التعاون لتأمين الحدود
قوات الحدود الأردنية تسعى للحصول على دعم دولي أوسع لمنع التهريب والإرهاب
أسرة يونيباث
يستغل الإرهابيون الثغرات الحدودية البعيدة عن عيون السلطة للتسلل وتهريب السلاح وتقويض الأمن والاستقرار. وأدى عدم ضبط الحدود العراقية-السورية إلى اجتياح عصابات داعش مناطق واسعة في العراق في عام 2014. ولذلك تحرص دول المنطقة على ضبط أمن الحدود وإفشال محاولات التهريب والإرهاب. التقت مجلة يونيباث بالعميد الركن أحمد هاشم خليفات، مدير أمن الحدود بالقوات المسلحة الأردنية، ليحدثنا عن التحديات ودور قوات أمن الحدود في إنجاز المهام وتأمين الحدود.
يونيباث: ما التحديات التي تواجه قوات الحدود؟
العميد أحمد : تواجه الحدود الأردنية عدة تحديات بسبب موقع الدولة وسط محيط ملتهب بالأحداث الساخنة حولنا، وخصوصاً الحدود الشرقية والشمالية وما يوجد فيها من اضطرابات أمنية وصراعات. وأبرز التحديات التي تواجهنا ما يلي:
طول الحدود الأردنية (1,675 كيلومتراً) منها على الحدود الشمالية والشرقية حوالي (450 كيلومتراً)؛ وهي مسافة طويلة تحتاج إلى جهد بشري وعملياتي وفني كبير جداً.
تنوع التضاريس: تتمتع التضاريس الحدودية بكثرة الطيات الأرضية، وخصوصاً الشمالية منها، وهذا التموج الأرضي يمثل تحدياً كبيراً لكاميرات المراقبة ويتطلب مساندة بشرية كبيرة لتغطية هذه الثغرات.
الموازنة بين النواحي الإنسانية ومتطلبات الأمن القومي؛ إذ كان تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين في فترة قصيرة تحدياً كبيراً لقواتنا في التعامل مع هذه الأعداد. وكان من الصعب التعامل مع اللاجئين بسبب ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية مع الحفاظ على أمن الأردن. واحتاجت قواتنا إلى الكثير من التدريب والدعم من المنظمات الحقوقية والدولية للتمييز بين اللاجئين المحتاجين إلى الرعاية واللاجئين الذين يشكلون خطراً أمنياً.
التسلل والتهريب: حتى اليوم، تتعرَّض حدودنا بشكل عام والشرقية والشمالية منها بشكل خاص للكثير من محاولات التسلل والتهريب بأساليب متنوعة عن طريق أشخاص وسيارات وحيوانات وطائرات مسيَّرة مؤخراً.
تعاون الجيش السوري وتسهيل عمليات التهريب: على الرغم من التعاون بين الحين والآخر الذي تبديه قوات النظام السوري لوقف التهريب على حدودنا المشتركة، فإنَّ بعض القوات السورية تتعاون مع المهربين بما يضر بنا. ويكمن التحدي الآخر في وجود المليشيات والجماعات الإرهابية على أجزاء من الحدود.
الطائرات المسيَّرة: وهذا تحدٍ كبير آخر إذ طوَّر بعض المهربين أساليب التهريب باستخدامهم طائرات مسيَّرة لأغراض متعددة كالنقل والاستطلاع.
يونيباث: كيف تكافحون التهديدات الإرهابية من المنطقة الحدودية؟
العميد أحمد : لا شك أنَّ ظهور الجماعات الإرهابية على الحدود يأتي نتيجة الاضطرابات والصراعات، ولا سيما في سوريا والعراق. ولمحاربة هذه الجماعات، نعتمد على نقاط القوة لدينا وأهمها:
استقرار النظام السياسي وتماسك الجبهة الداخلية في المملكة الأردنية الهاشمية.
قوة مشاركة الأردن في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.
توفر معدات وأجهزة متطورة وحديثة للمساعدة في السيطرة على الحدود.
وجود كوادر بشرية مؤهلة ومدرَّبة وقادرة على التعامل مع أي تهديد.
وجود تنسيق مستمر بين القوات المسلحة وكافة الأجهزة الأمنية والوزارات والمؤسسات العامة على الحدود.
وجود قواعد اشتباك وتعليمات ناظمة مدونة لكافة الجهات الأمنية كلاً ضمن اختصاصه، وتمَّ في الآونة الأخيرة تغيير قواعد الاشتباك والتشديد فيها بسبب تزايد أعداد المتسللين والمهربين على الحدود. وأدى هذا التشدد إلى التضييق على المهربين وبالتالي تقليص حالات التسلل والتهريب.
التزام المملكة الأردنية بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بأمن الحدود ومنع انتشار الأسلحة غير التقليدية.
يونيباث: هل لك أن تحدثنا عن استخدام التقنيات الحديثة في تأمين الحدود، خاصة في المناطق التي تعاني من الاضطرابات؟
العميد أحمد: تسعى القوات المسلحة دوماً إلى التحديث والتطوير وتزويد كافة وحدات وتشكيلات القوات المسلحة بأحدث المعدات من أجل زيادة فعالية الأداء العملياتي والمحافظة على مستوىً عالٍ من الجاهزية القتالية، ولا شك أنَّ منظومة أمن الحدود تعتبر حلقة مهمة في منظومة الأمن الوطني، إذ تركز القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي على دعم وحدات حرس الحدود وتزويدها بأحدث المعدات لتطوير الأداء العملياتي والاستخباري. وتمَّ نصب منظومة أمن الحدود على مراحل ابتدأت بالحدود الشمالية والشرقية كمرحلة أولى ثمَّ الجنوبية. وتوجد مراحل أخرى ستشمل كافة الحدود – إن شاء الله – لتكون مراقبة بنظام متقدم وعلى مدار 24 ساعة.
يونيباث: كيف تواجهون تهديد الطائرات المسيَّرة للأمن القومي؟
العميد أحمد: تعتبر الطائرات المسيَّرة من أحدث التحديات التي تواجهنا وأصبحت أداة رئيسية يستخدمها المهربون على الحدود لأغراض التهريب، مما زاد من التحديات التي واجهتنا، رصدت بعضها منظومة أمن الحدود وعالجتها بالوسائل المتوفرة، فيما وجَّهت القيادة العامة المديريات المختصة في هذا المجال لاتخاذ إجراءات وقائية رادعة ضد تهديد الطائرات المسيَّرة.
يونيباث: كيف ساعدت الشراكات الدولية في أمن الحدود؟
العميد أحمد: يعتبر أمن الحدود مسألة مشتركة بين الأردن ودول الجوار، وعلى كل الدول الصديقة والشقيقة المشاركة في مواجهة الإرهاب. إلا أنَّ التنسيق ليس بالمستوى المطلوب وخاصة العراق وسوريا على الرغم من وجود اتفاقيات مشتركة مع هاتين الدولتين. كما يوجد ضباط ارتباط بين الأردن ودول الجوار يساعدون على تبادل المعلومات فيما يخص محاربة الإرهاب وتأمين الحدود. وأود الإشارة إلى أنَّ مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب عقد «مؤتمر أمن الحدود الإقليمي» في عمَّان في آذار/مارس 2022، بمشاركة كلٍ من مصر والعراق والسعودية وتركيا وليبيا بالإضافة إلى الأردن. وأوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة زيادة التنسيق بين هذه الدول لمواجهة التطرف والإرهاب ودعم الدول المتضررة من التطرف والإرهاب وتزويدها بالمعدات اللازمة لذلك.
التعليقات مغلقة.