الشراكة من أجل دحر الإرهاب في العراق By Unipath On Jan 30, 2018 Share أ.م.د. حسين علاوي رئيس مركز أكد للشؤون الاستراتيجية والدراسات المستقبلية تعد الشراكة مفهوماً جديداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنه في إدارة القتال يمثل ركناً من الاستحضار الأساسي للمعركة وخصوصاً في العقائد العسكرية للدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التي طورت تجربتها بصورة فريدة من نوعها. السياق التاريخي قد يطول الحديث عن تاريخ وتفاصيل الشراكة الدولية ماقبل 1815، لذلك سأختصر الحديث على النجاح الكبير الذي حققه التحالف الدولي في حرب الخليج عام 1991. حيث كانت لحظة التطبيق الشاملة للشراكة الدولية في حرب الخليج إبان اجتياح العراق للكويت، وكان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تجد تطبيقاً شاملاً، فكانت فكرة التحالف الدولي لاستعادة الأراضي الكويتية وتقويض قدرة العراق على القيام بالحرب من جديد في منطقة غرب اسيا. جنود عراقيون يتدربون مع أفراد تابعين للتحالف الدولي. رويترز التحالف الدولي تحرك باتجاه آخر بعد 19 اذار 2003 لتقويض قدرة النظام السياسي السابق والعمل على انهياره، وحينما انهار النظام السياسي العراقي وسقط نظام البعث، جاءت الولايات المتحدة الامريكية ودول التحالف الدولي للعمل على بناء تجربة النظام السياسي الجديد ودعم النخب السياسية العراقية لتكوين نموذج جديد للدولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لكن الإرهاب والصراع السياسي كإفراز طبيعي للتغير أعاق نشوء الدولة بصورة فعالة، مما جعل السلطة العراقية معرضة لمواجهة تحديات داخلية من تمرد وقوى إرهابية وثقافة الضد المجتمعية بعد التعبئة الإقليمية لاجهاض تجربة العراق الجديد بعد 9 نيسان 2003، وما زال العراقيين يتحملون لحظة 9 نيسان –سقوط بغداد بيد قوات التحالف- ولم تنتقل الدولة نحو أفق جديد بسبب الإرهاب ونهج التمرد الاجتماعي القبلي – الطائفي الذي حاول به أنصار النظام السابق من محاولة تقويض التجربة، فكان فضاءاً لنشوء التنظيمات الإرهابيالإرهابية الإقليمية كتنظيم القاعدة الإرهابيالإرهابي والجيل الجديد لبقايا تنظيم القاعدة الإرهابي الممثل بكيان داعش الإرهابي، تنظيم داعش الإرهابي تطلب توحد في الموقف الدولي وما كان من الولايات المتحدة الامريكية أن تدعم تجربة الدولة العراقية في استعادة 40% من الاراضي التي سيطر عليها كيان داعش الإرهابي بعد سقوط مدينة الموصل، فتشكل التحالف الدولي في 22 ايلول 2014 لدحر كيان داعش الإرهابي. العمل معاً لهزيمة داعش عندما تجد خطر الإرهاب يهدد دولة، فلا بد على الدولة الأكثر حضوراً في العالم أن تعمل على دعم الدولة التي تعرضت الى موجة الإرهاب الدولي، وخصوصاً وأن هذه الدولة الناشئة من ركام الحروب توجد بينها وبين دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وبالتالي بعد انهيار أجزاء من القوة العسكرية كان لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي دوراً كبيراً في مواجهة الإرهاب الصادر من حركة كيان داعش الإرهابي في الأراضي العراقية الذي بدأ بقيادة الفريق الاول الركن الدكتور طالب شغاتي الكناني رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وبدأ بتحصين بغداد من المحور الجنوبي لخوض معارك جرف الصخر، ومن المحور الشمالي لخوض معركة تامين سامراء وبالتالي محيط بغداد. وهذا كان بالشراكة ما بين جهاز مكافحة الإرهاب وقوات التحالف الدولي، وخصوصاً من قبل الجانب الامريكي الذي لعب دوراً فعالاً في عمليات الإسناد اللوجستي، وتطوير قدرات جهاز مكافحة الإرهاب اللوجستية من خلال تعزيز أنظمة الاتصالات والإسناد الجوي القريب في إطار الشراكة لدحر كيان داعش الإرهابي، وهنا تكمن نقط إدارة التحالف ضد الخطر بين جهاز مكافحة الإرهاب كنموذج ريادي للقوات المسلحة العراقية التي تشارك جهاز مكافحة الإرهاب في مواجهة الخطر، سواء في الجيش العراقي، وقوات الشرطة الاتحادية، والحشد الشعبي، ومقاتلي العشائر العراقية. ولذلك نجد أن نموذج الشراكة قد تطور بعد دراسة رئيس أركان الجيش الامريكي جوزيف دانفورد الذي عمل على تطوير آليات الشراكة ضد الخطر من خلال رؤيته في تطوير عمل الاسناد الجوي، ودعم المستشارين للعمل مع الفرقة واللواء والوحدات العسكرية القتالية في الميدان، وهو ما جعل العراقيين وخصوصاً في قيادة العمليات المشتركة والقوات المسلحة العراقية للعمل في إدارة الحرب على كيان داعش الإرهابي في القتال في المدن الكبرى، والقتال قرب النهر، و القتال في المناطق المبنية. هذه التطورات الاستراتيجية أدت إلى تطوير فاعلية القتال، والتقدم، واختزال معارك عديدة بسبب الدعم الأمريكي ودعم دول التحالف الدولي للقوات المسلحة العراقية لدحر الإرهاب. الأجندة المشتركة نحو افق الشراكة المتكاملة عندما ينهار كيان داعش الإرهابي في الاراضي العراقية ستجد له خيوط عديدة وهذه الخيوط ستكون احد اشكالها هجمات مسلحة من قبله على المناطق الحضرية، وبالتالي النهج القتالي لكيان داعش الإرهابي الجديد هو حرب العصابات التي سيمارسها، وبما أن جهاز مكافحة الإرهاب قد احتاز على الجانب الدستوري لمكافحة الإرهاب، بالتعاون مع القوات العسكرية والمدنية المشتركة عبر قانون جهاز مكافحة الإرهاب الذي صدر في الربع الأخير من عام 2016، فإن هنالك ضرورة للعمل على تطوير أفق الشراكة من خلال الأجندة المشتركة ما بين جهاز مكافحة الإرهاب وقوات التحالف الدولي من خلال الآتي: تفكيك التطرف العنيف يستند التطرف العنيفعلى تجميع المظلومية المحلية، وعدم الثقة بنظام السلطة السياسية، والعقيدة الدينية واستثمار التنظيمات الإرهابية لخبرة المقاتلين القدامى لما يمتلكونه من قصص تحاول جذب وتجنيد عقد التطرف، وبالتالي أدوات القوى الإرهابية ستكون الفتوى وجمع الاموال والإعداد الفكري لجيل جديد من الإرهاب، وهنا المهمة النبيلة لجهاز مكافحة الإرهاب هو تفكيك عقد التطرف العنيف والمتمثلة بالاستفادة من تجارب دول التحالف الدولي في تفكيك عقد التطرف العنيف. زيادة التعاون الاستخباري ينبغي زيادة قدرات التحليل الاستخباري، وخصوصاً في التنبؤ ومجال استخبارات الإشارة التي يحتاجها العراق كثيراً ،إضافة إلى تطوير إدارة التطبيقات الالكترونية لبناء قواعد التحليل الاستخباري في المناطق المحررة لاستدامة الاستقرار وترسيخ الأهداف الأمنية، واستشراف العقد والفضاءات الهشة التي تنمو بها بكتريا الإرهاب العفنة. تطوير نظام الطائرات المسيرة ينبغي إقامة ورش عمل مكثفة في الجهد الهندسي والالكتروني لوضع نطاق عمل جديد لاستخدام الطائرات المسيرة في العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب، والانتقال بها نحو أفق جديد بما يهدف إلى تطوير القدرات الوطنية العراقية، وخصوصاً في جهاز مكافحة الإرهاب لما له دور في تحسين أنظمة الاستخبارات الجوية التي ستعطي لنظام المراقبة والسيطرة على الحدود معلومات فعالة ومساعدةللجهد البشري والاستطلاعي. إنشاء الفرقة المجوقلة العراقية نظراً لانهيار أسعار النفط وكلفة الحرب على كيان داعش الإرهابي واستدامة الاقتصاد المحلي في المناطق المحررة، يعاني العراق من إشكالية تحجيم الإنفاق على المشاريع الكبرى وخصوصاً في قطاع الأمن والدفاع، والشراكة لدحر كيان داعش الإرهابي تتطلب من قوات التحالف الدولي، وخصوصاً الجانب الأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني والاسترالي والكندي الخ للعمل على بناء نموذج جديد للقدرات الوطنية العراقية للاستجابة السريعة من أجل مواجهة أي خطر إرهابي في مجال العمليات الخاصة لدحر كيان داعش الإرهابي والجرائم الدولية العابرة للحدود. ولقد أثبت جهاز مكافحة الارهابفاعليته في إدارة العمليات الخاصة، وبالتالي العمل على زيادة قابليات العراق في بناء القوات المجوقلة العراقية بات ضرورة ،وليس اختياراً نظراً لحجم التهديد للأمن الوطني العراق من قبل التنظيمات الإرهابية، وبالتالي فإن فضاءات الشراكة يجب أن تسير بهذا الاتجاه نحو أفق التعاون والتكامل ما بين القوات المشتركة العراقية، كما أن منصة جهاز مكافحة الإرهاب مهيئة للعمل على إدارة القوات المجوقلة من أجل إدارة العمليات المشتركة ضد المخاطر الإرهابية الجديدة في العراق، سواء الانفتاح على مسرح العمليات في المناطق الحضرية أو الصحراوية أو المناطق المركبة. برامج العمليات المشتركة الخاصة يمتلك العراق عبر جهاز مكافحة الارهاب تجربة فريدة من نوعها في إدارة الحروب الجديدة بالتعاون مع دول التحالف الدولي، وبالتالي تعزيز دور التحالف الدولي في العراق وملائمته مع التجارب الإقليمية والدولية، وهنا أحجية العمل وتطوير آليات الانفتاح بين جهاز مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة في الدول العربية والإقليمية والدولية، و تحت مظلة مشتركة للعمل مع التحالف الدولي من أجل تبادل التكتيكات والخبرات، وتوطين ميدان جديد للتدريب فريد من نوعه، وهو مسرح العمليات العراقي في تجارب الدول لإدارة العمليات الخاصة. إذن نجد من خلال ما تقدم أن العمل على نموذج الشراكة وتطوير آليات العمل بين دول التحالف الدولي ،وخصوصاً من قبل الجانب الأمريكي مع جهاز مكافحة الإرهاب العراقي سيكون سبيلاً مهماً لدحر الإرهاب والقضاء عليه، سواء كان صادراً من قبل داعش الإرهابي أو غيره من المجاميع الإرهابية. Share
Comments are closed.