اتفاق أمريكي – خليجي يستهدف تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية

أسرة‭ ‬يونيباث‭ ‬

انضمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬مايو‭ / ‬أيار‭ ‬2017‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬للعمل‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬تقاربًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجفيف‭ ‬منابع‭ ‬التمويل‭ ‬للجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬ومقاضاة‭ ‬الممولين،‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬حث‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬تفكيك‭ “‬شبكتها‭ ‬الإرهابية‭”.‬

تم‭ ‬توقيع‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬أثناء‭ ‬المحادثات‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬وزعماء‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬ترامب‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭. ‬وأعربت‭ ‬مستشارة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬دينا‭ ‬باول‭ ‬عن‭ ‬أملها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاتفاق‭ “‬أقوى‭ ‬التزام‭ ‬بعدم‭ ‬تمويل‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭”‬،‭ ‬وسيتجاوز‭ ‬ذلك‭ ‬تفكيك‭ ‬الشبكات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬مقاضاة‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭.‬

وأضافت‭: “‬ما‭ ‬يميز‭ ‬الاتفاق‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المشاركين‭ ‬وقّعوا‭ ‬على‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬وكيف‭ ‬سيلاحق‭ ‬بالفعل‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأفراد‭”.‬

كما‭ ‬أفادت‭ ‬تقارير‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬قد‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬لمكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭. ‬وصرح‭ ‬محمد‭ ‬العيسى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لرابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬مقرًا‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬مكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬الإدراك‭ ‬بأن‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬بمفردها‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬داعش‭.‬

وأضاف‭ “‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬هزيمتها‭ ‬الا‭ ‬اذا‭ ‬هزمنا‭ ‬أيديولوجيتها‭”.‬

ودعا‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ “‬طرد‭” ‬المتطرفين‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المسلمين‭ ‬هم‭ ‬أول‭ ‬ضحايا‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬وأنه‭ “‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يشب‭ ‬الفتيان‭ ‬والفتيات‭ ‬المسلمات‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الخوف‭ ‬وبمأمن‭ ‬من‭ ‬العنف،‭ ‬وبمنأى‭ ‬عن‭ ‬الكراهية‭”.‬

تتمتع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بتاريخ‭ ‬حافل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬شبكات‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهابيين‭ ‬بمساعدة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬أيضًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحلفاء‭ ‬الأساسيين‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬مثل‭ ‬عمان،‭ ‬حيث‭ ‬أشاد‭ ‬ترامب‭ ‬بشفافية‭ ‬نظامها‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬يعوق‭ ‬ممارسات‭ ‬غسيل‭ ‬الأموال‭ ‬الإجرامية‭.‬

وأجرى‭ ‬ترامب،‭ ‬الذي‭ ‬وسع‭ ‬نطاق‭ ‬اتصالاته‭ ‬مع‭ ‬زعماء‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬حكام‭ ‬قطر‭ ‬والبحرين‭ ‬قبيل‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬الرسمية،‭ ‬ثم‭ ‬التقى‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬بأمير‭ ‬الكويت‭. ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬التقى‭ ‬بالفعل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي،‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2017‭. ‬وقبيل‭ ‬زيارة‭ ‬ترامب‭ ‬للسعودية‭ ‬قام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬ونائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بزيارته‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

أوضح‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الخليجية‭ ‬تعكس‭ ‬بوضوح‭ ‬أهمية‭ ‬تناول‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬للقضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الحلفاء‭ ‬العالميين‭ ‬وخاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وصرح‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬أنه‭ ‬نظرًا‭ ‬للوضع‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬فإن‭ ‬القمة‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬مهمة‭ ‬لتبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬مثل‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والإرهاب‭ ‬والأزمات‭ ‬المعقدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق‭ ‬ولبنان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناطق‭.‬

المصادر‭: ‬ذا‭ ‬ناشونال،‭ ‬ذا‭ ‬واشنطون‭ ‬إكزامنر،‭ ‬IraqiNews‭.‬com،‭ ‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬آي‭ ‬

Comments are closed.