حظي الجيش اللبناني بإشادة دولية لنجاحه في نزع السلاح في جنوب لبنان ونشر الاستقرار فيه بعد الصراع الأخير.
رافق اللواء الأمريكي جاسبر جيفرز، رئيس آلية تنفيذ وقف إطلاق النار آنذاك، ضباط الجيش اللبناني في زيارة إلى منطقة جنوب الليطاني.
وكانت تلك الزيارة في كانون الثاني/يناير 2025، وتوقفوا في بلدة الخيام، وهي أول منطقة حدودية تعود بالكامل إلى سيطرة لبنان منذ توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وتمكن الجيش اللبناني في شهر واحد من إزالة ما يزيد على 9,800 قطعة ذخيرة متفجرة من أكثر من 80 موقعاً.
قال اللواء جيفرز، قائد قيادة العمليات الخاصة بالمنطقة المركزية الأمريكية: ”انبهرت أشد الانبهار بخصال المهنية والاحترافية والتفاني التي يتحلى بها الجيش اللبناني، فهم يعملون على مدار الساعة لفرض الأمن وتفكيك الذخائر غير المنفجرة حتى يعود المواطنون اللبنانيون إلى ديارهم بأمان.“
الجيش اللبناني مكلَّفٌ بالذود عن استقلال لبنان والحفاظ على شراكات عسكرية قوية مع جيوش الدول الشريكة، ويتعاون مع المنظمات الأمنية والإنسانية الدولية لما فيه خير البلاد والعباد.
ففي آب/أغسطس 2024، استقبل العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني آنذاك، في مكتبه السيدة سيمون آيشليمان، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان.

واختُتم الاجتماع بتوقيع اتفاقية تعاون بين الجيش اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تعهدت بموجبها بتقديم الدعم الفني للجيش اللبناني لأخذ عينات الحمض النووي من الرفات البشرية لتحديد هوية ضحايا الحروب الماضية في لبنان.
وحرصاً على توفير الحماية والمساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراعات المسلحة، تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان منذ عام 1967، فنفذت أعمالاً إنسانية في عدة فترات من الصراع المسلح، كالحرب الأهلية التي وقعت بين عامي 1975 و1990.
وفي كانون الثاني/يناير 2025، انتخب لبنان عون رئيساً جديداً له، وتعهد بإطلاق ”عهد جديد“ للبنان، يشمل الحد من الانقسامات الطائفية، والتأكيد على أن الجيش اللبناني هو الوحيد صاحب الحق في حيازة السلاح في البلاد.
ولمَّا كان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة، حشد الجيش لسحق عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين ظلوا سنوات مختبئين في الجبال الشمالية الشرقية للبلاد، وشنَّ عملية حاسمة استمرت أسبوعاً، حظي بفضلها بإشادة العالم.
وصدر قرار بتمديد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وهي شريك آخر للجيش اللبناني، سنة أخرى للمساعدة في الحفاظ على السلام في جنوب لبنان، إذ صوَّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع في آب/أغسطس 2024 على تمديد وجودها في جنوب لبنان.
وكان تكليف اليونيفيل قد وُسع في عام 2006 حينما اعتمد مجلس الأمن القرار 1701 للسماح لحفظة السلام بمساعدة الجيش اللبناني في إخلاء بقاع من الجنوب من الأسلحة أو المسلحين غير الملتزمين بقوانين الدولة اللبنانية.
المصادر: رويترز، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السفارة الأمريكية في لبنان