التنسيق من أجل النجاح
مجلة يونيباث تستضيف اللواء الركن فهد بن حمد السلمان، مدير مركز عمليات الدرعية المشترك، للحديث عن أهمية التمارين المشتركة للقوات المسلحة في المملكة العربية السعودية
أسرة يونيباث
يونيباث: ما أهمية التمارين المشتركة مع أشقائكم من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشريككم الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية؟
اللواء فهد: للتمارين المشتركة مع الأشقاء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقوات الأمريكية دورٌ مهمٌ لأن الأهداف المرجوة من مثل هذه التمارين تشمل تعزيز وتوحيد المفاهيم العسكرية بين قوات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقوات الأمريكية، وتوحيد إجراءات التخطيط والتنفيذ، وترسيخ مبادئ وأسس التنسيق للعمل المشترك للوصول إلى التوافق والتكامل العملياتي المطلوب بين القوات العسكرية لهذه الدول.
يونيباث: كيف كانت تجربة استضافة تمرين «حسم العقبان» لأول مرة في المملكة العربية السعودية؟
اللواء فهد: كانت تجربة استضافة تمرين «حسم العقبان 23» تجربة استثنائية؛ فالدول المشاركة في التمرين شاركت بمختلف قواتها، فتخللت التمرين تدريبات ميدانية لكلٍ من القوات البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي، ونفذت مهامها التدريبة في مناطق مختلفة من المملكة، وفي مركز الحرب الجوي في الظهران. وأظهرت هذه التجربة قدرة القوات العسكرية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة على العمل وتنفيذ العمليات المشتركة من خلال التخطيط المحكم وتوحيد المفاهيم المشتركة.
يونيباث: ما الدروس المستفادة من تمرين «حسم العقبان 23»؟
اللواء فهد: أهمية استمرار العمل المشترك بين القوات السعودية وقوات الدول الشقيقة بدول مجلس التعاون والقوات الأمريكية. وهذا يتضمن أهمية التركيز على عمليات المعلومات في مثل هذه التمارين المشتركة، وضرورة تدريب القوات المشاركة بالذخيرة الحية، وتبادل الخبرات، والإلمام بأحدث التقنيات والتدريبات العسكرية، وتعزيز القدرة على العمل الجماعي المشترك بين الدول المشاركة.
يونيباث: كم استغرق وقت التخطيط للتمرين وتنفيذه؟
اللواء فهد: استغرق التخطيط لهذا التمرين وتنفيذه ما يقرب من عام، فعقدنا ثماني مؤتمرات، سبعة منها في مدينة الرياض، والمؤتمر الأخير في مدينة تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية. وشملت مؤتمرات لوضع المفاهيم والمسح الميداني لمواقع التمرين المقترحة، ومؤتمرَي التخطيط الرئيسي والنهائي، ومؤتمرات للتخطيط لعمليات الإمداد والتموين. وبدأ التمرين بتنفيذ خطة وصول القوات المشاركة والمحاضرات التعليمية التي أُلقيت في عدة مجالات كالأمن السيبراني وعمليات المعلومات والتكامل العملياتي، ومن ثم بدأت عمليات التمرين بمشاركة قوات مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقوات الأمريكية على المستوى البري والجوي والبحري والصاروخي، ثم اختُتمت فعاليات التمرين بندوة كبار القادة العسكريين من الدول المشاركة.
يونيباث: هل حقق التمرين الأهداف المخطط لها؟
اللواء فهد: كان من أبرز أهداف تمرين «حسم العقبان 23» تعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات في مجال الدفاع الجوي الصاروخي للدول المشاركة، وتوحيد إجراءات التخطيط والتنفيذ، وترسيخ مبادئ وأسس التنسيق للعمل المشترك للوصول إلى التوافق والتكامل العملياتي؛ وباتباع خطط التمرين المعتمدة، تحققت هذه الأهداف بنجاح، ولله الحمد.
يونيباث: ما انطباعكم عن أداء القوات المشاركة؟
اللواء فهد: كانت القوات المشاركة في التمرين تعمل بدرجة عالية من التنسيق لوضع مفاهيم موحدة تساعد على تنفيذ عمليات التمرين وفق الخطة الموضوعة، واستفادت هذه القوات من مشاركاتها السابقة في التمارين المشتركة مع الجانب الأمريكي سواء التمارين التي جرت في منطقة الخليج العربي أو في الولايات المتحدة. كما كانت قوات الدول المشاركة تتحلى بالمهنية والاحترافية والمرونة في أثناء تنفيذ عمليات التمرين، سواءٌ في مركز الحرب الجوي أو في التمارين الميدانية في مناطق المملكة المختلفة، وتجلى ذلك بوضوح في تقارير التقييم التي أعدها المقيمون المختصون خلال فعاليات التمرين.
التعليقات مغلقة.