قيـادة مُشـرفة

الفريق‭ ‬الركن‭ ‬رياض‭ ‬جلال‭ ‬توفيق‭ ‬يصف‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب

أسرة‭ ‬يونيباث

الفريق الركن رياض جلال توفيق

برغم‭ ‬جدوله‭ ‬المكتظ‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬الحركات‭ ‬وزيارة‭ ‬الوحدات‭ ‬في‭ ‬خطوط‭ ‬المواجهة‭ ‬واللقاءات‭ ‬اليومية‭ ‬بوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬وضباط‭ ‬أركانه‭ ‬كان‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬رياض‭ ‬جلال‭ ‬توفيق،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأدب‭ ‬والكرم‭ ‬ليجيب‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬مجلة‭ ‬يونيباث‭. ‬اكتسب‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬منصب‭ ‬قائد‭ ‬عمليات‭ ‬نينوى‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬نينوى‭ ‬تطورًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬الأمني‭ ‬وحملةً‭ ‬واسعةً‭ ‬ضد‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭. ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬متورطين‭ ‬بالإرهاب‭ ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بدعم‭ ‬سياسي‭ ‬وعشائري‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الناس‭ ‬يكنون‭ ‬له‭ ‬الاحترام‭ ‬لمهنيته‭ ‬وشجاعته‭. ‬وقد‭ ‬ازدادت‭ ‬شعبيته‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬أم‭ ‬الربيعين‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬لانضباط‭ ‬قواته‭ ‬وتعاملهم‭ ‬الجيد‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الموصل‭. ‬الفريق‭ ‬رياض‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬المهنيين‭ ‬الذين‭ ‬نذروا‭ ‬حياتهم‭ ‬لخدمة‭ ‬وكرامة‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭. ‬اسمٌ‭ ‬لامعٌ‭ ‬بين‭ ‬ضباط‭ ‬الدروع‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬السابق‭ ‬والحالي‭. ‬برغم‭ ‬منصبه‭ ‬الرفيع‭ ‬كقائدٍ‭ ‬للقوات‭ ‬البرية‭ ‬هو‭ ‬رجلٌ‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬التواضع،‭ ‬يستأنس‭ ‬بمحادثة‭ ‬زائريه‭ ‬ويتفقد‭ ‬جنوده‭ ‬في‭ ‬قواطع‭ ‬العمليات‭. ‬يدخل‭ ‬بكل‭ ‬التفاصيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬لتوفير‭ ‬الراحة‭ ‬لجنوده‭ ‬ويشرف‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬الطعام‭ ‬ونظافة‭ ‬المطاعم‭ ‬الخاصة‭ ‬بالجنود‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬بؤرةً‭ ‬للفساد‭ ‬في‭ ‬السابق‭. ‬لغة‭ ‬الضباط‭ ‬العراقيين‭ ‬أبناء‭ ‬المدرسة‭ ‬القديمة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬جاءت‭ ‬بهم‭ ‬المحسوبيات‭ ‬والولاءات‭ ‬للمؤسسة‭ ‬العسكرية‭. ‬فحين‭ ‬تسأل‭ ‬أحدهم‭ ‬عن‭ ‬اسم‭ ‬قائد‭ ‬ما،‭ ‬سيرد‭ ‬برقم‭ ‬دورة‭ ‬التخرج‭ ‬والاختصاص‭ ‬وأسماء‭ ‬دفعة‭ ‬التخرج‭. ‬وهذه‭ ‬الصفه‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الضباط‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتخرجوا‭ ‬من‭ ‬الكليات‭ ‬العسكرية‭ ‬العراقية‭. ‬التقت‭ ‬مجلة‭ ‬يونيباث‭ ‬بالفريق‭ ‬الركن‭ ‬رياض‭ ‬ووجهت‭ ‬له‭ ‬الأسئلة‭ ‬التالية‭:‬

نرجو‭ ‬من‭ ‬سيادكم‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬مسيرتكم‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والعسكرية

لقد‭ ‬تخرجت‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬العسكرية‭ ‬دورة‭ ‬53‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973‭ ‬بشهادة‭ ‬بكالوريوس‭ ‬علوم‭ ‬عسكرية‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بكلية‭ ‬الأركان‭ ‬دورة‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1985‭ ‬ونلت‭ ‬شهادة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬العسكرية‭. ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بجامعة‭ ‬البكر‭ ‬للدراسات‭ ‬العسكرية‭ ‬العليا‭/‬كلية‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬دورة‭ ‬8،‭ ‬وقمت‭ ‬بإعداد‭ ‬بحوث‭ ‬ودراسات‭ ‬عسكرية‭ ‬وإجتماعية‭ ‬وثقافية‭. ‬لقد‭ ‬تلقيت‭ ‬العلوم‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬ضباط‭ ‬عراقيين‭ ‬لامعين‭ ‬مما‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬شخصيتي‭ ‬العسكرية‭ ‬وأنا‭ ‬أُكّن‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬العراقية‭. ‬

أما‭ ‬مسيرتي‭ ‬العسكرية‭ ‬فقد‭ ‬تدرجت‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناصب‭ ‬حسب‭ ‬منظومة‭ ‬إعداد‭ ‬الضباط‭ ‬وتقلدت‭ ‬مناصب‭ ‬القيادة‭ ‬والركن‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الأركان‭. ‬عملت‭ ‬مقدم‭ ‬ركن‭ ‬لواء‭ ‬مدرع،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬آمر‭ ‬كتيبة‭ ‬دبابات‭ ‬ثم‭ ‬استلمت‭ ‬قيادة‭ ‬لواء‭ ‬مدرع‭ ‬مرتين‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬فرقة‭ ‬بعدها‭ ‬أصبحت‭ ‬مدير‭ ‬شعبة‭ ‬التخطيط‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مدير‭ ‬شعبة‭ ‬في‭ ‬الحركات‭ ‬العسكرية‭ ‬ثم‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬دائرة‭ ‬العمليات‭. ‬أما‭ ‬بعد‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالجيش‭ ‬بعد‭ ‬2003‭ ‬تعينت‭ ‬رئيس‭ ‬الأركان‭ ‬ومدير‭ ‬التخطيط‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬نائبًا‭ ‬لقائد‭ ‬القوات‭ ‬البرية،‭ ‬بعدها‭ ‬استلمت‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬قائد‭ ‬عمليات‭ ‬بغداد‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قائد‭ ‬عمليات‭ ‬الرصافة‭ ‬وقائد‭ ‬الفرقة‭ ‬المدرعة‭ ‬التاسعة،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬أول‭ ‬قائد‭ ‬لعمليات‭ ‬نينوى‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬بعدها‭ ‬مدير‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬لشؤون‭ ‬المحاربين‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬أصبحت‭ ‬قائدًا‭ ‬للقوات‭ ‬البرية‭. ‬

ماهي‭ ‬منجزات‭ ‬القوة‭ ‬البرية‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استلامكم‭ ‬منصب‭ ‬القيادة؟‭ ‬

لي‭ ‬الشرف‭ ‬الكبير‭ ‬أن‭ ‬استلم‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الحرجة‭ ‬جدًا‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬ثقة‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬كفائتي‭ ‬ومهنيتي‭ ‬وإن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬سأكون‭ ‬الدرع‭ ‬الصلب‭ ‬الذي‭ ‬تتحطم‭ ‬عليه‭ ‬أحلام‭ ‬داعش‭. ‬لاشك‭ ‬بأن‭ ‬وضع‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬الموصل‭ ‬والانفلات‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬وصلاح‭ ‬الدين‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬معنويات‭ ‬الجيش‭ ‬وسبب‭ ‬تفكيك‭ ‬عدة‭ ‬وحدات‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق،‭ ‬مما‭ ‬يحتاج‭ ‬لإعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬وتسليح‭ ‬تلك‭ ‬الوحدات‭ ‬وإجراء‭ ‬تدريبات‭ ‬مركزة‭ ‬للمرحلة‭ ‬القادمة‭. ‬

فقد‭ ‬قمت‭ ‬بإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬القيادات‭ ‬والتشكيلات‭ ‬والوحدات‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬وحدة‭ ‬القيادة‭ ‬والسيطرة‭ ‬في‭ ‬قواطع‭ ‬العمليات‭. ‬كذلك‭ ‬قمت‭ ‬بإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬قيادة‭ ‬عمليات‭ ‬تحرير‭ ‬نينوى،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬تامين‭ ‬القيادة‭ ‬والسيطرة‭ ‬لقيادات‭ ‬الفرق‭ ‬والتشكيلات‭ ‬القيادية‭ ‬والادارية‭ ‬والخدمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬وإعداد‭ ‬جاهزيتها‭ ‬ورفع‭ ‬المستوى‭ ‬القتالي‭ ‬والإداري‭ ‬والمعنوي‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الواجبات‭. ‬كذلك‭ ‬الإشراف‭ ‬الميداني‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬والتنفيذ‭ ‬لمعارك‭ ‬تحرير‭ ‬مناطق‭ ‬قاطع‭ ‬عمليات‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬ومعارك‭ ‬بيجي،‭ ‬قاطع‭ ‬عمليات‭ ‬سامراء‭ ‬في‭ ‬ناحية‭ ‬المعتصم‭ ‬وطريق‭ ‬سامراء‭ – ‬منشأة‭ ‬المثنى،قاطع‭ ‬عمليات‭ ‬دجلة‭ ‬ناحية‭ ‬العلم‭ ‬والفتحة‭ ‬وحمرين‭ ‬،‭ ‬قاطع‭ ‬عمليات‭ ‬الأنبار‭ ‬معارك‭ ‬السجارية‭ ‬وزنكورة‭ ‬والبغدادي‭ ‬وحديثة‭. ‬وأقوم‭ ‬شخصياً‭ ‬بمتابعة‭ ‬رفع‭ ‬معنويات‭ ‬المقاتلين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬القابلية‭ ‬البدنية‭ ‬وتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬الطعام‭ ‬وحل‭ ‬مشاكل‭ ‬المقاتلين‭. ‬كذلك‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬أداء‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬بكافة‭ ‬أقسامها‭ ‬وتفاصيلها‭. ‬

ماهي‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬لتقوية‭ ‬القوة‭ ‬البرية؟‭ ‬

من‭ ‬أهم‭ ‬مهماتي‭ ‬الحالية‭ ‬هي‭ ‬متابعة‭ ‬جاهزية‭ ‬القطعات‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجان‭ ‬تضم‭ ‬ضباط‭ ‬متمرسين‭ ‬لتفتيش‭ ‬الوحدات‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬لرفع‭ ‬المستوى‭ ‬المعنوي‭ ‬والقتالي‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تدريب‭ ‬الوحدات‭ ‬ضمن‭ ‬مناهج‭ ‬حديثة‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬الجيوش‭ ‬المتقدمة‭ ‬خاصة‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭. ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬حث‭ ‬المقاتلين‭ ‬على‭ ‬إكمال‭ ‬دراستهم‭ ‬وتطوير‭ ‬قابليهم‭ ‬العلمية،‭ ‬لأن‭ ‬ثقافة‭ ‬المقاتل‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬لبناء‭ ‬جيشٍ‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬درء‭ ‬التهديدات‭ ‬الخارجية‭ ‬واستخدام‭ ‬معداته‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭. ‬

من‭ ‬التحديات‭ ‬المُعقدة‭ ‬التي‭ ‬تواجهنا‭ ‬هي‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬الوحدات‭ ‬ورفع‭ ‬جاهزيتها‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬استمرارها‭ ‬بالقتال؛‭ ‬فظروف‭ ‬المعارك‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بالتدريب‭ ‬الشامل‭ ‬وإعادة‭ ‬التنظيم‭. ‬كذلك‭ ‬صعوبة‭ ‬تأمين‭ ‬التسليح‭ ‬بالأسلحة‭ ‬الحديثة‭ ‬وتأمين‭ ‬المواد‭ ‬الاحتياطية‭ ‬لتصليح‭ ‬المعدات‭ ‬العاطلة‭ ‬بسبب‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العراق‭. ‬لكن‭ ‬برغم‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬نحن‭ ‬مستمرون‭ ‬بالتدريب‭ ‬ورفع‭ ‬جاهزية‭ ‬القوات‭. ‬

ماهي‭ ‬طريقة‭ ‬تقييمك‭ ‬لقادة‭ ‬الوحدات‭ ‬القتالية‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬كفاءتهم؟

لاشك‭ ‬أن‭ ‬كفاءة‭ ‬القائد‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬لبسالة‭ ‬وتماسك‭ ‬الوحدة،‭ ‬لذلك‭ ‬أنا‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬قادة‭ ‬الوحدات‭ ‬ضمن‭ ‬الثوابت‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬القادة‭ ‬والآمرين‭ ‬والتي‭ ‬تبدأ،‭ ‬أولاً‭ ‬بخبرة‭ ‬الضابط‭ ‬وتدرجه‭ ‬الوظيفي؛‭ ‬ثانياً‭ ‬سيرته‭ ‬وحسن‭ ‬السمعة‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نزيهاً‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬شك‭ ‬بتورطه‭ ‬بالفساد‭ ‬الإداري؛‭ ‬ثالثاً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شجاعاً‭ ‬ويقاتل‭ ‬ببساله‭ ‬مع‭ ‬جنوده‭ ‬ولم‭ ‬يترك‭ ‬موضعه‭ ‬القتالي؛‭ ‬رابعاً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كفؤاً‭ ‬بالقيادة‭ ‬وذو‭ ‬شجاعة‭ ‬مميزة‭ ‬تجعله‭ ‬محبوباً‭ ‬من‭ ‬جنوده‭ ‬الذين‭ ‬ينفذون‭ ‬أوامره؛‭ ‬خامساً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مهنياً‭ ‬ويملك‭ ‬أخلاق‭ ‬الضابط‭ ‬العراقي‭ ‬ويحترم‭ ‬القسم‭ ‬الذي‭ ‬أداه‭ ‬حين‭ ‬مُنح‭ ‬شرف‭ ‬الرتبة‭ ‬العسكرية؛‭ ‬وأخيراً‭ ‬الولاء‭ ‬لله‭ ‬ثم‭ ‬الوطن‭. ‬هذه‭ ‬صفات‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬يتباهي‭ ‬به‭ ‬جنوده‭ ‬ويقاتلون‭ ‬معه‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬قطرة‭ ‬دم‭.‬

بطولات‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬كثيرة؛‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬قصة‭ ‬بطولية‭ ‬خاصة‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬تقف‭ ‬عندها‭ ‬كثيراً؟

هناك‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬لبطولاتٍ‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬مقاتلون‭ ‬أبطال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تضحياتهم‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وتعاونهم‭ ‬مع‭ ‬إخوانهم‭ ‬المقاتلين،‭ ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬ذكر‭ ‬قصة‭ ‬معينة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬أظلم‭ ‬قصة‭ ‬أخرى‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬القصص‭ ‬البطولية‭ ‬عزيزةٌ‭ ‬على‭ ‬قلبي‭ ‬كمحبة‭ ‬أبنائي‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أُفضل‭ ‬واحداً‭ ‬على‭ ‬الآخر‭. ‬وإني‭ ‬أحفظ‭ ‬هذه‭ ‬القصص‭ ‬البطولية‭ ‬بتفاصيلها‭ ‬وأحداثها،‭ ‬وإن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬سيأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يسمع‭ ‬العراقيون‭ ‬والعالم‭ ‬بهذه‭ ‬القصص‭ ‬المشرفة‭. ‬

هل‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬ورجال‭ ‬العشائر‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬داعش؟

نعم‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬ورجال‭ ‬العشائر‭ ‬والمتطوعين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬شعبنا‭ ‬الأبي‭ ‬وكل‭ ‬شريف‭ ‬يشعر‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬هو‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭ ‬وما‭ ‬يهدده‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬تجاه‭ ‬الإنسانية‭ ‬والدين‭ ‬والعرض،‭ ‬وهنالك‭ ‬أمثلة‭ ‬على‭ ‬تلاحم‭ ‬كل‭ ‬أطياف‭ ‬العراق‭ ‬لهزيمة‭ ‬داعش‭ ‬وتحرير‭ ‬مدننا‭ ‬من‭ ‬رجسهم‭. ‬إن‭ ‬دور‭ ‬العشائر‭ ‬العراقية‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬الأنبار‭ ‬والموصل‭ ‬وصلاح‭ ‬الدين‭ ‬هو‭ ‬دورٌ‭ ‬مشرفٌ‭ ‬يفتخر‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬العراقيون‭. ‬بدوري‭ ‬كقائدٍ‭ ‬للقوات‭ ‬البرية،‭ ‬أُحيي‭ ‬مواقف‭ ‬أبناءنا‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬العشائر‭ ‬وأُحيي‭ ‬شجاعة‭ ‬المتطوعين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬جنباً‭ ‬الى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬إخوانهم‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬

هل‭ ‬لدى‭ ‬الوحدات‭ ‬تعليمات‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬وممتلكات‭ ‬المواطنين‭ ‬أثناء‭ ‬تحرير‭ ‬المدن؟

نعم‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬لأن‭ ‬الجيش‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬أبناءً‭ ‬وآباء،‭ ‬وواجبه‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬المواطنين‭ ‬وممتلكاتهم‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬للدولة؛‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نُوصي‭ ‬به‭ ‬دائماً‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬المقاتلين‭ ‬وأثناء‭ ‬تواجدنا‭ ‬معهم‭ ‬ميدانياً‭. ‬هنالك‭ ‬نواحي‭ ‬و‭ ‬قرى‭ ‬وقصبات‭ ‬دخلها‭ ‬الإرهاب‭ ‬وشهدت‭ ‬دماراً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وبعد‭ ‬تحريرها‭ ‬أُعيدت‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬لها‭ ‬وتم‭ ‬مساعدة‭ ‬أهلها‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬المتطلبات‭ ‬حسب‭ ‬الإماكنية،‭ ‬منها‭ ‬ناحية‭ ‬المعتصم‭ ‬وناحية‭ ‬البغدادي‭ ‬وقرى‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬قواطع‭ ‬العمليات‭. ‬بصراحة‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬أصف‭ ‬شعور‭ ‬المدنيين‭ ‬بعد‭ ‬تحريرهم‭ ‬من‭ ‬عصابات‭ ‬داعش،‭ ‬فتجدهم‭ ‬يهللون‭ ‬بمشاعر‭ ‬ممزوجة‭ ‬بين‭ ‬الفرح‭ ‬والدموع‭. ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬عانوه‭ ‬من‭ ‬رعب‭ ‬وقتل‭ ‬وتشريد‭ ‬يفوق‭ ‬ما‭ ‬يستوعبه‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭. ‬لذلك‭ ‬يستقبلوننا‭ ‬بكل‭ ‬ترحيب‭ ‬وفرحة‭ ‬لأنهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬هو‭ ‬سور‭ ‬الوطن‭ ‬وأن‭ ‬داعش‭ ‬هم‭ ‬خفافيش‭ ‬الظلام‭ ‬بأعمالهم‭ ‬الإجرامية‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬الإنسانية‭ ‬وسلب‭ ‬الارض‭ ‬واغتصاب‭ ‬العرض‭. ‬تباً‭ ‬لهم

ماهي‭ ‬بعض‭ ‬النصائح‭ ‬التي‭ ‬تود‭ ‬تقديمها‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬الذين‭ ‬سيكونون‭ ‬قادة‭ ‬المستقبل؟

أُوصي‭ ‬الضباط،‭ ‬أولاً‭ ‬بأن‭ ‬يحملون‭ ‬شرف‭ ‬المهنية‭ ‬وأن‭ ‬انتمائهم‭ ‬للجيش‭ ‬هو‭ ‬تضحيةٌ‭ ‬كبيرة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭. ‬وثانياً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الولاء‭ ‬لله‭ ‬ثم‭ ‬الوطن‭ ‬وأن‭ ‬يتجردوا‭ ‬من‭ ‬التخندقات‭ ‬الطائفية‭ ‬والحزبية‭. ‬وثالثاً‭ ‬أن‭ ‬يركزوا‭ ‬على‭ ‬مراعاة‭ ‬الجنود‭ ‬بالإنسانية‭ ‬والتدريب‭ ‬وأن‭ ‬يكونوا‭ ‬لهم‭ ‬آباء‭ ‬وإخوة‭ ‬ويحرصوا‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬متطلباتهم‭ ‬من‭ ‬التجهيز‭ ‬والتسليح‭ ‬والطعام‭ ‬فهم‭ ‬الأداة‭ ‬التي‭ ‬تخلق‭ ‬النصر‭ ‬وترفع‭ ‬مستوى‭ ‬الضباط‭. ‬رابعاً،‭ ‬التدريب‭ ‬والتدريب‭ ‬والتدريب‭ ‬ورفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬التربوية‭ ‬والبدنية‭ ‬والثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬المستوى‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬المتطور‭ ‬قياساً‭ ‬بباقي‭ ‬الجيوش؛‭ ‬خامساً‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬المثل‭ ‬الاعلى‭ ‬لجنودهم‭ ‬في‭ ‬القيافة‭ ‬واللياقة‭ ‬البدنية‭ ‬والشجاعة؛‭ ‬سادساً‭ ‬التنافس‭ ‬الشريف‭ ‬بين‭ ‬أقرانهم‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬المرتبات‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يقدمونه‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

تُصوّر‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الأعلام‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬جيش‭ ‬طائفي،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬رد‭ ‬سيادتكم‭ ‬على‭ ‬ذلك؟

للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬تريد‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬الطائفية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إضعاف‭ ‬وحدة‭ ‬وقوة‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬لغايةٍ‭ ‬أو‭ ‬لغباء؛‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬مكشوفة‭ ‬وواضحة‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬ولن‭ ‬يقبل‭ ‬بها‭ ‬العراقي‭ ‬الأصيل،‭ ‬ولهذا‭ ‬نرى‭ ‬التسابق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النصر‭ ‬واندفاع‭ ‬الجميع‭ ‬لانقاذ‭ ‬أي‭ ‬مقاتل‭ ‬يصرخ‭ (‬آخ‭) ‬لأي‭ ‬ألم‭ ‬يصيبه‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬طفيفاً‭ ‬للشعور‭ ‬به‭ ‬كأخوة،‭ ‬ونزيد‭ ‬من‭ ‬الشعر‭ ‬بيت‭ ‬قتال‭ ‬العراقيين‭ ‬الآن‭ ‬هم‭ ‬يقاتلون‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬ليس‭ ‬بالجيش‭ ‬العراقي‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬بتلاحم‭ ‬الجيش‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬والشرطة‭ ‬الاتحادية‭ ‬والعمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬وأبناء‭ ‬العشائر،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬جميع‭ ‬هؤلاء‭ ‬المقاتلين‭ ‬بقاطع‭ ‬عمليات‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬بصولة‭ ‬واحدة‭ ‬لأنهم‭ ‬يعلمون‭ ‬جميعاً‭ ‬أن‭ ‬عدوهم‭ ‬واحد‭ ‬ويريد‭ ‬تمزيق‭ ‬الشعب‭ ‬وتقطيع‭ ‬أوصال‭ ‬الارض‭ ‬وقتل‭ ‬الإنسانية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬سيفهمه‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬والأجيال‭ ‬أننا‭ ‬نرسم‭ ‬طريق‭ ‬عراق‭ ‬واحد‭ ‬وشعب‭ ‬موحد‭ ‬ومن‭ ‬الله‭ ‬التوفيق‭ ‬والنصر‭.‬

Comments are closed.