ريادي في الأمن السيبراني الإقليمي: الدكتور شريف هاشم

تذهب‭ ‬حماية‭ ‬الحدود‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬التفتيش‭ ‬الحدودية‭ ‬في‭ ‬المطارات،‭ ‬والموانئ‭ ‬والمعابر‭ ‬البرية‭. ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬خطوط‭ ‬الدفاع‭ ‬بجنود‭ ‬ودبابات،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬أولئك‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬أن‭ ‬يركزوا‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬وتصحيح‭ ‬الثغرات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لمنع‭ ‬الإرهاب‭ ‬وعصابات‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬تعطيل‭ ‬أمن‭ ‬الفضاء‭ ‬السيبراني‭.‬

وفيما‭ ‬تعتمد‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬لتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬لمواطنيها‭ ‬وربط‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬إلكترونياً،‭ ‬تتطلب‭ ‬هذه‭ ‬الجبهة‭ ‬الجديدة‭ ‬خبرات‭ ‬وتعاوناً‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬والمدنيين‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مهمة‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬صعبة‭- ‬فهي‭ ‬تتطلب‭ ‬خبرة‭ ‬ويقظة‭ ‬لتحديد‭ ‬الخروقات‭ ‬الأمنية‭ ‬ومنعها‭. ‬ومثلما‭ ‬أصبحت‭ ‬أسماء‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬الذين‭ ‬يقودون‭ ‬رجالهم‭ ‬إلى‭ ‬النصر‭ ‬معروفة،‭ ‬فإن‭ ‬أسماء‭ ‬القادة‭ ‬النموذجيين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬بدأت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تصبح‭ ‬متميزة‭. ‬والدكتور‭ ‬شريف‭ ‬هاشم،‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشؤون‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬القومي‭ ‬المصري‭ ‬لتنظيم‭ ‬الاتصالات،‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬القادة‭ ‬الناجحين‭ ‬الذين‭ ‬يحمون‭ ‬الحدود‭ ‬السيبرانية‭ ‬لبلادهم‭ ‬ضد‭ ‬الهجمات‭ ‬الخبيثة‭.‬

فبعد‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/ ‬ديسمبر‭ ‬2014،‭ ‬تم‭ ‬استدعاء‭ ‬الدكتور‭ ‬هاشم‭ ‬ليخدم‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬المؤلف‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬عضواً‭ ‬والذي‭ ‬يكرّس‭ ‬نشاطه‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لتأمين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وشبكات‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬ضد‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭.‬

وخلفيته‭ ‬المهنية‭ ‬حافلة‭ ‬بالإنجازات،‭ ‬وتكشف‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية‭ ‬عن‭ ‬تراث‭ ‬رجل‭ ‬متفان‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬شغل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬مجاله‭. ‬فمن‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬إلى‭ ‬2013‭ ‬كان‭ ‬النائب‭ ‬التنفيذي‭ ‬لرئيس‭ ‬هيئة‭ ‬تنمية‭ ‬صناعة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭. ‬وكان‭ ‬عمله‭ ‬ضرورياً‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬السلطة‭ ‬المصرية‭ ‬الجذرية‭ ‬للتصديق‭ ‬الرقمي‭ ‬للتوقيع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ومكتب‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬للبرمجيات‭. ‬وكان‭ ‬قادراً‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬تسهيل‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬شركات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬البحوث‭ ‬والتطوير‭. ‬

الدكتور‭ ‬هاشم‭ ‬مسؤول‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬لإنشاء‭ ‬وإدارة‭ ‬الفريق‭ ‬المصري‭ ‬للاستجابة‭ ‬لطوارئ‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬القومي‭ ‬المصري‭ ‬لتنظيم‭ ‬الاتصالات‭. ‬وهو‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬كأستاذ‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭.‬

بدأت‭ ‬رحلته‭ ‬الأكاديمية‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاتصالات‭ ‬والهندسة‭ ‬الإلكترونية‭ (‬بمرتبة‭ ‬الشرف‭)‬،‭ ‬تلتها‭ ‬درجة‭ ‬ماجستير‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬الرياضيات‭ ‬الهندسية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1993‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬بيردو‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬كما‭ ‬استكمل‭ ‬الدكتور‭ ‬هاشم‭ ‬برنامجاً‭ ‬تنفيذياً‭ ‬متقدماً‭ ‬بكلية‭ ‬هارفرد‭ ‬للأعمال‭.‬

كوّن‭ ‬الدكتور‭ ‬هاشم‭ ‬فريقه‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬القومي‭ ‬المصري‭ ‬لتنظيم‭ ‬الاتصالات‭ ‬باختيار‭ ‬خبراء‭ ‬وأفراد‭ ‬موهوبين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬لوقف‭ ‬محاولات‭ ‬تقويض‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وبناء‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. ‬وقد‭ ‬أدت‭ ‬سمعته‭ ‬المبهرة‭ ‬وخبرته‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصه‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬علاقات‭ ‬إيجابية‭ ‬وتعاونية‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

قال‭ ‬الدكتور‭ ‬هاشم‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬التلفزيون‭ ‬المصري،‭ “‬إن‭ ‬المخترقين‭ ‬الإلكترونيين‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬تعريف‭ ‬معين‭ ‬ولديهم‭ ‬أهداف‭ ‬مختلفة‭. ‬ففي‭ ‬كندا،‭ ‬مثلاً،‭ ‬نجح‭ ‬طفل‭ ‬عمره‭ ‬12‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬اختراق‭ ‬موقع‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بدافع‭ ‬الفضول‭ ‬ولم‭ ‬يقصد‭ ‬إحداث‭ ‬أي‭ ‬ضرر‭. ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عصابات‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬اختراق‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬هؤلاء‭ ‬مجرمون‭ ‬معروفون‭ ‬يهدفون‭ ‬إلى‭ ‬سرقة‭ ‬الأموال‭ ‬والمعلومات‭ ‬الشخصية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬لديها‭ ‬جيوش‭ ‬إلكترونية‭ ‬تستخدم‭ ‬الاختراق‭ ‬كأداة‭ ‬للتجسس،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬تشن‭ ‬هجمات‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭. ‬ولذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬مسألة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الوطني‭”.‬

ومضى‭ ‬إلى‭ ‬القول،‭ “‬إن‭ ‬هدف‭ ‬المجلس‭ ‬هو‭ ‬تثقيف‭ ‬الناس‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬الاختراق،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭. ‬والمجلس‭ ‬مسؤول‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬لإعداد‭ ‬البلاد‭ ‬للتصدي‭ ‬لأي‭ ‬هجوم‭ ‬سيبراني‭. ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬حماية‭ ‬مواقعها‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬وإبلاغ‭ ‬السلطات‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬اختراقات‭ ‬أو‭ ‬هجوم‭ ‬والتعاون‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬التحقيق‭ ‬وتحليل‭ ‬تقييم‭ ‬الأضرار‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬يحظى‭ ‬بالحماية‭ ‬100‭ ‬بالمائة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يفصل‭ ‬أسلاك‭ ‬الإنترنت‭. ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬ضحية‭ ‬لهجمات‭ ‬مخترقين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬ذلك‭ ‬وتسعى‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬المعنية‭. ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يشين‭ ‬في‭ ‬تعرض‭ ‬شبكتها‭ ‬للاختراق‭”.‬

بعد‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬الدكتور‭ ‬هاشم‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬القومي‭ ‬لتنظيم‭ ‬الاتصالات،‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تتقدم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬في‭ ‬استعدادها‭ ‬الوطني‭ ‬للفضاء‭ ‬السيبراني‭. ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬جاءت‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬الترتيب‭ ‬27‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬193‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬المؤشر‭ ‬العالمي‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للاتصالات‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/ ‬ديسمبر‭ ‬2014،‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المستوى‭ ‬مع‭ ‬الدنمارك،‭ ‬وفرنسا‭ ‬وإسبانيا‭. ‬وهي‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬تجعل‭ ‬مصر
‭ ‬تشعر‭ ‬بالفخر‭.‬

Comments are closed.