حمـاية سـماء الـوطــن By Unipath On Oct 6, 2015 Share الفريق الركن أنور حمه أمين يشارك برؤيته حول النجاح، والقيادة والمستقبل أسرة يونيباث الفريق الركن أنور حمه أمين تاريخ القوة الجوية زاخرٌ ببطولاتٍ، وانتصاراتٍ وقصص بطولية لصقورٍ سجلوا أروع الملاحم ليبقى علم العراق يرفرف عاليًا. يتمتع الطيار العراقي باحترامٍ خاص في المنطقة لمهنيته وأدائه المتفوق في الواجب.فحين يسير ببزته العسكرية تودعه نظرات العراقيين باعتزاز وفخر. أحد هؤلاء الصقور الصفوة هو الفريق الركن طيار أنور حمه أمين قائد القوة الجوية العراقية. تاريخ الفريق أنور يحكي قصة رجلٍ مقدام خاض معارك مشرفة من أجل وطنه. ولد في محافظة كركوك المعروفة بالتسامح والتعايش السلمي والتي تضم كل أطياف العراق لتكون عراقًا مصغرًا. فأصدقاء صباه من العرب والكرد والتركمان والمسيح والشبك، إذ لم تفرقهم القوميات والأديان بل كانت مصدراً لبناء شخصياتهم على التسامح والمحبة وعلى “كورد وعرب هربجي.” أصبح طيارًا عام 1980 حيث شارك في الحرب العراقية الإيرانية وكان له 4500 ساعة طيران، ثم تسلق سلسة المناصب حتى أصبح قائدًا للقوة الجوية العراقية في 2009. للفريق أنور طموحٌ كبير لبناء قوة جوية حديثة ذات تقنيات متقدمة، حيث قال لمجلة يونيباث: مجلة يونيباث: كيف تم تطوير معدات سلاح الجو؟ أنا سعيد بأداء القوة الجوية العراقية في المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي لكنني أتمنى أن تصلنا الوجبة الأولى من طائرات إف 16 ووصول العقد التشيكي حتى نكون قد وصلنا لمستوى أعلى ونستطيع تقديم دعم أكبر لقطعاتنا العسكرية. أما الآن فنحن نعتمد بشكل كبير على جهد قوات التحالف. القوة الجوية العراقية لم تصل للمستوى المطلوب بسبب ظروف العراق الاقتصادية، إضافة إلى أن عقود الطائرات تأخذ وقتاً طويلًا لكي تكتمل ويدرّب عليها الطيارين. لقد وقعنا عقد على الطائرات الخفيفة لإسناد القطعات العسكرية ومن المؤمل أن تصلنا خلال الثلاثة أشهر القادمة لتدخل الخدمة وستساهم برفع المستوى القتالي للقوة الجوية العراقية. حالياً لدينا السيخوي والسيسنا. إن هدفي الأول هو الحصول على أصناف أخرى من الطائرات المقاتلة من عدة مناشئ مثل إف 16 أو طائرات أخرى بكفاءة إف 16، إضافة إلى الحصول على طائرات مكافحة الإرهاب مثل أي تي 6 فلو كانت طائرة الأي تي 6 الأمريكية متوفرة لدينا لكانت الأمور أهون على القطعات البرية في قتال داعش لأن هذه الطائرات تحمل أسلحة نقطوية وبالإمكان استخدامها بشكلٍ فعال في حرب المدن. جهد طائرات النقل لا بأس به لكنني أطمح لبناء اسطول نقل جوي متكامل وبناء قواعد جوية نظامية وسكن يليق بالطيارين والمهندسين ومؤسسات تدريبة لإعداد الفنيين وإكمال جميع البنى التحتية للعقد الكوري وهذا العقد سيعطي قفزة نوعية لبناء القدرات القتالية للقوة الجوية العراقية من ناحية التدريب والقتال. مجلة يونيباث: ما مدى أهمية التدريب للقوات الجوية؟ التدريب هو العمود الفقري لبناء قوة جوية قادرة على هزيمة العدو وهو العامل الأساسي لبناء ونجاح أي سلاح. كما أن التدريب هو أهم مرتكز لبناء طيار كفوء ومهني، لأن نقص التدريب أعاق جهودنا في بعض العمليات السابقة. فتدريب القوة الجوية يختلف كليًا عن بقية القطعات إذ أن عملية تدريب الطيار تحتاج إلى وقت طويل ومتابعة ونفقات مالية عالية. لقد ركزت القوة الجوية منذ البداية على موضوع التدريب وحين نقوم بتوقيع العقود نعطي أولوية للتدريب والإعداد. سترون طيارين إف 16 حين يعودون للعراق قريبًا، حيث تلقوا تدريبًا عاليًا وكفاءة عالية وبإمكانهم المشاركة بالعمليات القتالية. لكننا نعاني من إشكالية توفير أماكن تدريب داخل البلد بسبب ظروف المعارك وانتقال المقرات الجوية إلى عدة أماكن فالتدريب متوقف في الداخل منذ ثلاث سنوات تقريبًا. ولدينا مشروع على وشك التنفيذ وهو مركز تدريب وإعداد القوة الجوية لكننا في الوقت الراهن نبدي الاهتمام بالتدريب خارج العراق سواء في دول الجوار أو بريطانيا والولايات المتحدة و باكستان. إضافة إلى ذلك، لدينا برامج توعية للطيارين تحثهم على الحفاظ على اللياقة البدنية، وأنا شخصيًا أمارس الرياضة بشكل منتظم يوميًا لكي أشجع الطيارين. لقد وفرنا أماكن متواضعة من قاعات الألعاب داخل القواعد ومقرات القيادة، لكن اعتقد أن هذه المراكز دون المستوى الذي نطمح اليه. أما الطيارين الموجودين خارج العراق، نحن نتابعهم بشكل مستمر وهم محافظون على لياقتهم البدنية من خلال المراكز المتوفرة لديهم سواء في الولايات المتحدة أو في دول أخرى. في العراق، ثقافة الرياضة واللياقة البدنية، للأسف لم تُرسخ بشكل سليم في المؤسسة العسكرية لذلك نحن في القوة الجوية ورئاسة أركان الجيش ووزارة الدفاع نركز على موضوع اللياقة البدنية وجعلها رياضة طوعية وليست فقط إجبارية. مجلة يونيباث: ماهو دور القوة الجوية في المعارك ضد داعش؟ للقوة الجوية دورٌ كبير في المعارك ضد داعش. هذه إحصائية صغيرة على انجاز القوة الجوية منذ الفترة ما بين 10 حزيران 2014 إلى 10 حزيران 2015، نفذت القوة الجوية ما لم تتمكن قوات جوية بأعداد كبيرة من الطائرات القيام به. تمكنا في النقل الجوي من نقل 15000 طن من المعدات سواء كانت أسلحة أوأعتدة ومعدات عسكرية ومؤن وإسقاط مواد الإغاثة للمناطق المحاصرة مدنية و عسكرية على حد سواء، حيث كان هناك قطع للطرق البرية بسبب الهجمات الإرهابية، وأطلقنا أكثر من 1000 صاروخ هيل فاير وبإصابات دقيقه. وألقينا حوالي 4000 قنبلة من طائرات السيخوي، ونقلنا 325 الف مقاتل من بغداد للقواعد الأخرى مثل سبايكر والأسد وقمنا بأكثر من 2000 طلعة استطلاع. كذلك أسقطنا حمولاتٍ على قواتنا المحاصرة في مصفى بيجي حيث صمدوا أمام محاولات داعش لاحتلال المصفى لمدة أشهر. هذه المنجزات لمدة سنة للقوة الجوة الجوية العراقية التي تملك قدرات متواضعة فلولا طائرات النقل والمقاتلات لكان هناك تلكؤ كبير بأداء القوات المسلحة العراقية. مجلة يونيباث: ما هي الأدوار الأخرى للقوات الجوية؟ بتوجيهات السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الذي يركز على الجانب الإنساني، قمنا بنقل أطنان من المواد الغذائية لأبناء شعبنا من الأيزيدية المحاصرين في جبل سنجار. كذلك أسقطنا مواد إغاثة على منطقة آمرلي التي عانت من حصار داعش. وأسقطنا مواد غذائية للسكان المحاصرين في الرمادي وفي مدينة هيت. إضافة لنقل أبناء شعبنا في منطقة حديثة والبغدادي أثناء المعارك الضارية التي شهدتها مدنهم حيث قمنا بنقل الجرحى والمرضى من المدنيين بالطائرات إلى المستشفيات في المناطق الآمنة. مجلة يونيباث: ما هي أبرز التحديات التي تواجهها القوة الجوية؟ إن التحديات التي نواجهها لا تقتصر على القوة الجوية، بل تشمل الدولة العراقية كلها وهي التحديات الاقتصادية التي تتحكم بها أسعار النفط وأثرت بشكل كبير على بناء القوة الجوية. فالقوة الجوية ترتكز على ثلاث ركائز رئيسية وهي: التمويل وثقافة الطيار والوقت، هذه العوامل الثلاثة في الحقيقة هي ما يؤثر على البناء. حتى لو توفر المال بسرعة لايمكن سباق الوقت بالتدريب والتأهيل وبناء البنية التحتية. وتحاول الدولة بذل جهودٍ كبيرة لبناء القوة الجوية لكن لدى الدولة مهام اخرى مثل بناء القوة البرية والبحرية وما يحتاجه الجانب المدني. فالتحدي الاقتصادي هو أهم تحدي لبناء قوة جوية متكاملة. مجلة يونيباث: كيف يمكنك الحد من انتشار الاحتقان الطائفي بين أفراد القوة الجوية؟ أنا أتكلم كعسكري محترف وليس لي علاقة بما يقوله السياسيين حيث لديهم أجندات خاصة. أما أنا فأجندتي هي بناء قوة جوية وطنية والحفاظ على وحدة العراق، أنا لا أنظر من المنظور الطائفي أو الإثني في إختيار الكفاءة. لدينا سياقات متبعة لإختيار الطيار تركز على اللياقة البدنية، والتفوق الدراسي والفحص الطبي. سياستنا تمنع منعًا باتًا التدخل بإختيار الطيار من أي جهة. أنا لا أؤمن بالمحاصصة وأركز على اجتياز الفحص الطبي والتفوق العلمي بإختيار الطيارين. فالطيران هي مهنةٌ خاصة تحتاج أشخاصًا ذوي اهتمامات معينة وإصرار؛ لذلك لايمكن بناء قوة جوية كفوءة وطيارين محترفين بطريقة المحاصصة. سياسة القوة الجوية هي الولاء للعراق وطيارينا من كل المكونات. مجلة يونيباث: هل لديك أي كلمة أخيرة تحب أن توجهها للقراء؟ أشعر بالإرتياح لمشاركة أشقائنا من دول الجوار وحلفاءنا في قوات التحالف الذين يوفرون الضربات الجوية ضد داعش. لا يسعني ذكر اسم معين لكن معظم دول الجوار تشارك بالحرب ضد داعش سواء في العراق أو سورية، فداعش هو نفس التنطيم الإرهابي. والتعاون الإقليمي والدولي قائم، ولولا هذا التعاون الدولي لكان تمدد داعش أخطر. وأود أن أوجه رسالة لأبناء الشعب العراقي: يا أبناء شعبي الحبيب إن منتسبي الأجهزة الأمنية هم أبناؤكم ويجب أن يتعاون الجميع مع الأجهزة الامنية ويكون الجميع رافدًا للمنظومة الاستخباراتية ضد الإرهابيين ويجب أن ننسى كل الخلافات و ننظر الى بناء عراقٍ آمنٍ لأبنائنا. يجب أن يكون هدفنا جميعا القضاء على الإرهاب والتعاون مع الأجهزة الأمنية للوصول بالعراق إلى بر الامان. لا خيار أمامنا سوى النصر على الإرهابيين وأنا مطمئن بأن العراق سينتصر لأننا شعبٌ أبي وشجاع ومازال هناك عراقيون شرفاء ومازالت هناك تجربة ديمقراطية في العراق تسير بشكل سليم. Share
Comments are closed.