التركيزعلى مكافحة الإرهاب By Unipath On Jan 30, 2015 Share قائد عراقي يتحدث عن اهمية التعاون الأقليمي والدولي لمحاربة داعش أسرة يونيباث الفريق أول الركن طالب شغاتي الكناني في القضايا المصيرية يوجد رجال في الظل، يدافعون عن بلدانهم، ويديرون المعارك المصيرية بعيدًا عن الأضواء والكاميرات. هؤلاء الرجال تجدهم لا يتحدثون كثيرًا عن بطولاتهم وانتصاراتهم، ويكتفون بالابتسامة حين يذكر لهم الناس بعض القصص التي تحكي بسالتهم وتضحياتهم من أجل غد مشرق للأجيال. أحد هؤلاء الرجال هو الفريق أول الركن طالب شغاتي الكناني، قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي والذي عُين حديثًا كقائد عام للقوات المشتركة لمحاربة ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). الفريق أول الركن طالب هو اسمٌ لامعٌ بين ضباط الجيش العراقي سواء قبل 2003 أو بعدها. فللرجل مواقفه الوطنية التي تدل على مهنيته العسكرية وولاءه الخالص للوطن. شخص هادئ ومهني ويحمل أخلاق الفرسان بالتواضع والحنكة. همه الوحيد هو الأمن وسلامة المواطنين ومتابعة الخروقات الأمنية والكشف عن من يخطط لها ويمولها. يحكي تاريخه العسكري أسطورة رجل تسلم عدة مناصب قيادية في الجيش العراقي. لم يكن من الضباط الذين حظوا بالترقيات السريعة والمحسوبيات، بل كان برتبة لواء ركن قبل 2003، ولا يستطيع حتى منتقديه التشكيك بتاريخه العسكري. فقد كان مديرًا لشعبة الحركات في قيادة الدفاع الجوي وعميدًا لمعهد الدفاع الجوي ثم عميدًا لكلية الدفاع الجوي. ولأن الفريق أول الكناني رجل مهني وضابط كفوء، تم اختياره لرئاسة جهاز مكافحة الإرهاب في وقت كانت به بغداد تحترق والأبرياء يقتلون في الشوارع بسبب هجمات تنظيم القاعدة الإرهابي الذي جر العراق إلى حرب طائفية شرسة. استطاع الفريق أول الركن طالب شغاتي أن يبني جهاز مكافحة الإرهاب في فترة قياسية وتحت ظروف عصيبة وقاسية. أصبح هذا الجهاز فيما بعد مصدر فخرٍ للعراقيين جميعًا، وحديث الساعة في منتديات ومؤتمرات قوات العمليات الخاصة في المنطقة. يضم جهاز مكافحة الإرهاب عدة فروع لا يسعنا الحديث عن تفاصيلها للسرية؛ لكننا لا نستطيع أن لا نتحدث عن قوات العمليات الخاصة العراقية والتي سجلت بطولاتٍ ساحقة على الإرهاب، وتغنى باسمها الفنانين والشعراء، وأصبح شعارها على تي-شيرت الشباب الجامعيين، وقد لا تخلوا صفحة عراقية على فيس بوك من صورة أحد أبطال هذه القوة. ”المشاركة الفعلية لمقاتلة الإرهابيين في الأنبار والفلوجة، حيث أثبت جهاز مكافحة الإرهاب بأنه جهاز نوعي متخصص في محاربة الإرهاب، وقوة استراتيجية قادرة على حسم المعارك بسرعة فائقة وبطولة نادرة أشاد بها جميع المواطنين.” هذا ما ذكره الفريق أول الركن طالب الكناني لمجلة يونيباث، وأضاف “لقد أصبح اسم جهاز مكافحة الإرهاب وسامًا بطوليًا فوق صدور العراقيين وفي جميع الأناشيد والأغاني الوطنية.” جعلت حنكة الفريق أول طالب الكناني من هذه القوة الضاربة، قوةً وطنيةً، وولاءها خالصٌ للعراق، فوق التناحرات الطائفية والسياسية. “فعقوبة الكشف عن الطائفة أو السؤال عنها ستؤدي إلى طرد الشخص المخالف.” هذه سياسة الجهاز – حسب ما ذكر الفريق أول الركن. وهذا ما جعل ولاء هذه القوات للعراق. أشار الفريق أول الكناني “كان للجهاز عمليات نوعية ضد الإرهاب، منها تحرير الرهائن في كنيسة سيدة النجاة. حيث قام تنظيم القاعدة في العراق باقتحام الكنيسة أثناء القداس واحتجاز المصلين من الأطفال والنساء. كانت نوايا الإرهابيين إحداث زوبعة اعلامية، ومن ثم قتل كل الرهائن وتفجير الكنيسة حتى تنقل الفضائيات أن الإرهابيين هم من يملكون زمام الأمور.” وأضاف الفريق أول الكناني، ” لكن جهاز مكافحة الإرهاب أفشل خطة إرهابيي القاعدة، حيث قام مقاتلو الجهاز بعملية بطولية تمكنوا خلالها من قتل الإرهابيين وتحرير الرهائن بوقت قياسي. وقد أثبتت روايات الناجين مخطط الإرهاب بالقضاء عليهم حيث أطلق الإرهابيون الرصاص عشوائياً وقاموا برمي الرمانات اليدوية على الرهائن؛ لكن بسالة وسرعة قوات مكافحة الإرهاب فاجأت الإرهابيين وأفشلت المخطط.” كان بريق عيني الفريق أول الركن الكناني يلمع فخرًا واعتزازًا حين تحدث عن إنجازات منتسبي الجهاز وانتصاراته على قوى الشر والظلام، ووصف لمجلة يونيباث الملاحم البطولية التي سطرها رجاله مضيفًا: “كذلك قام الجهاز بعمليات عديدة لتحرير أطفال رهائن، وعمليات نوعية كثيرة لا يسعني الافصاح عنها لسرية التحقيقات وتعقب الإرهابيين.” وأثناء الهجمات الإرهابية الأخيرة في شمال وغرب العراق لما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في النصف الثاني من عام 2014، تم تكليف الفريق أول الركن طالب شغاتي الكناني بقيادة القوات المشتركة لمحاربة داعش. وقد لاقى قرار التكليف ارتياحًا من قبل العراقيين لمعرفتهم بخبرات ومهنية الكناني، كما عبر بعض المسؤولين عن تفاؤلهم وثقتهم بالكناني. فقد وجه السيد رئيس الجمهورية العراقية دعوة للقاء الفريق أول الركن طالب شغاتي الكناني وفريق عمله للإطلاع على آخر نتائج المعارك ضد داعش. أما فيما يخص الأحداث الأخيرة، أشار الفريق أول الكناني “يجب علينا التركيز على المناطق التي تعاني من الصراعات وغياب القانون، حيث تمثل نقاطًا حيوية للإرهاب،” وأضاف “وخير دليل على ذلك أحداث سورية وكيف استغلها تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجعلها نواةً لمهاجمة المدن والدول المجاورة. فلولا وجود معسكرات تدريب ومراكز تجمع لهذا التنظيم الإرهابي في سورية لما استطاع التسلل للمدن العراقية، وزرع الرعب والإرهاب في المناطق الآمنة.” ”لكن الأجهزة الأمنية العراقية، وخاصة جهاز مكافحة الإرهاب، كانت في مقدمة القوات التي قاتلت ودحرت تنظيم داعش في المنطقة الغربية. وهنا لابد لي أن اشيد بالدور المشرف للعشائر العراقية الأبية في محاربة الإرهاب مما ساعد قواتنا في تحرير المناطق بأقل الخسائر.” لا شك أن التحديات الأمنية هي أكثر ما يشغل ذهن الفريق أول الركن طالب شغاتي، فحديثه عن شبكات الإرهاب وامتداد خطوطها لما وراء حدود العراق، تجعل قضية مكافحة الإرهاب مهمةً معقدة، وتتطلب جهدًا اقليميًا ودوليًا. ”إن العمل الفردي لا يمكن أن يهزم الإرهاب، لأن الإرهاب لا يقف عند حدود دولة واحدة. فمثلًا الإنفلات الأمني في العراق عام 2005 – 2006 عَبَرَ للأردن حيث فجر جماعة الزرقاوي ثلاث فنادق في عمان كان من ضمنها حفلة زواج.” ومن بين ضحايا تفجيرات عمان المخرج العالمي مصطفى العقاد، الذي أخرج فيلم “الرسالة” الشهير و “محمد رسول الله” وكثير من الأعمال التي خدمت الإسلام. وامتد الإرهاب ليصل أيضًا إلى الملكة العربية السعودية فيما ما يعرف بـ “خلية عبد العزيز المقرن” المسؤولة عن تفجير سيارات وخطف وقتل مدنيين. لذلك يجب توحيد الجهود بين دول الجوار، والتركيز على التدريب العالي ونوعية التسليح، والتعاون مع الدول الصديقة مثل الولايات المتحدة، والمشاركة بالتمرينات المشتركة التي تضيف خبرة لجنودنا، والتعرف على التكتيكات والأسلحة المتطورة لكي نحافظ على نوعية وتفوق قوات العمليات الخاصة.” Share
Comments are closed.