حمايــة الســواحل

الفريق‭ ‬الركن‭ ‬البحري‭ ‬علي‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬يقود‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬والدفاع‭ ‬الساحلي‭ ‬باحتراف‭ ‬وفخر‭ ‬

أسرة‭ ‬يونيباث‭ ‬

كانت كلمات‭ ‬الشاعر‭ ‬العراقي‭ ‬الكبير‭ ‬مظفر‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬رائعته‭ “‬بحار‭ ‬البحارين‭” ‬تحضرنا‭ ‬ونحن‭ ‬نستمع‭ ‬إلى‭ ‬حديث‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬البحري‭ ‬علي‭ ‬حسين‭ ‬علي،‭ ‬قائد‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬والدفاع‭ ‬الساحلي‭ ‬العراقي‭. ‬كلمات‭ ‬مليئة‭ ‬بالثقة‭ ‬العالية‭ ‬بالنفس‭ ‬والإيمان‭ ‬المطلق‭ ‬برجالٍ‭ ‬صدقوا‭ ‬ما‭ ‬عاهدوا‭ ‬الله‭ ‬عليه‭.‬

‭”‬أعرف‭ ‬بحار‭ ‬البحارين،‭ ‬وهيهات‭ ‬يغادر‭ ‬صدر‭ ‬سفينته‭ ‬الحربية
بحار‭ ‬البحارين‭ ‬بلا‭ ‬حد،‭ ‬والسفن‭ ‬الإيجار‭ ‬لها‭ ‬حد‭……‬
كان‭ ‬يلم‭ ‬الأخلص‭ ‬من‭ ‬بحارة‭ ‬تلك‭ ‬الأيام،‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬الجزر‭ ‬وفي‭ ‬الجزر‭ ‬الأقصى
قرأوا‭ ‬السنوات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للمد‭.”‬

الفريق الركن البحري علي حسين علي
الفريق الركن البحري علي حسين علي

إنه‭ ‬قبطانٌ‭ ‬عرف‭ ‬تقلبات‭ ‬البحر‭ ‬جيدًا‭ ‬واستطاع‭ ‬إيصال‭ ‬طاقمه‭ ‬لبر‭ ‬الأمان‭. ‬فمهمة‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬علي‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الصعوبة‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قائدٍ‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يختار‭ ‬رجاله‭ ‬ولديه‭ ‬الحكمة‭ ‬لتهدئة‭ ‬التهور‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬حساسة‭ ‬جداً‭ ‬وتعاني‭ ‬من‭ ‬تداخلات‭ ‬كبيرة‭ ‬بالمياه‭ ‬الإقليمية‭. ‬منطقة‭ ‬أشبه‭ ‬ببرميل‭ ‬البارود‭ ‬ولا‭ ‬تحتاج‭ ‬سوى‭ ‬شرارة‭ ‬صغيرة‭ ‬لتنفجر‭. ‬رجلٌ‭ ‬هادئٌ‭ ‬ومتواضعٌ‭ ‬يشعر‭ ‬محديثه‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬المدرسة‭ ‬القديمة‭. ‬قائدٌ‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬العين‭ ‬الساهرة‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬مفاصل‭ ‬العراق‭ ‬الإقتصادية‭. ‬حيث‭ ‬موانئ‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬العراقي‭ ‬وحدوده‭ ‬البحرية‭. ‬

بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬يتهيأ‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬لتسليم‭ ‬القيادة‭ ‬البحرية‭ ‬لقائدا‭ ‬جديد‭ ‬وقد‭ ‬تحدث‭ ‬لمجلة‭ ‬يونيباث‭ ‬عن‭ ‬فلسفته‭ ‬في‭ ‬القيادة‭: “‬القيادة‭ ‬هي‭ ‬فن‭ ‬إدارة‭ ‬الأفراد‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬واجبات‭ ‬القائد‭ ‬هي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بجنوده‭ ‬ومراتبه‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسة‭ ‬داخلياً‭ ‬ويجعلها‭ ‬متناغمة‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬صنوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭. ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الخاصة‭ ‬بسلاح‭ ‬البحرية‭ ‬وعلى‭ ‬القدرات‭ ‬القتالية‭ ‬لبقية‭ ‬صنوف‭ ‬الجيش‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬لتكون‭ ‬قوةً‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ردع‭ ‬التهديدات‭ ‬الخارجية‭. ‬كذلك‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬والصداقة‭ ‬مع‭ ‬البحريات‭ ‬الأخرى‭ ‬لكي‭ ‬يتطور‭ ‬دور‭ ‬جنودنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اطلاعهم‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭.” ‬

استطاع‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬علي‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬العراقية‭ ‬من‭ ‬العدم،‭ ‬حيث‭ ‬تدمرت‭ ‬البحرية‭ ‬العراقية‭ ‬تدميرًا‭ ‬كاملًا‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬حرب‭ ‬الخليج‭. ‬واليوم‭ ‬تملك‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬أسطولًا‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬وبإنتظار‭ ‬وصول‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬جديدة‭. ‬خلال‭ ‬حديثة‭ ‬لأسرة‭ ‬مجلة‭ ‬يونيباث،‭ ‬كان‭ ‬الفريق‭ ‬علي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬التدريب‭ ‬وإعداد‭ ‬الكوادر‭ ‬ويعتبره‭ ‬نقطةً‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭.‬

‭”‬لا‭ ‬أكتمكم‭ ‬سرًا،‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الأسلحة‭ ‬لأن‭ ‬بناء‭ ‬السفن‭ ‬يحتاج‭ ‬وقتًا‭ ‬طويلًا‭ ‬وتكاليف‭ ‬عالية؛‭ ‬أي‭ ‬ترتبط‭ ‬بموازنة‭ ‬البلد‭. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الإمكانية‭ ‬المالية‭ ‬للقوة‭ ‬البحرية‭ ‬كافية‭ ‬ستمكننا‭ ‬من‭ ‬التعاقد‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬أسلحة‭ ‬متطورة‭ ‬جديدة،‭ ‬لكننا‭ ‬سنحتاج‭ ‬لسنين‭ ‬طويلة‭ ‬لكي‭ ‬نبني‭ ‬وندرب‭ ‬الطاقم‭ ‬عليها‭ ‬ثم‭ ‬تُرسل‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭. ‬لكن‭ ‬برغم‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬استطعنا‭ ‬أن‭ ‬نتعاقد‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬حديثة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬دول‭.‬‭ ‬فلدينا‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬إيطالية‭ ‬وأمريكية‭ ‬بأعدادٍ‭ ‬تكفي‭ ‬لأداء‭ ‬الواجب‭ ‬لكننا‭ ‬نطمح‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬وتنويع‭ ‬القطع‭ ‬البحرية‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬الواجب‭ ‬المناط‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬وحماية‭ ‬منصات‭ ‬النفط‭ ‬وحماية‭ ‬الموانئ‭ ‬التجارية،‭ ‬مثل‭ ‬ميناء‭ ‬خور‭ ‬الزبير‭ ‬وميناء‭ ‬أم‭ ‬قصر‭ ‬بأقل‭ ‬جهد‭ ‬وأكثر‭ ‬فعالية‭.” ‬

وأضاف‭ ” ‬لقد‭ ‬نهضنا‭ ‬بتطوير‭ ‬وتسليح‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬العراقية،‭ ‬حيث‭ ‬استلمنا‭ ‬أسلحةً‭ ‬حديثة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬كذلك‭ ‬ركزنا‭ ‬على‭ ‬التدريب،‭ ‬هناك‭ ‬تدريب‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬اكاديمية‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للدراسات‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬ضباط‭ ‬ومراتب،‭ ‬أما‭ ‬خارج‭ ‬العراق‭ ‬فقد‭ ‬بعثنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬والمراتب‭ ‬للتدرب‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التعاقد‭ ‬عليها‭. ‬كذلك‭ ‬الدورات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬مثل‭ ‬كلية‭ ‬الأركان،‭ ‬وأرسلنا‭ ‬ضباطًا‭ ‬لدراسة‭ ‬الأركان‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬متقدمة‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭.” ‬

‭”‬كان‭ ‬لنا‭ ‬إنجازٌ‭ ‬كبير‭ ‬ببناء‭ ‬علاقات‭ ‬صداقة‭ ‬مع‭ ‬بحريات‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬وبالخصوص‭ ‬البحرية‭ ‬الكويتية‭. ‬ولقد‭ ‬اشتركت‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬تمارين‭ ‬دولية‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والأمارات‭ ‬وخارج‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عمان‭. ‬وكانت‭ ‬البحرية‭ ‬العراقية‭ ‬تحرز‭ ‬المراتب‭ ‬المتقدمة‭ ‬بالإضافة‭ ‬لحضوري‭ ‬شخصيًا‭ ‬مؤتمرات‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬لتقديم‭ ‬محاضرة‭ ‬عن‭ ‬قدرات‭ ‬قواتنا‭ ‬البحرية‭. ‬فالبحرية‭ ‬العراقية‭ ‬بدأت‭ ‬تنفتح‭ ‬على‭ ‬البحريات‭ ‬الأخرى‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬التدريبات‭ ‬والمشاركة‭ ‬بالتمارين‭.”‬

وبلا‭ ‬شك،‭ ‬إن‭ ‬حماية‭ ‬أهم‭ ‬الموارد‭ ‬الإقتصادية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬للعراق‭ ‬في‭ ‬مياهٍ‭ ‬إقليمية‭ ‬مزدحمة‭ ‬بسفن‭ ‬الصيد‭ ‬والمراكب‭ ‬التجارية‭ ‬والزوارق‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬لدول‭ ‬اقليمية‭ ‬متعددة،‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معنويات‭ ‬صلبة‭ ‬و‭ ‬وأعصاب‭ ‬فولاذية‭ ‬ومهنية‭ ‬عالية‭ ‬لأن‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬بالحسابات‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬الي‭ ‬كارثة‭ ‬وطنية‭.‬

ويشدد‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ “‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لميناء‭ ‬البصرة‭ ‬وميناء‭ ‬العمية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬المخطط‭ ‬انجازها‭ ‬وهي‭ ‬خمس‭ ‬منصات،‭ ‬انجز‭ ‬منها‭ ‬ثلاث‭ ‬لحد‭ ‬الآن‭. ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الموانئ‭ ‬الشريان‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الرئيسي‭ ‬للعراق‭. ‬فحوالي‭ ‬90‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬العراقي‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الموانئ‭ ‬والمنصات،‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬حمايتها‭ ‬بشكل‭ ‬محكم‭ ‬ودقيق‭. ‬وتوفر‭ ‬البحرية‭ ‬العراقية‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬الحماية،‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬الحماية‭ ‬النقطوية‭:‬‭ ‬أي‭ ‬تواجد‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الموانئ‭. ‬كذلك‭ ‬لدينا‭ ‬الحماية‭ ‬المحيطية‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دوريات‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬حول‭ ‬الموانئ‭. ‬لدينا‭ ‬تعليمات‭ ‬حازمة‭ ‬بعدم‭ ‬السماح‭ ‬للقوارب‭ ‬الصغيرة‭ ‬أو‭ ‬السفن‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬من‭ ‬اجتياز‭ ‬المنطقة‭ ‬المحظورة،‭ ‬وإننا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬التأهب‭ ‬لأي‭ ‬طارئ‭. ‬لكننا‭ ‬نتفهم‭ ‬تداخل‭ ‬المنطقة‭ ‬وأخطاء‭ ‬بعض‭ ‬قوارب‭ ‬الصيد‭ ‬وضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬المدنيين،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬نستخدم‭ ‬القوة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬ونوايا‭ ‬القارب‭ ‬المخالف‭.”‬

لقد‭ ‬ساعدت‭ ‬حكمة‭ ‬الفريق‭ ‬أن‭ ‬يمد‭ ‬جسور‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬للدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬لكي‭ ‬يحل‭ ‬أزمة‭ ‬اختراق‭ ‬قوارب‭ ‬الصيد‭ ‬لحدود‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يجلب‭ ‬زوبعةً‭ ‬إعلامية‭ ‬حول‭ ‬المعاملة‭ ‬السيئة‭ ‬للمتجاوزين‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تثير‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬يقول‭ ‬الفريق‭ ‬علي‭: “‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬والدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬بالقوة‭ ‬البحرية‭ ‬ثم‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭. ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬النظام‭ ‬قامت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بتجهيزنا‭ ‬بزوارق‭ ‬سريعة‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬البادرة‭ ‬هي‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لبناء‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬الجديدة‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬لقاءاتنا‭ ‬المستمرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمرات‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬الدول‭ ‬مما‭ ‬يؤصر‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬بيننا‭. ‬وقد‭ ‬لاتكون‭ ‬أهمية‭ ‬بعض‭ ‬الخطوات‭ ‬ظاهرة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬لكن‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬بالمستقبل‭. ‬لعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأمتن‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬هي‭ ‬علاقتنا‭ ‬بالبحرية‭ ‬وخفر‭ ‬السواحل‭ ‬التابعة‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬وقد‭ ‬ساعدت‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬بروتوكول‭ ‬المبادلة‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬تجاوز‭ ‬زوارق‭ ‬الصيد‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬سواء‭ ‬العراقية‭ ‬أوالكويتية،‭ ‬وحدد‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الصيادين‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭. ‬لقد‭ ‬ساعد‭ ‬هذه‭ ‬البروتوكول‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تسليمهم‭ ‬بطريقة‭ ‬سريعة‭ ‬ومرنة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬فلم‭ ‬نعد‭ ‬نسمع‭ ‬أي‭ ‬حديث‭ ‬عنها‭ ‬على‭ ‬الفضائيات‭. ‬كذلك‭ ‬اشتركنا‭ ‬بتمارين‭ ‬ثنائية‭ ‬مع‭ ‬البحرية‭ ‬الكويتية‭. ‬ساعدت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الطيبة‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬تقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭.”‬

وخلال‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬القوة‭ ‬البحرية،‭ ‬عبّر‭ ‬الفريق‭ ‬علي‭ ‬عن‭ ‬حرصه‭ ‬واهتمامه‭ ‬برجال‭ ‬البحرية‭ ‬ومعداتهم‭. ‬

حيث‭ ‬قال‭: “‬إن‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات‭ ‬يتمثّل‭ ‬في‭ ‬بُعد‭ ‬منطقة‭ ‬الواجب‭ ‬عن‭ ‬القاعدة‭ ‬البحرية،‭ ‬ويؤدي‭ ‬هذا‭ ‬البعد‭ ‬إلى‭ ‬استهلاك‭ ‬المحركات‭ ‬والأجهزة‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬البحرية‭ ‬وأيضًا‭ ‬إنهاك‭ ‬الطواقم،‭ ‬كذلك‭ ‬سرعة‭ ‬تبديل‭ ‬الطاقم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتأخر‭ ‬الرحلة‭ ‬الى‭ ‬القاعدة‭. ‬أي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬وقت‭ ‬كافِ‭ ‬حتى‭ ‬يقوم‭ ‬الفريق‭ ‬المناوب‭ ‬بإعطاء‭ ‬تقرير‭ ‬سريع‭ ‬للفريق‭ ‬الجديد‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الواجب‭. ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الرحلات‭ ‬المستمرة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الصيانة‭ ‬واستهلاك‭ ‬المواد‭ ‬الاحتياطية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تداخلاتٍ‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬بصدد‭ ‬حلها‭ ‬وهذا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمشاورة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭. ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بأننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬القيام‭ ‬بواجباتنا‭ ‬لولا‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحديث‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬انفتاح‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬وبحكم‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬يتم‭ ‬التعاون‭ ‬بيننا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬واجباتنا‭. “‬

وفي‭ ‬رسالته‭ ‬لقادة‭ ‬المستقبل‭ ‬يؤكد‭ ‬الفريق‭ ‬علي‭ : “‬أشعر‭ ‬بالارتياح‭ ‬لأني‭ ‬أكملت‭ ‬مهمتي‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬أحسن‭ ‬وجه،‭ ‬وإن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬سيذكرني‭ ‬رجال‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬بمواقفي‭ ‬الطيبة‭. ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬انتظاري‭ ‬لموافقة‭ ‬القيادة‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬التقاعد‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬نصيحة‭ ‬متواضعة‭ ‬لمن‭ ‬سيستلم‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬المشرف‭ ‬بعدي‭. ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬بحريات‭ ‬العالم‭ ‬وتطورها‭ ‬التقني‭. ‬كذلك‭ ‬التركيزعلى‭ ‬التدريب؛‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬فعالية‭ ‬السلاح،‭ ‬فبغياب‭ ‬التدريب‭ ‬الدقيق‭ ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬السلاح‭ ‬بدون‭ ‬فائدة‭. ‬ونصيحتي‭ ‬هي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتدريب،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالقراءة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بتطوير‭ ‬أنفسهم‭ ‬وتنمية‭ ‬مهاراتهم‭ ‬البحرية‭. ‬ويضيف‭ ‬الفريق‭ ‬علي‭: ‬إن‭ ‬إعطاء‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكافي‭ ‬للجنود‭ ‬ونقل‭ ‬التجربة‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المهني‭ ‬والتأهيلي‭ ‬للقوة‭ ‬البحرية،‭ ‬كذلك‭ ‬التعلم‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬لسلاح‭ ‬البحرية‭ ‬ومواكبة‭ ‬تقنيات‭ ‬العصر‭ ‬سيعينهم‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬أعباء‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬ومجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬المستقبلية‭. ” ‬

Comments are closed.