أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن مقتل أخطر المطلوبين في العراق على يد وحدة العمليات الخاصة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي.
قُتل الإرهابي جاسم خلف داوود رميض المزروعي، الذي يعتبر في الهيكل التنظيمي لداعش ”واليًا“ على العراق، في أواخر عام 2024 مع ثمانية من قادة التنظيم الذين كانوا مختبئين في كهف في جبال حمرين.
وقد وفرت المنطقة بتضاريسها الوعرة لفلول التنظيم الإرهابي مخابئ طبيعية ومتخفية بشكل جيد، فضلاً عن قدرتها على التنقل والترحال شرق محافظات صلاح الدين وديالى وغرب كركوك لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف القرى والمناطق المحاذية لجبال حمرين.
وقد أدى التحول التكتيكي الذي اعتمده تنظيم داعش لإخفاء قيادته التي كانت علنية في السابق إلى تقييد المعلومات المتاحة للعالم الخارجي. كما أدت العمليات الأمنية للتنظيم الإرهابي إلى منع تدفق المعلومات إلى المستويات القيادية الوسطى والدنيا في التنظيم لتجنب كشفها واستهدافها من قبل وكالات الاستخبارات العراقية والدولية.
في نفس الوقت اتخذت داعش أعلى درجات الكتمان الإعلامي والسيبراني لإخفاء هويات قيادات التنظيم وعناصره مما يصعب مهمة قوات الأمن العراقية وهنا يكمن التحدي في تحديد الأهداف ورسم خارطة التحرك الاستخباري أمام أجهزة الاستخبارات العراقية ومنها جهاز مكافحة الإرهاب العراقي.
شكلت عملية الصيد الثمين صدمة قاصمة لقيادات تنظيم داعش من الناحية التنظيمية والنفسية نتيجة الإجراءات الأمنية التي اتبعها التنظيم لإخفاء هوية زعيمه في العراق مع تمكن استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب من تحديد هوية الهدف (جاسم المزروعي) وموقعة القيادي ونمط حركته وتواصله عبر سلسلة من عمليات الجمع والرصد والتعقب والتحليل. فمن هو الصيد الثمين؟
الإرهابي المكنى (أبو عبد القادر) و (ابوعبد الكريم) و(أبو حذيفة) مـــــن مواليد 1975 محافظة صلاح الدين وكان أحد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي عام 2004 وبايع تنظيم داعش عام 2014 واشترك في العمليات الإرهابية للتنظيم كأمير مفرزة ثم تولى الاشراف على ما يسمى ولاية شمال بغداد وكذلك المشرف على ما يسمى ولاية الفلوجة كما تولى أمارة جنوب صلاح الدين ضمن الهيكل التنظيمي لعصابات داعش في العراق.
تمتلك أجهزة الاستخبارات العراقية قاعدة بيانات مهمة عن عناصر الإرهاب والتطرف والمنتمين للجماعات التي تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق أهدافها. ألقي القبض على المزروعي وتم استجوابه في أوائل عام 2014، لكنه هرب بعد احتلال داعش لمدينة تكريت العراقية.
تمكنت استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب وبدعم واسناد معلوماتي استخباري قدمه التحالف الدولي من تعقب حركة (الصيد الثمين) والذي خطط التنظيم لإخراجه من العراق الى مدينة الرقة في سوريا ومدن أخرى في المنطقة للتخفي والعودة بعد ذلك الى العراق.
استمرت أجهزة الاستخبارات العراقية بتعقب ورصد حركة الهدف بمساعدة من الأجهزة الأمنية والاستخبارية الأخرى وتم تحديد نمط حركة الهدف ومناطق تواجده المحتملة لإخضاعها للمراقبة البشرية والفنية والجوية.
يتبع جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الإجراءات والسياقات العملياتية لدراسة وتحليل الأهداف الإرهابية والشبكات التي تشكلها المجموعات ونوع التهديد الذي تمثله على الامن القومي العراقي ومستوى المخاطر التي تواجه عمليات معالجة الأهداف المحددة.
وبعد تحديد الهدف تتخذ قيادة الجهاز الإجراءات التنسيقية وتأمين المتطلبات العملياتية لتنفيذ العملية للقضاء على الهدف او اعتقاله.
تولى الفريق الركن كريم التميمي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي قيادة مرحلة التنفيذ وكذلك إدارة العمليات التنسيقية مع قيادة العمليات المشتركة ووحدات الاسناد الجوي في التحالف الدولي لضمان تحقيق أعلى درجات الأمن العملياتي لإنجاز عملية الصيد الثمين والقضاء على القائد الإرهابي ووخليته القيادية التي تأكد وجودها ضمن الاحداثيات التي حددتها استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز الامن الوطني العراقي وجرى التحقق منها عبر الاستطلاع والمراقبة الجوية لطائرات التحالف الدولي.
أثبتت عملية الصيد الثمين أن الأجهزة الأمنية العراقية وفي مقدمتها جهاز مكافحة الإرهاب تمتلك القدرة الاستخبارية والقدرة على أدارة العمليات النوعية وتنفيذها في المواقع الجغرافية المعقدة التي حاولت عصابات داعش اتخاذها كملاذات ومخابئ تجنبها الاصطياد من القوات العراقية ولكن بأصرار وعزيمة الرجال الأوفياء للعراق وشعبه تم انجاز المهمة بنجاح.