تحت المجهر التدخل الإيراني في اليمن بواسطة Unipath آخر تحديث يونيو 10, 2019 شارك Facebook Twitter طهران تدفع بمخططاتها السياسية والفكرية المتطرفة في الشرق الأوسط اللواء ركن محمد زيد محمود ابراهيم، الملحق العسكري اليمني بواشنطن اللواء ركن محمد زيد محمود ابراهيم عُرفت ايران قديماً بإسم بلاد فارس، واليوم تعرف بإسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعاصمتها مدينة طهران. يرتكز نظام الحكم فيها على المرشد الأعلى الذي يعتبر أعلى سلطة ومقام في الدولة، كما يُعد المرشد صاحب القرار الفعلي. تتبنى إيران ما يسمى بـ”ولاية الفقيه العادل”، وهذه من النظريات السياسية الشعبية حديثة العهد التي تفسح المجال لرجال الدين الشيعة بتولي الحكم في إيران. ويمنح الدستور الإيراني الذي صدر عام 1979م المرشد الأعلى صلاحيات واسعة أهمها: حق تعيين السياسات العامة للنظام، وقيادة القوات المسلحة، وإعلان الحرب والنفير العام. كما أُعطي المرشد حق عزل رئيس الجمهورية، وعزل قادة مجلس صيانة الدستور ورئيس السلطة القضائية. لقد تداخلت الرغبات والأهواء الدينية والأطماع التاريخية مع بعضها في عملية صياغة وتحديد مسار السياسة الإيرانية في اليمن. وهناك الكثير من الطروحات والأحاديث حول التدخل الإيراني في اليمن، وقد تعدى ذلك إلى العلن والمجاهرة على المستويات الرسمية. ونتذكر جيداً أنه في أكتوبر 2012م اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران بأنها تسعى إلى تنفيذ مخطط يهدف للسيطرة على مضيق باب المندب في البحر الاحمر ودعى إلى تحرك دولي عاجل لكبح جماح تلك المخططات الإيرانية الوشيكة. وفي يوم 28 سبتمبر 2012م، وفي محاضرة ألقاها الرئيس عبد ربه منصور هادي في مركز وودرو ويلسن الدولي للباحثين في واشنطن، ذكر الرئيس أن من بين التحديات التي تواجهها اليمن هو التدخل الايراني السافر. وأكد أن إيران تسعى إلى تعويض خياراتها الاستراتيجية مع تزايد انهيار النظام في سوريا، ومن أسباب تعويض هذه الخسائر هو الموقع الاستراتيجي لليمن الذي يقع بين الدول النفطية الخليجية ودول القرن الافريقي. وأوضح الرئيس اليمني أن هذه التدخلات تمثلت في الدعم الايراني لبعض التيارات السياسية وبعض المليشيات المسلحة، إلى جانب تجنيد وزرع شبكات تجسسية. وقد أكد الأخ الرئيس عن وجود ست شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران تم إحالتها إلى القضاء في اليمن. وفي الوقت نفسه، حذر وزير الخارجية اليمني المجتمع الدولي من حجم التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية اليمنية. وعلى هامش مؤتمر أمني عقد في البحرين في ديسمبر 2012م، أي في نفس العام قال رئيس جهاز الأمن القومي اليمني السابق الدكتور علي الأحمدي أن إيران انتهزت الفرصة لتوسيع الصراع وأكد أن هناك أدلة واضحة على وجود عناصر إيرانية مخربة وهناك أدلة واضحة وكافية على تدخلهم. ويرى المراقبون وجود عوامل موضوعية تساعد إيران وأهمها الحركة الحوثية التي حاربت الحكومة اليمنية منذ التسعينيات، حيث تعتبر الحركة الحوثية العامل الابرز في تمدد إيران وتوسعها في اليمن. والجدير ذكره أن جهود ايران توسعت في إطار واقع الحركة الحوثية إعلامياً وسياسياً، وأمدتها بالأسلحة وأغدقت عليها الاموال بطرق مختلفة. وفي جانب التسليح عملت إيران بشكل يضمن تدفق السلاح إلى الملشيات الحوثية، سواء عبر تهريب شتى أنواع الاسلحة إلى مدينة صعدة، أو عبر الدعم المالي لشراء السلاح من الأسواق اليمنية. ولقد أكدت العديد من التقارير الدولية أنه في السنوات الماضية قامت ايران بإنشاء قاعدة في اريتريا لغرض إمداد المليشيات الحوثية بالسلاح وذلك عبر رحلات بحرية الى المناطق الغربية من بعض الموانئ اليمنية الصغيرة مثل ميناء ميدي واللحية والذي لم يبعد كثيراً عن صعدة. وهناك الكثير من الأنباء المؤكدة تؤكد قيام السفن الإيرانية الموجودة في منطقة خليج عدن بحجة المساهمة في مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية إضافة إلى سفن تجارية تقوم بتهريب كميات من الأسلحة عبر قوارب صيد يمنية إلى داخل اليمن. والحقيقة أن أساليب تهريب الأسلحة كثيرة ومختلفة، وهناك الكثير من القرائن التي تؤكد تلك الأعمال الاجرامية. ومثال ذلك: ضبط باخرة جيهان 1 وباخرة جيهان 2 محملتين بالأسلحة الايرانية المهربة، وتزويد الحوثيين بالصواريخ، وتواجد مدربين من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في معسكرات الحوثيين. والجدير ذكره أنه تم استعراض أحد الصواريخ من قبل ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة في مجلس الأمن نيكي هالي. وفي الفترة ما بين أواخر 2011م وبداية 2012م أوضحت أن إيران قد وسعت مساحة اتصالاتها السياسية بالمتمردين الحوثيين، وغيرهم من الشخصيات السياسية في اليمن. ومن جانب آخر توسعت مساحة شحنات الاسلحة فيما إعتبره مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أمريكيون جزءا من جهد ايراني يرمي الى توسيع نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. علاوة على ذلك، استمرت ايران في إرسال مواد وأجهزة تستعمل في صناعة أجهزة تفجير تعرف بأسم الأسلحة الخارقة للدروع شديدة الانفجار، وكل تلك الشحنات كانت ترسل إلى بعض رجال الأعمال اليمنيين الذين ينتمون إلى المتمردين الحوثيين قبل أن يتم اعتراضها من قبل الحكومة اليمنية. وقد استطاع الحوثيون تحت غطاء الثورة استقطاب رموز قبلية من أطياف مختلفة، فنتج عن ذلك تصدع في أوساط الثوار بين قوى مؤيدة للمبادرة الخليجية وأخرى رافضة على أساس التبعية والانجرار للرؤية الإيرانية والسائد في نظام الحكم الرجعي الدموي في إيران. لقد أكدت ايران تمسكها بدعم حليفها الحوثي في اليمن وشددت على رفض مناقشة سحب سلاح حليفها الاخر في لبنان “حزب الله”. وخلاصة القول أن كل ما تريده ايران ثلاثة أهداف استراتيجية تحدد احتياجات طهران في اليمن. وهي على النحو التالي: السيطرة على مضيق باب المندب، وتوسيع مساحة جماعات الهلال الشيعي، وتهديد الأمن القومي العربي. نستخلص من كل ذلك أن إيران وضعت اهتمامها على اليمن منذ سنوات ليست بقصيرة، وقد يعود ذلك إلى حقبة التسعينات حينما استقبلت زعيم الحوثيين، ولقنته أصول المذهب الأثنى عشري في الحوزة العلمية بمدينة (قم) وجعلته يغير مذهبه من المذهب الزيدي إلى المذهب الاثنى عشري. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن يمثل اليمن في الفكر السياسي الإيراني أولوية كبرى لأنه المكان الذي يتوفر فيه تحقيق الاستراتيجيات الثلاثة التي أوضحناها أعلاه، والتي طالما خطط لها صناع القرار في الدوائر العليا بمؤسسة علي. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.