التدريب من أجل النصر By Unipath On May 2, 2018 Share أكاديمية مكافحة الإرهاب العراقية تدرب على التكتيكات المكتسبة من المعارك ضد إرهابيي داعش أسرة يونيباث تصوير جوشوا د. ميكلروي/فرقة المهام المشتركة، العمليات الخاصة المشتركة-العراق يعتبر التدريب وإعداد المقاتل حجر الأساس لبناء قوات مهنية ذات قدرات عالية. فمهنية المقاتل وثقافته تلعب دوراً كبيراً في الانتصار في المعارك وكسب قلوب وعقول السكان. لقد شهد أهالي الموصل والفلوجة على حسن تعامل القوات المحررة واحترامهم للمواطنين. ولكي نتعرف عن كثب على عملية إعداد المقاتلين في أكاديمية جهاز مكافحة الإرهاب، التقت مجلة يونيباث العميد الركن هادي الكناني، رئيس أكاديمية جهاز مكافحة الإرهاب ليتحدث لنا عن هذه المؤسسة المهمة. يونيباث: بنظرك، من هو المقاتل المهني؟ العميد هادي: هو المقاتل الذي يصل لمرحلة الحرفية في التدريب والقتال، كذلك معرفته بواجباته كمقاتل واحترام قوانين حقوق الإنسان والتزامه في القسم الذي أداه حين تخرج كمقاتل في العمليات الخاصة. أي المقاتل الذي يواجه عدوه بحزم دون أن يتجرد من الأنسانية في معاملة الأسير والجريح. هدفنا في أكاديمية مكافحة الإرهاب إعداد وتدريب المقاتل ليكون بمستوى المسؤولية لحمل شعار العمليات الخاصة وأن يكون مثالاً يقتدى به زملاءه وأن يرسم الصورة الجميلة للبطل في ذهن العراقيين. يونيباث: مرت قوات جهاز مكافحة الأرهاب بمراحل عديدة واكتسبت خبرات كبيرة من المعارك التي خاضتها مثل معارك الفلوجة وصولة الفرسان وتحرير رهائن كنيسة سيدة النجاة، هل استخدمت الأكاديمية الدروس من قتال داعش لتطوير مناهج التدريب؟ العميد هادي: استفدنا الكثير من الخبرات الميدانية في قتال داعش والدروس المستنبطة من تلك المعارك منذ عام 2014 وحتى الآن. كانت الواجبات المناطة بقوات جهاز مكافحة الإرهاب تختلف عن القتال الميداني، حيث كنا نقوم بواجبات نوعية ضد أهداف ذات أهمية عالية او كما نطلق عليها “أهداف المستوى الأول” وهم قادة التنظيمات الإرهابية، والممولين والقيادات الميدانية لهم. لكننا أجبرنا على خوض المعارك الميدانية بعد 2014 حيث أصبح واجبنا الدفاع عن العراق. لقد تعرض العراق لهجمة كبيرة في 2014 على يد داعش وسقطت مناطق واسعة أهمها الموصل مما اضطررنا لخوض القتال في المناطق المبنية وأجبرنا على مسك مواضع دفاعية أيضاً. كذلك تم تكليفنا من قبل السيد القائد العام للقوات المسلحة بتحرير المدن من عصابات داعش. لقد أضافت هذه التجارب خبرات كبيرة لنا وتم تطوير مناهج التدريب في الأكاديمية على هذا النمط من القتال، كذلك تعلمنا دروس أخرى جديدة، ليس فقط على قواتنا بل على جميع قوات العمليات الخاصة في العالم. لقد شاهدنا أسلوب داعش في القتال بدأ يتطور تطوراً سريعاً ويستخدم أساليب قتالية معينة، فكنا على تواصل مع الميدان ونقوم بتطوير مناهج التدريب على ضوء المتغيرات في الميدان. كذلك ركزنا على بناء آمرين المجاميع الصغيرة على أخذ القرارات الميدانية لما يتناسب مع ظروف المعركة. فإعداد الضباط الشباب وضباط الصف هو مفتاح النصر في القتال في المناطق المبنية. مثلا شهدنا أسلوب العجلات المفخخه التي وظفها الإرهابيون في ساحة المعركة، مستغلين المناطق المبنية لإخفاء مواقع المفخخات التي تستهدف الأرتال المتقدمة. لقد بدأنا تدريب المقاتلين على كيفية التعامل مع المفخخات واكتشاف مواقعها. كذلك ظهر أسلوب جديد على القتال وهو أسلوب الأنفاق حيث استخدمها داعش للتخفي من رصد الطيران والتنقل او الإمداد فقمنا بتدريب المقاتلين على كيفية التعامل مع الأنفاق وتدميرها. إضافة إلى أسلوب الطائرات المسيرة، خاصة في الساحل الأيمن من الموصل حيث استخدمها العدو بكثافة. مما استدعانا لتدريب المقاتلين وبمساعدة مباشرة من شركاءنا في قوات التحالف، على كيفية حماية المقاتلين من مخاطر هذا السلاح وطرق معالجة الطائرات المسيرة واسقاطها. يونيباث: هل تعتبر هذه التدريبات متقدمة أم يتلقاها المقاتلين الجدد أيضاً؟ خريجو أكاديمية مكافحة الإرهاب في استعراض عسكري في تشرين الثاني/نوفمبر 2017. العميد هادي: نعم، نحن بعد نهاية كل معركة نقوم بإعادة تنظيم الوحدات المشاركة وتهيئتها للمعارك القادمة. خلال هذه التدريبات، يكون لدينا فترات للحوار المفتوح حيث نقوم بالاستفادة من خبرات المقاتلين وننقل لهم خبرات الوحدات من معارك في مناطق أخرى. ونعمل مع شركاءنا في قوات التحالف لإيجاد حلول تكتيكية لهزيمة تكتيكات العدو. وبدورنا نقوم بتدريب المقاتلين على كيفية تجاوز هذه التحديات في المعارك القادمة. أما عن الدورات الجديدة، فنحن لحد عام 2014 كان المقاتل الجديد يدخل دورة التأهيل ومن ثم دورة الصاعقة قبل أن ينتقل الى الوحدات القتالية. لكن بعد 2014 ارتأينا أن المقاتل يجب أن يأخذ تدريبات أكثر –وهذه توجيهات معالي رئيس الجهاز، حيث بدأنا بإدخال المقاتل الذي ينهي دورة الصاعقة بنجاح بدورات الاختصاص مثل دورة القتال في المناطق المبنية ودورة مكافحة الإرهاب ودورات التخصص في الأسلحة الساندة والهاون والطبابة والاتصالات ومعالجة المتفجرات، ولهذا تجد مقاتل العمليات الخاصة حين انخراطه ضمن الوحدات يكون متسلحاً بمهارات وتدريبات أكثر من نظيره الذي تخرج قبل 2014. وهذا من أهم ما استفدناه من الدروس الميدانية في معارك ما بعد 2014. أي أن فترة الشهور الأربعة الأولى هي التأهيل والصاعقة، ومن ثم ينخرط في الدورات التخصصية حيث تنقسم الدورة لعدة مجاميع تخصصية وأغلب الدورات لمدة 60 يوما بعدها يتم الحاق المقاتل بالوحدات القتالية. تقريبا يتم المقاتل في الأكاديمية لمدة ستة شهور. لقد أضاف هذا التدريب احترافية أكبر لمقاتلين الجهاز. ولدينا توجيهات من معالي رئيس الجهاز لتطوير مناهج التدريب وتكثيف الدورات في المرحلة القادمة لتصل إلى سنة كاملة قبل إرسالهم للوحدات الميدانية. لقد شهد القادة الميدانيين بنجاح هذا البرنامج حيث يصلهم المقاتلين الجدد بتكتيكات جديدة وجاهزين لخوض المعارك بقدرات عالية. يونيباث: ذكرت لنا دور الشركاء في قوات التحالف في التدريب، ماهو دور الشراكة في بناء قدرات قوات عمليات خاصة مهنية في العراق؟ العميد هادي: في الحقيقة، إن قوات العمليات الخاصة تأسست على يد العمليات الخاصة الأمريكية بعد 2003 وكانت الوحدة 36 وبعدها الفوج الثاني، حيث كان يطلق عليه (ICTF) إذ تم ارسالهم في دورات تدريب في الأردن أي كان للقوات الأمريكية دور كبير بتدريب وتسليح هذه القوة الاستراتيجية وتربطنا بأصدقاءنا الأمريكيين علاقات وثيقة وقمنا معهم بواجبات مشتركة عديدة بين عام 2006-2008. اما بعد 2014 فقد أصبحت العلاقة بين قوات العلميات الخاصة وشركاؤنا في دول التحالف عميقة جداً بحيث أن لدينا اليوم خبراء من القوات الأمريكية والأسترالية والفرنسية والبولندية والبلجيكية والأسبانية يعملون معنا كل يوم بتناغم وعمل دؤوب كفريق واحد لبناء قدرات العمليات الخاصة العراقية. حيث يكون التدريب مشترك بين خبراء قوات التحالف والمدربين العراقيين. يونيباث: ذكرت التدريب في الأردن، العميد أحمد الكعيبر، مدير مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة قال مؤخراً بأنه يشعر بالفخر للانتصارات التي حققتها قوات العمليات الخاصة العراقية، ماهو رأيك في دور مركز الملك عبد الله والتعاون الثنائي بين العراق والأردن؟ العميد هادي: في الحقيقة تربطنا مع الأخوة في العمليات الخاصة الأردنية علاقة وثيقة، حيث بدأ التدريب في الأردن بعد 2003 وتخرج عدة دورات للعمليات الخاصة من مركز الملك عبد الله الثاني، أما بعد سقوط الموصل بيد داعش، كان لمركز الملك عبد الله دوراً مهماً في بناء قدرات قوات العمليات الخاصة العراقية حيث كان التدريب على يد خبراء أمريكيين بالتعاون مع الأردنيين. كذلك نذهب إلى دورات تخصصية للأردن مثل تدريب تحرير الرهائن والتعامل مع الطائرات المختطفة كذلك عدة دورات أخرى. فهناك تعاون وثيق بين العراق والأردن في هذا المجال ونحن نشعر بالإمتنان للأخوة في الأردن على إستضافتهم لرجال العمليات الخاصة العراقية وعلى الوقوف مع العراق في هذه الأزمة. فكما تعرف بأن الإرهاب أصبح عابراً للحدود ويجب على جميع الدول أن تعمل معاً لمحاربته، لذلك نحن اليوم نعمل مع جميع دول التحالف لبناء القدرات القتالية لرجال العمليات الخاصة العراقية، وتشهد الأكاديمية اليوم عملاً دؤوباً في هذا المجال وهنا أود أن أتقدم بالشكر والإمتنان لشركاءنا في قوات التحالف الدولي على تفانيهم وتعاونهم مع كادر الأكاديمية في تدريب وإعادة تنظيم قوات جهاز مكافحة الإرهاب حيث يعملون على مدار الساعة لإدامة زخم المعركة وقد بانت ثمار جهودهم في أداء المقاتلين في الميدان. يونيباث: مالذي يميز جهاز مكافحة الإرهاب عن بقية القوات المسلحة في عملية أختيار المقاتل؟ العميد هادي: لدينا عدة شروط يجب توفرها بالمقاتل، أولها الشروط الصحية واللياقة البدنية. يجب أن يتمتع المقاتل بقوة تحمل عالية ولدية القدرة على التأقلم مع الظروف البيئية والتضاريس الطبيعية. لذلك نركز على اللياقة البدنية العالية إضافة الى اجتياز التحقيق الأمني، أي يجب أن يكون المقاتل بعيداً عن الإنتماءات الحزبية والمجاميع المسلحة وأن يكون حسن السيرة والسلوك ولايوجد لدية أي جنحة أو جريمة. وبعد اكتمال كل هذه الشروط نبدأ معه بالدورات التدريبية. لذلك لا يوجد لدينا تعيين على المحسوبيات والمكانة الإجتماعية للمقاتل بل يجب أن يكون ولائه للعراق ويتجرد من التخندق الطائفي والمناطقي. من خلال التدريب نحن نصقل مبادئ وسياسة الجهاز في ذهن المقاتل من خلال المحاضرات التوجيهية. إن سياسة الجهاز صارمة جداً في هذا المجال وتصل إلى طرد المقاتل الذي يتطرق للتفرقة الطائفية والقومية لأننا نخدم تحت راية عراق واحد. لقد بني جهاز مكافحة الإرهاب على هذه المبادئ وقد صمد في أحلك الظروف أيام الإقتتال الطائفي وحافظ على تماسكه بفضل هذه السياسة الحكيمة. لذلك كان تعامل مقاتلي الجهاز مع المدنيين في المناطق المحررة متميزاً وقد شهد لنا السكان بذلك. لقد استطاع رجالنا من كسب عقول وقلوب الناس الذين سارعوا بالإدلاء بمعلومات حساسة عن مخابئ الدواعش ومستودعاتهم. لا شك بأن التدريب والتثقيف أثناء التدريب له الأثر الكبير بتثبيت هذه المبادئ لدى المقاتلين وانعكاسها على تعاملهم مع المدنيين في مناطق القتال. يونيباث: هل لديك كلمة تحب أن توجهها لمدربي قوات التحالف الذين يعملون معكم؟ العميد هادي: بكل تأكيد، نحن نقدم جزيل الشكر والتقدير لهم على ما قدموه من جهد ووقت في تدريب مقاتلينا. طبعا هذا المقاتل الذي ترك من يحب في بلاده وجاء ليعبر المحيطات من أجل إبداء الدعم والمساعدة لجهاز مكافحة الإرهاب ورفع مستواها التنظيمي والتكتيكي في القتال ضد داعش، فكلمات الشكر والتقدير لا تفِ بما نشعر به تجاه شركاءنا. Share
Comments are closed.