أن تكون قائداً By Unipath On May 2, 2018 Share لواء البعثة الوطنية في أفغانستان يقود المعركة ضد الإرهابيين والمجرمين أسرة يونيباث من الصعب ألا تشعر بالراحة مع العقيد الأفغاني خان الله شوجا، إذ يرحب بك بدفء والابتسامة تعلو وجهه دائماً، وهو يشع عاطفة جياشة لخدمة وطنه والجنود الذين يعملون تحت قيادته، ولعل هذا يوضح سر استخدامهم لكلمات مثل “الشجاع” و”الصبور” و”العادل” و”الذكي” حين يتحدثون عنه. ويقول النقيب حمد المسؤول عن الخطط تحت قيادة العقيد شوجا: “حين التقيت بالعقيد لأول مرة، تمنيت من أول وهلة لو كان كل قادتي مثله طوال مسيرتي العسكرية، فشخصيته تمنح الوحدة قوة بالغة”. لكن يجب ألا تفسر طيبته على أنها نابعة من ضعف؛ فقد وقع عليه الاختيار ليقود وحدة العمليات الخاصة في أفغانستان، وهي لواء البعثة الوطنية، كما يدير منظمة مهنية ذات توجه استشرافي. جرى تفعيل الوحدة في 31 تموز/يوليو 2017، من قبل وزارتي الدفاع والداخلية والمديرية الوطنية للأمن، وتأتي هذه الوحدة ضمن جهود قيادة العمليات الخاصة في الجيش الوطني الأفغاني الرامية إلى هزيمة طالبان وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية والإجرامية في البلاد. ويركز اللواء على التعامل مع الأزمات الوطنية وإجراء العمليات الاستخباراتية. وحدة تابعة للواء البعثة الوطنية في أفغانستان تجري تدريبًا ليليًا في كانون الأول/ديسمبر 2017. العريف جاكوب كرون/الجيش الأمريكي وقال الفريق طارق شاه بهرامي، القائم بأعمال وزير الدفاع منذ صيف عام 2017 “لقد ازدادت التهديدات الأمنية في جميع أنحاء أفغانستان خلال العام الماضي، وإن وجود لواء خاص يستطيع الرد بسرعة على التهديدات يعد إنجازًا عظيمًا لقوات الأمن الخاصة الأفغانية”. وقد أجرت مجلة يو نيباث مقابلة مع العقيد شوجا والضباط والجنود العاملون تحت قيادته، الذين كانوا يصقلون مهاراتهم في استعمال المسدسات ومدافع الهاون، وقد أعرب الجميع عن اعتزازهم بعملهم تحت هذا اللواء وتحدثوا عن إعجابهم واحترامهم لقائدهم الجديد. تزامنت مقابلتنا مع العقيد شوجا أثناء جلسة المتابعة اليومية التي يعقدها مع الضباط العاملين تحت قيادته، فكان العقيد شوجا يستمع باهتمام ويجيب على الأسئلة التي يطرحها ضباطه بل ويطلب المشورة والاقتراحات والتوصيات. وبعد ذلك، ألقى كلمة على جميع الضباط العاملين تحت قيادته، وأثنى على عملهم الشاق وشجعهم على تجاوز المعايير العالية التي وضعها لهم. وفيما يتعلق بإعداد قواته، فإنه يحب أن يستشهد بكلمات قائد الجيش الأمريكي الشهير، اللواء جورج باتون: “كلما زاد عرقك في التدريب، قل نزيفك في المعركة”. وذكر العقيد شوجا أن أسلوب قيادته لم يتأثر بالوقت الذي أمضاه في الولايات المتحدة فحسب، بل تأثر أيضًا بتفاعله مع قادة من دول أخرى: “إن أسلوب قيادتي ليس إلا مزيج من أساليب القيادة التي انتهجتها لنفسي، وأود أن أبذل كل ما لدي لأنجح في قيادة هؤلاء الرجال”. وفيما يلي نص للمقابلة التي أجرتها أسرة يونيباث مع العقيد شوجا: يونيباث: ما الذي تأمل أن تحققه أثناء قيادتك للواء البعثة الوطنية؟ العقيد شوجا: إنني أشعر بالامتنان لقيادة هذه الوحدة، وآمل أن أستغل معلوماتي حتى أجعل من هذا اللواء نموذجاً لجميع وحدات القوات الخاصة في جميع أنحاء أفغانستان، ونرجو أن نكون مثالاً تحتذي به الوحدات الأخرى وأن نمثل الركيزة الأساسية لقيادة العمليات الخاصة التابعة للجيش الوطني الأفغاني، وفي يوم من الأيام نرجو ألا تتوقف مسيرتنا عند الدفاع عن أفغانستان وحدها بل نشارك أيضًا في عمليات حفظ السلام في بلدان أخرى. يونيباث: ما أهمية تدريب لواء البعثة الوطنية؟ العقيد شوجا يعلن عن تفعيل لواء البعثة الوطنية في 31 تموز/يوليو 2017. الملازم إجدانيس توريس سيرا/البحرية الامريكية العقيد شوجا: يعد التدريب من أساسيات العمليات العسكرية، وإن الموارد والتكنولوجيات التي نستخدمها في سيناريوهات التدريبات الشاقة تميزنا عن الوحدات الأفغانية الأخرى، وقد أتيحت لنا الفرصة لنتدرب مع مجموعة من صفوة الجنود من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك القوات الخاصة الأمريكية، كما أن التدريب يمنحنا الثقة أثناء المعركة ويجعلنا ندرك أن لدينا المعرفة اللازمة لمحاربة عدونا بل والوعي بأننا قوة محترفة. يونيباث: هل لك أن تذكر لنا وحدات الجيش الأفغاني التي نجحت في مواجهة أعداء الوطن؟ العقيد شوجا: إن جميع الوحدات العسكرية الأفغانية بذلت كل ما بوسعها لتحقيق النجاح منذ المرحلة الانتقالية، ورغم تشكيك الكثيرون في قوات الأمن الأفغانية، إلا أنها قد حققت أشياء عظيمة ولا تزال جديرة بالثقة، و قد واجهت قوات العمليات الخاصة التابعة للجيش الوطني الأفغاني الكثير من التحديات ولا تزال تحدث فرقًا كبيرًا، وقد صارت شارة القوات الخاصة التي نرتديها تحظى بثقة الناس، فحين قمنا بعملية في باروان، شعر السكان المحليون في البداية بالخوف منا، ولكن عندما رأوا شارة القوات الخاصة على أكمام الجنود، عرفوا أننا جئنا للحفاظ على سلامتهم، وهم يثقون بنا. يونيباث: ما مدى اختلاف لواء البعثة الوطنية عن الوحدات الأخرى في الجيش الأفغاني؟ العقيد شوجا: يرتكز عملنا على العمليات الليلية والانتشار السريع، فنحن على أتم الاستعداد للانتشار في أي مكان في غضون 12 ساعة، كما أن التدريب الذي نتلقاه والطبيعة المعقدة لبعثاتنا وقدراتنا الاستخباراتية تميزنا عن الوحدات العسكرية الأفغانية الأخرى، إذ أننا ننتقي نوعًا خاصًا من الجنود للانضمام إلى هذه الوحدة، كما أننا نضع معايير رفيعة للغاية لضباطنا وجنودنا. يونيباث: كيف يمكن لشركاء بلدكم في التحالف متعدد الجنسيات المساهمة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان؟ العقيد شوجا: لا زال شركاؤنا يمدوننا بالموارد والتدريبات والمعدات داعمين ومعززين لقدراتنا القائمة، وقد أحضرت قوات التحالف الكثير من مشاريع وبرامج إعادة الإعمار إلى هذا البلد، وهو ما يساعد مباشرة في جهود حفظ السلام، ونحن بحاجة إلى خبرات ومعارف البلدان الأخرى لفهم أفضل السبل لتحقيق السلام، وقد أرسلنا طيارين إلى بلدان أخرى، مثل الإمارات العربية المتحدة، لتلقي التدريب ونأمل أن نتمكن يومًا ما من التدريب مع القوات الخاصة الأردنية أيضًا. يونيباث: ما الصفات اللازم توافرها في جندي القوات الخاصة المثالي؟ العقيد شوجا: الحماس والاحترافية والإخلاص والشجاعة والقوة (الذهنية والبدينة) والإيمان بالقضية والبلد. Share
Comments are closed.