التعاون في البحار By Unipath On May 2, 2018 Share العميد الركن البحري ابراهيم النعيمات يتحدث عن الدور الأقليمي الذي تلعبه القوات البحرية الأردنية أسرة يونيباث Staff Brig. Gen. Ibrahim Alnaimat تلعب البحرية الملكية الأردنية دوراً كبيراً بحماية المياه الإقليمية الأردنية والحفاظ على الأمن في خليج العقبة بالتعاون مع القوات البحرية السعودية والقوات البحرية المصرية، إضافة إلى مشاركة البحرية الأردنية في المهمة 152 لمكافحة القرصنة في سواحل البحر الأحمر مما ينعكس بالإيجاب على أمن الملاحة العالمية. التقت مجلة يونيباث العميد الركن البحري ابراهيم النعيمات أثناء ندوة مشاة البحرية التي استضافها الأردن في 19 آب، 2017 حيث حدثنا عن دور وانجازات القوة البحرية الأردنية حيث بدأ الحديث قائلاً. العميد الركن البحري ابراهيم النعيمات: في البداية، اسمحوا لي أن أرحب بفريق المجلة وهذه فرصة سعيدة أن نلتقي بأسرة يونيباث هنا في مقر قيادة القوات البحرية الأردنية. وبمناسبة مؤتمر المارينز السنوي لعام 2017 والذي يعقد للمرة الأولى في مدينة العقبة وهذا مؤشر على العلاقات الاستراتيجية بين المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية على المستوى السياسي والعسكري، ونحن كقوات مسلحة أردنية وأمريكية واجبنا أن نلتقط هذه الإشارات من قادتنا السياسيين ونعمل لتطويرها لمصلحة بلدينا. نحن هنا في الأردن دائما نعتز ونفتخر بعلاقتنا مع أصدقائنا وبمستوى التنسيق والتعاون على المستوى الاستراتيجي سواء السياسي أو الأمني ضمن منطقة الشرق الأوسط حيث تشهد المنطقة سنوات من الأضطرابات الصعبة على كافة المستويات وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي مما جر بعض البلدان للاقتال الداخلي والصراعات الدموية وأصبحت بعض المناطق تحت سيطرة المجاميع الإرهابية. لذلك من واجبنا كعسكريين المحافظة على علاقتنا الاستراتيجية بحلفائنا ونحافظ على العمل المشترك وننسق ونتعاون ونتدرب في أوقات السلم حتى إذا ما دعت الحاجة للدفاع عن أمن وسيادة وطننا نكون بأعلى الجاهزية لمجابهة المخاطر وقادرين على العمل سويةً ضمن مسرح عمليات واحد. وعلينا أن نستغل الإمكانيات المتاحة ضمن الأقليم، حيث هناك دول لديها إمكانيات كبيرة والأردن هو دولة صغيرة ذات موارد محدودة لكن ما نملكه من خبرات بشرية في القوات المسلحة الأردنية بكافة فروعها تضاهي الجيوش المتقدمة وأن قيادة القوات المسلحة استثمرت منذ زمن طويل بتدريب وإعداد الجيش مما جعلنا على أهبة الاستعداد للعمل مع الأصدقاء والحلفاء في كل التضاريس. ما يتعلق بالبحرية الأردنية لدينا برامج شراكة مثمرة جداً في التدريب والتأهيل والتسليح للاستفادة من خبرات وتجارب شركائنا في البحرية الأمريكية وقوات خفر السواحل والمارينز وهذه كانت فرصة كبيرة لنا بإعداد قوات البحرية ومشاة البحرية الأردنية. يونيباث: ماهي أهمية الشراكة والتحالف مع الجيوش المتقدمة؟ العميد النعيمات: بالتأكيد، نحن كقوات بحرية أردنية نعمل عن كثب مع شراكائنا في سلاح البحرية والمارينز التابع للولايات المتحدة. ونحن فخورين وسعداء بهذا التعاون الاستراتيجي. لقد أرسلنا مجموعة من ضباطنا للعمل مع قيادة قوات التحالف البحرية المشتركة في البحرين منذ زمن ولدينا ضابط ارتباط برتبة عقيد أو عميد مع قيادة الأسطول الخامس لتبادل المعلومات والتنسيق. وبرغم صغر حجم القوات البحرية الأردنية وعدم امتلاكنا لقطع بحرية تستطيع العمل في أعالي البحار لكننا استطعنا ومن خلال التنسيق مع شركائنا الأمريكان من إرسال مجموعة من ضباطنا لقيادة قوة المهام البحرية 152 لمدة عام حيث تشرفنا بقيادة المهمة بعد دولة الكويت الشقيقة في ايلول 2016 لمدة عام، وسنسلم القيادة المملكة العربية السعودية وكان قائد قوة المهام 152 ورئيس الأركان ورئيس قسم العمليات ورئيس قسم التخطيط والضباط المناوبين في غرفة العمليات ومجموعة من ضباط الصف العاملين في قيادة المهمه 152 جميعهم من الأردن. وفي هذه المناسبة أود أن أتقدم بالشكر والتقدير من قيادة القوات البحرية الملكية لشركائنا في قيادة قوات التحالف على الجهد الكبير الذي يبذلوه ضمن المنطقة أذ نعمل معا ونتبادل الخبرات والموارد المتوفرة فيما بيننا. حيث نكون مكملين لبعضنا، نحن لا نملك السفن الكبيرة لكننا نملك الخبرات البحرية والمقاتلين المهنيين الذين يستطيعون تنفيذ الواجب من خلال استخدام السفن التابعة لشركائنا والعمل بروح الفريق الواحد. كذلك لنا دور كبير ضمن المنطقة بمكافحة القرصنة البحرية في الخليج العربي وخليج عدن وعلى سواحل الصومال حيث أعددنا سبع فرق للتفتيش بالتعاون مع البحرية الأمريكية. وخلال السنوات الماضية أرسلنا فريقين كل فريق يبقى لمدة 90 يوم ويعمل على سطح السفن الأمريكية ضمن المهمة 151 و 152 وقاموا بمهمات عديدة في إلقاء القبض على القراصنة وكانت تجربة غنية جداً للطرفين حيث استفدنا من تبادل الخبرات والتكتيكات. وهذا واحد من عدة واجبات تقوم بها المملكة الأردنية الهاشمية لبسط الأمن والاستقرار في المنطقة وحماية خطوط الملاحة العالمية. يونيباث: ما هو دور الجنود الأردنيين في السفن الأمريكية؟ هل يساهمون فقط في الخبرة العسكرية، أم أن معرفتهم للغة والثقافة أيضاً عامل مهم؟ العميد النعيمات: نعم، معرفة لغة وتقاليد منطقة العمليات له الأثر الكبير بمعرفة العدو وطرق تفكيره وخططه. عندما ألقي القبض على مجموعة مشتبه بتورطهم في أنشطة القرصنه قرب سواحل الصومال، كانوا يدّعون بأنهم صيادين ولا علاقة لهم بالقراصنه، لكنهم كانوا يتكلمون فيما بينهم باللغه العربية حيث كان أحد رجال البحرية الملكية يستمع لحوارهم وهم يأكدون لبعضهم بأن جميع قطع السلاح خبأت تحت أدوات الصيد ومن المستحيل إيجادها. لكن وبفضل الضباط الأردنيين تم العثور على مخبئ السلاح وأجهزة الأتصال بوقت قياسي وقد صعق القراصنة حين واجههم الضابط الأردني بأنه فهم كل ما دار بينهم. هنالك العديد من هذه القصص التي تؤكد على نجاح العمل المشترك بين الجيوش الصديقة. يونيباث: كقائد للقوات البحرية الملكية الأردنية، ماهي التحديات التي تواجهكم؟ العميد النعيمات: البحرية الأردنية هي جزء من بحريات المنطقة وفي مواجهة نفس التهديدات والتحديات القائمة ولكن هناك خصوصية في مواجهة بعض التحديات. إن اكبر التحديات الموجودة هو أننا بصدد مرحلة جديدة حيث تم محاصرة ودحر عصابات داعش الإرهابية في دول المنطقة وهم الآن يرومون الهرب وإنقاذ انفسهم من موت محقق. لذلك يجب علينا البقاء على أتم الاستعداد ومنعهم من استخدام الخطوط البحرية لتهريب المقاتلين والسلاح وهذا دور كبير جدا للقوات البحرية الملكية وأننا نمتلك الإمكانيات الكافية للقيام بهذه المهمه على مدار الساعة ولم تحدث أي حاله لاختراق مياهنا الأقليمية. إضافة إلى وجود بعض المجاميع الإرهابية التي تعمل في دول المحيط والتي تواجه ضغطاً عسكرياً كبيراً وربما يدفعها لإيجاد موطئ قدم في الأردن عن طريق التسلل عبر البحر ونحن نراقب عن كثب كل أنشطة الإرهابيين ولهم بالمرصاد لمنع تنقلهم من خلال مياهنا أو التسلل لأراضينا. يونيباث: موقع الأردن المجاور لمصر والسعودية، هل يوجد بينكم تعاون واتفاقيات لحماية المياه المشتركة؟ العميد النعيمات: نعم لدينا تعاون إقليمي مع الدول المطلة على خليج العقبة، نحن على تواصل يومي وتبادل معلوماتي معهم ولدينا خطوط للاتصال المباشر إذا ما دعت الحاجة ولدينا ضباط ارتباط لتسهيل المهمة وهدفنا المشترك هو المحافظة على أمن واستقرار خليج العقبة ونجعله خالياً من أي نوع من أنواع الإرهاب والجريمة. يونيباث: لقد شهدت ندوة المارينز الأقليمية 2017 نجاحاً كبيراً من خلال الدول المشاركة والمواضيع التي نوقشت، هل لك أن تتحدث لنا عن أهمية مشاركة الجيش الأردني في مثل هذه التمارين المشتركة؟ العميد النعيمات: طبعا التمارين هي أحد وسائل تطوير القدرات واكتساب الخبرات بين المشاركين. كذلك التعرف على الإمكانيات والتقنيات وكيفية توظيفها لمصلحة القوات المسلحة الأردنية، لدينا أكثر من برنامج وأكثر من تمرين مشترك. منذ عامين ونصف هناك شراكة حقيقية بين كتيبة مشاة البحرية 77 ومشاة البحرية الأمريكية كذلك لدينا تدريب ثنائي لفرق مكافحة الإرهاب والقرصنة ضمن قاطع قيادة الأسطول الخامس حيث يأتون بين فترة وأخرى للتدرب مع كتيبة مشاة البحرية الملكية. وهنا لابد لي أن أذكر تمرين الأسد المتأهب حيث يتم من خلال هذا التمرين المهم تبادل الخبرات بين الدول المشاركة، إضافة إلى توحيد المفاهيم العسكرية المستخدمة والعمل المشترك لقيادات التمرين للتخطيط الذي يسبق التمرين وهذا مهم جداً حيث يتم وضع سيناريوهات التمرين لمحاكات التهديدات المحتملة وطرق دحضها. ونحن نطمح على تطوير التمرين من خلال تجديد وتطوير السيناريوهات كما نسعى لتوظيف كل قدرات المملكة الأردنية الهاشمية في التمرين القادم بمشاركة المؤسسات الحكومية المدنية والقوات المسلحة للعمل معا كفريق واحد وهذا العمل الموحد مهم جداً لنا لمواجهة الكوارث والأزمات الطبيعية والمفتعلة. أما ندوة المارينز التي تشرفنا بأستضافتها في العقبة، فهي نتيجة العمل الدؤوب بين المارينز الأمريكي ومشاة البحرية الأردنية والذي أثمر عن نجاح كبير بحضور عدد كبير من أشقائنا وأصدقائنا للتشارك بالأفكار والمقترحات لتطوير المناهج التدريبية وأعداد قوات مشاة بحرية مهنيه وقادرة على مواجهة التهديدات في المنطقة. فشكري الجزيل لقيادة قوات المارينز لما قاموا به من عمل كبير لإنجاح هذه الندوة وتطويرها وأود ان أشكر أشقاءنا في دول المنطقة لحضورهم ومشاركتهم وأتمنى أن نرى مشاركة أكبر في العام القادم. يونيباث: هل هناك تمارين بحرية مشتركة أخرى يشارك بها الأردن؟ العميد النعيمات: طبعا أثناء تمرين الأسد المتأهب يوجد أنشطة بحرية كثيرة نحن نشارك بها، كذلك على المستوى الأقليمي هناك تمرين بحري أردني-مصري بدأ في عام 2015 تحت أسم العقبة 15 حيث استضافته جمهورية مصر العربية والعقبة 16 عقد لدينا في الأردن أي أن كل عام يعقد في دولة. وهذا أحد أوجه التعاون بين القوات البحرية الأردنية ومصر لحماية التجارة العالمية في خليج العقبة. ومن خلال هذا التمرين نضع الحلول للتهديدات المحتملة التي قد تواجهة المنطقة وفي كل عام لدينا سيناريو جديد يتطابق مع التهديدات التقليدية وغير التقليدية وأقصد بغير التقليدية كلما يتعلق بالتهديدات الإرهابية. يونيباث: هل تحب ان توجه نصيحة لضباط القوات البحرية في المنطقة عن أهمية الشراكة؟ العميد النعيمات: نصيحتي لأنفسنا ولجميع الدول الصديقة، يجب علينا العمل معا، لأن التهديدات القائمة في هذا العصر لايمكن مواجهتها بالطريقة الكلاسيكية أي من خلال دولة بمفردها. لم يعد بإمكان أي دولة في العالم حماية ممرات الملاحة العالمية بمفردها، لأن ذلك سيستنزف جميع مواردها وقد يؤدي إلى حرب طويلة الأمد وخسائر كبيرة ونشر جنودها ومعداتها في كل بقاع العالم وهذا ضرب من المستحيل، وعليه يجب العمل بمنطق الفريق الواحد والاستفادة من موارد الحلفاء والأشقاء لبسط الأمن. يجب أن يكون لنا حلفاء وأصدقاء لمواجهة كافة التحديات سواء في المنطقة او خارجها حيث أصبحت التهديدات الإرهابية عابرة للحدود مما يجب أن يكون عملنا جماعي وتوظيف كافة القدرات والإمكانيات والتقنيات المتاحة لنا حيث كل دولة تقدم شيئاً معيناً تتميز به عن بقية الدول وبهذا نكون قد أعددنا قوة متكاملة قادرة على هزيمة العدو. Share
Comments are closed.