استعادة الكنوز البيئية للعراق

أسرة يونيباث

يُعتبر إنشاء أول متنزه وطني في العراق وسيلة تصحح بها الحكومة والشعب الفظائع التي ارتكبت في عهد الرئيس الراحل صدّام حسين. ففي صيف عام 2013، وافق مجلس الوزراء على اعتبار الأهوار الوسطى محمية طبيعيةللمساعدة في الحفاظ على الأهوار الهامة للبلاد.

في تسعينات القرن العشرين، قام نظام صدّام حسين بحملة لتجفيف الأهوار لمعاقبة سكانها من المعدان عرب الأهوار لمساندتهم انتفاضة ضد الدكتاتور، كما استهدفت الحملة القضاء على مخابئ الخصوم السياسيين. أمر صدّام بقتل آلاف من عرب الأهوار، وذبح ماشيتهم وأطلق مشروع بناء ضخم لتحويل المياه من المنطقة. حوّلت السدود، والقنوات وخطوط الأنابيب مسارات نهري دجلة والفرات لتصب مباشرة في الخليج العربي. وأطلق على الممرات المائية الجديدة أسماء مثل “قناة الوفاء للقائد” و “نهر صدّام”. وكانت النتيجة كارثية من الناحية البيئية حيث تقلصت بيئة الأهوار بنسبة 93 بالمائة. واعتبرت الأمم المتحدة الحدث بأنه أسوأ كارثة بيئية خلال القرن الماضي.

وأصبح ترميم الأهوار التاريخية والهامة من الناحية البيئة مهمة بالنسبة للكثيرين. تشكلت أهوار بلاد ما بين النهرين التي تقع جنوب العراق ومحاطة بالصحراء، حيث يتفرع النهر إلى مئات القنوات قبل أن يصب في الخليج. والأهوار هي حالة شاذة وسط تضاريس قاحلة وتوفر مواطن للأسماك، وجاموس الماء والطيور المهاجرة ووظائف للعراقيين كصيادي أسماك ومرشدين سياحيين.

ومنذ عام 2003، اتخذ كثيرون إجراءات لاستعادة الأهوار والحفاظ عليها، وهي إجراءات وصلت إلى ذروتها بإنشاء أول متنزه وطني. فتضافرت وزارة الموارد المائية، ووزارة البيئة ووزارة البلديات مع منظمة طبيعة العراق، وهي منظمة بيئية، في سبيل إنجاح المشروع. وقدمت وزارة البيئة، والبر والبحر الإيطالية الدعم المالي.

قال عزّام الواش، مؤسس ورئيس مجلس إدارة منظمة طبيعة العراق، “عمل العراق بهذا الإجراء على الحفاظ على مهد الحضارة. والآن من واجب العالم مساعدة العراق في المحافظة على هذه الأراضي الرطبة للأجيال القادمة بمساعدة [الدول المجاورة] في الوصول إلى اتفاق منصف بشأن اقتسام المياه في حوض نهري دجلة والفرات”.

المصادر: هيئة الإذاعة البريطانية، منظمة طبيعة العراق، صحيفة ذا واشنطن بوست

Comments are closed.