مواقف بطولية كتبها رجالقواتنا المسلحة بأحرف من ذهب

ايوب‭ ‬فاضل‭ ‬الصافي‭/‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬العراقية
سطر‭ ‬رجال‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬البطولية‭ ‬التي‭ ‬سيتذكرها‭ ‬التاريخ‭ ‬وستتناقلها‭ ‬الاجيال‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬وتنوعت‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬بين‭ ‬الشجاعة‭ ‬والتضحية‭ ‬والفداء‭ ‬والجود‭ ‬بالنفس‭ ‬والأمانة‭ ‬والصدق،‭ ‬وسنستعرض‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬البطولية‭ ‬التي‭ ‬ستبقى‭ ‬خالدة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬المواقف‭ ‬البطولية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يسلط‭ ‬عليها‭ ‬الاعلام‭ ‬الضوء‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬من‭ ‬يدوّنها‭ ‬ولكنّا‭ ‬نستعرض‭ ‬بعضاً‭ ‬مما‭ ‬دونا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواجدنا‭ ‬مع‭ ‬القطعات‭ ‬الامنية‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬سمعنا‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المقاتلين‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬بكل‭ ‬امانه‭ ‬وصدق،‭ ‬وسأنقل‭ ‬بعض‭ ‬الحكايات‭ ‬البطولية‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬ان‭ ‬تذكر‭ ‬وجميع‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬حقيقية‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬قواطع‭ ‬العمليات‭ ‬المختلفة‭.‬
موقف‭ ‬الشهيد‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬ضيف‭ ‬ايوب‭ ‬الطائي‭ ‬وهو‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬مصفى‭ ‬بيجي‭.‬
الذي‭ ‬تعرض‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الارهابية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬سيطر‭ ‬فيها‭ ‬داعش‭ ‬الارهابي‭ ‬على‭ ‬محافظة‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬وحاول‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المصفى‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬اهمية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬ورغم‭ ‬سيطرت‭ ‬عصابات‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بالمصفى‭ ‬انذاك‭ ‬الا‭ ‬انها‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المصفى،‭ ‬واستمر‭ ‬عصياً‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬الارهابية،‭ ‬ربما‭ ‬يتسأل‭ ‬البعض‭ ‬كيف‭ ‬تمكنت‭ ‬قوات‭ ‬حماية‭ ‬المصفى‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬امام‭ ‬الهجمات‭ ‬المتكررة،‭ ‬وقد‭ ‬تبين‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬آمر‭ ‬حماية‭ ‬المصفى‭ ‬الشهيد‭ ‬السعيد‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ (‬ضيف‭ ‬الطائي‭) ‬كان‭ ‬له‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المصفى‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭ ‬بكل‭ ‬بسالة‭ ‬واقتدار‭ ‬لحين‭ ‬وقوعه‭ ‬شهيداً‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬العز‭ ‬والشرف‭ ‬وهو‭ ‬يؤدي‭ ‬واجبه‭ ‬كقائد‭ ‬شجاع‭.‬
وربما‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬الكثير‭ ‬ان‭ ‬الشهيد‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬ضيف‭ ‬الطائي‭ ‬كان‭ ‬محال‭ ‬على‭ ‬التقاعد‭ ‬بسبب‭ ‬سنه‭ ‬القانوني‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬رفض‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬اهله‭ ‬واصر‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬القتال‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬المصفى،‭ ‬رافضاً‭ ‬العودة‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬خطر‭ ‬يهدد‭ ‬المقاتلين‭ ‬الذين‭ ‬قاتلوا‭ ‬معه،‭ ‬مقدماً‭ ‬بذلك‭ ‬موقفاً‭ ‬بطولياً‭ ‬سيتذكره‭ ‬ابناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬
المقاتل‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬في‭ ‬القاء‭ ‬الاهازيج‭ ‬والاناشيد
يتحدث‭ ‬المقاتلون‭ ‬المنسوبون‭ ‬الى‭ ‬قيادة‭ ‬عمليات‭ ‬بابل‭ ‬عن‭ ‬المقاتل‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬بالأهازيج‭ ‬والأناشيد‭ ‬الحماسية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ينشدها‭ ‬عند‭ ‬قيامهم‭ ‬بالهجوم‭ ‬على‭ ‬عصابات‭ ‬داعش‭ ‬الارهابية‭ ‬في‭ ‬جرف‭ ‬الصخر‭ ‬قبل‭ ‬تحريرها،‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬يقف‭ ‬هذا‭ ‬المقاتل‭ ‬الشجاع‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬خمسون‭ ‬عاماً‭ ‬ويسكن‭ ‬محافظة‭ ‬البصرة،‭ ‬ويتحدث‭ ‬عنه‭ ‬المقاتلون‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬يعد‭ ‬بمثابة‭ ‬الملهم‭ ‬والذي‭ ‬يرفع‭ ‬هممهم‭ ‬ويشد‭ ‬أزرهم‭ ‬ويشجعهم‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬وعدم‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬العدو‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬يذكرهم‭ ‬ببطولات‭ ‬اجدادهم‭ ‬وآبائهم،‭ ‬وقد‭ ‬استشهد‭ ‬هذا‭ ‬المقاتل‭ ‬الشجاع‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬تحرير‭ ‬جرف‭ ‬النصر‭ ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬دافعت‭ ‬عن‭ ‬العراق‭ ‬وقدمت‭ ‬نفسك‭ ‬شهيداً‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬وطنك‭.‬
المقاتل‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬خمسة‭ ‬من‭ ‬الدواعش‭ ‬وأنقذ‭ ‬الجنود‭ ‬المختطفين‭.‬
قدم‭ ‬المقاتل‭ ‬اياد‭ ‬المنسوب‭ ‬الى‭ ‬فرقة‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬الاولى‭ ‬بسالة‭ ‬وشجاعة‭ ‬كان‭ ‬نظيرها‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬المعركة‭ ‬وتحديداً‭ ‬بمنطقة‭ ‬الصقلاوية،‭ ‬عندما‭ ‬قتل‭ ‬خمسة‭ ‬دواعش‭ ‬وانقذ‭ ‬تسعة‭ ‬جنود‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬الارهابيين‭.‬
تفخر القوات العراقية بالتزامها بإعادة السلام والاستقرار إلى وطنها. وزارة الدفاع العراقية
تفخر القوات العراقية بالتزامها بإعادة السلام والاستقرار إلى وطنها. وزارة الدفاع العراقية
كان‭ ‬المقاتل‭ ‬يعتلي‭ ‬نقطة‭ ‬الحراسة‭ ‬في‭ ‬مقره‭ ‬العسكري‭ ‬ليفاجأ‭ ‬بهجوم‭ ‬لعصابات‭ ‬داعش‭ ‬الارهابية‭ ‬وهم‭ ‬مدججون‭ ‬بالسلاح‭ ‬ومتنكرين‭ ‬بزي‭ ‬عسكري،‭ ‬سجل‭ ‬هذا‭ ‬المقاتل‭ ‬الشهم‭ ‬اروع‭ ‬ملاحم‭ ‬البطولة‭ ‬والشجاعة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬والثبات،‭ ‬عندما‭ ‬تقدمت‭ ‬عجلتا‭ ‬همر‭ ‬سوداء‭ ‬اللون‭ ‬ترجل‭ ‬منها‭ ‬اشخاص‭ ‬كانوا‭ ‬يرتدون‭ ‬ملابس‭ ‬عسكرية‭ ‬اعتقد‭ ‬هو‭ ‬بانهم‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬جهاز‭ ‬مكافحة‭ ‬الارهاب‭ ‬وقاموا‭ ‬بتصوير‭ ‬الموقع‭ ‬مما‭ ‬ادخل‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬قام‭ ‬بالاتصال‭ ‬بآمر‭ ‬الفوج‭ ‬للاستفسار‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬قوة‭ ‬متوجهة‭ ‬نحوه،‭ ‬ومن‭ ‬اتصاله‭ ‬مع‭ ‬آمر‭ ‬السرية‭ ‬اتضح‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اي‭ ‬واجب‭ ‬لجهاز‭ ‬مكافحة‭ ‬الارهاب،‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬يطلق‭ ‬النار‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬حاول‭ ‬الارهابيون‭ ‬ايهامه‭ ‬بانهم‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬جهاز‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وقتل‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬خمسة‭ ‬منهم‭ ‬واصاب‭ ‬عدداً‭ ‬اخر‭ ‬وانقذ‭ ‬تسعة‭ ‬من‭ ‬المنتسبين‭ ‬كانوا‭ ‬محتجزين‭ ‬لديهم،‭ ‬وقد‭ ‬اصيب‭ ‬هذا‭ ‬البطل‭ ‬بجرح‭ ‬اثناء‭ ‬التصدي‭ ‬لهولاء‭ ‬الدواعش‭ ‬وهو‭ ‬الان‭ ‬ينتظر‭ ‬ان‭ ‬يعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لساحة‭ ‬المعركة‭ ‬ليكون‭ ‬قدوة‭ ‬لزملائه‭ ‬الاخرين‭ ‬في‭ ‬الشجاعة‭ ‬والبطولة‭.‬
موقف‭ ‬بطولي‭ ‬من‭ ‬مقاتل‭ ‬وشقيقه
حدثني‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اهالي‭ ‬آمرلي‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬سيبقى‭ ‬عالقاً‭ ‬في‭ ‬ذاكرتهم‭ ‬عن‭ ‬احد‭ ‬الجنود‭ ‬الإبطال‭ ‬من‭ ‬محافظة‭ ‬ذي‭ ‬قار‭ ‬والمنسوب‭ ‬الى‭ ‬قيادة‭ ‬فرقة‭ ‬المشاة‭ ‬الرابعة‭ /‬قيادة‭ ‬عمليات‭ ‬صلاح‭ ‬الدين،‭ ‬والذي‭ ‬انسحب‭ ‬الى‭ ‬ناحية‭ “‬آمرلي‭” ‬برفقة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬سيطرت‭ ‬عصابات‭ ‬داعش‭ ‬الارهابية‭ ‬على‭ ‬محافظة‭ ‬صلاح‭ ‬الدين،‭ ‬وبعد‭ ‬حدوث‭ ‬الهجمات‭ ‬البربرية‭ ‬المغولية‭ ‬الداعشية‭ ‬على‭ ‬ناحية‭ “‬آمرلي‭” ‬شارك‭ ‬بالقتال‭ ‬برفقة‭ ‬زملاءه‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬وابناء‭ ‬عشائر‭ ‬الناحية‭ ‬الذين‭ ‬اغلبهم‭ ‬من‭ ‬عشيرة‭ “‬عامر‭” ‬واستمر‭ ‬تواجد‭ ‬هذا‭ ‬الجندي‭ ‬البطل‭ ‬طيلة‭ ‬خمسين‭ ‬يوماً‭ ‬دون‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬أهله‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬ذي‭ ‬قار،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬انقطعت‭ ‬أخباره‭ ‬عن‭ ‬اهله‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬شبكات‭ ‬اتصال‭ ‬كونها‭ ‬تعرضت‭ ‬الى‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬تخريبية‭ ‬وضمن‭ ‬الحصار‭ ‬الذي‭ ‬فرضه‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬امرلي‭ ‬الصامدة،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬الطائرات‭ ‬ونزولها‭ ‬في‭ ‬الناحية‭ ‬طلب‭ ‬ابناء‭ ‬الناحية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجندي‭ ‬البطل‭ ‬ان‭ ‬يذهب‭ ‬الى‭ ‬أهله‭ ‬ليطمأنوا‭ ‬عليه‭ ‬ويعلمهم‭ ‬بأخباره،‭ ‬وعند‭ ‬ذهابه‭ ‬اعتقد‭ ‬ابناء‭ ‬الناحية‭ ‬ان‭ ‬الجندي‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬اندهش‭ ‬الأهالي‭ ‬بعودة‭ ‬الجندي‭ ‬البطل‭ ‬وبرفقته‭ ‬أخيه‭ ‬الذي‭ ‬استصحبه‭ ‬معه‭ ‬للقتال‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬آمرلي،‭ ‬ان‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المواقف‭ ‬تجعلنا‭ ‬نفتخر‭ ‬كون‭ ‬ان‭ ‬هنالك‭ ‬رجال‭ ‬ابطال‭ ‬حفظوا‭ ‬بمواقفهم‭ ‬البطولية‭ ‬ارض‭ ‬العراق‭ ‬فألف‭ ‬تحية‭ ‬لهذا‭ ‬الجندي‭ ‬البطل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يقاتل‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬ارض‭ ‬العراق‭.‬
رغم‭ ‬الاصابة‭ ‬أصرّ‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬القتال
في‭ ‬امرلي‭ ‬كذلك‭ ‬اصيب‭ ‬احد‭ ‬ابناء‭ ‬الناحية‭ ‬بعيار‭ ‬ناري‭ ‬نقل‭ ‬على‭ ‬اثرها‭ ‬الى‭ ‬بغداد‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬وحينما‭ ‬اصبح‭ ‬الجريح‭ ‬بحالة‭ ‬جيدة‭ ‬اصر‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬الى‭ ‬امرلي‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬رافضا‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تحذير‭ ‬الاطباء‭ ‬له‭ ‬كون‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬نفذ‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬وعاد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬الى‭ ‬ناحية‭ ‬امرلي‭ ‬وقد‭ ‬استشهد‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وهو‭ ‬يدافع‭ ‬مع‭ ‬ابناء‭ ‬عشيرته‭ ‬عن‭ ‬ارضة‭ ‬التي‭ ‬اراد‭ ‬داعش‭ ‬الارهابي‭ ‬ان‭ ‬يسلبها‭ ‬ويعتدي‭ ‬على‭ ‬عرضه‭ ‬وشرفه‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬البطل‭ ‬ومن‭ ‬معه‭ ‬رفضوا‭ ‬ذلك‭ ‬ودافعوا‭ ‬دفاع‭ ‬الابطال‭ ‬فألف‭ ‬تحية‭ ‬لكل‭ ‬ابناء‭ ‬آمرلي‭ ‬الذين‭ ‬سطروا‭ ‬اروع‭ ‬الصور‭ ‬البطولية‭.‬
الصدق‭ ‬والامانة
كرم‭ ‬قائد‭ ‬الفرقة‭ ‬الخامسة‭ ‬الماسكة‭ ‬لقاطع‭ ‬ديالى‭ ‬احد‭ ‬المقاتلين‭ ‬الابطال‭ ‬لصدقه‭ ‬وأمانته‭ ‬العسكرية،‭ ‬اذ‭ ‬قام‭ ‬هذا‭ ‬الجندي‭ ‬البطل‭ ‬بالعثور‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬احد‭ ‬المنازل‭ ‬اثناء‭ ‬الدهم‭ ‬والتفتيش‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬داعش‭ ‬الارهابية،‭ ‬وقام‭ ‬بالاحتفاظ‭ ‬بهذه‭ ‬القطع‭ ‬الذهبية‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬رقم‭ ‬هاتف‭ ‬صاحب‭ ‬المنزل‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬هذه‭ ‬المصوغات‭ ‬الذهبية‭ ‬واتصل‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬واعلمه‭ ‬بانه‭ ‬الجندي‭ ‬المنسوب‭ ‬الى‭ ‬قيادة‭ ‬فرقة‭ ‬المشاة‭ ‬الخامسة‭ ‬وانه‭ ‬من‭ ‬اهالي‭ ‬محافظة‭ ‬ميسان‭ ‬ومستعد‭ ‬لتسليمه‭ ‬ممتلكاته‭ ‬التي‭ ‬عثر‭ ‬عليها‭ ‬واحتفظ‭ ‬بها‭ ‬خوفا‭ ‬على‭ ‬سرقتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عناصر‭ ‬التنظيم‭ ‬الارهابي،‭ ‬وقام‭ ‬بالتبليغ‭ ‬عن‭ ‬عثوره‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الممتلكات‭ ‬وبادر‭ ‬قائد‭ ‬الفرقة‭ ‬بدورة‭ ‬بتكريمه‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬صدق‭ ‬وأمانة‭ ‬عسكرية‭ ‬جعلته‭ ‬يحفظ‭ ‬ممتلكات‭ ‬المواطنين‭ ‬فالف‭ ‬تحية‭ ‬لهذا‭ ‬الجندي‭ ‬الصادق‭ ‬الامين‭ ‬وكثر‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬امثاله‭.‬
مقاتل‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬زميله‭ ‬الجريح‭ ‬ويمنع‭ ‬الدواعش‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬اليه
تعرضت‭ ‬قوة‭ ‬تابعة‭ ‬لقيادة‭ ‬الفرقة‭ ‬السابعة‭ ‬لهجوم‭ ‬ارهابي‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬مما‭ ‬اجبر‭ ‬القوة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬موضع‭ ‬الدفاع‭ ‬لكثافة‭ ‬النيران‭ ‬الموجهه‭ ‬نحوها‭ ‬واثناء‭ ‬التعرض‭ ‬اصيب‭ ‬احد‭ ‬المقاتلين‭ ‬عندما‭ ‬حاول‭ ‬ان‭ ‬يصد‭ ‬احد‭ ‬المهاجمين‭ ‬باطلاق‭ ‬نار،‭ ‬وابتعد‭ ‬عن‭ ‬زملاءه‭ ‬الذين‭ ‬يتحصنون‭ ‬داخل‭ ‬عجلات‭ ‬الهمر،‭ ‬وفشلت‭ ‬محاولات‭ ‬انقاذه‭ ‬وتعرض‭ ‬عدد‭ ‬اخر‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬الى‭ ‬اصابات‭ ‬مما‭ ‬اجبر‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬الانسحاب‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬امر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬آمر‭ ‬القوة،‭ ‬وكان‭ ‬زميل‭ ‬المقاتل‭ ‬الجريح‭ ‬ورفيق‭ ‬دربه‭ ‬متواجداً‭ ‬معه‭ ‬ورفض‭ ‬الانسحاب‭ ‬وترك‭ ‬صديقة‭ ‬بين‭ ‬ايدي‭ ‬الدواعش‭ ‬لذلك‭ ‬ترجل‭ ‬من‭ ‬العجلة‭ ‬الهمر‭ ‬واستطاع‭ ‬ان‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬المقاتل‭ ‬الجريح‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬زحف‭ ‬لمسافة‭ ‬طويلة‭ ‬ودافع‭ ‬دفاع‭ ‬الابطال‭ ‬ومنع‭ ‬الارهابيين‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬اليه،‭ ‬لحين‭ ‬وصول‭ ‬الامدادات‭ ‬العسكرية‭ ‬وانتشالهم‭ ‬من‭ ‬ايدي‭ ‬الدواعش،‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يسطر‭ ‬ملحمة‭ ‬بطولية‭ ‬تجعلنا‭ ‬نقف‭ ‬اجلالاً‭ ‬واحتراما‭ ‬لشجاعته‭ ‬فألف‭ ‬تحية‭ ‬له‭.‬
تحدى‭ ‬الدواعش
‭ ‬تناقلت‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬لمقاتل‭ ‬بطل‭ ‬وقع‭ ‬اسيراً‭ ‬بيد‭ ‬الدواعش‭ ‬الارهابيين‭ ‬وطلبوا‭ ‬منه‭ ‬ان‭ ‬ينطق‭ ‬بجملة‭ (‬الدولة‭ ‬الاسلامية‭ ‬باقية‭) ‬ولكنه‭ ‬رفض‭ ‬ان‭ ‬ينطق‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اصرار‭ ‬الدواعش‭ ‬عليه‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬ينفذ‭ ‬مبتغاهم‭ ‬وتحداهم‭ ‬بكل‭ ‬شجاعة‭ ‬رغم‭ ‬علمه‭ ‬بالمصير‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينتظره،‭ ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬يامن‭ ‬كنت‭ ‬وفياً‭ ‬لدينك‭ ‬ووطنك‭.‬
مصطفى‭ ‬العذاري‭ ‬
ولابد‭ ‬لنا‭ ‬ان‭ ‬نستذكر‭ ‬موقف‭ ‬الشهيد‭ ‬السعيد‭ ‬المقاتل‭ ‬مصطفى‭ ‬العذاري‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اسره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدواعش‭ ‬وتنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬الاعدام‭ ‬الباطل‭ ‬بحقه‭ ‬والتمثيل‭ ‬بجثته‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬الفلوجة،‭ ‬ورغم‭ ‬مقتله‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬حطم‭ ‬جبروت‭ ‬الطغاة‭ ‬بموقفة‭ ‬وشجاعته‭ ‬وكشف‭ ‬همجية‭ ‬وبربرية‭ ‬العصابات‭ ‬الاجرامية‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يبعث‭ ‬رسالة‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الانتصار‭ ‬سيتحقق‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬امده‭.‬
ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬التضحيات‭ ‬والمواقف‭ ‬البطولية‭ ‬على‭ ‬المقاتلين‭ ‬وانما‭ ‬كان‭ ‬للقادة‭ ‬نصيب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التضحيات‭ ‬والبطولات‭ ‬اذ‭ ‬قدم‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬منذ‭ ‬اعادة‭ ‬تشكيلة‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬الى‭ ‬اليوم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الفرق‭ ‬ونستذكر‭ ‬منهم‭ ‬الشهيد‭ ‬العميد‭ ‬الركن‭ (‬محمد‭ ‬الكروي‭) ‬قائد‭ ‬الفرقة‭ ‬السابعة‭ ‬وقائد‭ ‬الفرقة‭ ‬السادسة‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ (‬نجم‭ ‬السوداني‭) ‬وقائد‭ ‬عمليات‭ ‬الجزيزة‭ ‬والبادية‭ ‬وقائد‭ ‬فرقة‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬الاولى‭ ‬العميد‭ ‬الركن‭ (‬حسن‭ ‬عباس‭ ‬طوفان‭) ‬رحمهم‭ ‬الله‭ ‬وادخلهم‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭. ‬
نساء‭ ‬صامدات‭ ‬
لا‭ ‬ننسى‭ ‬المواقف‭ ‬البطولية‭ ‬لنساء‭ ‬العراق‭ ‬وهن‭ ‬يتصدين‭ ‬لعصابات‭ ‬داعش‭ ‬الارهابية‭ ‬ويشاركن‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬ارض‭ ‬الوطن‭ ‬فهل‭ ‬يعقل‭ ‬ان‭ ‬ننسى‭ ‬الشهيدة‭ ‬اميمة‭ ‬اجبارة‭ ‬التي‭ ‬استشهدت‭ ‬وهي‭ ‬تتصدى‭ ‬لارهابيي‭ ‬داعش‭ ‬او‭ ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬ان‭ ‬ننسى‭ ‬نساء‭ ‬امرلي‭ ‬اللاواتي‭ ‬وقفن‭ ‬مع‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬واحد‭ ‬وقدمن‭ ‬تضحيات‭ ‬عديدة‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬امرلي‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬فحسب‭ ‬وانما‭ ‬كان‭ ‬للنساء‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬صمود‭ ‬امرلي‭ ‬فالف‭ ‬تحية‭ ‬لكل‭ ‬نساء‭ ‬العراق‭. ‬‭ ‬F‭ ‬

Comments are closed.