تحت المجهر الحرب ضد الفكر المتطرف بعد تحرير الموصل بواسطة Unipath في أغسطس 15, 2018 شارك Facebook Twitter ساعدت الحرب الإعلامية على هزيمة داعش في العراق وستلعب دوراً في بسط الأمن ما بعد داعش أسابيع من طرد داعش من ملاذهم الأخير في المواصل، احتضنت بغداد المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة إعلام داعش. وشهد المؤتمر حضوراً كبيراً للوفود الأجنبية والعربية التي جاءت لتبارك النصر ضد االإرهاب وانحسار داعش لمناطق معزولة في سورية. ذكر السيد صفاء الدين الشيخ، نائب مستشار الأمن الوطني العراقي في كلمته الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الذي انعقد في الفترة 13-14 ديسمبر 2017 “أن العراق حقق الانتصار الكامل من خلال تحرير كامل أراضيه من رجس داعش بسواعد العراقيين ودعم المستشارين والخبراء من قوات التحالف. وأمام العراق تحدي كبير لمكافحة فكر داعش والتي ستحدد النصر الحقيقي على الإرهاب.” ”وكان للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) حضور مرموق في المؤتمر حيث علق الأمين العام للمركز الدكتور ناصر البقمي “إن العراق وبدعم من دول التحالف يحارب الإرهاب نيابة عن العالم في هذه المنطقة من عالمنا، ولذلك نحن نشيد بالدور المهم للعراق في محاربة الأفكار المتطرفة.” وركز الدكتور ناصر على أهمية محاربة الفكر المتطرف في معركة العالم ضد الإرهاب‘ إذ لا تكفي العمليات العسكرية على الأرض، وقال إن المركز العالمي الذي أنشئ في المملكة العربية السعودية بتعاون وتأييد وشراكة مع عدد كبير من دول العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية سيلعب دوراً مهماً في هذا الجانب. وتحدث الدكتور ناصر عن “امتلاك مركز اعتدال للأدوات والتقنيات والمحللين التي تمكنه من رصد وتحليل ومواجهة الفكر المتطرف.” واستعرض الدكتور أيضاً دراسة حالة تبين استخدام المركز لتقنيات الذكاء الصناعي “نحن فخورين بمكتسبات المركز في تتبع المحتوى المتطرف على شبكات التواصل الاجتماعي وتحليله من أجل عزل هذا المحتوى، ومنعه من الانتشار والتأثير على مستخدمي الانترنت.” وكان ترحيب المسؤولين العراقيين بأشقائهم السعوديين مبعثاً للارتياح والفخر، لم يتركوا ضيوفهم وحيدين أثناء الأستراحة، حيث كانوا يبادولنهم أطراف الحديث ويجالسونهم. فبرغم التباعد الناتج عن المواقف السياسية السابقة، كان الأشقاء فرحين بهذا اللقاء. واستعرض اللواء الركن عادل عباس، مدير التخطيط في قيادة القوات المشتركة الانتصارات التي حققها العراقيون ضد عصابات داعش الإرهابية منذ 2014 حينما سيطرت العصابات الإرهابية على مناطق حزام بغداد، وانهارت المنظومة الأمنية، وكيف لعبت الشراكة مع حلفاء العراق الدوليين دوراً كبيراً بشل حركة داعش، وإعادة تدريب وتسليح القوات العراقية لخوض معركة التحرير. وذكر اللواء عادل دور الإعلام في هزيمة العدو وأشار “الإعلام هو السلاح الفعال الذي يستطيع هزيمة العدو على كافة الأصعدة، وقد استخدمنا الإعلام والعمليات النفسية بجدارة في دعم المعارك من خلال إلقاء المنشورات ونشر الإذاعات المتنقلة.” وفي كلمته، أكد العميد تحسين إبراهيم الخفاجي، مدير الإعلام والتوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، على أهمية الأعلام والعمليات النفسية في الحرب الغير تقليدية لطرد عصابات داعش من المدن. فلقد استطاع الجيش العراقي إنشاء وحدة متخصصة بالعمليات النفسية لمد جسور التواصل مع المواطنين في المناطق التي تحتلها داعش. ”استطعنا ولأول مرة أثناء معارك الموصل دفع الإرهابيين إلى تسليم أنفسهم من خلال رسائل العمليات النفسية. لقد ساعدت الرسائل الإعلامية على مد جسور التواصل مع السكان في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، وكانت تصلنا معلومات دقيقة عن مخابئ أسلحة العدو ومواقعهم من قبل أبناء شعبنا في تلك المناطق. برغم ما مروا به اثناء معارك التحرير، استقبلنا المواطنين بالسعادة والدموع وذكروا لنا بأنهم كانوا يتابعون رسائلنا، ويحتفظون بالمنشورات التي تلقيها طائراتنا.” وفي حديثه، أكد السيد سعيد نعمه الجياشي، أمين سر الخلية الوطنية للعمليات النفسية، على نجاح العراق في إدارة العمليات المعلوماتية على المستوى الوطني وتوحيد الخطاب الإعلامي لدعم وقوف الشعب مع الجيش. كما كان دور الخلية واضحاً برصد وتحليل الخطاب الإعلامي المعادي، والتخطيط للعمليات النفسية المضادة وإحباط الجهد الإعلامي للعدو. وأشاد بالتعاون الكبير مع قوات التحالف الدولي بتنسيق العمل الإعلامي وتوحيد الخطاب، وركز على دور التحالف بتوفير التقنيات الحديثة، والمعدات، والتدريب لفرق العمليات النفسية والإعلامية مما انعكس على النجاح الكبير في معارك تحرير الموصل، وكسب ولاء السكان، وبث الرعب في صفوف الإرهابيين. ”تعلمنا الكثير من تجارب حلفاؤنا ولدينا تنسيق كبير مع قوات التحالف في المجال العملياتي والأستراتيجي.” وقد أكد عدد كبير من المتحدثين في المؤتمر على ضرورة الاستمرار بالضغط من خلال التواصل الاستراتيجي لهزيمة الفكر المتطرف الذي أوجد داعش والمجاميع الإرهابية الأخرى. كان التركيز على تحصين الأطفال من الرسائل المسمومة. تحدث السيد عصام أمين، من دائرة الاستخبارات والأمن التابعة لوزارة الدفاع أن ماكنة داعش الدعائية تعرضت لهزيمة كبيرة بعد خسارتهم الساحقة في العراق، لكنهم ما زالوا يتشبثون في البقاء على صفحات التواصل الإجتماعي، وما زالت رسائلهم مؤثرة على مجموعة معزولة متأثرة بفكرهم. وأصبحت إصدارات داعش الأخيرة تركز على العنف والقسوة في الانتقام من خصومها. وأكد على ضرورة حذف أرشيف داعش من المواقع الالكترونية لكي لا يتمكنوا من الاستمرار بإصدار الدعاية الكاذبة وإعادة نفوذهم الإعلامي. أما الدكتور سعد العبيدي، الخبير في مجال العمليات النفسية فقد قال “داعش وجدت حواضن لها داخل مجتمع وجد نفسه في الضد من الحكومة، ربما بسبب التجاذبات السياسية. وأضاف: “إن ما يقلقنا اليوم هو ليس عودة داعش، بل الأطفال الذين خضعوا لغسيل دماغ على يد داعش. يجب على خطباء المساجد تغيير الخطاب وتفادي الحديث عن الحوريات!” وشدد الدكتور سعد الحديثي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية على ضرورة التركيز على علماء الإجتماع، وعلماء النفس، ورجال الدين لتحصين الشباب من مخاطر الخطاب المتطرف. الذي يبث عبر وسائل التواصل الأجتماعي من خلال الهواتف النقالة مثل فيس بوك وتويتر، واختتم حديثه بقوله: “لايمكن لأي دولة مواجهة هذه التحديات دون دعم من الشعب والمؤسسات المدنية.” Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.