السلام من خلال الوطنية

يتوجب‭ ‬على‭ ‬كازاخستان‭ ‬ترسيخ‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬ضمانًا‭ ‬لأمنها

نوریم‭ ‬زولوبکاروویج‭ ‬اواسبانوف،‭ ‬جامعة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني،‭ ‬كازاخستان

أدت التغيرات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬المشاكل‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬جيل‭ ‬جديد،‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬التعليم‭ ‬الوطني‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭. ‬وأصبح‭ ‬التعليم‭ ‬الوطني‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬كازاخستان‭.‬

وهذه‭ ‬القضايا‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬ولا‭ ‬تتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بمستوى‭ ‬الوعي‭ ‬الذاتي‭ ‬لمواطني‭ ‬كازاخستان،‭ ‬بل‭ ‬تنعكس‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬والسياسة‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭.‬

‭”‬الباتريوت‭”‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لقاموس‭ ‬فلاديمير‭ ‬دال،‭ ‬هو‭ “‬محب‭ ‬وطنه،‭ ‬وبطل‭ ‬رفاهيته،‭ ‬وعاشق‭ ‬ترابه،‭ ‬ومكرس‭ ‬حياته‭ ‬لأرض‭ ‬نشأته،‭ ‬وفخور‭ ‬ببلاده‭”. ‬وقاموس‭ ‬الموسوعة‭ ‬السوفياتية‭ ‬يعَرِّف‭ “‬الوطنية‭” ‬بأنها‭ “‬حب‭ ‬البلد‭.” ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الفهم‭ ‬المعاصر‭ ‬للوطنية‭ ‬يربط‭ ‬وعي‭ ‬الفرد‭ ‬بعواطفه‭ ‬تجاه‭ ‬بيئته‭ ‬الأصلية‭ ‬وتنشئته‭ ‬وطفولته‭ ‬ومراهقته‭ ‬وتطوره‭ ‬كفرد‭.‬

دعونا‭ ‬نعطِ‭ “‬الوطنية‭” ‬و‭ “‬الوطني‭” ‬التعريفات‭ ‬التالية‭:‬

احترام‭ ‬مكان‭ ‬الميلاد‭ ‬واستمرار‭ ‬الإقامة؛‭ ‬والحب‭ ‬والاهتمام‭ ‬بتشكيل‭ ‬إقليمي‭ ‬معين؛‭ ‬واحترام‭ ‬التقاليد‭ ‬المحلية؛‭ ‬والولاء‭ ‬لإقليم‭ ‬معين‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬حياة‭ ‬الفرد‭.‬

توقير‭ ‬الفرد‭ ‬أسلافه‭ ‬وحبهم‭ ‬والتسامح‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬مواطني‭ ‬بلاده‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬معين،‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬مساعدتهم‭ ‬وإثناؤهم‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬الشر‭. ‬والمقياس‭ ‬الرئيسي‭ ‬لهذا‭ ‬الاحترام‭ ‬هو‭ ‬الخير‭ ‬تجاه‭ ‬المواطنين‭.‬

اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬ملموسة‭ ‬وبشكل‭ ‬يومي‭ ‬لتطوير‭ ‬الوطن‭ ‬الأم‭. ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬لمواطني‭ ‬البلاد‭ ‬والمواطنين‭ (‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام،‭ ‬والنظافة‭ ‬والهندام،‭ ‬وتحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬الودية‭ ‬مع‭ ‬الجيران‭ ‬داخل‭ ‬شقة‭ ‬الفرد،‭ ‬والسلالم،‭ ‬والبناية،‭ ‬والمجمع‭ ‬السكني،‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الطريق‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬تطوير‭ ‬مُرضٍ‭ ‬للمدينة‭ ‬بأكملها،‭ ‬والمنطقة،‭ ‬والمقاطعة،‭ ‬والوطن‭ ‬ككل‭).‬

وهكذا،‭ ‬كلما‭ ‬اتسع‭ ‬نطاق‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬يعتبرها‭ ‬الوطني‭ ‬وطنه‭ (‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بلاده‭ ‬بأكملها‭)‬،‭ ‬زاد‭ ‬الحب‭ ‬والاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭ ‬تجاه‭ ‬مواطنيه‭.‬

فالوطني‭ ‬الحقيقي‭ ‬يحترم‭ ‬الوطنيين‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬ولا‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬لهم‭. ‬وفي‭ ‬بلده‭ ‬يكافح،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬الوطنيين،‭ ‬ضد‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬إيقاع‭ ‬الضرر‭ – ‬المواطنين‭ ‬غير‭ ‬الوطنيين‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬وعي‭ ‬وطني‭ ‬معيب‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬حده‭ ‬الأدنى،‭ ‬أو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يزرعون‭ ‬العداء‭ ‬تجاه‭ ‬مواطنيهم،‭ ‬وإساءة‭ ‬معاملة‭ ‬مواطنيهم‭ ‬وتسميم‭ ‬البيئة‭. ‬فإدمان‭ ‬الكحوليات‭ ‬والمخدرات،‭ ‬وإثارة‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬الجيش،‭ ‬والفساد،‭ ‬واختلاس‭ ‬الأموال‭ ‬العامة‭ ‬كلها‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬السلوك‭ ‬غير‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬كازاخستان‭.‬

والوطنية‭ ‬مشاعر‭ ‬خاصة‭ ‬للغاية،‭ ‬وموطنها‭ ‬عمق‭ ‬الروح‭ (‬أو‭ ‬اللاوعي‭). ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬وطنية‭ ‬الشعب‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أفعاله،‭ ‬وليس‭ ‬كلامه‭.‬

فالوطني‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬بالأحرى‭ ‬شخص‭ ‬يحكم‭ ‬على‭ ‬وطنيته‭ ‬الآخرون‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬فإن‭ ‬الشخص‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسمَّى‭ ‬وطنيًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحسن‭ ‬رفاهته‭ ‬البدنية‭ ‬والمعنوية‭ ‬باستمرار،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬ترعرع‭ ‬جيدًا،‭ ‬وتلقّىَ‭ ‬تعليمه‭ ‬واستنار،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬عائلة‭ ‬عادية،‭ ‬ويمجّد‭ ‬سيرة‭ ‬أسلافه،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬نسله‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تثقيفهم‭ ‬ويغرس‭ ‬فيهم‭ ‬أرقى‭ ‬التقاليد،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يحافظ‭ ‬بشكل‭ ‬مناسب‭ ‬على‭ ‬بيئته‭ ‬المعيشية‭ ‬ويطور‭ ‬باستمرار‭ ‬من‭ ‬أسلوب‭ ‬حياته‭ ‬وسلوكه‭ ‬لصالح‭ ‬بلاده‭. ‬وهو‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬ذات‭ ‬التوجه‭ ‬الوطني،‭ ‬أي‭ ‬التي‭ ‬تُعنىَ‭ ‬بوحدة‭ ‬المواطنين‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬وطنهم‭ ‬الأم‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬مواطنيه‭ ‬المستنيرين‭.‬

إن‭ ‬استقلال‭ ‬دولتنا‭ ‬رمز‭ ‬حيوي‭ ‬للفخر‭ ‬بالوطنية‭ ‬الكازاخستانية‭. ‬فالفهم‭ ‬الرفيع‭ ‬والواعي‭ ‬للاستقلال‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬الفكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكازاخستان‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬شعبنا‭ ‬وستصبح‭ ‬ميراثًا‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن‭ ‬لأحفادنا‭.‬

فالوطنية‭ ‬لا‭ ‬تنمو‭ ‬على‭ ‬تربة‭ ‬قاحلة‭. ‬وجذورها‭ ‬ضاربة‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬تاريخ‭ ‬البلد‭ ‬وتفهم‭ ‬واحترام‭ ‬أنشطة‭ ‬الأجيال‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬جهودها‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬استقلال‭ ‬كازاخستان‭ ‬ونجاحها‭. ‬وفي‭ ‬دستور‭ ‬جمهورية‭ ‬كازاخستان،‭ ‬تجسدت‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬للدولة‭.‬

ينبغي‭ ‬توجيه‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص‭ ‬نحو‭ ‬رموز‭ ‬استقلال‭ ‬الدولة‭. ‬فغرس‭ ‬الوطنية‭ ‬واحترام‭ ‬البلاد‭ ‬يبدأ‭ ‬باحترام‭ ‬هذه‭ ‬الرموز‭. ‬ومعنى‭ ‬رموز‭ ‬الدولة‭ ‬يرتبط‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بمفهوم‭ ‬السيادة‭. ‬وتعكس‭ ‬هذه‭ ‬الرموز‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والأولويات‭ ‬والمصير‭ ‬التاريخي‭ ‬للبلد‭ ‬وتشكل‭ ‬عنصرًا‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬مركز‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬

إن‭ ‬رموز‭ ‬كازاخستان‭ ‬ذات‭ ‬السيادة‭ ‬تعكس‭ ‬التوجه‭ ‬العام‭ ‬للمذهب‭ ‬الفكري‭ ‬للدولة‭ ‬المستقلة‭ ‬وتطورها‭ ‬التاريخي‭ ‬وإطارها‭ ‬العقلاني‭ ‬والفلسفي،‭ ‬وهي‭ ‬تجسيد‭ ‬لحلم‭ ‬طال‭ ‬قرونًا‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬للشعب‭ ‬الكازاخستاني‭ ‬ومجتمع‭ ‬الحرية‭ ‬متعدد‭ ‬الأعراق،‭ ‬ولمسار‭ ‬مستقل‭ ‬للتنمية‭. ‬ولهذا،‭ ‬فإن‭ ‬الترويج‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬والاستخدام‭ ‬المناسب‭ ‬للحكومة‭ ‬الداخلية‭ ‬يشجع‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬الذاتي‭ ‬الوطني‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الوطنية‭ ‬وحب‭ ‬الوطن‭ ‬والسعي‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالحه‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭.‬

ومن‭ ‬الأمور‭ ‬الأساسية‭ ‬لتنمية‭ ‬الحس‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬كازاخستان‭:‬

أولا،‭ ‬ينبغي‭ ‬عدم‭ ‬توجيه‭ ‬الوطنية‭ ‬نحو‭ ‬التدمير،‭ ‬ولكن‭ ‬نحو‭ ‬الإبداع،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬السلطة‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنخبة‭ ‬حاكمة‭ ‬جديدة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نرحب‭ ‬بالطاقة‭ ‬الجديدة‭ ‬ومشاركة‭ ‬جيلنا‭ ‬الأصغر‭ ‬سنًا‭. ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬من‭ ‬يتقلدون‭ ‬السلطة‭ ‬بالشعور‭ ‬بالوطنية‭. ‬فنحن‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬قومية‭ ‬أو‭ ‬مهددة،‭ ‬بل‭ ‬وطنية‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الحب‭ ‬الحقيقي‭ ‬للبلد‭ ‬والشعب‭.‬

ثانيًا،‭ ‬غرس‭ ‬الوطنية‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومي‭. ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬متحدين،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬نتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬جمهوريتنا،‭ ‬فلن‭ ‬نحقق‭ ‬نتائج‭ ‬ذات‭ ‬مغزى‭. ‬تشمل‭ ‬التربية‭ ‬المدنية‭ ‬والوطنية‭ ‬ونشر‭ ‬رموز‭ ‬الدولة‭ ‬واحترام‭ ‬الجيش‭ ‬ومؤسسات‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭. ‬

وهي‭ ‬أيضًا‭ ‬تعنى‭ ‬بتثقيف‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬حقوقهم‭ ‬وواجباتهم‭ ‬ومكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬وتعزيز‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬صحي‭. ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬الجيل‭ ‬الأصغر‭ ‬بالآثار‭ ‬التاريخية،‭ ‬وأن‭ ‬نساعدهم‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬بأنفسهم‭ ‬مواقع‭ ‬المعارك‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬أسلافنا‭ ‬ضد‭ ‬دزونغارس‭ ‬وكافحوا‭ ‬لاستقلالهم،‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬الوطنية‭ “‬ألاش‭”. ‬وقد‭ ‬يغرس‭ ‬هذا‭ ‬الكبرياء‭ ‬في‭ ‬أسلافهم،‭ ‬والمشهورين‭ ‬من‭ ‬الأبطال،‭ ‬والشعراء‭ ‬ورجال‭ ‬الدولة‭.‬

ثالثًا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬نتائج‭ ‬ذات‭ ‬مغزى‭. ‬تبدأ‭ ‬الوطنية‭ ‬بحب‭ ‬الأسرة‭ ‬والوطن‭. ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجميع‭ ‬مفيدًا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬يختاره‭. ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬تلاميذ‭ ‬المدارس‭ ‬أن‭ ‬يذاكروا‭ ‬جيدًا؛‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعات‭ ‬تعلم‭ ‬أساسيات‭ ‬العلوم‭. ‬والشخصيات‭ ‬العامة‭ ‬وموظفي‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬والجنود‭ ‬والمثقفبن‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأعمال‭ – ‬يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬توجيه‭ ‬طاقاته‭ ‬لمساعدة‭ ‬بلدنا‭ ‬على‭ ‬الازدهار‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬الشاب‭ ‬في‭ ‬كازاخستان‭ ‬متعلمًا‭ ‬ومتقبلاً‭ ‬للابتكار‭ ‬العالمي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬جذوره‭ ‬وتقاليده،‭ ‬وأفضل‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬سكان‭ ‬بلده‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬الشباب‭ ‬متمسكين‭ ‬بثقافتهم‭ ‬الأصلية؛‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬احترامها‭ ‬ولكن‭ ‬بدون‭ ‬شخصنتها‭. ‬فمستقبل‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الشباب‭. ‬وهم‭ ‬ليسوا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬سادة‭ ‬أمتنا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬وهذا‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مجال‭ ‬بين‭ ‬شباب‭ ‬اليوم‭ ‬للقومية‭ ‬أو‭ ‬لانعدام‭ ‬الانتماء‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬السُكر‭ ‬أو‭ ‬المخدرات‭ ‬أو،‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬اللامبالاة‭ ‬للمجتمع‭ ‬الكازاخستاني‭.‬

فعندما‭ ‬يشعر‭ ‬المرء‭ ‬بعمق‭ ‬بعدم‭ ‬قابليته‭ ‬للانفصال‭ ‬عن‭ ‬بلاده‭ ‬وعن‭ ‬طبيعته‭ ‬وتاريخه‭ ‬وثقافته‭ ‬ولغته‭ ‬الأم‭ ‬وإقليمه‭ ‬ومناخه‭ ‬وطريقة‭ ‬حياته،‭ ‬عندئذ‭ ‬يظهر‭ ‬شعور‭ ‬عميق‭ ‬بالوطنية‭. ‬وفي‭ ‬كازاخستان،‭ ‬يُستخدَم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬لغرس‭ ‬الوطنية‭. ‬فسياسات‭ ‬الرئيس‭ ‬موجهة‭ ‬نحو‭ ‬رفع‭ ‬الوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للوطنية،‭ ‬وتشكيل‭ ‬مجتمع‭ ‬عِرقي‭ ‬سياسي‭ ‬موحد‭ – “‬نحن‭ ‬شعب‭ ‬كازاخستان‭” – ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬المدني‭ ‬والإجماع‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬ودعمهما‭.‬

الوطنية‭ ‬هي‭ ‬الفخر‭ ‬ببلد‭ ‬المرء‭ ‬وإنجازاته‭. ‬والوطنية‭ ‬الكازاخية‭ ‬الجديدة‭ ‬تعني‭ ‬الحقوق‭ ‬والفرص‭ ‬المتساوية‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭. ‬فالوطنية‭ ‬الكازاخستانية‭ ‬الجديدة‭ ‬ليست‭ ‬القومية‭ ‬الوطنية‭ ‬الضيقة‭ ‬التي،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬تضر‭ ‬بتنمية‭ ‬كازاخستان‭ ‬وازدهارها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إعاقة‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬البلد‭ ‬والعالم‭ ‬الخارجي‭.‬

وفي‭ ‬كازاخستان،‭ ‬وبفضل‭ ‬جهود‭ ‬الرئيس‭ ‬الأول،‭ ‬مرت‭ ‬البلاد‭ ‬بنجاح‭ ‬بمرحلة‭ ‬النهضة‭ ‬الوطنية،‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬المناقشات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتسمية‭ ‬الجمهورية‭ ‬واللغة‭ ‬الوطنية‭. ‬وأصبح‭ ‬هذا‭ ‬الإجماع‭ ‬متعدد‭ ‬الأعراق‭ ‬القيمة‭ ‬الأساسية‭ ‬والإنجاز‭ ‬الحقيقي‭ ‬لكازاخستان‭.  ‬

Comments are closed.