق من العدو، فكيف كنتم تعرفون من تجندون للحشد العشائري دون الوقوع بتجنيد احد الإرهابيين عن طريق الخطأ؟ الشيخ خالد: المرحلة الأولى للتطويع اقتصرت على العوائل النازحة فقط. أي الناس الذين هربوا أثناء دخول داعش للمدينة وخضعوا للتدقيق الأمني. اما المرحلة الثانية فقد أثارت مخاوف كثيرة، لكن ما خدمنا في هذه المرحلة هو عندما سيطر داعش على القرى، لم يبق قناع لأنصار داعش الا وسقط. في قرانا نحن نعرف بعضنا البعض ونعرف جيدا من الذي انضم لداعش ومن كان يعمل مخبرا لهم فلا يوجد سرا في الموضوع. وعلى هذا الأساس تم اختيار الأشخاص الموثوق بهم والذين نعرف حقيقة وضعهم. الشيخ خالد يتفقد الخطوط الدفاعية في قرية عباس رجب في النمرود. فوج مقاتلي العشائر 43 يونيباث: هل استفادت القوات الأمنية مما لديكم من معلومات دقيقة عن السكان اثناء التدقيق الأمني في معسكرات النازحين؟ الشيخ خالد: نعم، اشتركنا في عمليات تعقب والقاء القبض على فلول داعش التي اختبأت بين العوائل. عملت مباشرة مع قيادات وزارة الداخلية عندما وصلت الحاسبات الخاصة في التدقيق الأمني الى مدينة الكيارة وتم التنسيق فيما بيننا لتوفير مكان خاص للفريق وتوفير حماية لهم. وقد قمنا بتدقيق المناطق والأشخاص وتركت بعض رجال العشائر مع فريق الداخلية في السيطرات الرئيسية والمعابر لكي يساعدوا القوات الأمنية على التعرف على الإرهابيين الذين يأتون ببطاقات مزورة او لم تكن أسماؤهم في الحاسبات. وقد قمنا بدور كبير في عملية التشخيص المباشر للإرهابيين. خاصة وأن هناك اتصال مباشر بيني وبين وجهاء المدينة إذ في بعض الأحيان نتصل بشيخ عشيرة المشتبه به وبحكم علاقاتنا الشخصية نحصل على معلومات كافية عن الشخص في غاية الأهمية لفريق التدقيق الأمني. وبعد ان بدأت عمليات تحرير الساحل الأيمن وفتحنا الجسر العائم الذي يربط الساحل الايمن بالساحل الأيسر وكانت العوائل تأتينا بالآلاف وتمكنا من القاء القبض على المئات من الإرهابيين الذين حاولوا التسلل. كذلك قمنا بإنقاذ الكثيرين من الاعتقال عن طريق تشابه الأسماء. لأننا نعرف المعتقل شخصيا وعلى يقين بأنه لم يتعامل مع الإرهابيين، كنا نقدم الأدلة والشهود للأخوة في التدقيق الأمني ونخلص الشخص من الاعتقال وإعادته لعائلته وكانت العوائل ممتنه من موقفنا. يونيباث: بعد انتهاء المعارك وعودة الأمن، هل مازلتم تمسكون الملف الأمني في مناطقكم؟ الشيخ خالد: منذ بدء المعارك كنا نعمل مع إخواننا في القوات المحررة التي تترك المنطقة بعد تفتيشها والتأكد من عدم وجود إرهابيين ثم تتقدم باتجاه تحرير مناطق أخرى ويتم تبليغنا من قبل قيادة العمليات المشتركة بأن نمسك الملف الأمني للمنطقة، واكلف بتطويع الأشخاص الثقاة ونقوم بتسليحهم وتنظيمهم ليمسكوا امن قريتهم. وبقينا اكثر من ستة أشهر نمسك الملف الأمني دون وجود أي قطعات عسكرية معنا. وكانت هذه القرى تحتوي على جسر يعتبر خط امداد رئيسي للقوات المتقدمة. وقد حاول الدواعش الهجوم علينا وقطع الطريق اثناء ذروة المعارك في الساحل الأيمن وتمكنا من اجهاض المخطط قبل التنفيذ وقتلنا 4 منهم في تبادل اطلاق النار. واستطعنا من صد عدة هجمات وحافظنا على أمن مناطقنا في تلك الفترة. الآن معنا الفوج الأول من لواء 76 ولدينا تنسيق على مستوى عالي مع القوات الأمنية لمراقبة وتعقب الخلايا النائمة وبسط الأمن. يونيباث: كان هناك أطفال وارامل عاشوا تحت سطوة الإرهاب، هل يوجد تواصل واهتمام بهذه الفئة من قبل العشائر؟ الشيخ خالد: نحن قبائل عربية ولدينا اعراف وتقاليد ولا يمكن ان نسمح بوجود عائلة محتاجة او أطفال يتضورون جوعا ونحن نقف موقف المتفرج. وبدوري وضمن قرانا نعرف العوائل المحتاجة والأرامل والأيتام ونوفر لهم كل ما يحتاجونه وابوابنا مفتوحة لهم دوما. ونمد يد العون للأطفال الذين خضعوا لغسيل دماغ او شهدوا جرائم القتل التي كان يقوم بها الإرهابيون، في الشوارع. والحمد لله هذا الموضوع تحت السيطرة في القرى حيث القبائل هي من يدير الأمور. نحن نتطلع لحل مشكلة النازحين الذين مازالوا في المخيمات، نعم هناك تقديم خدمات ورعاية من الدولة لكن الى متى سيبقون يعيشون في الخيام؟ يونيباث: لماذا لم يعودوا لمنازلهم مع بقية النازحين؟ الشيخ خالد: قسم منهم يسكنون المناطق المحاذية للحدود السورية وهناك مخاوف من قبل الدولة على عودتهم. والقسم الآخر هم عوائل الدواعش الذين ارتكبوا جرائم بحق المدنيين. ومناطقهم لا تسمح لهم بالعودة. حتى نحن لا نسمح لعوائل الدواعش الذين قاموا بارتكاب جرائم في قرانا من الرجوع. طبعا لدينا مرونة بالتعامل مع العوائل التي نجد بأن الأبناء كانوا خارج سيطرة العائلة فيحاسب الشخص وحده ولا يمكن محاسبة ابناءه او زوجته او عشيرته على ما قام به، لكن في بعض الأحيان توجد عوائل كانت داعمة وجزء من الجرائم وهؤلاء ليس لهم مكان بين القبائل. وفي النهاية اود ان اشكر موقف التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية الذي خلصنا من جرائم داعش ومكننا من تحرير أراضينا من رجسهم. وقاموا بعمل مشرف بتسليح وتدريب ودعم قواتنا اثناء المعارك. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.