إعادة اعمار ميناء يمني بعد طرد تنظيم القاعدة By Unipath On Jan 23, 2018 Share أسرة يونيباث بعد أن استولى تنظيم القاعدة على مدينة المكلا الساحلية في اليمن، لم تتمكن محطة توليد الكهرباء المحلية من توفير خدمة جيدة في فصل الصيف في الفترة التي يبلغ فيها الطلب ذروته. وقد هدد الإرهابيون بشنق مهندس المحطة محمد باحاج إذا لم يتمكن من زيادة إنتاج الطاقة في المكلا ومحافظة حضرموت المحيطة بها، التي تضم أكبر تجمع لعناصر القاعدة في العالم. والآن، وبعد مرور أكثر من عام على الإطاحة بتنظيم القاعدة من مدينة المكلا، يمكن للمحطة أن تطلب قطع غيار، وقد انضم عمال جدد إلى طاقم العمل، وتضاعف إنتاج الطاقة تقريبًا، ما مكّن من توفير الإضاءة للسكان الموجودين في المنطقة والبالغ عددهم 700 ألف نسمة حسبما ذكر محمد باحاج. في ضوء ذلك، صرّح قائلاَ: “لقد ازدادت قدرة المحطة لتوفير مستوى معيشي مناسب لمزيد من العائلات. وهذا فارق كبير.” يُذكر أنّ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان قد استولى على مدينة المكلا في عام 2015 مع انجراف اليمن إلى هاوية الصراع. وفي أبريل / نيسان 2016، شنت قوة قوامها 11000 مقاتل يمني دربتهم دولة الإمارات العربية المتحدة هجومًا تدعمه الطائرات والسفن الحربية الإماراتية. وبحلول الليل، كان عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يفرون من المدينة. ومن الجدير بالذكر أنه بعد هذا الانتصار السريع والحاسم – الذي شكّل محور تحرك أوسع لإلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة في جنوب اليمن- واجهت الحكومة المحلية تحدي كبير ويحتاج إلى وقت أطول، ألا وهو: الحفاظ على الأمن وتحسين الحياة اليومية حيث انتقل نزاع اليمن الأكبر إلى منطقة أخرى. وغالبًا ما تعتمد حماية المكاسب العسكرية على النجاح في إعادة الخدمات الأساسية حيث يستغل المتطرفون إخفاقات الحكومة. وينطبق ذلك بصفة خاصة على مدينة المكلا، حيث أظهر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن بوسعه تقديم الخدمات على نحوٍ أفضل من الجهات الحكومية. في ضوء ذلك، قال مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وقد تناول بالدراسة حملة استعادة المكلا وتحقيق الاستقرار بها: “عليك أن تنافسهم في تقديم الخدمات.” “إذا غادرت ببساطة، فإن جماعات على شاكلة القاعدة و[داعش] ستملأ الفراغ الذي تخلفه.” وتحقيقًا لهذه الغاية، وقّعت منظمة الهلال الأحمر الإماراتية اتفاقية عمل في أيار/ مايو 2017 مع المؤسسة العامة للكهرباء في حضرموت لتوسيع شبكة كابلات الكهرباء في منطقة الريان شرق المكلا. كما موّلت المنظمة مشروعًا لتقوية خطوط الإمداد بالكهرباء الخاصة بمسجد الريان، مزودةً إياه بأجهزة تكييف الهواء، وذلك للتخفيف من وطأة حرّ الصيف الشديد على المصلين. ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، دفع الصراع في اليمن أجزاءً كبيرة من البلاد إلى حافة المجاعة. وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن أكثر من 10,000 مدني قد لقوا مصرعهم في القتال. وقد أدى تفشي الكوليرا إلى مقتل أكثر من 1,500 شخص في عدة محافظات. وفي المكلا، حاول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب النهوض بخدمات المدينة، إلا أن نقص الخبرة الفنية والعزلة عن الأسواق الدولية أضافة الى ايديولوجيته المتطرفة قد وقفت حجر عثرة في الطريق، وذلك وفقًا للمواطنين وموظفي المدينة. وقد ساهمت هذه الإخفاقات في خلق تيار عارم لتأييد الإطاحة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وصرح أحمد بن بريك، محافظ حضرموت السابق، أن بضعة آلاف من أفراد القوات اليمنية تسللوا داخل صفوف الجماعة من أجل توفير المعلومات الاستخباراتية والتحضير للهجوم. وفي الوقت الراهن، تم تجديد المدارس في مدينة المكلا وإعادة تجهيز المستشفيات، وتضاعف استهلاك المياه تقريبًا بعد حفر آبار جديدة وإصلاح بعضها الآخر. كما تم إصلاح الطرق التالفة وتعبيد طرق جديدة، وإعادة تشغيل محطة الإذاعة التي أغلقها تنظيم القاعدة. وكان عدد قليل من شركات الشحن الأجنبية على استعداد لزيارة الميناء أثناء سيطرة تنظيم القاعدة عليه، ولم يكن لدى مشغلي المحطة سوى قاطرتين عتيقتين، مما قلل حجم السفن التي يمكن سحبها إلى المرفأ. وفي الوقت الحالي، عادت خطوط الشحن الأجنبية إلى الميناء النشط. وبعد أن أُضيفت القاطرة الماليزية مؤخراً، ارتفعت قدرة الميناء إلى حوالي 15 ألف حاوية شحن في السنة، أي أكثر من ضعف القدرة التي كانت عليها وقت فشل الإرهابيين في تشغيل الميناء. وفي محطة الكهرباء، عادت المحركات العملاقة لزئيرها مرة أخرى. وأضاف محمد باحاج قائلاً: “يشعر الجميع بدرجة أكبر من الراحة، وتغمرهم السعادة البالغة، ويتقاضون رواتبهم في الوقت المحدد.” Share
Comments are closed.