الصناعات الدفاعية المحلية

الأردن‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تحتلان‭ ‬مركز‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬محليًا

طرح صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثاني‭ ‬بن‭ ‬الحسين،‭ ‬العاهل‭ ‬الأردني،‭ ‬سؤالًا‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬ألقاه‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬العاصمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬قائلًا‭: “‬ما‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬نريده،‭ ‬ليس‭ ‬لأنفسنا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬ولأطفالنا‭ ‬أيضًا؟‭” ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استرعى‭ ‬الانتباه‭ ‬سريعًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭. ‬ويمكن‭ ‬لمس‭ ‬هذه‭ ‬الضرورة‭ ‬الملحة‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬في‭ ‬الأردن–‭ ‬حيث‭ ‬تحدها‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬اللتين‭ ‬مزقتهما‭ ‬الصراعات‭ ‬–‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬أيضًا‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مثل‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬الدولتين‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بغية‭ ‬إنجاز‭ ‬هذه‭ ‬المهمة،‭ ‬تعمل‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬عمّان‭ ‬وأبوظبي‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬المحلية‭ ‬سعيًا‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬عالية‭ ‬القيمة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬لكلتا‭ ‬الدولتين‭.‬

في‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬صرح‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬السلمان،‭ ‬مدير‭ ‬التسويق‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الثاني‭ ‬للتصميم‭ ‬والتطوير‭ (‬كادبي‭)‬،‭ ‬قائلاً‭: “‬لدينا‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬مهندسون‭ ‬رائعون‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬التعليم‭ ‬المتميز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬إحدى‭ ‬نقاط‭ ‬قوتنا‭ ‬الرئيسية،‭ ‬إذ‭ ‬إننا‭ ‬نمتلك‭ ‬موارد‭ ‬بشرية‭ ‬مذهلة‭ ‬مقارنةً‭ ‬بحجم‭ ‬دولتنا‭ ‬الصغير‭.” ‬مضيفًا‭ ‬بقوله‭: “‬إننا‭ ‬نفخر‭ ‬بتميزنا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬هندسة‭ ‬الدفاع‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭.”‬

التقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬الأردن

يعد‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثاني‭ ‬للتصميم‭ ‬والتطوير‭ (‬كادبي‭) -‬المملوك‭ ‬للدولة‭- ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مساهمته‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬لإصدار‭ ‬منتجات‭ ‬مثل‭ ‬المركبات‭ ‬المدرعة‭ ‬ومعدات‭ ‬الحماية‭ ‬الشخصية‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬العسكرية‭ ‬والذخيرة‭ ‬وأنظمة‭ ‬الرؤية‭ ‬الليلية‭ ‬والتصوير‭ ‬الحراري‭. ‬وينضم‭ ‬للشركات‭ ‬الأردنية‭ ‬العاملة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثاني‭ ‬للتصميم‭ ‬والتطوير‭ (‬كادبي‭) ‬شركاء‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭ ‬مثل‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬واليابان‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والسويد‭ ‬وتركيا‭ ‬والصين‭ ‬بمنطقة‭ ‬كادبي‭ ‬الصناعية‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬عمّان‭. ‬وتستفيد‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬كادبي‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحوافز‭ ‬الاستثمارية‭ ‬والإعفاءات‭ ‬الضريبية‭ ‬والخدمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والاتصالات‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬صرح‭ ‬جيم‭ ‬جونسون،‭ ‬مدير‭ ‬ومستشار‭ ‬بشركة‭ ‬بلاكستون‭ ‬جلوبال‭ ‬سيكيوريتي،‭ ‬ليونيباث‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬صحفية‭ ‬عُقدت‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭ ‬في‭ ‬عمّان‭ ‬قائلًا‭: “‬لقد‭ ‬أتاحت‭ ‬كادبي‭ ‬فرصًا‭ ‬للمهندسين‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬لا‭ ‬سيمًا‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يطمحون‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الدفاع؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لتوفر‭ ‬جميع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬يتمناها‭ ‬أي‭ ‬مهندس‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬لإجراء‭ ‬بحوث‭ ‬واختبارات‭ ‬بشأن‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬بحيث‭ ‬يتمكن‭ ‬المهندسون‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬مهاراتهم،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬اكتساب‭ ‬خبرات‭ ‬جديدة‭.” ‬

جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يقوم بتوزيع وجبات من إنتاج كادبي. كادبي

وأضاف‭ ‬جونسون‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأردنية‭ ‬وقوات‭ ‬الدرك‭ ‬والشرطة‭ ‬الأردنية‭ ‬ومديرية‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬عملاء‭ ‬كادبي،‭ ‬قائلاً‭: “‬أعتقد‭ ‬أنهم‭ ‬يعتزون‭ ‬أشد‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بكونهم‭ ‬أردنيين‭ ‬يستخدمون‭ ‬منتجات‭ ‬أردنية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬الكثير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬علاوةً‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬النفقات‭ ‬المخصصة‭ ‬للقطاع‭ ‬الدفاعي‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬ويساعد‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الصناعة‭ ‬المحلية‭.”‬

هذا‭ ‬وتشمل‭ ‬القدرات‭ ‬المتوفرة‭ ‬في‭ ‬كادبي‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬والاختبار‭ ‬والتصنيع‭ ‬والتحديث‭ ‬وإدخال‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬والنظم‭ ‬الدفاعية‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬خمس‭ ‬مجموعات‭ ‬هي‭: ‬الأنظمة‭ ‬البرية‭ ‬والأنظمة‭ ‬الذكية‭ ‬والأسلحة‭ ‬والذخيرة‭ ‬والقوات‭ ‬والإلكترونيات‭/‬الإلكترونيات‭ ‬الكهروضوئية‭.‬

وأردف‭ ‬جونسون‭ “‬إن‭ ‬كادبي‭ ‬هو‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬التطبيقات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقتال‭ ‬الحركي،‭ ‬ويقتصر‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬والواردات‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وأجهزة‭ ‬المراقبة‭ ‬وتكامل‭ ‬تلك‭ ‬الأنظمة‭.”‬

ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬كادبي‭ ‬وبعض‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬المدرعة‭ ‬الأردنية‭ ‬مبومبي،‭ ‬وهي‭ ‬مدرعة‭ ‬مهيبة‭ ‬صالحة‭ ‬للمناطق‭ ‬الوعرة‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬كمركبة‭ ‬مشاة‭ ‬قتالية‭ ‬وكحاملة‭ ‬جنود‭ ‬تستوعب‭ ‬12‭ ‬راكبًا‭. ‬وقد‭ ‬أُنتجت‭ ‬هذه‭ ‬المدرعة‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬كادبي‭ ‬ومجموعة‭ ‬باراماونت‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وهي‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬تصميم‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقي‭ ‬وأدخل‭ ‬عليها‭ ‬كادبي‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬لتتناسب‭ ‬مع‭ ‬ظروف‭ ‬التشغيل‭ ‬المحلية‭.‬

في‭ ‬إطار‭ ‬ذلك،‭ ‬يقول‭ ‬آيفور‭ ‬إيشيكويتز،‭ ‬رئيس‭ ‬ومؤسس‭ ‬بارامونت‭: “‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المركبة‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬مركبة‭ ‬مسطحة‭ ‬ومضادة‭ ‬للألغام‭ ‬معتمدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬‭ ‬يتخطى‭ ‬التعاون‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬كادبي‭ ‬كون‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأردنية‭ ‬مجرد‭ ‬عميل،‭ ‬فنحن‭ ‬نقوم‭ ‬بإنتاج‭ ‬هذه‭ ‬المركبات‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬سنوفرها‭ ‬للعملاء‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وأنوّه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬الصناعية‭ ‬تُعد‭ ‬امتدادًا‭ ‬لشراكات‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬كادبي‭ ‬في‭ ‬الماضي‭.‬‭”‬

وأوضح‭ ‬إيشيكويتز‭ ‬أن‭ ‬المركبة‭ ‬يجري‭ ‬إنتاجها‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬كادبي‭ ‬الصناعية‭ ‬فى‭ ‬الأردن‭ ‬بمكونات‭ ‬يقدمها‭ ‬شركاء‭ ‬آخرون‭ ‬لكادبي‭ ‬مثل‭ ‬شركة‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬التركية‭ ‬أسيلسان‭. ‬وقد‭ ‬بيّن‭ ‬أن‭ ‬مهندسي‭ ‬كادبي‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بتصنيع‭ ‬برج‭ ‬المركبة‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬صرّح‭ ‬إيشيكويتز‭ ‬قائلاً‭: “‬هذا‭ ‬البرج‭ ‬المكشوف‭ ‬بسيط‭ ‬نسبيًا‭ ‬ولكنه‭ ‬جيد‭ ‬الإنتاج،‭ ‬إنه‭ ‬برج‭ ‬فعال‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة‭ ‬وعالي‭ ‬الكفاءة‭ ‬للغاية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فلن‭ ‬ندمجه‭ ‬في‭ ‬المركبات‭ ‬الأردنية‭ ‬فحسب؛‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المركبات‭ ‬التي‭ ‬نوردها‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭.”‬

يستفيد‭ ‬الجنود‭ ‬الذين‭ ‬يتوقون‭ ‬إلى‭ ‬الأطباق‭ ‬المحلية،‭ ‬مثل‭ ‬طبق‭ ‬المنسف‭ ‬الأردني‭ ‬التقليدي،‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬الأخرى؛‭ ‬فقد‭ ‬استعانت‭ ‬كادبي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سعيها‭ ‬لتوفير‭ ‬وجبات‭ ‬تحمل‭ ‬شهادة‭ ‬حلال‭ ‬رسمية‭ – ‬أي‭ ‬مطابقة‭ ‬للقواعد‭ ‬الغذائية‭ ‬الإسلامية‭ – ‬بخدمات‭ ‬مجموعة‭ ‬براهيمز‭ ‬الماليزية‭ ‬العملاقة‭ ‬للأغذية‭- ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنتاج‭ ‬حصص‭ ‬تغذية‭ ‬ميدانية‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الأطباق‭ ‬الأردنية‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬النجاح‭ ‬المحلي‭ ‬لهذه‭ ‬التجربة‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬كادبي‭ ‬بتسويق‭ ‬الوجبات‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للبلدان‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأخرى‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬صرّح‭ ‬السلمان‭ ‬بقوله‭: “‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ظروف‭ ‬تخزين‭ ‬خاصة‭ ‬ولها‭ ‬مدة‭ ‬صلاحية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬عامين‭. ‬لقد‭ ‬حلت‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬ليس‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬ولعملائنا‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬أيضًا‭” ‬وأضاف‭ “‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الحصص‭ ‬الغذائية‭ ‬مفيدة‭ ‬للغاية‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الظروف،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬عند‭ ‬تدفق‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬الجائعين‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬العام‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الطعام‭ ‬إلى‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬للغاية‭ ‬مثل‭ ‬الحج‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.”‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬أشاد‭ ‬جونسون‭ ‬بنجاح‭ ‬كادبي‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أستقطاب‭ ‬عملاء‭ ‬من‭ ‬الخارج‭. ‬وقال‭ “‬إنهم‭ ‬يقومون‭ ‬بعمل‭ ‬رائع‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بالزيارات‭ ‬واستضافة‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬مثل‭ ‬معرض‭ ‬آيدكس‭ ‬أومؤتمر‭ ‬التعاقد‭ ‬الدفاعي‭ ‬الضخم‭ ‬الذي‭ ‬يُعقد‭ ‬كل‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭.” ‬

‭”‬وتستضيف‭ ‬الأردن‭ ‬كذلك‭ ‬معرض‭ ‬قوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ (‬سوفكس‭) ‬كل‭ ‬عامين،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬عرض‭ ‬كادبي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬مذهلًا،‭ ‬فهم‭ ‬يبذلون‭ ‬قصارى‭ ‬جهدهم‭ ‬ويحثون‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمنظمات‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭. ‬وقد‭ ‬يمثل‭ ‬تجمع‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬المتنافسين‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يبدو‭ ‬أنهم‭ ‬يتجنبون‭ ‬الخلافات‭ ‬عند‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬كادبي‭.”‬

النجاح‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة

بحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬السيد‭ ‬كريم‭ ‬شودري،‭ ‬المدير‭ ‬المحلي‭ ‬السابق‭ ‬لشركة‭ “‬بي‭ ‬آي‭ ‬إي‭ ‬سيستمز‭” ‬ومالك‭ ‬شركة‭ “‬الأمين‭” ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الأبحاث‭ ‬السوقية‭ ‬المعنية‭ ‬بالصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬وخبير‭ ‬الصناعات‭ ‬المحلية،‭ ‬فإن‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تعكف‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تطوير‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬لديها‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الوطنية‭ ‬الأساسية‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬مقوماتها‭ ‬وبنيتها‭ ‬التحتية‭.‬

وصرح‭ ‬شودري‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬من‭ ‬مكتبه‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬قائلاً‭: ” ‬يُعد‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬والتوظيف‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬أمرًا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬لنجاح‭ ‬أي‭ ‬عرض‭ ‬يُقدّم‭ ‬للجيش‭ ‬الإماراتي‭”. ‬وتابع‭ “‬إنهم‭ ‬يدركون‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنتاج‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬محليًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مكان‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬إنتاجًا‭ ‬جزئيًا‭ ‬أم‭ ‬تجميعًا‭ ‬محليًا،‭ ‬هو‭ ‬الأمر‭ ‬المعني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭.”‬

وأضاف‭ ‬شودري‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها‭ ‬قاعدة‭ ‬تصدير‭ ‬محتملة‭ ‬للشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬التصنيع‭ ‬والتصدير‭ ‬المعفي‭ ‬من‭ ‬الضرائب‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬البلاد،‭ ‬مثلها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مثل‭ ‬الأردن‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشروعًا‭ ‬مشتركًا‭ ‬بين‭ ‬شركة‭ ‬أبوظبي‭ ‬لبناء‭ ‬السفن‭ ‬وشركة‭ ‬رايثيون،‭ ‬إحدى‭ ‬أكبر‭ ‬الشركات‭ ‬المتعاقدة‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬أمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬سيتولى‭ ‬الشريكان‭ ‬تركيب‭ ‬صواريخ‭ ‬رايثيون‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وصيانتها‭ ‬وإعادة‭ ‬توثيقها،‭ ‬تلك‭ ‬الصواريخ‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬سفن‭ ‬الحراسة‭ ‬الإماراتية‭ ‬من‭ ‬طراز‭ “‬بينونة‭” ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السفن‭. ‬وهناك‭ ‬مسار‭ ‬تعاوني‭ ‬آخر‭ ‬بين‭ ‬الشريكين‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬العسكري‭ ‬المتطور‭ ‬للصيانة‭ ‬والرفع،‭ ‬المعروف‭ ‬أيضا‭ ‬باسم‭ ‬أمروك،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬مشترك‭ ‬تملكه‭ ‬شركة‭ ‬مبادلة‭ ‬للطيران‭ ‬وشركة‭ ‬سيكورسكي‭ ‬للطائرات‭ ‬وشركة‭ ‬لوكهيد‭ ‬مارتن‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭. ‬وأكد‭ ‬شودري‭ ‬على‭ ‬تفضيل‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬التاريخي‭ ‬لشركاء‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬لكنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬التغييرات‭ ‬في‭ ‬الفكر‭.‬

وأردف‭ “‬لقد‭ ‬شهد‭ ‬العقد‭ ‬الماضى‭ ‬تحولاً‭ ‬هائلًا‭ ‬فى‭ ‬المنهج‭ ‬الدفاعي‭ ‬الإماراتي‭ ‬حيث‭ ‬اتجهت‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي،‭ ‬وكانت‭ ‬مبادلة‭ ‬هي‭ ‬الشركة‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬جديدة‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬إلى‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭.”‬

يُذكر‭ ‬أن‭ ‬شركة‭ ‬مبادلة‭ ‬هي‭ ‬شركة‭ ‬قابضة‭ ‬مملوكة‭ ‬للدولة‭  ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬تملك‭ ‬محفظة‭ ‬استثمارية‭ ‬تتخطى‭ ‬حاجز‭ ‬65‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭. ‬وتصف‭ ‬الشركة‭ ‬نفسها‭ ‬بأنها‭ “‬مستثمر‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬والمناطق‭ ‬الجغرافية‭ ‬ذات‭ ‬العروض‭ ‬القيمة‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬عالمية‭ ‬لإنشاء‭ ‬مشروعات‭ ‬مشتركة‭ ‬وإدارتها‭.” ‬أما‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬الشركة‭ ‬فهو‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭.‬

وقال‭ ‬شودري‭ “‬إن‭ ‬مبادلة‭ ‬كانت‭ ‬الشركة‭ ‬الدفاعية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬اليوم‭ ‬يتخطى‭ ‬مجرد‭ ‬قضية‭ ‬الدفاع،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنها‭ ‬تحاول‭ ‬تجاوز‭ ‬قدراتها‭ ‬الدفاعية‭ ‬وتجديد‭ ‬علامتها‭ ‬التجارية‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬جديدة‭.”‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬شركة‭ ‬الإمارات‭ ‬للصناعات‭ ‬العسكرية‭ (‬إديك‭) ‬التي‭ ‬أسستها‭ ‬مبادلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬كوسيلة‭ ‬لإنشاء‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وإعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬الأجزاء‭ ‬المفكّكة‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬بكفاءة‭. ‬ويضم‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬إديك‭ ‬أعضاءً‭ ‬من‭ ‬الديوان‭ ‬الأميري‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وضباطًا‭ ‬عسكريين‭ ‬رفيعي‭ ‬المستوى‭. ‬هذا‭ ‬وتعد‭ ‬مهمة‭ ‬الشركة‭ ‬مماثلةً‭ ‬لمهمة‭ ‬كادبي‭ ‬في‭ ‬الأردن‭.‬

التطلع‭ ‬إلى‭ ‬الأمام

في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬تتطلع‭ ‬الأردن‭ ‬والإمارات‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وبقدر‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬سيسيران‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭.‬

في‭ ‬سياق‭ ‬ذلك،‭ ‬صرح‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬قائلاً‭: “‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لعالمنا‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬العنف‭ ‬والحرمان‭ ‬والخوف‭ ‬الذي‭ ‬نشهده‭ ‬حاليًا،‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬وخارجها‭.”‬‭  ‬

Comments are closed.