حماية القنوات الملاحية

تحالف‭ ‬بحري‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬باكستان‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬البحار

أسرة‭ ‬يونيباث

عندما‭ ‬تولت‭ ‬باكستان‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬150‭ ‬في‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭ ‬2016،‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬مثالا‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تولت‭ ‬دورًا‭ ‬قياديًا‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬بحرية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬وخليج‭ ‬عدن،‭ ‬وخليج‭ ‬عمان،‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وحوله‭. ‬وفي‭ ‬المجمل،‭ ‬تولت‭ ‬باكستان‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬القيادي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مرات‭.‬

قال‭ ‬العقيد‭ ‬بلال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬الباكستانية‭: “‬إنه‭ ‬لشرف‭ ‬لى‭ ‬تولي‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬150‭. ‬وستستمر‭ ‬قيادة‭ ‬باكستان‭ ‬لقوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬150‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭. ‬فهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬حيوية‭ ‬للتجارة‭ ‬البحرية،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تتعطل‭ ‬الحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬الحماية‭ ‬لتلك‭ ‬المنطقة‭.”‬

وما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بارزًا‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬أن‭ ‬باكستان،‭ ‬بصفتها‭ ‬مشاركًا‭ ‬متخصصًا‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬البحرينية،‭ ‬المنامة،‭ ‬تخدم‭ ‬ضمن‭ ‬حدود‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬تتركز‭ ‬أغلب‭ ‬العمليات‭.‬

وقد‭ ‬أنجزت‭ ‬باكستان‭ ‬قبل‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2016،‭ ‬إدارة‭ ‬مهمة‭ ‬أخرى‭ ‬أُطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬151،‭ ‬والتي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬لمحاربة‭ ‬القراصنة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬اليمن‭. ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬تتواجد‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬152،‭ ‬وفرت‭ ‬باكستان‭ ‬السفن‭ ‬والبحارة‭ ‬لإجراء‭ ‬تدريبات‭ ‬بحرية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬وهي‭: ‬تدريبات‭ ‬الإجراءات‭ ‬المضادة‭ ‬للألغام‭ ‬الدولية‭.‬

وقد‭ ‬ذكر‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الباكستاني‭ ‬في‭ ‬2016‭ ‬أن‭ “‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الباكستانية‭ ‬تساهم‭ ‬بدور‭ ‬فعّال‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭. ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬البحري،‭ ‬تساهم‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الباكستانية‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬لقوات‭ ‬التحالف‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.”‬

‭ ‬وقد‭ ‬حقق‭ ‬التحالف‭ ‬البحري‭ ‬الإقليمي‭ – ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬مشاركة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الست،‭ ‬وهي‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬وعمان‭ ‬وقطر‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ – ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2001‭.‬

إلى اليسار: قوات الدفاع البحرينية تستعرض على متن سفينة أثناء تدريبات الإجراءات المضادة للألغام في 2016 في المنامة.
رقيب أول بحري إيريكا كاريلو/الأسطول البحري الأمريكي

فقد‭ ‬وفر‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬الحماية‭ ‬لعبور‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬سفن‭ ‬الشحن‭ ‬وناقلات‭ ‬النفط‭ ‬عبر‭ ‬خطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الحيوية،‭ ‬مثل‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬ومضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬مهربي‭ ‬المخدرات‭ ‬والبضائع‭ ‬الممنوعة‭ ‬وإعاقة‭ ‬شحنات‭ ‬أسلحة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬للإرهابيين‭ ‬والمتمردين‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬نيسان‭/ ‬أبريل‭ ‬2016،‭ ‬انضمت‭ ‬البحرين‭ ‬والأردن‭ ‬والكويت‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تدريبات‭ ‬الإجراءات‭ ‬المضادة‭ ‬للألغام،‭ ‬والتي‭ ‬ركزت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬الألغام‭ ‬الموجودة‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬وإزالتها‭ ‬وتعطيلها‭. ‬وامتدت‭ ‬التدريبات‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الشمالي‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬وعقدت‭ ‬ندوة‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬ضمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الشهر‭.‬

أما‭ ‬تدريبات‭ ‬الصقر‭ ‬المحارب‭ – ‬وهي‭ ‬تدريبات‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬تموز‭/ ‬يوليو‭ ‬2016‭ – ‬فقد‭ ‬اجتذبت‭ ‬عدة‭ ‬مشاركين‭ ‬من‭ ‬البحرية‭ ‬الإماراتية،‭ ‬وقوات‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬والقوات‭ ‬البحرية‭ ‬الملكية‭ ‬السعودية،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭. ‬وكان‭ ‬تركيزها‭ ‬الرئيسي‭ ‬منصبًا‭ ‬على‭ ‬تدريبات‭ ‬الزيارة‭ ‬والبحث‭ ‬والتفتيش‭ ‬والاحتجاز‭.  ‬

ولغرس‭ ‬الشعور‭ ‬المشترك‭ ‬بوحدة‭ ‬الهدف،‭ ‬يقوم‭ ‬قادة‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬بشكل‭ ‬روتيني‭ ‬بزيارة‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬للمناطق‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬مسؤوليتهم‭. ‬وفي‭ ‬حزيران‭/ ‬يونيو‭ ‬2016،‭ ‬استدعى‭ ‬العميد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬سنغافورة‭ ‬كين‭ ‬شيونج،‭ ‬القائد‭ ‬المشترك‭ ‬لقوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬151‭ ‬آنذاك،‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬بحري‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬خميس‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الرئيسي،‭ ‬قائد‭ ‬البحرية‭ ‬السلطانية‭ ‬العمانية،‭ ‬لمناقشة‭ ‬الجوانب‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬سفن‭ ‬التجارة‭ ‬والصيد‭ ‬من‭ ‬القراصنة‭.‬

وزار‭ ‬العقيد‭ ‬الركن‭ ‬بحري‭ ‬نايف‭ ‬العسكر،‭ ‬قائد‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬152،‭ ‬من‭ ‬الكويت،‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/ ‬يونيو‭ ‬2016‭ ‬لمقابلة‭ ‬مدير‭ ‬العمليات‭ ‬البحرية‭ ‬العميد‭ ‬الركن‭ ‬بحري‭ ‬عبدالله‭ ‬الشحي‭ ‬وقائد‭ ‬مجموعة‭ ‬حرس‭ ‬السواحل‭ ‬الإماراتية،‭ ‬العميد‭ ‬الركن‭ ‬البحري‭ ‬سالم‭ ‬الكندي‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬محور‭ ‬اهتمام‭ ‬الزيارة‭ ‬هو‭ ‬منصات‭ ‬النفط‭ ‬والطاقة‭ ‬التي‭ ‬يقترب‭ ‬عددها‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬وتطرق‭ ‬النقاش‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومنها‭ ‬القوارب‭ ‬التي‭ ‬تستغل‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬تهريب‭ ‬الفحم‭ ‬والذي‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭.‬

‭ ‬وأشاد‭ ‬العقيد‭ ‬الركن‭ ‬بحري‭ ‬نايف‭ ‬العسكر‭ ‬بنظرائه‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭: ‬قائلا‭ “‬كان‭ ‬لقوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬152‭ ‬علاقة‭ ‬جيدة‭ ‬معهم،‭ ‬وكانوا‭ ‬يرحبون‭ ‬بنا‭ ‬بحرارة‭.”‬

وقد‭ ‬حققت‭ ‬قوات‭ ‬الواجب‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات،‭ ‬مثل‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬151،‭ ‬انتصارات‭ ‬بارزة‭ ‬ضد‭ ‬القراصنة‭ ‬الصوماليين‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة

الماضية،‭ ‬ولكن‭ ‬يستمر‭ ‬القادة‭ ‬البحريون‭  ‬باعتماد‭ ‬اقصى‭ ‬درجات‭ ‬اليقظة‭ ‬والاحتراس‭ ‬خشية‭ ‬ظهور‭ ‬المشكلة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭.‬

‭ ‬ونظرًا‭ ‬لتخليه‭ ‬عن‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬151‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/ ‬أبريل‭ ‬2016‭ ‬إلى‭ ‬العميد‭ ‬البحري‭ ‬شيونج،‭ ‬أشار‭ ‬العميد‭ ‬البحري‭ ‬الباكستاني‭ ‬زاهد‭ ‬إلياس‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬تمر‭ ‬بأوقات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بها،‭ ‬حيث‭ ‬يهدد‭ ‬المجرمون‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬شحنات‭ ‬الطاقة،‭ ‬وحرية‭ ‬الملاحة،‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العام‭.‬

وقال‭: “‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لدولة‭ ‬واحدة‭ ‬حل‭ ‬هذا‭ ‬التهديد،‭ ‬فالقرصنة‭ ‬تمثل‭ ‬تحديًا‭ ‬مشتركًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭.”  ‬

Comments are closed.