تحت المجهر أنواع جديدة من الصراع بواسطة Unipath آخر تحديث فبراير 19, 2019 شارك تهديد الحرب الهجينة لقدرات الجيوش الحديثة اللواء أسكات إن. ريسباييف رئيس جامعة الدفاع الوطني، كازاخستان الصور من رويترز يتسم الوضع الدولي بتعقيد وتوتر بالغين ويعزز من حين لآخر التناقضات بين الدول، والجماعات العرقية، والدينية، والسياسية، والاجتماعية وغيرها، مما يتسبب في النزاعات المختلفة. رغم رغبة العالم المعلنة في حل الصراعات بالوسائل السلمية، تظل القوة العسكرية إحدى الأدوات الرئيسية لحل هذه المشاكل. ونحن نرى الحاجة إلى إجراء دراسة متعمقة لأسباب الصراعات العسكرية وطبيعتها. أولا، دعونا نفكر في مفهوم هذه الصراعات. وفقاً للتعريفات المقبولة عالمياً وفي كازاخستان، فإن المواجهة العسكرية هي مفهوم مُوحِد ومُتًكامل، وهي شكل من أشكال حل النزاعات بين الأطراف المتصارعة باستخدام القوة العسكرية لتحقيق أهداف سياسية معينة. ومع ذلك، فقد غيرت العديد من التوجهات في الآونة الأخيرة طبيعة الصراعات العسكرية. يسعى المعتدون إلى تحقيق مصالحهم السياسية والاقتصادية من خلال إجبار خصومهم على قبول أهدافهم باستخدام الأساليب التقليدية وغير التقليدية التي لا ترقى إلى مستوى الحرب المحضة. إن تطوير وسائل الصراع المسلح له تأثير كبير على محتوى هذا الصراع وعلى طبيعة النزاعات. ويكتسب الصراع المسلح باستخدام أحدث الوسائل التقليدية وغير التقليدية سمات جديدة. قوات من كازاخستان تؤمن نقطة تفتيش خلال تمرين عقاب السهوب. نسمع في وسائل الإعلام مصطلحات جديدة مثل “الحروب الهجينة” و “الخصم السحابي” و “الفوضى الخاضعة للسيطرة” و “الأسلحة السيبرانية”. وكان المصطلح الأكثر استخداماً في الآونة الأخيرة هو “الحروب الهجينة” أو “التهديدات الهجينة.” وقد وضعت استراتيجيات الحروب الهجينة والتوصيات بشأن مواجهة هذه التهديدات الهجينة في الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي. ويقترح هذا التحليل تغييرات جوهرية في طبيعة الحرب. إن جوهر هذه التغييرات هو الاستعداد والتأثير على نتائج الحرب الهجينة باستخدام المكونات العسكرية وغير النظامية بمشاركة القطاع المدني. تنطوي الحرب الهجينة على نطاق واسع من الأعمال العدائية يضطلع فيه الجيش بدور صغير نسبياً. كما أن الوسائل الرئيسية لإلحاق الضرر بالعدو هي سياسية وإعلامية / نفسية واقتصادية. وتمكن أساليبها من تحقيق نتائج ملموسة – فهي تلحق أضراراً إقليمية وسياسية واقتصادية بالعدو، وتوقع البلبلة في نظام حكومة الخصم وتضعف معنويات المجتمع. لا يُنظر إلى هذه الحرب على أنها حرب بالمعنى الكلاسيكي. فقد قدم وزير خارجية الدنمارك، مارتن ليدجارد، وصفاً واضحاً للحرب الهجينة في عام 2014 حيث قال، “لن أسميها حرباً عسكرية بالضرورة. إنها حرب هجينة عندما يكون هناك دعاية هائلة، واستفزازات، وتحفيز جماعات داخل دول أخرى، وهذه ليست حرباً ولكنها شيء معادٍ للغاية وقريب من كونه حرباً.” في الحروب التقليدية، تكون الوسيلة الرئيسية لتحقيق الأهداف هي استخدام القوات المسلحة النظامية، حيث تكون الأنواع الأخرى من طرق إحداث التأثيرات على العدو تابعة لاستخدام القوات المسلحة النظامية. ولتحسين قدرة البلدان الغربية على مواجهة تهديدات هجينة، يجري إنشاء التنسيق الوثيق مع وزارات الداخلية، وإشراك قوات الشرطة والدرك للحد من التهديدات غير التقليدية المرتبطة بحملات الدعاية، والهجمات السيبرانية، والأعمال التي يقوم بها الانفصاليين المحليين. ويمثل إجراء التمرينات للتدرب على ردود الفعل على الحرب المختلطة أحد أولويات حلف الناتو. وقد أنشأ الناتو في لاتفيا مركزاً متميزاً للاتصالات الإستراتيجية من أجل إعداد وتنسيق مثل هذه التمارين. يشمل مفهوم التهديدات الهجينة مجموعة واسعة من الملابسات والنوايا العدائية، مثل الحرب السيبرانية، والصراعات غير المتناظرة منخفضة الحدة، والإرهاب العالمي، والقرصنة، والهجرة غير القانونية، والفساد، والصراعات العرقية والدينية، وأمن الموارد، والتحديات الديموغرافية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وﻣﺸﺎﻛﻞ العولمة، وإﻧﺘﺸﺎر أﺳﻠﺤﺔ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ. ويمثل قرار منظمة حلف شمال الأطلسي القاضي بإنشاء قوة انتشار سريع للأسلحة المشتركة يمكن أن تكون جاهزة خلال 48 ساعة للقيام بالعمليات الأولية خطوة مهمة في التحضير لنوع جديد من الحرب. وسوف تشمل القوات البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن قوات العمليات الخاصة. يشير التكوين المعقد لقوة حلف الناتو إلى أنه يمكن استخدام هذا التشكيل للقيام بمهمتين مختلفتين بشكل أساسي. تتمثل المهمة الأولى في منع قيام العدو بأعمال التخريب والاستطلاع خلال فترة التهديد، لمحاربة التشكلات غير النظامية على أراضيها، بينما تتمثل المهمة الأخرى في تنظيم أعمال تخريبية على أراضي العدو عن طريق إنشاء هياكل شبكية غير منتظمة تتضمن موارد بشرية ومادية. تتشكل مجموعة من التهديدات الهجينة وفقاً لخطة استراتيجية محددة سلفاً، وتؤثر على مجموعة واسعة من الأهداف العسكرية والمدنية للعدو، بما في ذلك سكان البلد المُستًهدف. ويتمثل الهدف النهائي في تقويض القوة الكاملة للدولة وتقويض مواقف الحكومة وتأثيرها داخل البلاد وعلى الساحة الدولية. لذلك، وعلى عكس الأنواع الأخرى من التهديدات، فإن مجموعة التهديدات الهجينة تتشكل بشكل صارم وفقاً للغرض المستهدف الذي تم اختياره (البلد المُستهدف المُحدّد)، كما أن لها صيغة محددة بوضوح وهدف محدد سلفاً، وتقع في قلب العملية من الناحية الاستراتيجية. يعتمد التنفيذ الناجح لمجموعة من التهديدات على توفر مصدر قادر على توفير القوات والمرافق الضرورية، وكذلك الوصول إليها. يتسبب مثل هذا التأثير التآزري لاستخدام التهديدات الهجينة في إيجاد خطر خاص على الأمن القومي للبلد. يشغل اللواء أسكات إن ريسباييف منصب، الذي يحمل الدكتوراة، منصف رئيس جامعة الدفاع الوطني في كازاخستان منذ 2012. وقد قضى جزءاً كبيراً من مسيرته العسكرية في إعادة بناء جيش بلاده بعد حصولها على الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي السابق. شارك
التعليقات مغلقة.