قيـادة مُشـرفة By Unipath On Oct 6, 2015 Share الفريق الركن رياض جلال توفيق يصف وحدة الصف ضد الإرهاب أسرة يونيباث الفريق الركن رياض جلال توفيق برغم جدوله المكتظ في غرف الحركات وزيارة الوحدات في خطوط المواجهة واللقاءات اليومية بوزارة الدفاع وضباط أركانه كان الفريق الركن رياض جلال توفيق، قائد القوات البرية في غاية الأدب والكرم ليجيب على أسئلة مجلة يونيباث. اكتسب شعبية واسعة بعد توليه منصب قائد عمليات نينوى عام 2008، حيث شهدت نينوى تطورًا ملحوظًا في الملف الأمني وحملةً واسعةً ضد الفساد الإداري في المنظومة الأمنية. لم يتردد في إلقاء القبض على متورطين بالإرهاب ممن كانوا يتمتعون بدعم سياسي وعشائري مما جعل الناس يكنون له الاحترام لمهنيته وشجاعته. وقد ازدادت شعبيته بعد عملية أم الربيعين لدى الناس لانضباط قواته وتعاملهم الجيد مع الناس في الموصل. الفريق رياض من الضباط المهنيين الذين نذروا حياتهم لخدمة وكرامة الشعب العراقي. اسمٌ لامعٌ بين ضباط الدروع في الجيش العراقي السابق والحالي. برغم منصبه الرفيع كقائدٍ للقوات البرية هو رجلٌ في غاية التواضع، يستأنس بمحادثة زائريه ويتفقد جنوده في قواطع العمليات. يدخل بكل التفاصيل الصغيرة لتوفير الراحة لجنوده ويشرف على نوعية الطعام ونظافة المطاعم الخاصة بالجنود والتي كانت بؤرةً للفساد في السابق. لغة الضباط العراقيين أبناء المدرسة القديمة تختلف عن من جاءت بهم المحسوبيات والولاءات للمؤسسة العسكرية. فحين تسأل أحدهم عن اسم قائد ما، سيرد برقم دورة التخرج والاختصاص وأسماء دفعة التخرج. وهذه الصفه نادرًا ما توجد في صفوف الضباط الذين لم يتخرجوا من الكليات العسكرية العراقية. التقت مجلة يونيباث بالفريق الركن رياض ووجهت له الأسئلة التالية: نرجو من سيادكم التحدث عن مسيرتكم الأكاديمية والعسكرية لقد تخرجت من الكلية العسكرية دورة 53 في عام 1973 بشهادة بكالوريوس علوم عسكرية ثم التحقت بكلية الأركان دورة 50 في عام 1985 ونلت شهادة الماجستير في العلوم العسكرية. ثم التحقت بجامعة البكر للدراسات العسكرية العليا/كلية الدفاع الوطني دورة 8، وقمت بإعداد بحوث ودراسات عسكرية وإجتماعية وثقافية. لقد تلقيت العلوم العسكرية على يد ضباط عراقيين لامعين مما ساعد على بناء شخصيتي العسكرية وأنا أُكّن لهؤلاء الرجال الاحترام والتقدير على إدارة المؤسسة العسكرية العراقية. أما مسيرتي العسكرية فقد تدرجت في عدة مناصب حسب منظومة إعداد الضباط وتقلدت مناصب القيادة والركن بعد التخرج من كلية الأركان. عملت مقدم ركن لواء مدرع، ثم أصبحت آمر كتيبة دبابات ثم استلمت قيادة لواء مدرع مرتين ثم أصبحت رئيس أركان فرقة بعدها أصبحت مدير شعبة التخطيط ومن ثم مدير شعبة في الحركات العسكرية ثم أمين سر دائرة العمليات. أما بعد الالتحاق بالجيش بعد 2003 تعينت رئيس الأركان ومدير التخطيط في قيادة القوات البرية ثم أصبحت نائبًا لقائد القوات البرية، بعدها استلمت منصب نائب قائد عمليات بغداد ومن ثم قائد عمليات الرصافة وقائد الفرقة المدرعة التاسعة، ثم أصبحت أول قائد لعمليات نينوى عام 2008 بعدها مدير المديرية العامة لشؤون المحاربين وفي عام 2014 أصبحت قائدًا للقوات البرية. ماهي منجزات القوة البرية العراقية في ظل استلامكم منصب القيادة؟ لي الشرف الكبير أن استلم قيادة القوات البرية في هذه الفترة الحرجة جدًا حيث أن ثقة القيادة في كفائتي ومهنيتي وإن شاء الله سأكون الدرع الصلب الذي تتحطم عليه أحلام داعش. لاشك بأن وضع القوات البرية بعد أحداث الموصل والانفلات الأمني في المنطقة الغربية وصلاح الدين أثر بشكل سلبي على معنويات الجيش وسبب تفكيك عدة وحدات كانت في تلك المناطق، مما يحتاج لإعادة تنظيم وتسليح تلك الوحدات وإجراء تدريبات مركزة للمرحلة القادمة. فقد قمت بإعادة تشكيل القيادات والتشكيلات والوحدات بما يضمن وحدة القيادة والسيطرة في قواطع العمليات. كذلك قمت بإعادة تشكيل قيادة عمليات تحرير نينوى، بما يضمن تامين القيادة والسيطرة لقيادات الفرق والتشكيلات القيادية والادارية والخدمية من خلال بناء القوة وإعداد جاهزيتها ورفع المستوى القتالي والإداري والمعنوي في تنفيذ الواجبات. كذلك الإشراف الميداني على التخطيط والتنفيذ لمعارك تحرير مناطق قاطع عمليات صلاح الدين ومعارك بيجي، قاطع عمليات سامراء في ناحية المعتصم وطريق سامراء – منشأة المثنى،قاطع عمليات دجلة ناحية العلم والفتحة وحمرين ، قاطع عمليات الأنبار معارك السجارية وزنكورة والبغدادي وحديثة. وأقوم شخصياً بمتابعة رفع معنويات المقاتلين من خلال الإشراف على تحسين القابلية البدنية وتحسين نوعية الطعام وحل مشاكل المقاتلين. كذلك أركز على رفع مستوى أداء قيادة القوات البرية بكافة أقسامها وتفاصيلها. ماهي الخطوات التي اتخذتها لتقوية القوة البرية؟ من أهم مهماتي الحالية هي متابعة جاهزية القطعات وتشكيل لجان تضم ضباط متمرسين لتفتيش الوحدات بشكل دوري لرفع المستوى المعنوي والقتالي. بالإضافة إلى الإشراف على متابعة تدريب الوحدات ضمن مناهج حديثة والاستفادة من خبرات الجيوش المتقدمة خاصة الجيش الأمريكي. كما أنني أحرص على حث المقاتلين على إكمال دراستهم وتطوير قابليهم العلمية، لأن ثقافة المقاتل مهمة جداً لبناء جيشٍ قادر على درء التهديدات الخارجية واستخدام معداته بشكل أكثر فاعلية. من التحديات المُعقدة التي تواجهنا هي بناء قوة الوحدات ورفع جاهزيتها بالرغم من استمرارها بالقتال؛ فظروف المعارك لا تسمح بالتدريب الشامل وإعادة التنظيم. كذلك صعوبة تأمين التسليح بالأسلحة الحديثة وتأمين المواد الاحتياطية لتصليح المعدات العاطلة بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق. لكن برغم هذه التحديات نحن مستمرون بالتدريب ورفع جاهزية القوات. ماهي طريقة تقييمك لقادة الوحدات القتالية والتأكد من كفاءتهم؟ لاشك أن كفاءة القائد هي من أهم العوامل لبسالة وتماسك الوحدة، لذلك أنا أركز على اختيار قادة الوحدات ضمن الثوابت في تقييم القادة والآمرين والتي تبدأ، أولاً بخبرة الضابط وتدرجه الوظيفي؛ ثانياً سيرته وحسن السمعة أي أن يكون نزيهاً ولا يوجد أي شك بتورطه بالفساد الإداري؛ ثالثاً أن يكون شجاعاً ويقاتل ببساله مع جنوده ولم يترك موضعه القتالي؛ رابعاً أن يكون كفؤاً بالقيادة وذو شجاعة مميزة تجعله محبوباً من جنوده الذين ينفذون أوامره؛ خامساً أن يكون مهنياً ويملك أخلاق الضابط العراقي ويحترم القسم الذي أداه حين مُنح شرف الرتبة العسكرية؛ وأخيراً الولاء لله ثم الوطن. هذه صفات القائد الذي يتباهي به جنوده ويقاتلون معه حتى آخر قطرة دم. بطولات الجيش العراقي كثيرة؛ لكن هل هناك قصة بطولية خاصة تجد نفسك تقف عندها كثيراً؟ هناك أمثلة كثيرة لبطولاتٍ قام بها مقاتلون أبطال من خلال تضحياتهم بأنفسهم وتعاونهم مع إخوانهم المقاتلين، لا استطيع ذكر قصة معينة لكي لا أظلم قصة أخرى وأن كل تلك القصص البطولية عزيزةٌ على قلبي كمحبة أبنائي الذين لا يمكن أن أُفضل واحداً على الآخر. وإني أحفظ هذه القصص البطولية بتفاصيلها وأحداثها، وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي يسمع العراقيون والعالم بهذه القصص المشرفة. هل هناك تعاون بين القوات البرية ورجال العشائر في محاربة داعش؟ نعم هناك تعاون بين الجيش ورجال العشائر والمتطوعين من أبناء شعبنا الأبي وكل شريف يشعر أن العراق هو الأم والأب وما يهدده من خطر تجاه الإنسانية والدين والعرض، وهنالك أمثلة على تلاحم كل أطياف العراق لهزيمة داعش وتحرير مدننا من رجسهم. إن دور العشائر العراقية الأصيلة في الأنبار والموصل وصلاح الدين هو دورٌ مشرفٌ يفتخر به كل العراقيون. بدوري كقائدٍ للقوات البرية، أُحيي مواقف أبناءنا من رجال العشائر وأُحيي شجاعة المتطوعين من أبناء الشعب العراقي الذين يقفون جنباً الى جنب مع إخوانهم في القوات المسلحة. هل لدى الوحدات تعليمات بالحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين أثناء تحرير المدن؟ نعم وبكل تأكيد لأن الجيش هو من الشعب أبناءً وآباء، وواجبه الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم والبنى التحتية للدولة؛ وهذا ما نُوصي به دائماً عند كل لقاء مع المقاتلين وأثناء تواجدنا معهم ميدانياً. هنالك نواحي و قرى وقصبات دخلها الإرهاب وشهدت دماراً كبيراً على يد الإرهابيين وبعد تحريرها أُعيدت البنى التحتية لها وتم مساعدة أهلها في تأمين المتطلبات حسب الإماكنية، منها ناحية المعتصم وناحية البغدادي وقرى أخرى في عموم قواطع العمليات. بصراحة لايمكن أن أصف شعور المدنيين بعد تحريرهم من عصابات داعش، فتجدهم يهللون بمشاعر ممزوجة بين الفرح والدموع. لأن ما عانوه من رعب وقتل وتشريد يفوق ما يستوعبه العقل البشري. لذلك يستقبلوننا بكل ترحيب وفرحة لأنهم يعلمون أن الجيش هو سور الوطن وأن داعش هم خفافيش الظلام بأعمالهم الإجرامية من تدمير الإنسانية وسلب الارض واغتصاب العرض. تباً لهم ماهي بعض النصائح التي تود تقديمها للجيل الجديد من الضباط الذين سيكونون قادة المستقبل؟ أُوصي الضباط، أولاً بأن يحملون شرف المهنية وأن انتمائهم للجيش هو تضحيةٌ كبيرة للدفاع عن الوطن. وثانياً أن يكون الولاء لله ثم الوطن وأن يتجردوا من التخندقات الطائفية والحزبية. وثالثاً أن يركزوا على مراعاة الجنود بالإنسانية والتدريب وأن يكونوا لهم آباء وإخوة ويحرصوا على تأمين متطلباتهم من التجهيز والتسليح والطعام فهم الأداة التي تخلق النصر وترفع مستوى الضباط. رابعاً، التدريب والتدريب والتدريب ورفع الكفاءة التربوية والبدنية والثقافية والعلمية للوصول الى المستوى العلمي والتكنولوجي المتطور قياساً بباقي الجيوش؛ خامساً أن يكونوا المثل الاعلى لجنودهم في القيافة واللياقة البدنية والشجاعة؛ سادساً التنافس الشريف بين أقرانهم من الضباط والحصول على المرتبات العليا من خلال ما يقدمونه من عطاء في جميع المجالات. تُصوّر بعض وسائل الأعلام الجيش العراقي على أنه جيش طائفي، ما هو رد سيادتكم على ذلك؟ للأسف الشديد إن بعض وسائل الاعلام تريد التحريض على الطائفية أو غير ذلك من أجل إضعاف وحدة وقوة الجيش العراقي لغايةٍ أو لغباء؛ ولكن هذه الأمور مكشوفة وواضحة وضوح الشمس ولن يقبل بها العراقي الأصيل، ولهذا نرى التسابق من أجل النصر واندفاع الجميع لانقاذ أي مقاتل يصرخ (آخ) لأي ألم يصيبه مهما كان طفيفاً للشعور به كأخوة، ونزيد من الشعر بيت قتال العراقيين الآن هم يقاتلون جنباً إلى جنب، ليس بالجيش العراقي فقط ولكن بتلاحم الجيش مع القوات الأمنية الأخرى من الشرطة والشرطة الاتحادية والعمليات الخاصة وأبناء العشائر، وقد يكون جميع هؤلاء المقاتلين بقاطع عمليات واحد أو بصولة واحدة لأنهم يعلمون جميعاً أن عدوهم واحد ويريد تمزيق الشعب وتقطيع أوصال الارض وقتل الإنسانية وهذا ما سيفهمه العالم كله والأجيال أننا نرسم طريق عراق واحد وشعب موحد ومن الله التوفيق والنصر. Share
Comments are closed.