حملة لترميم مكتبات الموصل By Unipath On Jan 23, 2018 Share عرب ويكلي ”دعونا نقرأ ونرقص فهذه هي التسلية التي لن تتسبب بأي ضرر للعالم.” مقولة للفيلسوف الفرنسي فولتير هي شعار ناشط عراقي يسعى إلى إحياء المكتبة المركزية في الموصل، والتي دمرتها داعش لاحتوائها على كتب تعتبرها من الكفريات. وصرح الناشط الذي يعرِّف نفسه باسم “عين الموصل” ورفض الإفصاح عن هويته خشية الانتقام قائلاً: “إن أفضل رد على الإرهاب هو إعادة بناء المكتبات وملئها بالكتب”. وأردف: “هذا سيساعد أيضًا على إعادة ربط الموصل بالعالم من حولها من خلال الثقافة والعلوم”. أوضح عين الموصل أن داعش وجهت رسالة واضحة إلى مكتبات الموصل مفادها أن: ” أي نوع من المعرفة والعلوم وفكرة تنوع الثقافات كلها حرام”. لمحاربة هذه الأيديولوجية الفاسدة أطلق حملة للتبرع بالكتب عبر الإنترنت في أبريل/ نيسان 2017 بعنوان ” ليخرج من الرماد كتاب”. كانت مكتبات الموصل تضم كنزًا من الكتب النادرة والمخطوطات الثمينة المسجلة لدى منظمة اليونسكو قبل تدمير داعش لها. وفي عام 2015، بعد ثمانية أشهر من غزو المدينة، نهبت داعش المكتبة المركزية وأحرقت أكثر من 8000 نسخة مطبوعة ومخطوطات تاريخية نادرة بحجة أنها تحتوي على كفريات. يهدف عين الموصل إلى جمع أكثر من 200,000 كتاب وكافة أنواع المواد المطبوعة – المجلات والدوريات والصحف والمراجع والمحفوظات وما شابه ذلك – في جميع التخصصات واللغات المتنوعة. وصرح الناشط: “الفكرة هي أن يتبرع الكُتاب بأحد كتبهم إلى الموصل، وسيكون من الجميل جدًا أن يكون هناك أعمال لمؤلفين من جميع أنحاء العالم في الموصل، التي قاومت الإرهاب المميت”. وأضاف: “نريد فتح أبواب مدينتنا للعالم الخارجي ومساعدة الموصل على العودة إلى مكانتها في المجتمع الدولي من خلال الثقافة والعلوم…. رسالتنا للجميع هي أننا لا نخلق الإرهاب، ولكن الإرهاب كان أمرًا عرضيًا وعُلّق في رقابنا دون رحمة”. وقال عين الموصل إن تدمير المعرفة والثقافة في الموصل كان مدمرًا للبلاد كلها، لأن العديد من المخطوطات القيمة قد لا يمكن استردادها أبدا، وأردف قائلًا: “أعتقد أن داعش كانت على دراية بقيمة الوثائق وسرقت أكثرها قيمة من المكتبة المركزية قبل إحراق المبنى”. ومن بين الوثائق التي يعتقد أن داعش قد سرقتها كانت ورقة موسوليني “تعليق عام 1924 على كتاب “الأمير” لميكيافيلي”. وقد دمُرت وثائق أخرى بما في ذلك محفوظات الصحف العراقية التي يرجع تاريخها إلى أوائل القرن العشرين والكتب التي تعود لحقبة الدولة العثمانية. ولكن كان لدى عين الموصل إصرار قوي حيث صرح: “إن أفضل طريقة للتصدي لهذه المذبحة هي إعادة أعمال شكسبير وفولتير وفلوبير وأرسطو وأفلاطون وديكارت وجين أوستن وغيرهم من الكتاب والفلاسفة إلى الموصل”. لاقت حملة التبرع بالكتب استجابة قوية من المجتمع الدولي، حيث تم التبرع بحوالي 200 كتاب، وتعهدت جمعية فرنسية في مرسيليا بإرسال 20 طنًا من الكتب إلى العراق. يتم جمع الكتب في أربيل، بالعراق، حيث يتم تصنيفها ووضع الملصقات عليها وإعدادها لوقت تكون الأمور فيها أكثر سلامًا عندها يمكن إعادة بناء المكتبات. وصرح عين الموصل قائلاً “المشاركة الدولية في ترميم المكتبات فرصة عظيمة للفت اهتمام العالم لبناء الموصل”. وأردف قائلاً “لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن يدرك السكان المحليون أن هناك كتابًا من كل ركن من أركان العالم داخل مدينتهم، ما يجعل الموصل مثالاً على التعدد الثقافي الذي سعت داعش إلى تدميره”. Share
Comments are closed.