نجاح باكستاني في السودان

قوات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬الباكستانية‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ساعدت‭ ‬بإحلال‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬دارفور

الرائد‭ ‬عمر‭ ‬إسماعيل‭ ‬ساجد‭ ‬غاروال،‭ ‬والمقدم‭ ‬شوكت‭ ‬نعيم‭ ‬خان، والمقدم‭ ‬محمد‭ ‬فريد،‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الباكستاني
الصور‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة
بدأت تجربة‭ ‬باكستان‭ ‬مع‭ ‬عمليات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬1960‭ ‬عندما‭ ‬نُشرت‭ ‬أول‭ ‬فرقة‭ ‬باكستانية‭ ‬في‭ ‬الكونغو‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬ساهمت‭ ‬باكستان‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬ألف‭ ‬جندي‭ ‬في‭ ‬41‭ ‬مهمة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬دولة‭. ‬وحتى‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬ضحّى‭ ‬144‭ ‬من‭ ‬حفظة‭ ‬السلام،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬23‭ ‬ضابطاً،‭ ‬بأرواحهم‭ ‬أثناء‭ ‬تأدية‭ ‬واجباتهم‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬تعد‭ ‬باكستان‭ ‬رابع‭ ‬أكبر‭ ‬بلد‭ ‬مساهم‭ ‬في‭ ‬القوات،‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬ساهمت‭ ‬بما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬7663‭ ‬فرداً‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الرتب‭ ‬في‭ ‬سبع‭ ‬بعثات‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.  ‬وكانت‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬البعثات‭ ‬هي‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬بدارفور‭ (‬يوناميد‭).‬
إن‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬مؤسس‭ ‬بلدنا،‭ ‬القائد‭ ‬الأعظم‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬جناح،‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬صحيحاً‭: “‬إن‭ ‬سياستنا‭ ‬الخارجية‭ ‬تتسم‭ ‬بالود‭ ‬وحسن‭ ‬النية‭ ‬تجاه‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬لن‭ ‬تتقاعس‭ ‬باكستان‭ ‬أبداً‭ ‬عن‭ ‬التمسك‭ ‬بمبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وتقديم‭ ‬دعمها‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭ ‬المضطهدة‭ ‬المظلومة‭.”‬
مهمة‭ ‬دارفور
دارفور‭ ‬منطقة‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬493180‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬وتقع‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬السودان،‭ ‬وكانت‭ ‬سلطنة‭ ‬مستقلة‭ ‬لعدة‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬السنين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ضمتها‭ ‬القوات‭ ‬الأنجلو‭-‬مصرية‭ ‬إلى‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1916‭. ‬والإسلام‭ ‬هو‭ ‬الدين‭ ‬الرئيسي‭ ‬فيها،‭ ‬وينقسم‭ ‬سكانها‭ ‬إلى‭ ‬مجموعتين‭ ‬عرقيتين،‭ ‬العرب‭ ‬والأفارقة،‭ ‬الذين‭ ‬ينقسمون‭ ‬بدورهم‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القبائل‭ ‬المنتشرة‭ ‬حول‭ ‬دارفور‭. ‬والأفارقة‭ ‬هم‭ ‬مزارعون‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬أما‭ ‬العرب‭ ‬فهم‭ ‬بدو‭ ‬رحل‭. ‬ويتمحور‭ ‬النزاع‭ ‬الأساسي‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأفريقية‭ ‬والعربية‭ ‬حول‭ ‬تقاسم‭ ‬السلطة‭ ‬والموارد‭.‬
المدنيون في كتم، دارفور، يتلقون الإمدادات الطبية. وقد شاركت الكتيبة العسكرية الباكستانية في تقديم المساعدات.
بدأ‭ ‬النزاع‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬عندما‭ ‬حملت‭ ‬مجموعتان‭ ‬مسلحتان‭ – ‬جيش‭ ‬تحرير‭ ‬السودان‭ ‬وحركة‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ – ‬السلاح‭ ‬ضد‭ ‬الحكومة‭ ‬بسبب‭ ‬إهمالها‭ ‬للمنطقة‭ ‬واضطهاد‭ ‬الأفارقة‭ ‬السود‭ ‬لصالح‭ ‬العرب‭. ‬وردت‭ ‬الحكومة‭ ‬بحملة‭ ‬ضد‭ ‬المتمردين‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬اسم‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬لدارفور‭ ‬ضد‭ ‬غير‭ ‬العرب‭. ‬أدى‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬قتل‭ ‬جماعي‭ ‬لمدنيين‭ ‬غير‭ ‬مسلحين‭ ‬وطرد‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬منازلهم،‭ ‬مما‭ ‬جعلهم‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬داخلياً‭. ‬وتنقسم‭ ‬دارفور‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬ولايات‭ ‬اتحادية‭ ‬تتوافق‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬المناطق‭/‬القيادة‭ ‬العملياتية‭ ‬الخاصة‭ ‬ببعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬وهي‭: ‬وسط‭ ‬دارفور،‭ ‬شمال‭ ‬دارفور،‭ ‬جنوب‭ ‬دارفور،‭ ‬شرق‭ ‬دارفور،‭ ‬وغرب‭ ‬دارفور‭.‬
حملت‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬5‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬تفويض‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بتفان‭ ‬كامل‭ ‬وحققت‭ ‬نتائج‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬مدينة‭ ‬كتم‭ ‬الفرعي،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تتوانى‭ ‬عن‭ ‬بذل‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬أشهر‭. ‬واستطاعت‭ ‬القوات‭ ‬الباكستانية‭ ‬فرض‭ ‬الاستقرار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬القيام‭ ‬بدوريات‭ ‬مكثفة،‭ ‬وإشراك‭ ‬قيادة‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬والبدء‭ ‬بإجراء‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭. ‬وقامت‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬5‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬لمساعدة‭ ‬النازحين‭ ‬داخلياً‭. ‬لذلك،‭ ‬تتمتع‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬بسمعة‭ ‬طيبة‭ ‬بين‭ ‬الأهالي‭. ‬وقامت‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬5‭ ‬بانتظام‭ ‬بأنشطة‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬العسكري،‭ ‬وبمشاريع‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭: ‬استضافة‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وتوفير‭ ‬المياه‭ ‬للقرى‭ ‬والمدارس،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مستشفيات‭ ‬طبية‭ ‬متنقلة‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬المجانية‭. ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بزيارة‭ ‬المدارس‭ ‬لتوزيع‭ ‬الإمدادات،‭ ‬وإعطاء‭ ‬محاضرات‭ ‬بشكل‭ ‬متواتر‭ ‬حول‭ ‬الصحة‭ ‬والنظافة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬بطولات‭ ‬رياضية،‭ ‬وترميم‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات،‭ ‬والاحتفال‭ ‬بالمهرجانات‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬للمواطنين‭ ‬المحليين‭ ‬والنازحين‭ ‬داخلياً‭.‬
النجاح‭ ‬والأمان
اعتبر‭ ‬قطاع‭ ‬كتم‭ ‬الفرعي‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬المعادية‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬بسبب‭ ‬أنشطة‭ ‬المتمردين‭ ‬فيه‭. ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬أي‭ ‬وفد‭ ‬رسمي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬أو‭ ‬حكومة‭ ‬السودان‭ ‬بزيارة‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬واستعادتها‭ ‬للسلام،‭ ‬قام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭/‬الوفود‭ ‬رفيعي‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬والسودان‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬الدولية‭ ‬بزيارة‭ ‬كتم‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬سفراء‭ ‬ألمانيا‭ ‬وسويسرا،‭ ‬ونائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأول‭ ‬للسودان،‭ ‬ورؤساء‭ ‬برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭. ‬واعترف‭ ‬الجميع‭ ‬بالجهود‭ ‬والمساهمات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬5‭ ‬لإحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬نقطة‭ ‬حرجة‭ ‬محتملة‭ ‬لبعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭.‬
والآن،‭ ‬أصبح‭ ‬السلام‭ ‬سائداً‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ووفرت‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬5‭ ‬للسكان‭ ‬منصة‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتحسين‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬القيم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تحسين‭ ‬الظروف‭ ‬الإنسانية‭ ‬المحلية‭. ‬ويمثل‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬5‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لباكستان‭.‬
كتيبة‭ ‬المهندسين‭ ‬الباكستانية
نُشرت‭ ‬كتيبة‭ ‬المهندسين‭ ‬الباكستانية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2007،‭ ‬وأكملت‭ ‬عملية‭ ‬نشرها‭ ‬للمرة‭ ‬التاسعة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2017‭. ‬وهي‭ ‬كتيبة‭ ‬متعددة‭ ‬المهام،‭ ‬تتضمن‭ ‬جميع‭ ‬الحرف‭ ‬الهندسية‭. ‬وتتمثل‭ ‬مهمتها‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬الهندسي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنقل،‭ ‬والبقاء،‭ ‬والأمور‭ ‬الهندسية‭ ‬العامة‭ ‬لدعم‭ ‬المهمة‭ ‬العسكرية‭ ‬ككل‭.‬
قام‭ ‬المهندسون‭ ‬الباكستانيون‭ ‬بإصلاح‭ ‬طريق‭ ‬المطار‭ ‬الدائري،‭ ‬وهو‭ ‬طريق‭ ‬بطول‭ ‬10‭ ‬كيلومترات‭ ‬صالح‭ ‬للاستخدام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭ ‬بُني‭ ‬لأجل‭ ‬مركبات‭ ‬الدوريات‭ ‬وموظفي‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬محيط‭ ‬المطار‭ ‬المحلي‭. ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬الإصلاحات،‭ ‬شكل‭ ‬الطريق‭ ‬الرملي‭ ‬الرخو‭ ‬والمنعرج‭ ‬عائقاً‭ ‬أمام‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭.‬
استُكمل‭ ‬بناء‭ ‬الطريق‭ ‬بنجاح‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬مهمة‭ ‬مرهقة‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭ ‬والمواد‭ ‬المحجرة‭ ‬لمسافات‭ ‬طويلة‭.‬
ومثل‭ ‬مشروع‭ ‬آخر‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ “‬أعمال‭ ‬الحماية‭ ‬ضد‭ ‬الفيضانات‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬أرداماتا‭” ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬إنجازات‭ ‬كتيبة‭ ‬المهندسين‭ ‬العسكريين‭ ‬الباكستانيين‭. ‬واتضح‭ ‬أنه‭ ‬تدبير‭ ‬هام‭ ‬لبناء‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬والحكومة‭ ‬السودانية‭. ‬وأدى‭ ‬بناء‭ ‬جدار‭ ‬بطول‭ ‬كيلومتر‭ ‬واحد‭ ‬وحفر‭ ‬قناة‭ ‬تحويل‭ ‬يبلغ‭ ‬طولها‭ ‬1‭.‬2‭ ‬كيلومتر‭ – ‬استكملت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬—‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬مطار‭ ‬الجنينة‭ ‬ومعسكر‭ ‬النازحين‭ ‬داخلياً‭ ‬من‭ ‬الفيضانات‭ ‬المفاجئة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬أثناء‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭.‬
التوعية‭ ‬بمخاطر‭ ‬الألغام
تم‭ ‬تنظيم‭ ‬يوم‭ ‬دولي‭ ‬للتوعية‭ ‬بمخاطر‭ ‬الألغام‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬أبريل‭ ‬2017‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المهندسين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬الجنينة‭. ‬وعقدت‭ ‬الفعالية‭ ‬للتذكير‭ ‬بضحايا‭ ‬الألغام‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والجنينة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬واستهدفت‭ ‬تثقيف‭ ‬أفراد‭ ‬بعثة‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬وسكان‭ ‬الجنينة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأخطار‭ ‬والاحتياطات‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬توخيها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالذخائر‭ ‬غير‭ ‬المنفجرة،‭ ‬والألغام،‭ ‬والعبوات‭ ‬الناسفة‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إقامة‭ ‬مباراة‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬ودية‭ ‬بين‭ ‬فرق‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬والجنينة‭. ‬وكان‭ ‬التأثير‭ ‬الكلي‭ ‬للحدث‭ ‬لافتًا‭ ‬وحظي‭ ‬بتقدير‭ ‬الجميع‭.‬
كما‭ ‬قام‭ ‬المهندسون‭ ‬الباكستانيون‭ ‬أيضاً‭ ‬بترتيبات‭ ‬كي‭ ‬يحتفل‭ ‬مسيحيو‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬الجنينة‭ ‬بعيد‭ ‬الفصح‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2017‭ ‬حيث‭ ‬توفرت‭ ‬خدمات‭ ‬الكنيسة‭ ‬الخاصة،‭ ‬والموسيقى،‭ ‬وأضواء‭ ‬الشموع،‭ ‬والزهور،‭ ‬ورنين‭ ‬أجراس‭ ‬الكنائس‭.‬
نجاح‭ ‬أنشطة‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭ ‬العسكري‭ ‬
يضم‭ ‬مخيم‭ ‬سورتوني‭ ‬للنازحين‭ ‬داخلياً‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬دارفور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭,‬000‭ ‬شخص‭ ‬كان‭ ‬لديهم‭ ‬مسجد‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬مؤقت‭ ‬سقفه‭ ‬من‭ ‬الصفيح‭ ‬المموج‭ ‬وأرضيته‭ ‬حجرية‭. ‬وكان‭ ‬النازحين‭ ‬داخلياً‭ ‬يطالبون‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬ﺑﺗﺟدﯾد‭ ‬ھذا‭ ‬اﻟﻣﺳﺟد‭. ‬وقد‭ ‬أكملت‭ ‬كتيبة‭ ‬اﻟﻣﮭﻧدﺳﯾن‭ ‬اﻟﺑﺎﮐﺳﺗﺎنيين‭ ‬هذا‭ ‬اﻟﻌﻣل‭ ‬ﺧﻼل‭ ‬أﺳﺑوﻋﯾن‭. ‬
رجل شرطة باكستاني جريح يتعافى في المستشفى الباكستاني في نيالا، السودان. كان يعمل مع بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور.
ضمنت‭ ‬الكتيبة‭ ‬استخدام‭ ‬الممارسات‭ ‬الهندسية‭ ‬الجيدة‭ – ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬قبول‭ ‬أي‭ ‬حياد‭ ‬عن‭ ‬الجودة‭. ‬وتم‭ ‬القيام‭ ‬بالمعالجة‭ ‬المناسبة‭ ‬لأعمال‭ ‬الأسمنت‭. ‬وتم‭ ‬إضافة‭ ‬مرسى‭ ‬إضافي‭ ‬للسقف‭ ‬لحمايته‭ ‬من‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية‭ ‬السودانية‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ “‬الهبوب‭.” ‬وبمساهمة‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬الكتيبة‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬إضافية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تشييد‭ ‬أرضية‭ ‬أسمنتية‭ ‬لقاعة‭ ‬المسجد‭ ‬الرئيسية‭ ‬وبناء‭ ‬خزانتين‭. ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬نسخ‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬للمسجد‭.‬
لقد‭ ‬وفر‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الكتيبة‭ ‬الباكستانية‭ ‬للسكان‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬سورتوني‭ ‬للنازحين‭ ‬داخليًا‭ ‬مصدرًا‭ ‬للسلم‭ ‬الداخلي‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬نجاح‭ ‬لاستراتيجية‭ “‬كسب‭ ‬القلوب‭ ‬والعقول‭.”‬
مستشفى‭ ‬حيوي
منذ‭ ‬بداية‭ ‬عمل‭ ‬بعثة‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬تحمل‭ ‬الفيلق‭ ‬الطبي‭ ‬للجيش‭ ‬الباكستاني‭ ‬مسؤولية‭ ‬إنشاء‭ ‬وصيانة‭ ‬المستشفى‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬الثالث‭ ‬التابع‭ ‬للبعثة‭ ‬والواقع‭ ‬في‭ ‬نيالا‭ ‬بدارفور‭. ‬يمثل‭ ‬المستشفى‭ ‬الباكستاني‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬الطبية‭ ‬العسكرية‭ ‬المتاحة‭ ‬للقوات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬وكذلك‭ ‬للموظفين‭ ‬المدنيين‭ ‬المحليين‭ ‬والدوليين‭. ‬وكان‭ ‬المستشفى‭ ‬الميداني‭ ‬الباكستاني‭ -‬1‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ – ‬رائداً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوفير‭ ‬هذه‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الماهرة‭ ‬والمتقدمة‭ ‬والمهنية‭ ‬للغاية‭. ‬ويضطلع‭ ‬مستشفى‭ ‬باكستان‭ ‬الميداني‭ -‬بالمسؤوليات‭ ‬المسندة‭ ‬إليه‭ ‬منذ‭ ‬مارس‭ ‬2017‭.‬
يُعرف‭ “‬المستشفى‭ ‬الباكستاني‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬الثالث‭” ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬طبية‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬لمرضاه،‭ ‬كما‭ ‬يُسمى‭ ‬أطبائه‭ ‬بـ‭ “‬معالجي‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭” ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منطقة‭ ‬عمل‭ ‬البعثة‭. ‬ولطالما‭ ‬حظي‭ ‬المستشفى‭ ‬بالتقدير‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬لإظهاره‭ ‬الاحترافية‭ ‬الماهرة‭ ‬وإنجاز‭ ‬المهمة‭ ‬المسندة‭ ‬إليه‭. ‬وقد‭ ‬وضع‭ ‬المستشفى‭ ‬العسكري‭ ‬الميداني‭ ‬الباكستاني‭ ‬معايير‭ ‬امتياز‭ ‬يتم‭ ‬اتباعها‭ ‬واكتسابها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬لمختلف‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬واجبات‭ ‬ضمن‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭.‬
وتم‭ ‬تجهيز‭ ‬المستشفى‭ ‬بأحدث‭ ‬مرافق‭ ‬الرعاية‭ ‬الأولية،‭ ‬والرعاية‭ ‬المتخصصة‭ ‬متعددة‭ ‬التخصصات،‭ ‬والخدمات‭ ‬الجراحية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وخدمات‭ ‬طب‭ ‬الأسنان،‭ ‬وخدمات‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية،‭ ‬ووحدة‭ ‬العناية‭ ‬المركزة،‭ ‬وفريق‭ ‬الإجلاء‭ ‬الطبي‭ ‬الجوي‭.‬
وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العناية‭ ‬بالأفراد‭ ‬المدنيين‭ ‬والعسكريين‭ ‬سواء‭ ‬المحليين‭ ‬أوالدوليين‭ ‬التابعين‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬يقدم‭ ‬المستشفى‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السودانيين‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭. ‬وقد‭ ‬عالج‭ ‬المستشفى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الحوادث،‭ ‬والحالات‭ ‬الطبية‭ ‬المعقدة،‭ ‬وحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬الخطيرة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬السكان‭ ‬المدنيون‭ ‬المحليون‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مقابل‭.‬
عالج‭ ‬المستشفى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬82‭,‬000‭ ‬مريض،‭ ‬وأجرى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬11‭,‬000‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬منذ‭ ‬أغسطس‭ ‬2008‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يتلقون‭ ‬علاج‭ ‬أسنان‭ ‬وعلاج‭ ‬داخلي‭ ‬ورعاية‭ ‬لإعادة‭ ‬التأهيل‭. ‬وبالمثل،‭ ‬قام‭ ‬قسم‭ ‬الأشعة‭ ‬وعلم‭ ‬الأمراض‭ ‬بتقديم‭ ‬تسهيلات‭ ‬تشخيصية‭ ‬للمرضى‭. ‬وتم‭ ‬علاج‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬34‭,‬805‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬داخلياً‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭.‬
على‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬اكتسب‭ ‬المستشفى‭ ‬الباكستاني‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬الثالث‭ ‬الاحترام‭ ‬والشرف‭ ‬لباكستان‭ ‬ولجيشها‭ ‬ضمن‭ ‬الدوائر‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والسودان‭. ‬وتم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالتميز‭ ‬الاحترافي‭ ‬للفيلق‭ ‬الطبي‭ ‬للجيش‭ ‬الباكستاني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بعثة‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬وفي‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬
من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الانطباعات‭ ‬التي‭ ‬يتركها‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬وعقول‭ ‬المرضى‭ ‬والزوار‭ ‬ستستمر‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وستكون‭ ‬بمثابة‭ ‬تذكير‭ ‬لنجاح‭ ‬مهمة‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬الباكستانية‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬‭ ‬

التعليقات مغلقة.