حمايــة الســواحل By Unipath On Oct 6, 2015 Share الفريق الركن البحري علي حسين علي يقود القوة البحرية والدفاع الساحلي باحتراف وفخر أسرة يونيباث كانت كلمات الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب في رائعته “بحار البحارين” تحضرنا ونحن نستمع إلى حديث الفريق الركن البحري علي حسين علي، قائد القوة البحرية والدفاع الساحلي العراقي. كلمات مليئة بالثقة العالية بالنفس والإيمان المطلق برجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ”أعرف بحار البحارين، وهيهات يغادر صدر سفينته الحربية بحار البحارين بلا حد، والسفن الإيجار لها حد…… كان يلم الأخلص من بحارة تلك الأيام، ومن في الجزر وفي الجزر الأقصى قرأوا السنوات المطلوبة للمد.” الفريق الركن البحري علي حسين علي إنه قبطانٌ عرف تقلبات البحر جيدًا واستطاع إيصال طاقمه لبر الأمان. فمهمة الفريق الركن علي حسين علي في غاية الصعوبة وتحتاج إلى قائدٍ يعرف كيف يختار رجاله ولديه الحكمة لتهدئة التهور في منطقة حساسة جداً وتعاني من تداخلات كبيرة بالمياه الإقليمية. منطقة أشبه ببرميل البارود ولا تحتاج سوى شرارة صغيرة لتنفجر. رجلٌ هادئٌ ومتواضعٌ يشعر محديثه بأنه من ضباط المدرسة القديمة. قائدٌ كسب ثقة الشعب العراقي لأن يكون العين الساهرة على أهم مفاصل العراق الإقتصادية. حيث موانئ تصدير النفط العراقي وحدوده البحرية. بعد سنوات طويلة من الخدمة يتهيأ الفريق الركن لتسليم القيادة البحرية لقائدا جديد وقد تحدث لمجلة يونيباث عن فلسفته في القيادة: “القيادة هي فن إدارة الأفراد وأن من أهم واجبات القائد هي الاهتمام بجنوده ومراتبه وأن يكون قادرًا على إدارة المؤسسة داخلياً ويجعلها متناغمة مع بقية صنوف القوات المسلحة. على القائد أن لا يتوقف عن تطوير نفسه من خلال دراسة التكنولوجيا الخاصة بسلاح البحرية وعلى القدرات القتالية لبقية صنوف الجيش التي تحتاجها القوة البحرية لتكون قوةً قادرة على ردع التهديدات الخارجية. كذلك مد جسور التعاون والصداقة مع البحريات الأخرى لكي يتطور دور جنودنا من خلال اطلاعهم على أحدث التقنيات.” استطاع الفريق الركن علي بناء القوة البحرية العراقية من العدم، حيث تدمرت البحرية العراقية تدميرًا كاملًا في أعقاب حرب الخليج. واليوم تملك القوة البحرية أسطولًا قادراً على توفير الحماية وبإنتظار وصول قطع بحرية جديدة. خلال حديثة لأسرة مجلة يونيباث، كان الفريق علي يركز على موضوع التدريب وإعداد الكوادر ويعتبره نقطةً مهمة في بناء القوات البحرية. ”لا أكتمكم سرًا، أن بناء القوة البحرية يختلف عن بقية الأسلحة لأن بناء السفن يحتاج وقتًا طويلًا وتكاليف عالية؛ أي ترتبط بموازنة البلد. وإذا كانت الإمكانية المالية للقوة البحرية كافية ستمكننا من التعاقد على شراء أسلحة متطورة جديدة، لكننا سنحتاج لسنين طويلة لكي نبني وندرب الطاقم عليها ثم تُرسل إلى العراق. لكن برغم التحديات في الميزانية استطعنا أن نتعاقد على قطع بحرية حديثة من عدة دول. فلدينا قطع بحرية إيطالية وأمريكية بأعدادٍ تكفي لأداء الواجب لكننا نطمح إلى زيادة وتنويع القطع البحرية لنتمكن من أداء الواجب المناط بنا من حماية المياه الإقليمية وحماية منصات النفط وحماية الموانئ التجارية، مثل ميناء خور الزبير وميناء أم قصر بأقل جهد وأكثر فعالية.” وأضاف ” لقد نهضنا بتطوير وتسليح القوة البحرية العراقية، حيث استلمنا أسلحةً حديثة من دول متعددة من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك ركزنا على التدريب، هناك تدريب داخل العراق في مقر اكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية التي تعد ضباط ومراتب، أما خارج العراق فقد بعثنا الكثير من الضباط والمراتب للتدرب على القطع البحرية التي تم التعاقد عليها. كذلك الدورات البحرية في داخل العراق مثل كلية الأركان، وأرسلنا ضباطًا لدراسة الأركان في دولة متقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.” ”كان لنا إنجازٌ كبير ببناء علاقات صداقة مع بحريات الدول المجاورة وبالخصوص البحرية الكويتية. ولقد اشتركت القوة البحرية العراقية في تمارين دولية أقيمت في البحرين والأمارات وخارج منطقة الخليج العربي في خليج عمان. وكانت البحرية العراقية تحرز المراتب المتقدمة بالإضافة لحضوري شخصيًا مؤتمرات القوات البحرية سواء في المنطقة أو في الدول الغربية لتقديم محاضرة عن قدرات قواتنا البحرية. فالبحرية العراقية بدأت تنفتح على البحريات الأخرى خاصة في التدريبات والمشاركة بالتمارين.” وبلا شك، إن حماية أهم الموارد الإقتصادية والاستراتيجية للعراق في مياهٍ إقليمية مزدحمة بسفن الصيد والمراكب التجارية والزوارق الصغيرة التي تعود لدول اقليمية متعددة، وفي منطقة تعاني من الهجمات الإرهابية، هي مهمة تحتاج إلى معنويات صلبة و وأعصاب فولاذية ومهنية عالية لأن أي خطأ بالحسابات قد يؤدي الي كارثة وطنية. ويشدد الفريق على “الأهمية الاستراتيجية لميناء البصرة وميناء العمية إضافة إلى منصات تصدير النفط المخطط انجازها وهي خمس منصات، انجز منها ثلاث لحد الآن. إذ تعتبر هذه الموانئ الشريان الاقتصادي الرئيسي للعراق. فحوالي 90 بالمئة من صادرات النفط العراقي تتم من خلال هذه الموانئ والمنصات، لذلك علينا حمايتها بشكل محكم ودقيق. وتوفر البحرية العراقية نوعين من الحماية، الأولى هي الحماية النقطوية: أي تواجد قوات بحرية على سطح الموانئ. كذلك لدينا الحماية المحيطية التي تتم من خلال دوريات القوة البحرية حول الموانئ. لدينا تعليمات حازمة بعدم السماح للقوارب الصغيرة أو السفن غير المرخصة من اجتياز المنطقة المحظورة، وإننا في غاية التأهب لأي طارئ. لكننا نتفهم تداخل المنطقة وأخطاء بعض قوارب الصيد وضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين، لذلك لا نستخدم القوة إلا بعد التحقق من هوية ونوايا القارب المخالف.” لقد ساعدت حكمة الفريق أن يمد جسور علاقات الصداقة مع القوات البحرية للدول الشقيقة لكي يحل أزمة اختراق قوارب الصيد لحدود الدول المجاورة، والذي كان يجلب زوبعةً إعلامية حول المعاملة السيئة للمتجاوزين والتي كانت تثير الغضب الشعبي لكلا البلدين. وفي هذا الصدد يقول الفريق علي: “ربما يكون التعاون الإقليمي بين العراق والدول الشقيقة قد بدأ بالقوة البحرية ثم وصل إلى العلاقات السياسية بين البلدان. بعد سقوط النظام قامت دولة الإمارات بتجهيزنا بزوارق سريعة وكانت تلك البادرة هي حجر الأساس لبناء القوة البحرية الجديدة. بالإضافة إلى لقاءاتنا المستمرة من خلال المؤتمرات البحرية التي تقيمها الدول مما يؤصر علاقات الصداقة والتعاون بيننا. وقد لاتكون أهمية بعض الخطوات ظاهرة في الوقت الحاضر لكن بالتأكيد سيكون لها دور بالمستقبل. لعل من أهم وأمتن العلاقات مع دول الجوار هي علاقتنا بالبحرية وخفر السواحل التابعة لدولة الكويت، وقد ساعدت تلك العلاقات على توقيع بروتوكول المبادلة الذي أدى لحل مشكلة تجاوز زوارق الصيد المياه الإقليمية سواء العراقية أوالكويتية، وحدد كيفية التعامل مع الصيادين الذين يتم إلقاء القبض عليهم. لقد ساعد هذه البروتوكول على عملية تسليمهم بطريقة سريعة ومرنة، الأمر الذي أدى لإنهاء هذه الظاهرة فلم نعد نسمع أي حديث عنها على الفضائيات. كذلك اشتركنا بتمارين ثنائية مع البحرية الكويتية. ساعدت هذه العلاقات الطيبة بين القوات البحرية على تقوية العلاقات السياسية بين الحكومة العراقية ودول المنطقة.” وخلال حديثه عن التحديات التي تواجه القوة البحرية، عبّر الفريق علي عن حرصه واهتمامه برجال البحرية ومعداتهم. حيث قال: “إن أكبر التحديات يتمثّل في بُعد منطقة الواجب عن القاعدة البحرية، ويؤدي هذا البعد إلى استهلاك المحركات والأجهزة الموجودة على القطع البحرية وأيضًا إنهاك الطواقم، كذلك سرعة تبديل الطاقم حتى لا تتأخر الرحلة الى القاعدة. أي لا يوجد وقت كافِ حتى يقوم الفريق المناوب بإعطاء تقرير سريع للفريق الجديد عن الوضع الأمني في منطقة الواجب. ومثل هذه الرحلات المستمرة تؤدي إلى زيادة في الصيانة واستهلاك المواد الاحتياطية. بالإضافة إلى وجود تداخلاتٍ في المياه الإقليمية مع دول الجوار، ونحن الآن بصدد حلها وهذا يعتمد على جهود وزارة الخارجية للمشاورة مع دول الجوار لإنهاء هذه المشكلة. هذا لا يعني بأننا لا نستطيع القيام بواجباتنا لولا وجود ما ذكرته في بداية الحديث بأن هناك انفتاح على القوات البحرية في الدول المجاورة وبحكم علاقات الصداقة يتم التعاون بيننا لتنفيذ واجباتنا. “ وفي رسالته لقادة المستقبل يؤكد الفريق علي : “أشعر بالارتياح لأني أكملت مهمتي العسكرية على أحسن وجه، وإن شاء الله سيذكرني رجال القوة البحرية بمواقفي الطيبة. وخلال فترة انتظاري لموافقة القيادة على طلب التقاعد أود أن أقدم نصيحة متواضعة لمن سيستلم هذا المنصب المشرف بعدي. يجب عليهم الاطلاع على بحريات العالم وتطورها التقني. كذلك التركيزعلى التدريب؛ بغض النظر عن فعالية السلاح، فبغياب التدريب الدقيق سيكون هذا السلاح بدون فائدة. ونصيحتي هي الاهتمام بالتدريب، والاهتمام بالقراءة والاهتمام بتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم البحرية. ويضيف الفريق علي: إن إعطاء الاهتمام الكافي للجنود ونقل التجربة من جيل إلى جيل هو أمر ضروري للمحافظة على المستوى المهني والتأهيلي للقوة البحرية، كذلك التعلم على التكنولوجيا الحديثة لسلاح البحرية ومواكبة تقنيات العصر سيعينهم على تحمل أعباء المرحلة المقبلة ومجابهة التحديات المستقبلية. ” Share
Comments are closed.