أمهات ضد الإرهاب

أُسر‭ ‬تقود‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬من‭ ‬المنازل

د‭/ ‬إديت‭ ‬شلافر‭ ‬ود‭/‬أولريش‭ ‬كروبأووينيج‭/‬نساء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭/ ‬Save
التطرف هو‭ ‬عملية‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬رغم‭ ‬تواجد‭ ‬الوالدين‭ ‬وأفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬المُقربين‭. ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬ينتبه‭ ‬الوالدان‭ ‬لما‭ ‬يجري‭ ‬لأبنائهم‭ ‬المراهقين‭ ‬أو‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يفوت‭ ‬الأوان‭.‬
فعندما‭ “‬يتغير‭” ‬الابن‭ ‬أو‭ ‬الابنة،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭. ‬فالمراهقة‭ ‬هي‭ ‬وقت‭ ‬التغيير‭. ‬قد‭ ‬يتأمل‭ ‬الوالدان‭ ‬خطورة‭ ‬بعض‭ ‬أنماط‭ ‬السلوك‭ ‬ولكن‭ ‬يقيمونها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬ضارة‭ ‬وفي‭ ‬نطاق‭ ‬الحدود‭ ‬غير‭ ‬المحددة‭ “‬لعواصف‭ ‬وضغوط‭” ‬المراهق،‭ ‬مثلما‭ ‬تعتقد‭ ‬أي‭ ‬أم‭ ‬لأحد‭ ‬المقاتلين‭ ‬الأجانب‭. ‬فهي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قلق‭ ‬تعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬بين‭ ‬مطرقة‭ ‬التسامح‭ ‬وسندان‭ ‬العجز‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭. “‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتحدث‭ ‬معي‭ ‬كثيرًا‭ ‬كما‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭. ‬وقد‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬أصدقائه‭ ‬وأصبح‭ ‬يقضي‭ ‬معظم‭ ‬وقته‭ ‬في‭ ‬غرفته‭”. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العلامات‭ ‬بمثابة‭ ‬جرس‭ ‬إنذار،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬ينُتبه‭ ‬لها‭ ‬حتى‭ ‬ذهب‭ ‬الابن‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬قُتل‭.‬
ماهي‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬دفعته‭ ‬لذلك؟‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬يترك‭ ‬عائلته؟‭ ‬من‭ ‬المُثير‭ ‬للاهتمام،‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬أننا‭ ‬أصبحنا‭ ‬أكثر‭ ‬إلمامًا‭ ‬بعوامل‭ ‬الجذب‭ ‬وطرق‭ ‬التجنيد‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الديناميكيات‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الطفل‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬متطرف‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭. ‬والسر‭ ‬يكمُن‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬الأم‭ ‬البلجيكية‭ ‬إلى‭ ‬ملاحظته‭ ‬تلقائيًا‭: “‬إن‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تُجندهم‭ ‬تمنحهم‭ ‬شعورًا‭ ‬بقيمتهم‭ ‬الذاتية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يمُنح‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬حياته‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭”.‬
أُهملت‭ ‬الأمهات
درس‭ ‬الخبراء‭ ‬العوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬الهامة‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الأفراد‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬أفكار‭ ‬متطرفة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬الشاملة‭ ‬لم‭ ‬تُترجم‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭. ‬يتكون‭ ‬منهج‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبيرٍ‭ ‬من‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تفاعلية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعتمد‭ ‬إلى‭ ‬حدٍّ‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬المعاقبة‭ ‬والردع‭. ‬ومع‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬ينمو‭ ‬معدل‭ ‬حوادث‭ ‬الإرهاب‭ ‬بشكلٍ‭ ‬خطيرٍ‭. ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النظرية،‭ ‬فنحن‭ ‬نعلم‭ ‬عوامل‭ ‬الجذب‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬النظريات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬وقائي‭ ‬عملي‭. ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬وهو‭ ‬العامل‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬أهملته‭ ‬أبحاث‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ (‬CVE‭) ‬هو‭: ‬الأمهات‭.‬
نساء نيجيريات تظاهرن للمطالبة بالإفراج عن فتيات المدرسة التي اختطفتهن المجموعة الإرهابية بوكو حرام في أبريل/نيسان 2014. رويترز
نساء نيجيريات تظاهرن للمطالبة بالإفراج عن فتيات المدرسة التي اختطفتهن المجموعة الإرهابية بوكو حرام في أبريل/نيسان 2014. رويترز
باعتبارها‭ ‬أحد‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬لديهن‭ ‬البيانات‭ ‬القيّمة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الأشخاص‭ ‬عُرضة‭ ‬للأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العوامل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تتصور‭ ‬أمهات‭ ‬الشباب‭ ‬المتطرفين‭ ‬أن‭ ‬رحلة‭ ‬بلوغ‭ ‬أطفالهم‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقال‭ ‬من‭ ‬ارتياب‭ ‬المراهقة‭ ‬والشباب،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬يقدمون‭ ‬رؤى‭ ‬فريدة‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للغرباء‭. ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬أعدت‭ ‬الأمهات‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أيضا‭ ‬كي‭ ‬تعمل‭ ‬باعتبارها‭ ‬منطقة‭ ‬عازلة‭ ‬بين‭ ‬التأثيرات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والتأثيرات‭ ‬الأخرى‭ ‬المُستهدفة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭. ‬فهما‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لبناء‭ ‬عنصر‭ ‬المرونة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نمو‭ ‬أطفالهم،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التعرف‭ ‬أولاً‭ ‬على‭ ‬علامات‭ ‬الضيق‭ ‬مثل‭ ‬الغضب‭ ‬والضيق‭ ‬والانسحاب‭ ‬ومُعالجتها‭. ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬المزدوجة‭ ‬على‭ ‬الاستحواذ‭ ‬والاستجابة‭ ‬للتأثيرات‭ ‬المتطرفة‭ ‬تجعل‭ ‬الأمهات‭ ‬مشاركين‭ ‬أساسيين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬نموذج‭ ‬أمني‭ ‬فعال‭.‬
من‭ ‬المعروف‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أن‭ ‬الأفراد‭ ‬يتأثرون‭ ‬بمحيطهم‭ ‬الاجتماعي‭: ‬فآمالهم‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬وصراعاتهم‭ ‬وردود‭ ‬أفعالهم‭ ‬تتشكل‭ ‬إلى‭ ‬حدٍّ‭ ‬كبيرٍ‭ ‬بالبيئة‭ ‬التي‭ ‬ينضجون‭ ‬فيها‭ ‬عاطفيا‭ ‬ونفسيا‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬هذه‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعاطفية،‭ ‬يُمكننا‭ ‬تكوين‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬العوامل‭ ‬المُشتركة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الأشخاص‭ ‬يتبنون‭ ‬أيديولوجيات‭ ‬مُتطرفة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يضعون‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وقاية‭ ‬فعالة‭.‬
نموذج‭ ‬بحثي‭ ‬جديد
استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الفهم‭ ‬السائد‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬أساليب‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ (‬CVE‭) ‬والدور‭ ‬الفريد‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الأمهات،‭ ‬فقد‭ ‬وضعت‭ ‬المنظمة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬نساء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭/‬أخوات‭ ‬ضد‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ (‬SAVE‭) ‬مشروع‭ ‬بحثي‭ ‬لجمع‭ ‬الأدلة‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬قيام‭ ‬الأمهات‭ ‬بحماية‭ ‬الشباب‭ ‬المُعرض‭ ‬للخطر‭.‬‭ ‬تناولت‭ ‬الدراسة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمنظمة‭ ‬والتي‭ ‬تتساءل‭ “‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬للأمهات‭ ‬قهر‭ ‬التطرف‭” ‬إدراك‭ ‬الأمهات‭ ‬للتهديد‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬وفهم‭ ‬دورهن‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬التطرف‭ ‬وعدم‭ ‬التطرف‭. ‬تناولت‭ ‬الدراسة‭ ‬الفهم‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمهات‭ ‬لأسباب‭ ‬وعوامل‭ ‬وحقائق‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬حيث‭ ‬يواجهن‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬عوائلهن‭ ‬والمجتمع‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬اطفالهن‭. ‬ركزت‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬الذكور،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬انضمام‭ ‬البنات‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يُشكل‭ ‬الشباب‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬المُتطرفة‭.‬
الدراسة‭ ‬
صُممت‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬لجمع‭ ‬وتحليل‭ ‬وتطبيق‭ ‬بيانات‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬أم‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬دول‭ ‬مضطربة‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬قارات‭. ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى،‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬200‭ ‬مقابلة‭ ‬مُتعمقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬لتكوين‭ ‬صورة‭ ‬كلية‭ ‬عن‭ ‬البيئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعاطفية‭ ‬للأبناء‭ ‬المُراهقين‭ ‬والشباب‭. ‬تم‭ ‬تقسيم‭ ‬الأسئلة‭ ‬إلى‭ ‬سبعة‭ ‬مجالات‭: ‬الخلفية‭ ‬العائلية‭ ‬وحياة‭ ‬الأطفال‭ ‬ودور‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬تنشئة‭ ‬أبنائها‭ ‬والاقتراب‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬والعوامل‭ ‬الاجتماعية‭ – ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المحيطات‭ ‬المتأثرة‭ ‬بالعنف،‭ ‬وآليات‭ ‬النسخ‭ ‬الحالية‭ ‬للتطرف‭ ‬العنيف‭ ‬فرادى‭ ‬وجماعات‭ – ‬والاستراتيجيات‭ ‬المستقبلية‭.‬
في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المُجتمعات،‭ ‬يكون‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف‭ ‬من‭ ‬المحظورات؛‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تتطلب‭ ‬عملية‭ ‬جمع‭ ‬بيانات‭ ‬كسر‭ ‬الحواجز‭ ‬الاجتماعية‭. ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬مترددة‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لاسيما‭ ‬الأمهات‭ ‬التي‭ ‬شارك‭ ‬ابنائهن‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬مُتطرفة‭. ‬منعهم‭ ‬الشعور‭ ‬بالذنب‭ ‬والخجل‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬البداية‭. ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انفتحوا‭ ‬للحديث‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬فهموا‭ ‬بأنهن‭ ‬عناصر‭ ‬فعالة‭ ‬ومؤثرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬عبرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المُشاركات‭ ‬ممن‭ ‬تحدثن‭ ‬عن‭ ‬تجاربهن‭ ‬وعبرن‭ ‬عن‭ ‬ارتياحهن‭ ‬بعد‭ ‬الحديث‭. ‬عدة‭ ‬افكار‭ ‬المقابلات‭ ‬عدة‭ ‬نتائج‭ ‬واستخدمت‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬لوضع‭ ‬استبيان‭. ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬ثلاثة‭ ‬نقاط‭ ‬رئيسية‭: ‬1‭) ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬الأمهات‭ ‬دورهن‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الانجذاب‭ ‬نحو‭ ‬أيديولوجيات‭ ‬مُتطرفة،‭ ‬2‭) ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يلجأون‭ ‬عندما‭ ‬يكونون‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬والخوف‭ ‬والجزع‭ ‬و3‭)‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجونه‭ ‬ليكونوا‭ ‬يقظين‭ ‬في‭ ‬التعرف‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬العلامات‭ ‬التي‭ ‬تنذر‭ ‬بوجود‭ ‬التطرف‭. ‬
بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬نشأ‭ ‬إجماع‭ ‬حول‭ ‬مفاهيم‭ ‬دور‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التأثيرات‭ ‬المُتطرفة‭. ‬نقلت‭ ‬البيانات‭ ‬المجمعة‭ ‬من‭ ‬المقابلات‭ ‬واستطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬مخاوف‭ ‬الأمهات‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬أطفالهن‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬أشخاص‭ ‬متطرفين‭. ‬أعربت‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭ ‬عن‭ ‬ثقتهن‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬أطفالهن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يُصبحوا‭ ‬مشاركين‭ ‬في‭ ‬تطرف‭ ‬عنيف‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬علامات‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكرة‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أعربت‭ ‬الأمهات‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المقابلات‭ ‬عن‭ ‬شعورهن‭ ‬وتحمسهن‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأمهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬ظروفهن‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬مشكلة‭ ‬تجنيد‭ ‬المتطرفين‭ ‬الآخذة‭ ‬في‭ ‬النمو‭.‬
مخاوف‭ ‬الأم
تعتقد‭ ‬الأمهات‭ ‬أن‭ ‬أجندات‭ ‬المتطرفين‭ ‬تُنشر‭ ‬أولا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإنترنت‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬المتشددين‭ ‬والمنظمات‭ ‬السياسية‭ ‬والتليفزيون‭. ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬ليست‭ ‬مفاجئة،‭ ‬ولكن‭ ‬الصورة‭ ‬الكلية‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬هي‭ ‬الجديرة‭ ‬بالملاحظة‭. ‬تحظى‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬الأربعة‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العادي،‭ ‬يُقابل‭ ‬الشباب‭ ‬برسائل‭ ‬متطرفة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مصادر‭ ‬مختلفة‭: ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬والمدارس‭ ‬وشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬يشير‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭ ‬تحظى‭ ‬بقدر‭ ‬ضئيل‭ ‬من‭ ‬الفضاء‭ ‬المحمي،‭ ‬مما‭ ‬يترك‭ ‬الشباب‭ ‬عُرضة‭ ‬للخطر‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبيرٍ‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬فإن‭ ‬انتشار‭ ‬الرسائل‭ ‬المتطرفة،‭ ‬التي‭ ‬ذكرتها‭ ‬الأمهات‭ ‬في‭ ‬الدراسة،‭ ‬تقدم‭ ‬دعما‭ ‬كبيرا‭ ‬لأسلوب‭ ‬أمني‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬المرونة‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬وحوله‭.‬
علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬مهمة‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ – ‬جُمعت‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬مجتمع‭ ‬خاص‭ – ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجتمعات‭ ‬محلية‭ ‬ومخابرات‭ ‬وعوامل‭ ‬أخرى‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬الأبحاث‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإرهاب‭. ‬وفقا‭ ‬لدورهم‭ ‬الفريد،‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأمهات‭ ‬حول‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬للتأثير‭ ‬المتطرف‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬دقة‭. ‬وكما‭ ‬أقر‭ ‬الباحثون‭ ‬وواضعو‭ ‬السياسة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬أن‭ ‬تكوين‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬مرحلة‭ ‬الدخول‭ ‬الأولي‭ ‬في‭ ‬التطرف‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬هامة‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬التطرف‭ ‬بطريقة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬منبعه‭ ‬الأصلي‭. ‬تساعد‭ ‬رؤى‭ ‬الأمهات‭ ‬على‭ ‬توضيح‭ ‬التفاصيل‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيدًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭. ‬
ثقة‭ ‬الأمهات
إلى‭ ‬من‭ ‬تلجأ‭ ‬الأمهات‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬لديهم‭ ‬مخاوف‭ ‬حول‭ ‬أمان‭ ‬وسلامة‭ ‬أطفالهم؟‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬يثقن‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬لهن؟‭ ‬كانت‭ ‬الإجابة‭ ‬الرئيسية‭ ‬هي‭ ‬الأمهات‭ ‬الأخريات،‭ ‬بنسبة‭ ‬94‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬جاء‭ ‬الآباء‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬بنسبة‭ ‬91‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬يليهم‭ ‬الأقارب‭ ‬الآخرون‭ ‬بنسبة‭ ‬81‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬في‭ ‬أي‭ ‬أزمة،‭ ‬يكون‭ ‬إطار‭ ‬الأسرة‭ ‬هو‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬للدعم‭. ‬وجاء‭ ‬المعلمون‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬بنسبة‭ ‬ثقة‭ ‬قدرها‭ ‬79‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬بنسبة‭ ‬61‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ترتيب‭ ‬الجهات‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يلجأن‭ ‬لها‭ ‬الأمهات‭ ‬خارج‭ ‬الشبكات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المباشرة‭. ‬وحصل‭ ‬القادة‭ ‬الدينيون‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بنسبة‭ ‬58‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التناقض‭. ‬كانت‭ ‬المنظمات‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬نسب‭ ‬ضعيفة‭ ‬من‭ ‬الثقة،‭ ‬وحصلت‭ ‬الشرطة‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬39‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وحصل‭ ‬الجيش‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬ثقة‭ ‬قدرها‭ ‬35‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬والحكومة‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬34‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬وحصلت‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬ثقة‭ ‬ضعيفة‭ ‬قدرها‭ ‬36‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬حصلت‭ ‬الحكومة‭ ‬المحلية،‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬أدنى‭ ‬نسبة‭ ‬إجمالية‭ ‬من‭ ‬الثقة‭: ‬29‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬
كانت‭ ‬أهم‭ ‬البيانات،‭ ‬والتي‭ ‬يدعهما‭ ‬دليل‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الدراسة،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأمهات‭ ‬يثقن‭ ‬في‭ ‬أنفسهن‭ ‬وفي‭ ‬الأمهات‭ ‬الأخريات‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬أطفالهن‭. ‬وهذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬واضحٌ‭ ‬لأن‭ ‬الأسلوب‭ ‬الأمني‭ ‬القائم‭ ‬يركز‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬التنفيذ‭ ‬داخل‭ ‬السلطات‭ ‬القومية‭ ‬والمحلية،‭ ‬وهما‭ ‬مجموعتان‭ ‬يبدو‭ ‬أنهما‭ ‬يُثيران‭ ‬قدرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬نقص‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬هو‭ ‬اكتشاف‭ ‬هام‭ ‬ويكشف‭ ‬وجود‭ ‬فجوة‭ ‬ثقة‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬حيث‭ ‬يرتبطان‭ ‬بالأمن‭.‬
ماذا‭ ‬تحتاج‭ ‬الأمهات؟‭ ‬
كيف‭ ‬تقيم‭ ‬الأمهات‭ ‬احتياجاتهن‭ ‬الخاصة؟‭ ‬ما‭ ‬نوع‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجونه‭ ‬لحماية‭ ‬أطفالهن‭ ‬من‭ ‬التطرف؟‭ ‬أولاً‭ ‬تشير‭ ‬البيانات‭ ‬إلى‭ ‬مخاوف‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬التطرف‭. ‬ظهرت‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬خلال‭ ‬المقابلات‭ ‬واستطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬أجريناها‭. ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الدراسة،‭ ‬اعتبرت‭ ‬86‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬معرفتهن‭ ‬عن‭ ‬العلامات‭ ‬التحذيرية‭ ‬للتطرف‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭. ‬وأعقب‭ ‬ذلك‭ ‬تقديم‭ ‬تدريب‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬ومهارات‭ ‬تربية‭ ‬الأطفال‭ ‬ومهارات‭ ‬الكمبيوتر‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فضلت‭ ‬أغلبية‭ ‬الأمهات‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬أمهات‭ ‬أخريات‭ ‬معنية‭ ‬بنفس‭ ‬الموضوعات‭ ‬والتحدث‭ ‬معًًا‭ ‬للتصدي‭ ‬للتطرف‭.‬
أمهات طاجيكيات يناقشن مخاوفهن بشأن أطفالهن والتطرف خلال افتتاح مدرسة تعليم الأمهات في خجند، طاجيكستان، عام 2011. أستاذ أولريك كربيونج
أمهات طاجيكيات يناقشن مخاوفهن بشأن أطفالهن والتطرف خلال افتتاح مدرسة تعليم الأمهات في خجند، طاجيكستان، عام 2011.
أستاذ أولريك كربيونج
وهذا‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬نتيجتين‭ ‬مهمتين‭. ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الأمهات‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بحدسهن‭ ‬الأمني‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تجهيزهن‭ ‬بالأدوات‭ ‬والمعرفة‭ ‬الصحيحة‭. ‬أما‭ ‬النتيجة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬أن‭ ‬وعيهن‭ ‬باحتياجاتهن‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أنهن‭ ‬يواجهن‭ ‬بالفعل‭ ‬تأثيرات‭ ‬جذرية‭ ‬ويشعرن‭ ‬أن‭ ‬استجابتهن‭ ‬بحاجة‭ ‬لتفاعل‭ ‬أكبر‭.‬
وعمومًا،‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬المُلحة‭ ‬لاتباع‭ ‬نهج‭ ‬أكثر‭ ‬تنوع‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ – ‬يضم‭ ‬أمهات‭ ‬ذات‭ ‬خبرة‭ ‬وموقع‭ ‬استراتيجي‭. ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أصواتهن‭ ‬وقدراتهن‭ ‬ضرورية‭ ‬لوضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وشراكات‭ ‬جديدة‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬يتطلب‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالأمهات‭ ‬كحلفاء‭ ‬رئيسيين؛‭ ‬طالما‭ ‬تم‭ ‬استبعادهن،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬قيمة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التدخل‭. ‬تتطلب‭ ‬فجوة‭ ‬النموذج‭ ‬الأمني‭ ‬القائم‭ ‬والسعي‭ ‬لمعالجة‭ ‬مشكلة‭ ‬التجنيد‭ ‬لتنفيذ‭ ‬العمليات‭ ‬المتطرفة‭ ‬من‭ ‬الجذر‭ ‬ومشاركة‭ ‬نشطة‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭.‬
نموذج‭ ‬مدارس‭ ‬تعليم‭ ‬الأمهات‭ ‬
تستقطب‭ ‬مدرسة‭ ‬تعليم‭ ‬الأمهات،‭ ‬الأمهات‭ ‬باعتبارهن‭ ‬حلفاء‭ ‬أمنيين‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬وتسلحهن‭ ‬بالمهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتكون‭ ‬الأساس‭ ‬الفعال‭ ‬لقدرة‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬لتكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للتهديدات‭. ‬يستهدف‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬ويحسن‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقات‭ ‬الموجودة‭ ‬والغير‭ ‬مستخدمة‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬بالأساس‭ ‬نهج‭ ‬شعبي‭. ‬وضع‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬شركاء‭ ‬مجتمعيون‭ ‬موثوق‭ ‬بهم،‭ ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬المناهج‭ ‬تمارين‭ ‬محددة‭ ‬لتسهيل‭ ‬الحوار‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬واستخدام‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقنيات‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬السياق‭ ‬الذي‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للمشاركات‭. ‬يطور‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬امكانية‭ ‬الأمهات‭ ‬لكشف‭ ‬علامات‭ ‬التطرف‭ ‬لدى‭ ‬الأبناء‭ ‬كأنذار‭ ‬مبكر‭ ‬ووضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬ليصبحن‭ ‬حواجز‭ ‬فعالة‭ ‬تتصدى‭ ‬للتأثيرات‭ ‬الجذرية‭. ‬حيث‭ ‬يمكنهن‭ ‬سويًا‭ ‬تفكيك‭ ‬الحواجز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وإجراء‭ ‬حوار‭ ‬مفتوح‭ ‬حول‭ ‬كفاح‭ ‬أبنائهن‭ ‬وكفاحهن‭.‬
تم‭ ‬اختبار‭ ‬مدارس‭ ‬تعليم‭ ‬الأمهات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬باكستان‭ ‬وطاجيكستان‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬والهند‭ ‬ونيجيريا‭ ‬وتنزانيا‭ ‬وأظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬التقييمات‭ ‬ما‭ ‬لاقته‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭ ‬من‭ ‬قبول‭. ‬أشارت‭ ‬الأمهات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬مع‭ ‬النساء‭ ‬المعنية‭ ‬بنفس‭ ‬الموضوعات‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬ويحسن‭ ‬مهارات‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء‭ ‬ويوفر‭ ‬لهن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المصداقية‭ ‬في‭ ‬منازلهن‭ ‬ومجتمعاتهن‭. ‬صرحت‭ ‬إحدى‭ ‬المشاركات‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬كشمير‭: “‬نعتقد‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناقشات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إلا‭ ‬بين‭ ‬المثقفين‭ ‬والنخبة‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭. ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬وبعد‭ ‬استكشاف‭ ‬الأمر‭ ‬أدركنا‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬نمتلك‭ ‬المهارات‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مستخدمة،‭ ‬وأننا‭ ‬يمكننا‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬نصبح‭ ‬أصدقاء‭ ‬لأطفالنا‭ ‬ونساعدهم‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بالحاجة‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬كبديل‭”. ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬النتائج‭ ‬التجريبية‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنهج‭ ‬قد‭ ‬مدّ‭ ‬الأمهات‭ ‬بالمعلومات‭ ‬الموضوعية‭ ‬والمهارات‭ ‬المستهدفة‭ ‬وأعدهن‭ ‬إعدادًًا‭ ‬أفضل‭ ‬لمعرفة‭ ‬علامات‭ ‬التطرف‭ ‬والاستجابة‭ ‬لها‭.‬
منهج‭ ‬مدارس‭ ‬تعليم‭ ‬الأمهات‭ ‬
تتمثل‭ ‬العناصر‭ ‬الجوهرية‭ ‬للمناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬واحترام‭ ‬الذات‭ ‬وزيادة‭ ‬المعرفة‭ ‬وانعكاس‭ ‬للديناميكيات‭ ‬بين‭ ‬الآباء‭ ‬والأطفال‭ ‬ويقدم‭ ‬تدريب‭ ‬نوعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرف‭. ‬ويشمل‭ ‬المنهج‭ ‬الدراسي‭ ‬10‭ ‬وحدات‭ ‬تمتد‭ ‬عبر‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬وتوجه‭ ‬المشاركات‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬التدريجية‭. ‬تتطور‭ ‬هذه‭ ‬المراحل‭ ‬تباعًا‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬الذاتي‭ ‬ثم‭ ‬الأسرة‭ ‬ثم‭ ‬المجتمع‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭.‬
وتهدف‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬الأربع‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬ومريحة‭ ‬يمكن‭ ‬تفتيت‭ ‬الحواجز‭ ‬بها‭ ‬وإقامة‭ ‬حوار‭ ‬مثمر‭. ‬كما‭ ‬ترشدهم‭ ‬التدريبات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفكير‭ ‬الناقد‭ ‬لأنفسهم‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬تحديد‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭ ‬فضلًاً‭ ‬عن‭ ‬تحليل‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬المحلية‭ ‬وأدوارهم‭ ‬داخلها‭.‬
تشير‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬المشاركات‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬لهذه‭ ‬الاحتياجات‭. ‬حيث‭ ‬صرحت‭ ‬إحدى‭ ‬الأمهات‭: “‬بمجرد‭ ‬تشجيعك‭ ‬لشخص‭ ‬ما‭ ‬هنا‭ ‬يشارك‭ ‬قصته‭ ‬الحزينة‭ ‬أو‭ ‬مشكلات‭ ‬حياته،‭ ‬فإن‭ ‬مجرد‭ ‬كلمة‭ ‬التشجيع‭ ‬هذه‭ ‬تجعله‭ ‬يشعر‭ ‬بالقوة‭. ‬ويتأكد‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬وحده‭. ‬ويشعر‭ ‬بالقبول‭.” ‬
تُعد‭ ‬مرحلة‭ ‬المراهقة‭ ‬المصيرية‭ ‬فرصة‭ ‬لاثنين‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الفاعلة‭ ‬الرئيسية‭. ‬تستقطب‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬الشباب‭ ‬الساخطين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الضعف‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وعود‭ ‬الشرف‭ ‬والمجتمع‭ ‬والجنة‭. ‬ولكنها‭ ‬تمثل‭ ‬أيضًا‭ ‬نقطة‭ ‬محورية‭ ‬للأمهات‭ ‬لغرس‭ ‬الروايات‭ ‬المناهضة‭ ‬والبدائل‭ ‬الإيجابية‭. ‬تتطور‭ ‬المرحلة‭ ‬التالية‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬العوائق‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬المستهدفة‭. ‬فهي‭ ‬تهدف‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬الحاجة‭ ‬لتحسين‭ ‬مهارات‭ ‬تربية‭ ‬الأطفال‭ ‬وتركز‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬والتحليل‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النظريات‭ ‬والحقائق‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للمجتمع‭.‬
فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬توضح‭ ‬إحدى‭ ‬الأمهات‭ ‬كيف‭ ‬تطبق‭ ‬هذه‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬بيتها‭: “‬إن‭ ‬الاعتقاد‭ ‬الشائع‭ ‬هو‭ ‬ألا‭ ‬تعطي‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬للأطفال‭ ‬وألا‭ ‬تستمع‭ ‬إليهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬صارم‭ ‬حتى‭ ‬تحتفظ‭ ‬بخوفهم‭ ‬منك‭ ‬واحترامهم‭ ‬لك‭. ‬ولكني‭ ‬تعلمت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭. ..‬‭. ‬إنها‭ ‬مجرد‭ ‬فكرة،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬جدًًا‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬بمشكلات‭ ‬أطفالنا‭ “.‬
وتركز‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬بناء‭ ‬سهولة‭ ‬التكيف‭ ‬وتعزيزها‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬المنزل‭. ‬نقدم‭ ‬للأمهات‭ ‬تعليمات‭ ‬محددة‭ ‬بشأن‭ ‬إدراك‭ ‬إشارات‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬للتطرف‭ ‬والاستجابة‭ ‬لها‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬توجيههن‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الرسائل‭ ‬المتطرفة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬إشراك‭ ‬الآباء‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬والتصدي‭ ‬لها‭. ‬
المضي‭ ‬قدمًا
كما‭ ‬تظهر‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬فإن‭ ‬للأمهات‭ ‬أثرًا‭ ‬فعالاً‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬التدخل‭ ‬المستهدف‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الانتشار‭. ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬مصدرًا‭ ‬قيمًا‭ ‬للمعلومات،‭ ‬ليست‭ ‬المتعلقة‭ ‬فقط‭ ‬بتعقيدات‭ ‬البيئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعاطفية‭ ‬للشباب،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬باعتبارها‭ ‬عدسة‭ ‬عاكسة‭. ‬تقدم‭ ‬أمهات‭ ‬الشباب‭ ‬المتطرفين‭ ‬منظورًا‭ ‬أوضح‭ ‬لوضع‭ ‬نهجًا‭ ‬أمنيًا‭ ‬جديدًا‭. ‬فالأمهات‭ ‬هن‭ ‬العامل‭ ‬المشترك‭ ‬للشباب‭ ‬الذين‭ ‬تختلف‭ ‬خلفياتهم‭ ‬ودياناتهم‭ ‬ومشاركتهم‭ ‬السياسية‭. ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬العلاقة‭ ‬العاطفية‭ ‬التي‭ ‬تربطهن‭ ‬بأطفالهن‭ ‬تمنحهن‭ ‬قدرة‭ ‬فريدة‭ ‬على‭ ‬تجميع‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭.‬
امرأة عراقية هجرها الأرهابيون قسرًا من منزلها تمشي مع ابنها في مخيم هارشام للاجئين غرب أربيل في فبراير/شباط 2015. صور من وكالة فرانس برس/موقع جيتي
امرأة عراقية هجرها الأرهابيون قسرًا من منزلها تمشي مع ابنها في مخيم هارشام للاجئين غرب أربيل في فبراير/شباط 2015.
صور من وكالة فرانس برس/موقع جيتي
من‭ ‬أجل‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لهذه‭ ‬البيانات‭ ‬الرئيسية،‭ ‬جمعت‭ ‬منظمة‭ ‬نساء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬وكندا‭ ‬لتبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬حول‭ ‬عملية‭ ‬تجنيد‭ ‬المتطرفين‭ ‬لأطفالهن،‭ ‬الذين‭ ‬غادروا‭ ‬جميعًا‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭. ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬لتجاربهن،‭ ‬رسمن‭ ‬صورة‭ ‬لشخصيات‭ ‬أبنائهن‭ ‬والصراعات‭ ‬والتغيرات‭ ‬الملحوظة‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬تجنيدهم‭. ‬
وشرحت‭ ‬إحدى‭ ‬الأمهات‭ ‬التي‭ ‬قتل‭ ‬ولدها‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬عام‭ ‬2012‭: ‬يضلل‭ ‬المتطرفون‭ ‬الأطفال‭ ‬حيث‭ ‬يقولون‭ ‬لهم‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬اختارهم‭ ‬أي‭ ‬اصطفاهم‭. ‬وتشعرهم‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يحميهم‭.” ‬وقالت‭ ‬أم‭ ‬أخرى‭: “‬كان‭ ‬ابني‭ ‬غير‭ ‬ناضج‭ ‬تمامًا‭. ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬لديه‭ ‬معلومات‭ ‬حقيقية‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬منظور‭ ‬فكري‭ ‬حقيقي‭ ‬عن‭ ‬المسائل‭ ‬الدينية‭. ‬لذا‭ ‬كانت‭ ‬عملية‭ ‬تجنيده‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬السرعة‭.” ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬شعرت‭ ‬الأمهات‭ ‬أنهن‭ ‬يفتقرن‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬أطفالهن‭. “‬اخفيت‭ ‬مخاوفي‭ ‬عن‭ ‬الجميع‭. … ‬كنت‭ ‬خائفة‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬التحدث‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬شخص‭. … ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬أعلم‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬يتجه،‭ ‬ربما‭ ‬كنت‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬منعه‭.”‬
دعمت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الإيجابية‭ ‬حول‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭ ‬والحكومة‭ ‬وممثلي‭ ‬المجتمع‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استكشاف‭ ‬طرق‭ ‬لتضمين‭ ‬رؤى‭ ‬الأمهات‭ ‬رسميًا‭ ‬في‭ ‬الحوارات‭ ‬الأمنية‭. ‬عادت‭ ‬الأمهات‭ ‬إلى‭ ‬ديارهن‭ ‬مُلهمات‭ ‬ومستعدات‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬الأخرى‭ ‬المعرضة‭ ‬للخطر‭.‬
فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإرساء‭ ‬الأمن،‭ ‬يكون‭ ‬سد‭ ‬فجوة‭ ‬المعلومات‭ ‬هي‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭. ‬يمكن‭ ‬إنجاز‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تضمين‭ ‬رؤى‭ ‬الأمهات‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬التطرف،‭ ‬ثم‭ ‬تطوير‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الوقائية‭ ‬التي‭ ‬تعالج‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭ ‬باعتبارهن‭ ‬المنفذات‭ ‬الأساسيات‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ليكون‭ ‬لهذه‭ ‬التحصينات‭ ‬الأولية‭ ‬تأثيرًا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحد‭ ‬من‭ ‬التطرف،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتلقى‭ ‬الأمهات‭ ‬الدعم‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬
استنتاجات
الأمهات‭ ‬هن‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭. ‬ويمكننا‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬دورهن‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬المكلفة‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬التطرف‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬منعها‭. ‬نظرًا‭ ‬لافتقارنا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الرسائل‭ ‬المتطرفة،‭ ‬فإن‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬أمامنا‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأبناء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭. ‬وبالطبع‭ ‬تتطلب‭ ‬معالجة‭ ‬القوة‭ ‬العاطفية‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الفرد‭ ‬عرضة‭ ‬للأيديولوجيات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬مثل‭ ‬الغضب‭ ‬والاستياء‭ ‬أو‭ ‬الاستسلام‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬هدف‭ ‬وغياب‭ ‬الانتماء‭ ‬اهتمامًًًا‭ ‬فرديًًًًا‭ ‬ودعمًا‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬موثوق‭ ‬بهم‭. ‬
الأمهات‭ ‬هن‭ ‬نقطة‭ ‬ارتكاز‭ ‬المنزل؛‭ ‬فهن‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يلاحظ‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬تطرأ‭ ‬على‭ ‬أطفالهن‭ ‬مثل‭ ‬الغضب‭ ‬والقلق‭ ‬والعزلة‭. ‬فهن‭ ‬يمتلكن‭ ‬إمكانية‭ ‬وصول‭ ‬حصرية‭ ‬واتصال‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬أطفالهن‭ ‬تظل‭ ‬ثابتة‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭. ‬فهن‭ ‬عاملاً‭ ‬محورياً‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬سهولة‭ ‬التكيف‭ ‬في‭ ‬نسيج‭ ‬المجتمع‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬إن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الإمكانات‭ ‬الوقائية‭ ‬للأمهات‭ ‬واعتبار‭ ‬الأمهات‭ ‬حليفات‭ ‬الأمن‭ ‬الرئيسين‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬أمن‭ ‬حقيقي‭ ‬وفعال‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة‭. ‬لن‭ ‬تستفيد‭ ‬الأمهات‭ ‬فحسب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬بل‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭.  ‬

Comments are closed.