القوات الرادعة
الكويت تستضيف تدريبات حسم العقبان متعددة الجنسيات لمواجهة التهديدات الإقليمية
أسرة يونيباث
تصوير القوات المسلحة الكويتية
في إطار سعي الإرهابيين إلى عرقلة التجارة الإقليمية وإحداث ضرر اقتصادي كبير، قاموا باختيار هدفهم بعناية وهو: ميناء الشويّخ بالكويت ولأن ميناء الشويّخ واحد من أكبر الموانئ الصناعية في الدولة، فإن تهديد هذا الكيان المهم أدى إلى استجابة عسكرية فورية وقوية متعددة الجنسيات.
قامت قوات من الكويت، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وقوات درع الجزيرة لمجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة بمهاجمة الإرهابيين أرضًا وجوًا وبحرًا. قضت القوات على الإرهابيين وجعلتهم يرتعدون داخل المباني وألقت القبض على آخرين كانوا يحاولون الهرب باستخدام قارب عبر الخليج العربي بعد اختطافهم لعمال الميناء.
نال سيناريو العرض العسكري الباسل، الذي يُعد جزءًا من تدريبات حسم العقبان العسكرية إعجاب القادة العسكريين الذين يشاهدونه من رصيف بحري قريب. أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح في ندوة حسم العقبان لكبار القادة في مدينة الكويت “أن هذا التدريب الذي استمر لثلاثة أسابيع في أبريل 2017 واستضافته الكويت، قد جمع أكثر من 3.000 عسكري وعزز التعاون والتنسيق بين مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة”.
وأضاف الشيخ الخالد “أن مثل هذه التمارين تسهم في تعزيز العمل المتكامل والمشترك، لردع أي تهديدات تواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلا عن تطوير منظومة العمل بين وزارات ومؤسسات الدولة المعنية بإدارة الازمات، ودعم العمليات العسكرية والأمنية داخل البلاد وخارجها.” اشتملت السيناريوهات على مجموعة واسعة ومتنوعة من التهديدات المتعلقة ببيئة الأمن الديناميكية الراهنة. تم عقد أحداث التدريبات في الكويت مع التركيز على الدفاع الجوي، والتأمين الحدودي والبحري، وعمليات مواجهة الإرهاب، وإدارة الأزمات. بدأت تدريبات حسم العقبان 2017 بتدريب مراكز القيادات، وتبعها تدريب ميداني، وانتهت بندوة لكبار القادة.
منذ عام 1999، تُعد تدريبات حسم العقبان واحدة من أكبر التدريبات العسكرية في منطقة الخليج وتُعقد كل سنتين. وهذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها الكويت تدريبات القيادة المركزية الأمريكية.
وذكر اللواء رالف غروفر الثالث، مدير التمارين والتدريبات بالقيادة المركزية الأمريكية “أن تمرينات حسم العقبان 2017 تُوفر فرصة ثمينة لبناء العلاقات: والعمل معًا، وتعزيز التفاهم فيما بيننا، وإدراك التكتيكات والتقنيات والتدابير التي تتوفر لدى كل منامن أجل التصدي للتهديدات، وتعزيز قدراتنا”.
ويتخطى هذا التعاون الجانب العسكري حيث شاركت العديد من الهيئات والوزارات الكويتية الأخرى، حتى تمكّن الجميع من التدريب على سيناريوهات الاستجابة التي تشارك فيها الحكومة بأكملها.
وأشار رئيس الأركان العامة للجيش الكويتى الفريق الركن محمد خالد الخضر أثناء التدريب الختامي لحسم العقبان بالميناء “نحن معنيين بالدفاع عن خليجنا، والدفاع عن أنفسنا، وعن دولنا وشعوبنا، وإن ما يُهمنا هو الاستمرار في التدريب حتى نحقق المستوى المطلوب من الاستعداد القتالي”.
وكان العنصر الثابت في التدريبات هو التدريب على التصدي لحالات الطوارئ عند وجود أجهزة متفجرة في المناطق الحضرية. ففي يوم كان على القوات متعددة الجنسيات التصدي لتهديد زرع قنبلة محاكاة في مسجد محلي. وفي يوم آخر كان على القوات التصدي إلى تهديدات مشابهة في مدارس ثانوية محلية. قال المقدم ركن يوسف العبيدان، نائب رئيس فِرق التخلص من الذخائر المتفجرة في القوات المسلحة الكويتية إن الأعداء قد أجبروا القوات العسكرية والأمنية على الحفاظ على يقظتهم لمواجهة هذه التهديدات غير النمطية. وخلال التدريبات، عملت فرق التخلص من الذخائر المتفجرة في الجيش الكويتي مع فرق التخلص من الذخائر المتفجرة في الشرطة والحراسة الوطنية وكذلك فرق من دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة.
قال العبيدان قائلاً “إن العالم يتغير. ونحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على المواجهة والتعامل مع هذه التهديدات غير النمطية”.
واجهت الكويت مثل تلك المأساة عندما هاجم الإرهابيون مسجد الصديق بمدينة الكويت في 2015. وأعلنت داعش مسؤوليتها عن الهجوم الذي قُتل فيه عشرات الأشخاص وجُرح مئات آخرون. لدى قادة مجلس التعاون الخليجي تصميم على منع ومواجهة هذه الأنواع من الهجمات الغادرة على المدنيين — وكذلك الأفكار التي تدعمهم.
أثناء ندوة كبار القادة، حدد الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، قائمة كبرى الأولويات الأمنية لدول الخليج وهي: مواجهة الإرهاب، والمنظمات المتطرفة، والجريمة المنظمة، وتهديدات الأمن السيبراني. وأكد أن الطائفية والتعصب يهددان الاستقرار والرخاء في منطقة الخليج مناشدًا الدول ذات الأغلبية المسلمة لمضاعفة الجهود في مواجهة الأفكار المتطرفة.
ولكن حتى يأتي اليوم الذي تفقد فيه الأفكار المتطرفة سيطرتها على المجندين لديها، يجب على العسكريين التدرب لمنع الإرهابيين من إلحاق الضرر بالأفراد، لا سيما الضعفاء، مثل أطفال المدارس. أثناء التدريبات تصدت القوات لأربعة سيناريوهات تهديد مختلفة لقنابل إرهابية في مدارس محلية. نسق الرائد أحمد الزواوي بالقوات المسلحة الكويتية التصدي في المدرسة الثانوية. واستخدم فريق التخلص من القنابل إنسانًا آليًا لتفجير العبوة عن بعد، وبحثت باستخدام كلاب بوليسية لكشف المتفجرات عن أي تهديدات أخرى. وبمساعدة المدرسة ووزير الداخلية، قامت القوات بإخلاء مئات الطلاب خلال دقائق.
وصرح الرائد الزواوي قائلًا: “إننا نشهد في الشرق الأوسط: تغييرات وتحديات حرجة، خاصةً في الظروف الحالية. ومع ظهور منظمات إرهابية عنيفة، فإننا في حاجة إلى الاستعداد لمثل هذه التهديدات والتحديات. يجب علينا التعلم من أخطائنا لنكون على مستوى ذلك التغيير”.
وبصفته مختصًا في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة فإن مهمة الرائد الزواوي تتمحور حول القنابل، والألغام الأرضية، والذخائر — وبشكل أكبر الذخائر غير المتفجرة المنتشرة عبر الكويت كنتيجة للغزو من قبل صدام حسين، رئيس النظام العراقي السابق.
حقق المشاركون بالتدريبات الأهداف والمقاصد المرجوة. نفذت القوات تدريبات بحث وإنقاذ، وتدريبات مسح غرفة تحتوي على عنصر يُطلق النيران، والتصدي لحالات الطوارئ للهجمات الكيميائية، والبيولوجية، والإشعاعية.
وأعرب العميد محمد بن إبراهيم الربيع، قائد الوحدات السعودية المشاركة في حسم العقبان عن اعتزازاه بقواته التي حافظت على الاستعداد القتالي بالكامل خلال التدريبات لمواجهة التحديات الإقليمية. وصرح العميد الربيع قائلًا: “إن أمن الخليج مسئولية أمنية مشتركة”. وعبّر القادة من الكويت، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، والولايات المتحدة بشعور مماثل عن المسؤولية المشتركة لأمن الخليج.
وقال اللواء غروفر”إن كافة تلك التدريبات تهدف إلى بناء القدرات، والإمكانيات لكل من الدول المشاركة. إننا أقوى معًا كمجموعة واحدة أكثر من قوتنا منفردين. وهذا كان دليلًا آخر على ما يمكننا فعله معًا والتعامل كقوة واحدة”.
وأشار معاون رئيس أركان الجيش الكويتي لهيئة العمليات والخطط اللواء الركن أحمد العميري أن تدريبات حسم العقبان قد حققت أهدافها. وقال إنها “كانت تهدف إلى تحسين التنسيق والتعاون بين كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية بإدارة الأزمات. كما أنها تعزز التعاون العسكري بين القوات المسلحة لمجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، خاصةً أثناء الأزمات الإقليمية”.
وقال العميد الركن مشعل عبدالله مشعل، مدير التدريب في هيئة العمليات والخطط “أن استضافة الجيش الكويتي لهذا التمرين ستسهم في اكتساب الخبرات وتعزيز أواصر التعاون العسكري والأمني مع مجلس التعاون لدول الخليج العربي والدول الصديقة وتأصيل سبل التنسيق بين الوزارات والمؤسسات الكويتية من خلال المشاركة بشكل جماعي في التدريب على مختلف السيناريوهات، وبذلك تكتسب الكويت منافع فريدة”.
وأضاف العميد مشعل: “استعرض المشاركون المهارات العسكرية التي تعلموها — وهذا أظهر لي أن التدريبات كانت ناجحة”.
الكويت
‘‘ينبغي أن نزيد من جهودنا بشكل منظم من أجل تنفيذ المزيد من العمليات والتدريبات المشتركة مما يُقوّي العلاقات العسكرية بين الدول الصديقة’’.
~ وزير الدفاع الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح
البحرين
‘‘إن تدريبات حسم العقبان كانت حدثًا هائلًا وفعّالًا وفريدًا ومتميزًا. وقد أبرزَت الجهود المشتركة بين الدول. وتسعى مملكة البحرين إلى تبادل مثل تلك الخبرات واكتسابها مع مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة، متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية’’.
~ العقيد الركن طيار أيوب أحمد، رئيس الوفد العسكري لمملكة البحرين المشارك في حسم العقبان 2017
المملكة العربية السعودية
‘‘إن تدريبات حسم العقبان 2017 تُعد جزءًا من الجهود لتعزيز التعاون المشترك ورفع مستوى الاستعداد القتالي لدول مجلس التعاون الخليجي حتى تستطيع مواجهة التحديات الإقليمية’’.
~ العميد محمد بن إبراهيم الربيع، قائد الوحدات السعودية المشاركة في التدريبات
الولايات المتحدة
‘‘تعمل أمريكا مع شركائها من دول مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على أمن المنطقة، ولدينا من الاستيعاب العسكري ما يُمكننا من التصدي لأي تهديدات تؤثر على دول الخليج العربي. وبالإضافة إلى التدريبات، فإن الهدف هو بناء القدرات لجميع القوات’’.
~ اللواء رالف غروفر الثالث، مدير التمارين والتدريبات بالقيادة المركزية الأمريكية
قطر
‘‘إن تدريبات حسم العقبان عبارة عن تدريبات إستراتيجية تهدف إلى مواجهة الأزمات والكوارث، والتنسيق والتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة’’.
~ العميد الركن سعد الهاجري، إدارة الأزمات، القوات المسلحة القطرية
Comments are closed.