الصمـود اليمني By Unipath On Jan 12, 2017 Share اللواء الركن بحري عبد الله علي سالم النخعي يساعد على إعادة بناء القوات البحرية أسرة يونيباث يُعرف عن أهل اليمن صبرهم وشجاعتهم وتضحيتهم في سبيل الوطن…هم من يقول فيهم شاعرهم (الفضول) عبد الله عبد الوهاب نعمان: ”ليس منا أبداً من فرقا ليس منا أبداً من مزقا ليس منا أبداً من يسكب النار في أزهارنا .. كي تُحرقا.” هذا الصبر والتضحية يحتاج رجالاً وقادة يضعون نصب أعينهم مصالح الوطن، يقودون سفن الأمل رغم التحديات وتوالي المحن، وهم يرون أرض اليمن مُثخنةً بالجراح والصراعات والفتن. في هذا المقال التقينا بقائد من أرض اليمن… قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمنية، اللواء الركن بحري عبدالله سالم علي عبدالله النخعي. اللواء عبدالله هو قائد من الطراز الأول، يتمتع بحرفية عالية، يعمل بصمت ولا يحب الظهور الإعلامي، يحظي باحترام واسع من جنوده ورفاقه. هو ربانٌ يؤمن أن وصول سفينة الوطن إلى بر الاستقرار والأمان يتطلب جهودًا مضنية، وإرادة قوية وثابتة تقاوم عصف الرياح وتسمو فوق الجراح. مجلة يونيباث: تعرضت القوات البحرية اليمنية لتدمير شبه كامل في البنية التحتية والمباني والمنشآت وتحتاج إلى كثير من الوقت والجهود حتى تعود إلى ما كانت عليه، هل هناك خطة لإعادة جاهزية القوات البحرية والدفاع الساحلي؟ إن القوات البحرية اليمنية هي المسئولة عن حماية الشريط الساحلي اليمني على البحر الأحمر والبحر العربي وهي تتولى مهمة ليست سهلة لتأمين السواحل البحرية، إذ يبلغ طول السواحل أكثر من 2000 كيلو متراً. وتتكون من قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي، ووحدات بحرية عائمة، ووحدات دفاع ساحلي، ووحدات مشاه بحرية. وتمتلك القوات الجوية عدة قواعد عسكرية بحرية منها قاعدة المكلا البحرية في المكلا بمحافظة حضرموت، وقاعدة التواهي البحرية في محافظة عدن، بالإضافة إلى قاعدة الحديدة البحرية، وقاعدة بئر علي في شبوة، وقاعدة جزيرة سقطرى. لقد تعرضت البنية التحتية للقوة البحرية والدفاع الساحلي إلى تدمير كامل، وهي بحاجة إلى صيانة وترميم وإعادة بناء قوامها وتطويرها، فضلاً عن التدمير الذي تعرضت له السفن البحرية. فلقد تعرضت ورش إصلاح السفن في كل من الحديدة وعدن والمكلا للتدمير الكلي وهي بحاجة إل تجهيز شامل للمباني والأجهزة والمعدات لمواكبة للتطور الكبير الذي يشهده القطاع البحري. كما أن التدمير لم يقتصر على منشآتنا البحرية بل تعرضت المنشآت التعليمية مثل المعهد البحري والمدرسة البحرية إلى التدمير. ورغم كل ما تعرضنا له من تدمير، نستمر في بذل الجهود لإعادة جاهزية القوات البحرية والدفاع الساحلي، فقد قدمنا خطة متكاملة في هذا الجانب منها خطة عاجلة بالمتطلبات الضرورية لإعادة جاهزية البحرية، فإعادة البنية التحتية والمباني والمنشآت يحتاج إلى كثير من الوقت والإمكانات المادية والبشرية. نحن نطمح إلى تجهيز قوات بحرية قادرة علي حماية مياهنا الإقليمية وكذا حماية ثروتنا السمكية من الاصطياد العشوائي وطموحاتنا كبيرة في جميع الجوانب لبناء قوات بحرية مهنية محترفة وطنية، يكون ولاؤها لله والوطن. مجلة يونيباث: هل هناك تعاون مع الدول الأخرى فيما يخص التدريب وإعادة التأهيل؟ نعم هناك تعاون كبير مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة سواء في التدريب والتأهيل التخصصي، أو التدريبات في الكليات والدراسات العليا في هذه الدول. ومن هذه الدول جمهورية باكستان الإسلامية، وبريطانيا، وروسيا الاتحادية، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وجمهورية السودان. إننا نؤمن بأن استقرار وسلامة أمن المنطقة يعتمد بشكل أساسي على تعاوننا سوياً في التصدي لكل المخاطر التي تهدد أمن المنطقة وتقوض استقرارها وسلامة دولها وشعوبها، وهذا مرهونٌ بمتانة العلاقات بيننا ضمن إطار يحقق مصالح الجميع في ظل تنامي التهديدات الإرهابية التي تحدق باليمن وبمنطقة الخليج العربي وبالعالم أجمع. مجلة يونيباث: تشكل ظاهرة القرصنة في المياه الإقليمية تهديداً جدياً على أمن وسلامة الملاحة البحرية في أهم الممرات المائية. ما هي التحديات التي تواجه اليمن في مكافحة القرصنة؟ هناك تحديات كثيرة تواجه اليمن في مكافحة القرصنة، وأهمها الموقع الاستراتيجي لليمن على مضيق باب المندب وبحر العرب، ومن التحديات الأخرى الوضع السياسي والعسكري والأمني المحلي، وكثرة المنظمات الإرهابية في الداخل وفي دول الجوار ولاذلت في الصومال والقرن الأفريقي. فعلى امتداد السواحل البحرية في المحيط الهندي وخليج عدن ومضيق باب المندب، شهدت هذه المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً في أعمال وأنشطة القرصنة وهددت خطوط الملاحة العالمية وسلامة الأمن البحري بالمنطقة على نحوٍ غير مسبوق، مما حدا بالمكتب البحري الدولي في كوالالمبور بتصنيف هذه المياه بأنها “أخطر منطقة شحن بحرية” في العالم. وفي ضوء إدراك اليمن بخطورة هذه الظاهرة الإجرامية، أكدت اليمن حرصها المستمر على مكافحة ظاهرة القرصنة البحرية والسطو المسلح ضد السفن في منطقة خليج عدن وقبالة سواحل الصومال. وقامت البحرية اليمنية باتخاذ العديد من الاجراءات والتدابير العاجلة للحدّ من أنشطة القرصنة في خليج عدن وباب المندب، فبدأت بتكثيف وجودها ودورياتها الأمنية في المياه الإقليمية. كما وقّعت اليمن على اتفاقية لإنشاء مركز إقليمي في صنعاء لمكافحة القرصنة بالتعاون بين وزارة النقل اليمنية والمنظمة البحرية العالمية يتولى التنسيق بين الدول المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر، وتبادل المعلومات، وتنسيق القيام بمهمات مشتركة لمكافحة القرصنة، أو بالاشتراك مع القوات الدولية على غرار المركز الإقليمي للمقاضاة وتنسيق الاستخبارات لمكافحة القرصنة. وبالنسبة لنا في القوات البحرية والدفاع الساحلي فإن أكبر تحدي نواجهه هو التدمير الذي تعرضت له وحدات القوات البحرية وعدم جاهزية بعض الزوارق، وكذلك مراكز السيطرة والمراقبة والإنذار للقيام ولو بجزء بسيط في مكافحة القرصنة، وتأمين سواحلنا ومياهنا الإقليمية وتأمين الممرات الملاحية. لذلك نحتاج إلى التعاون مع شركائنا في مجال إعداد وتجهيز وحدات خاصة مشابهة لمشاة البحرية موزعة على موانئ عدن والحديدة والمكلا، وحول جزيرة سقطرى لمكافحة الإرهاب بسبب القرصنة البحرية التي تمثل تهديدًا إرهابيًا. كذلك نحتاج إلى إنشاء محطات المراقبة البحرية والرصد ورادارات لمراقبة القرصنة في عرض البحر وعمليات التهريب التي تنشط في بيئة بالغة الصعوبة لمراقبة السواحل البحرية. مجلة يونيباث: هل بإمكانكم إعطاء نبذة حول مسيرتكم الشخصية والمهنية؟ أنا متزوج وأب لأربعة أولاد وبنت. منذ تاريخ 7 أبريل 2016 تم تعييني بقرار جمهوري كقائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمنية وترقيتي إلى رتبة لواء. قبل ذلك شغلت الكثير من المناصب ومنها قائد زورق صاروخي، وقائد زوارق مدفعية، ومدير إدارة التدريب البحري، ورئيس شعبة الملاحة والدريب قيادة القوات البحرية، ومدير المدرسة البحرية للقوات البحرية والدفاع الساحلي. ولي كثير من المشاركات الداخلية والخارجية في الندوات والبحوث العسكرية في واشنطن، وصنعاء، وجيبوتي، والإمارات، والبحرين، وقطر وغيرها من الدول. بالنسبة لتأهيلي العلمي حصلت على بكالوريوس الملاحة البحرية من باكو جمهورية أذربيجان، الاتحاد السوفيتي سابقاً بعد دراستي من عام 1982 إلى عام 1986، وحصلت على ماجستير العلوم العسكرية، قيادة وأركان من الأكاديمية العسكرية العليا في العاصمة السويرية دمشق من عام 1997 إلى 1999. وتبعتها بزمالة حرب عليا من كلية الحرب العليا في صنعاء من عام 2011 إلى 2012. كما حرصت على الاشتراك في كثير من الدورات التدريبية والتأهيلية الصغرى ومنها على سبيل المثال لا الحصر دورات خاصة بقادة الزوارق وسفن المدفعية، وقادة زوارق الصواريخ، وقادة الكتائب، والأسراب والتشكيلات البحرية. Share
Comments are closed.